السؤال التاسع: لِمَ ضاعف الله عزَّ وجلَّ الأجور في رمضان وجعل الفرض بسبعين؟
—————
دائماً العيد يكون فيه نفحات، وفيه هبات، وفيه عطاءات، فأكرم الله عزَّ وجلَّ المؤمنين أجمعين في شهر القرآن بأن جعل لهذا الشهر خصوصية في الثواب الذي يتفضل به علينا حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ، حتى أن الرجل منا لا يستطيع الأولون ولا الآخرون حتى ملائكة الله أن يحسِبُوا ما له من ثواب في شهر رمضان واحدٍ يصومه لله عزَّ وجلَّ.
مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)[2].
ولكن لأنه صام بعده شهر رمضان ارتفع فوقه هذه المنزلة العالية في الجنان، لأن شهر رمضان يجعل الله عزَّ وجلَّ المؤمنين فيه في ضيافة الله، والأجور الإضافية الربانية هي التي تعمل في هذا الشهر، فالكل يأخذ أجراً إضافياً.
وكما ذكرنا من قبل أن الصلاة في غير رمضان بعشر، والفريضة في رمضان بسبعين فريضة فيما سواه، يعني بسبعمائة، والنافلة بفريضة فيما سواه، فكلنا نأكل ولكن الله صلى الله عليه وسلم جعل الضيافة في هذا الشهر على نفقة رب العزِّة صلى الله عليه وسلم مع أنه يُنفق علينا صلى الله عليه وسلم على الدوام، فقال صلى الله عليه وسلم:
فالفطور الذي تشتريه لهم، والسحور الذي تُحضره لأولادك يحاسبك عليه الدرهم بسبعمائة، بشرط أن لا يكون هناك إسرافٌ ولا مباهاة، فلو وُجد الإسراف تُمنع، ولو وجدت مباهاة ورياء فليس لك أجراً في هذا العمل، قال صلى الله عليه وسلم:
فتكون النفقة على الأولاد كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة درهم.
إذا نمت في نهار رمضان لتستعين على قيام الليل أو على السحور، فـنومك عبادة، وإذا جلستَ ولم تتحدَّث مع أحد لكن كففت لسانك عن الإساءة إلى أحد، فصمتك تسبيح،قال صلى الله عليه وسلم:
في كل ليلة يصطفي الله عزَّ وجلَّ ما يشاء من خلقه، تُحرِّر بهم الملائكة كشوفٌ وتُعرض في الصحف المطهرة، وكل واحدٍ منهم قرين إسمه: عتيقٌ من النار، قال صلى الله عليه وسلم:
فإذا وُفِّق المرء في العشر الأواخر من رمضان، وصلَّى العشاء في جماعة، والصبح في جماعة فقد أحيا ليلة القدر، وحُرِّر له شيكاً عند الله عزَّ وجلَّ من الأجر بأنه عَبَدَ الله عزَّ وجلَّ عبادة خيرٌ من ألف شهر، ونال عبادة ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر.
فلو داوم على ذلك مثلاً خمسين سنة ولقي الله عزَّ وجلَّ، وذهبنا لمكتب الصحة لنُخرج له شهادة الوفاة، فيقول مكتب الصحة عنده مثلاً سبعين سنة، فيقول مكتب الصحة الإلهي: عنده أربعة آلاف وسبعون سنة!!، لماذا؟ لأن ليلة القدر الخير فيها خيرٌ من ألف شهر.
ما لا يُعد ولا يُحصى ولا يُحد من الأسرار والأنوار في رمضان، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:
[2]معجم الطبراني عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
[3]الحديث الشريف رواه ابن أَبِي الدُّنْيَا فِي فَضَائِلِ رَمَضَانَ عن حمزة وراشد بن سعد مُرْسَلاً، وقول عمر رضي الله عنه.أورده سليم الرازي في عَوَالِيهِ عن ثور بن يزيد.
[4]الحاكم في المستدرك ومسند أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
[5]شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
[6]أخبار مكة للفاكهي، وفضائل الأوقات للبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[7]معجم الطبراني والبيهقي عن نافع بن مسعود رضي الله عنه.