المذيع: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأُصلي وأُسلم على خير خلق الله قاطبةً، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أُرحب بحضراتكم في بداية حلقة جديدة في برنامج من آيات القرآن الكريم، مستعرضين الأوامر الإلهية للنبي صلى الله عليه وسلَّم في التبليغ عن الله في أمره الإلهي “قل”
محاولين أن نستبط الدروس والعظة والدرس من ضيوفنا الأكارم في هذه اللقاءات الطيبة المباركة التي نسأل الله أن تكون في موازيننا أجمعين.
ضيفنا وضيف حضراتكم في هذه الحلقة الجديدة في القرآن الكريم
فضيلة الداعية الإسلامي الكبير الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد نرحب بحضرتك سيدنا الشيخ.
فضيلة الشيخ:أهلاً بك وبالسادة المشاهدين على كتاب الله تبارك وتعالى.
المذيع: إسمح لنا أن نستمع للآية القرآنية محل الدراسة التمحيص في هذه الحلقة:
المذيع: فضيلة الشيخ فوزي المفهوم العام لهذه الآية القرآنية وهذا الأمر الإلهي كما استمعنا إليها.
فضيلة الشيخ:
هذه الآية القرآنية كانت أيضاً ردَّاً على مجادلة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلَّم في أمرٍ حسمه الله سبحانه وتعالى في القرآن: ﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا﴾ : (139البقرة).
والمحاججة أي المجادلة، والجدال يعني المِراء والكلام يكون فيه أخذٌ وردٌ مع العصبية وعدم التسليم من الفرد لأخيه.
فاليهود إدعوا أن سيدنا إبراهيم وهو أبو الأنبياء جميعاً، ومن بعده أبناؤه إسحاق وإسماعيل ويعقوب ومن بعدهم كانوا على دين اليهودية، وليسوا مسلمين فالله سبحانه وتعالى بدأ الآية مع اليهود على لسان حضرة النبي:
قل أتحاجوننا في الله وأنتم لا تعلمون شيئاً قليلاً أو كثيراً عن حضرة الله بجهالاتكم التي تبدونها في أقوالكم ونعوتكم: ﴿وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ (139البقرة).
لكن عملنا يتميز بأن فيه الإخلاص:﴿وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ (139البقرة).
إن كان الأمر كما تقولون، لما كان أوصى الله سبحانه وتعالى الأُمة الإسلامية أمة الإسلام فقال:
وصَّى إبراهيم أولاده بالإسلام، ووصى كل أولاده أبناءهم بالإسلام، لأن الله سبحانه وتعالى جعل الدين كله كما قال فيى القرآن: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الاسْلامُ﴾ (19آل عمران).
إذن إبراهيم ومن معه ومن تبعه من أنبياء بني إسرائل كلهم مسلمين.
إذن من أين جاءت التسمية التي لا توافق كلام الله وكتب الله؟
المذيع: فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد ،كيف كانت الآيات القرآنية محل هذه الحلقة مؤكدةً على أن الإسلام دين الرسل أجمعين؟
فضيلة الشيخ: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الاسْلامُ﴾ (19آل عمران).
إذن إبراهيم سمَّى كل من آمن بالله من بعده إن كان من بني إسرائيل أو من أولاد إسماعيل، كلهم سماهم المسلمين من قبل.ووصَّى بهذه التسمية إبراهيم ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ووصَّى بها أيضاً أولاده:
فهذه التوصية الإلهية التي ذكرها الله عز وجل تبين إن الدين عند الله الإسلام، وإنما هذه الأسماء التي استحدثوها أسماءٌ استحدثوها لظروفٍ معينة ونشروها وعمَّموها وكأنهم أبوا إلا أن يخالفوا الله عز وجل في هديه سبحانه وتعالى.
بالنسبىة إلى ناصرة التي وُلد فيها المسيح، هؤلاء هم الذين قالوا، وهؤلاء هم الذين قالوا، لكن الدين عند الإسلام من قبل القبل إلى بعد البعد، ومن آدم إلى يوم القيامة دين واحد هو دين الإسلام الذي جاء به كل الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام.
المذيع:
فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد ما الدروس المستفادة من هذه الآية العظيمة وأن الاستسلام لله تبارك وتعالى في كل أمرٍ هو علامة على إسلام المرء واستسلامه لله فيه.
فضيلةالشيخ:الأمر الأول:
هذه الدروس أن الإسلام هو دين الرُسل جميعاً، فلا ينبغي أن نفرق بين أحدٍ من رسله، ولا أن نفاضل بينهم، ولا أن ندخل في الغيبيات التي خصهم بها الله فنقول:
إن هذه العقيدة فيها كذا، أو هذه العبادات فيها كذا، فتلك أمورٌ غيبية ينبغي أن نسلمها لله سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني:
لا ينبغي لنا ونحن على قدرنا من العجز أن ندخل في الحضرة الإلهية والأمور الغيبية، فإن الكلام عن الحضرة الإلهية ليس معنا الوسائل الجسدية أو التكنلوجية التي توصلنا للذات العلية.
ولا حتى نستطيع أن نصل إلى الملائكة الكرام الكاتبين، ولا نستطيع أن نرى الجن وهم حولنا، ولا نستطيع أن نرى الكائنات الدقيقة على كل سطحٍ في أجسامنا، وإنما هذه الأمور الغيبية نعمل فيها بقول الله فينا:
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ (3البقرة).
أي يصدقون بالغيب، من الذي أخبرنا بهذا الغيب؟ الرسول، وما دمنا نصدق بالرسول، فنُصدق بكل ما جاء به من عند الله تبارك وتعالى، تلكم عقيدة المؤمنين الراسخة التي بها النجاة في الدنيا وبها السعادة في الآخرة إن شاء الله رب العالمين.
فما شأننا وشأن هؤلاء الجماعة، فنحن مسئولون عن أنفسنا، والغيوب لا يعلمها إلا علام الغيوب أو من علمه الغيوب وهو الرسول المرسل بالرسالة، فلا نستطيع أن نجتهد فيه بفكرنا ولا بعقلنا ولا بعلمنا، وإنما نصدق بما جاء به نبينا عن ربنا سبحانه وتعالى فيها.
المذيع: أشكرك شكراً جزيلاً فضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد وإن شاء نتواصل مع حضرتك بإذن الله حول معاني آي القرآن العظيم.
وأشكر لحضراتكم حسن المتابعة.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم