• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

31 اغسطس 2018

حلقة تلفزيونية _ من آيات القرآن الكريم _ 215البقرة_فضل الإنفاق فى سبيل الله

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ﴾ (215البقرة).

المذيع:

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أُرحب بحضراتكم في بداية حلقة جديدة في برنامج من آيات القرآن الكريم، والذي نتناول بفيه شرح لعدد من آي القرآن العظيم التي جاءت بالأمر الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلَّم: “قٌل” وكل الأسئلة التي جاءت والاستفهامات عنها في القرآن الكريم.

ضيفنا وضيف حضراتكم شارجاً لآي القرآن العظيم فضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد

الداعية الإسلامي نُرحب بك سيدنا الشيخ.

فضيلة الشيخ: أهلاً بك وبالسادة المشاهدين أجمعين.

المذيع:إسمح لنا نخرج لنستمع إلى هذه الآية القرآنية العظيمة محل هذه الحلقة، ثم نلتقي بعدها:

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ﴾ (215البقرة).

المذيع:فضيلة الشيخ: نريد شرحاً عاماً لهذه الآية.

فضيلة الشيخ:هذه الآية آية من آيات سورة البقرة، وسورة البقرة مدنية، ونزلت تُشرع للمسلمين ما ينبغي فعله لطاعة الله سبحانه وتعالى، ولذلك كثُرت فيها التساؤلات من المسلمين عن الطاعات التي يحبون أن يفعلونها، والكيفية الصحيحة لفعلها.

وكلها أسئلة وإجابة، والإجابة من الله والذي يبلغ هو رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

بثَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم في نفوس أصحابه الرغبة الشديدة في الإنفاق لأنها من أعظم الدرجات في الطاعات إلى الله سبحانه وتعالى.

فبدأوا يسعون بجدٍ وإخلاص في الإنفاق، وبالتالي بدأوا يسألون عن الكيفية الصحيحة لهذا الإنفاق، فسألوا النبي في هذا الموطن، ماذا ينفقون؟

يعني إلى من ينفقون؟  ما الأصناف التي يتوجهون بالإنفاق عليها؟

هذه الآية تتعلق بالصدقة وهو الإحسان، أما إنفاق الزكاة فلها آية خاصة بها ومصارف محدودة حددها الله في إفاقها في آية الزكاة في سورة التوبة:

﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ الله وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (60التوبة).

وهذه الآية غير آية الزكاة، وإنما تخصُّ الصدقة، والصدقة هي العمل التطوعي الذي يريد به الإنسان الأجر من الله وهو غير مُكلفٌ به، وإنما إن فعله له أجره وثوابه.

المذيع:قد يكون ـ سيدنا الشيخ ـ واجباً عليه للوالدين على اعتبار ما يقوله الله:

﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾ (215البقرة).

والوالدين إذا كانا كبيرين فتجب على الإبن الإنفاق عليهما.

فضيلة الشيخ:نعم هذا أمرٌ فرضه الشرع الشريف، لكن ليست كل الأصناف على هذه الشاكلة.

فجعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق هنا بحسب الأولويات، فبدأ أولاً بالوالدين لما لهما من حقوق وواجبات على الأبناء ومن البر، فمن البر من الأبناء بالآباء أن يعاونوهم ويعوضوهم، فالأب هو الذي أنفق على الإبن وهو صغير وينبغي على الإبن أن يعوضه بشيئٍ من ذلك وهو كبير، حتى يكون وفياً وباراً بوالديه.

فإذا بقي عنده مالٌ ويريد أن ينفقه فيكون للأقربون وهم أولى بالمعروف، فيبدأ بالأقربين ذوي القُربى من الفقراء والمساكين الذي يمتُّون له بصلة القرابة، فتكون صلةٌ لرحمِه ومودةٌ لأهله.

فإذا بقي عنده مالٌ ويريد أن يُنفقه فينفقه على اليتامى، لأن اليتيم فاقد العائل والأب، فهو أمسُّ الناس حاجة إلى من يُعينه ويبرُه ويكفيه طلباته.

فإذا بقي معه مالٌ فيُعطي المسكين، والمسكين هو الفقير الذي لايجد قوتاً في بيته.

فإذا وفَّى المساكين الموجودين في نطاق بيئته ومحلته، فقد يجد إبناً للسبيل، وابن السبيل يعني غريب جاء إلى موطنه وانقطعت به السبُل، ولا يجد مالاً يُنفق منه، وهذا أيضاً في حاجة إلى العطاء وإلى المودة.

ثم فتح الله سبحانه وتعالى بعد هؤلاء الباب ليرى الإنسان بنفسه ما هو أحوج للنفقة في محيطه:

 ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ﴾ (215البقرة).

 إلى صنفٍ آخر أو  في بابٍ آخر ترونه يقربكم إلى الله، فإن الله به عليم، وإن الله يطلع على أعمالكم ويعلم ما فعلتموه، ويُثيبكم عليه الثواب الكريم، والأجر الجزيل يوم لقائه سبحانه وتعالى.

المذيع:  فضيلة الشيخ فوزي المفهوم من هذه الآية القرآنية بعد شرح فضيلتك فما الدرس المستفاد، وفي ظل الآية الأُخرى التي تتكلم عن ذوي القربى أيضاً:

﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ (26الإسراء).

إذن هي حقوقٌ فُرضت للأقربين وغيرهم.

فضيلة الشيخ:إذا وُجد الأغنياء ووُجد الفقراء، فإن الإسلام يرتفع قدره في هذا المجتمع إلى أنه يُوجب على الأغنياء أن يكفُلوا هؤلاء الفقراء، ولذلك كان سيدنا عمر رضي الله عنه عندما حدثت المجاعة في خلافته قال:

[لو لم أجد إلا أني أجعل مع كل رجلٍ غني عدةٌ من الفقراء يكفلهم لفعلتُ ذلك].

لأن الإسلام دين التكافل الإجتماعي.

الغني ينبغي أن يرعى الفقير حتى يُحسوا جميعاً بالمساواة ويكونوا كما قال الله:

” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ” (10الحجرات).

فسيكون بينهم تآخي وتعاون: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (2المائدة).

هذا هو الأمر الإلهي حتى أن الله سبحانه وتعالى قال على لسان النبي أن المؤمن لو كان غنياً وجاره فقيرٌ ولا يشعر به، فإن إيمانه لا يكون كاملاً، قال صلى الله عليه وسلَّم:

(ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجاره جائعٌ ولا يشعر به).[عن أنس بن مالك رضي الله عنه  رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن].   

يعني لابد أن يتحسَّس أحوال إخوانه المؤمنين، وأحوال الفقراء والمساكين، وهذه ميزة المجتمع المسلم، مجتمع التكافل الإجتماعي في كل وقتٍ وحين.

المذيع:ما الدرس المستفاد والذي يجب علينا تطبيقه في هذه الفترة؟

فضيلة الشيخ:الدرس الذي نتعلمه جميعاً من هذه الآية الكريمة، أن المؤمن لا ينبغي عليه أن يكون أنانياً لا يهتم إلا بذاته فقط، وإنما ينبغي أن يتحلى بخُلق الإيثار، وينظر إلى من حوله من المؤمنين، وخاصة ذوي الحاجات من العجائز والمرضى والفقراء والمساكين، ويحاول أن يعنيهم قدر طاعته، ويحاول أن يساعدهم قدر استطاعته، لأن هذا هو الذي رسمه لنا الله، وهذا هو المنهج الذي مشى عليه رسول الله والصحابة المباركين معه.

﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالايمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (9الحشر).

قال صلى الله عليه وسلَّم:

(الكرم شجرةٌ في الجنة وأغصانها في الأرض، من تعلق بها جزبته إليها فأدخلته الجنة، والكريم قريبٌ من الله قريبٌ من الجنة قريبٌ من الناس، والبُخل شجرةٌ في جهنم من تعلق بها جذبته إليها فأدخلته النار، والبخيل بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الجنة، بعيدٌ من الناس).

[مرفوع عن جابر رضي الله عنه].

نسأل الله أن يُجملنا أجمعين بما كان عليه خير النبيين بخُلق الجود والكرم لكل المسلمين والمؤمنين في كل وقتٍ وحين.

المذيع:شكراً لك شكراً جزيلاً فضيلة الشيخ /فوزي محمد أبو زيد.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

==========================

الجمعة: 31/8/2018 موافق 20 ذي الحجة 1439 هـ القناة الثالثة:برنامج من آيات القرآن الكريم

 

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid