سؤال: يوجد أولياء أجسادهم لا تبلى، وهناك أولياء أجسادهم تبلى بعد فترة من الزمان،
هل معنى ذلك أنه ليس بولي لله؟
********************
نحن كلنا كمسلمين أولياء لله عزَّ وجلَّ، لا يوجد مسلم مستقيم يخرج من الدنيا إلا وهو ولي لله عزَّ وجلَّ: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾[62يونس]. من هم هؤلاء؟ نحن المسلمون، لأننا لا نخاف في الآخرة، ولا نحزن على أحبابنا في الآخرة، لأننا كلنا أولياء لله عزَّ وجلَّ.
ولكن الله قال: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾[163آل عمران]. هناك درجات في الولاية، وأعظم هذه الدرجات الذين ورثوا الرسل والأنبياء، ماذا ورثوا منهم؟ فقد ورد في الأثر: { نحن معاشر الأنبياء لا نورث درهماً ولا ديناراً وإنما نوِِّرث علماً ونوراً}.
منهم الذي ورث العلم من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومنهم الذي ورث النور من النبي صلى الله عليه وسلم– هذه درجة وهذه درجة- ومنهم الذي ورث العلم والنور من النبي صلى الله عليهوسلم – وهذه الدرجة الأعلى، وهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لهم خصوصية الأنبياء: {إِنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ} (سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة عن أوس بن أوس رضي الله عنه)، فيظل على حالته وهيئته لا يبلى حتى يوم القيامة، وهم معدودون ومحدودون في الكون، حتى من الصحابة رضي الله عنه، بالرغم أن عددهم كان أكثر في عصر النبيِّ صلى الله عليه وسلم والصحابة، ولكن يقلُّ عددهم مع تقدم الزمان.
هذا هو الأمر في هذا الشأن، فليس معنى أن الإنسان جسمه سيبلى أنه ليس ولي، لأننا كلنا أولياء لله وأجسامنا سوف تبلى، فكل المسلمين المستقيمين أولياء لله عزَّ وجلَّ،وكلنا سوف ينادى علينا يوم القيامة: يا ولي الله فلان، احفظوا هذا النداء لأنكم سوف تنادون به هناك، حتى الملكان عندما يسألانه يقولان له: يا ولي الله فلان، فكلنا أولياء لله، ولكن الدرجات عند رفيع الدرجات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
********************
الحلقة السادسة عشر من برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية
المسجد العتيق – طفنيس – الأقصر 20 من ربيع الأول 1434هـ الموافق 1/2/2013م