• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

10 يوليو 2015

خطبة الجمعة_المنح الإلهية فى ليلة القدر

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

الحمد لله ربِّ العالمين، وسعنا بعظيم نُعماه، وأغدق علينا من سماء برِّه أنواره العلية وضياه، وجعل أجسامنا ترتع في النعم الظاهرة، وقلوبنا تتمرغ في الأنوار الإلهية الباطنة. سبحانه .. سبحانه، يتجلى باسمه الكريم على الصائمين، فلا يدع باباً للخير إلا ويدخلهم فيه، ولا يترك خزينة من خزائن برِّه إلا ويعطيهم منها، ولا يدع لهم ذنباً فعلوه إلا غفره بمنِّه وفضله ورحمته.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، رحيم بعباده المؤمنين، ورحمن لهم وللخلق أجمعين، نادى في قرآنه الكريم عباده المذنبين والتائبين، والراجين لفضله في كل وقت وحين، فقال لهم أجمعين: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (156الأعراف).

وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، أعطاه الله عزَّ وجلَّ ما لم يعط أحداً من النبييين والمرسلين، ومن أجله أعطى أمته ما لم يعط مثيله لأي أمة من العالمين.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، كنز الحق الملئ بالأنوار الإلهية، والعطايا الربانية، واجعل لنا أجمعين نصيباً في الدنيا من عطائه، ونصيباً في الآخرة من شفاعته، واحشرنا أجمعين في زمرته في جنة النعيم، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.

أيها الأحبة جماعة المؤمنين:

إن فضل الله عزَّ وجلَّ علينا معشر الصائمين لا يعدُّ ولا يحدّ، ولا يستطيع أحدٌ من الأولين ولا الآخرين – مهما أوتي من بيان وفصاحة لسان – أن يبين ذرة من فضل الله عزَّ وجلَّ  علينا جماعة الصائمين.

يكفينا أن نعلم أن الله عزَّ وجلَّ جعل هذا الشهر معرضاً لرحمته التي تنزل بها لأمة سيدنا محمدٍ أجمعين، والتي نرجو أن نكون منهم في الدنيا ومعهم يوم الدين.

وسع الله هذه الأمة بفضله، فجعل لجميع الصائمين .. أن الله عزَّ وجلَّ يغفر ما مضى من الذنوب، ويجعل أوقاتهم كلها طاعات، حتى نومهم الذي يستعينون به على قيام الليل جعله تسبيحات، وجعل نفقاتهم على أهليهم وأولادهم أجوراً مضاعفات، وجعل دعواتهم في شهر رمضان كلها مستجابات. قال صلى الله عليه وسلَّم:

(نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف)[1]

وقال صلى الله عليه وسلم عن نفقة الصائم:

(نفقة الصائم على أهله في رمضان كالنفقة في سبيل الله؛ الدرهم بسبعمائة ألف درهم)[2]

وجعل الله عزَّ وجلَّ لائحة الأجور الإلهية فيه مضاعفة أضعافاً كثيرة؛ فالفريضة فيه تعدل سبعين فريضة فيما سواه في الأجر والثواب، والنافلة فيه تساوي فريضة فيما سواه عند يوم الحساب بين يدي الكريم الوهاب، والنفقة فيه أفضل النفقات، والصدقة فيه لمن يفعلها هي أكرم الصدقات. قيل: يا رسول الله، ما أفضل الصدقة؟ قال:

(صدقة المؤمن في شهر رمضان)[3]

ثم زادنا الله عزَّ وجلَّ من إكرامه وبرِّه فجعل لأهل الخصوصية منحاً إلهية يوزعها عليهم في الليالي القدرية في العشر الأواخر من شهر رمضان:

منا من يعطيه الله عزَّ وجلَّ ثواباً خيراً من عمل ألف شهر في طاعة الله وعبادته، كلها عبادة خالصة مقبولة عند الله، وهذا لمن حافظ على صلاة الفجر وصلاة العشاء في جماعة في العشر الأواخر من رمضان، لقوله صلى الله عليه وسلم:

(من صلَّى العشاء في جماعة والفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله)[4]

وقوله صلى الله عليه وسلم:

(من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر)[5].

أما الذي يحيي هذه الليالي في طاعة الله بالصلاة والذكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير لله، والاستغفار لله، والصلاة والتسليم على حبيب الله ومصطفاه، والتدبر والتلاوة مع الترتيل لكتاب الله .. فهؤلاء لهم أجور تصلهم فوراً مباشرة من حضرة الله عزَّ وجلَّ على يدي ملائكة الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

(إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة ومعه ثلاثة ألوية: لواء ينصبه على ظهر الكعبة، ولواء ينصبه على ظهر بيت المقدس، ولواء ينصبه على مسجدي هذا)[6].

ثم يأمرهم فيتفرقون .. (فلا يدعون عبداً لله قائماً أو قاعد، راكعاً أو ساجد، إلا ويسلمون عليه ويصافحونه)[7].

(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر) (سورة القدر)

وناهيك بعبد بُلِّغَ السلام على يد الملائكة الكرام من حضرة السلام الأجلِّ الأعزُّ عزَّ وجلَّ!! من يُبلَّغ بهذا السلام فإنه حتماً سيختم الله له في الدنيا بخاتمة الحسنى:

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)

(27إبراهيم)

ويكون يوم القيامة مع الذين يقول فيهم الله:

(عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ. تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ. يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ. خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)

(23: 26المطففين)

أما من كفَّ جوارحه وأعضاءه عن الذنوب والآثام، واعتكف في هذه الأيام الكريمة متفرغاً لطاعة الملك العلام، فهذا له ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر!!

بعضهم يكرمه الله عزَّ وجلَّ بلحظة صفاء في قلبه، فتنقشع الحجب ويرى ما وراء الأستار، ويطالع عوالم الأنوار، ويدخل في قول الله:

(وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (75الأنعام)

فيصل إلى مقام الإيقان، فيفتح له أبواب السموات فيراها بعين قلبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحدهم ذات صباح:

(كيف أصبحت يا حارثة؟ فقال: أصبحت مؤمناً حقًّا، فقال صلى الله عليه وسلم: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وأصبحت وكأني أرى أهل الجنة وهم يتزاورون فيها، وكأني أرى أهل النار وهم يصطرخون فيها، وكأني أرى عرش ربي بارزاً، فقال صلى الله عليه وسلم: عرفت فالزم). ثم التفت لمن حوله وقال: (عبدٌ نوَّر الله بالإيمان قلبه)[8].

هذا وصل إلى حقيقة التقوى التي أمرنا بها الله، ومن أجلها فرض علينا الصيام، وقال في الغاية منه:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183البقرة)

أي تصلوا إلى هذا المقام العظيم في تقوى الله جلَّ وعلا.

ومن السعداء في هذه الليالي المباركة الذين دائماً وأبداً تمتليء شغاف قلوبهم بحب حبيب الله ومصطفاه، ويودون في كل أنفاسهم أن يرفع الحجاب عن أعين بصائرهم ليتمتعوا بالنظر إلى جمال الله الذي أفاضه على حبيبه ومصطفاه ..

هؤلاء يقوى وجدهم، ويشتد هيامهم، وتنقشع البراقع كلها والسحب – سحب الأغيار – عن قلوبهم، حتى يظهر الحبيب صلى الله عليه وسلم لهم، يبلغهم السلام من السلام عزَّ وجلَّ.

قوم يتلقون السلام من الملائكة الكرام، وقوم يتلقون السلام من الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. في هذه الليلة المباركة تتوزع العطايا الإلهية بكافة أنواعها على المجدين في طاعة ربِّ العالمين:

منهم من يفتح الله عزَّ وجلَّ له باب الإلهام فيعلمه علماً من لدنه:

(آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65الكهف)

فيمتليء قلبه بالعلوم الإلهية النازلة الفورية، ويُنطق الله بها لسانه لمن يتقبلها ويحبها من عباده المؤمنين.

         ومنهم من يجعل الله له نوراً من نوره في سريرته، فينظر بنور الله، وينطق بتوفيق الله، وفيهم يقول صلى الله عليه وسلم:

(اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله، وينطق بتوفيق الله)[9]

ومنهم .. ومنهم، إلى ما لا نهاية للإكرامات، ولا عدَّ لهذه العطاءات. نسأل الله عزّض وجلَّ أن نكون من أهلها أجمعين. قال صلى الله عليه وسلم:

(من أحيا ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه)[10]

فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أعاننا بعونه وقوَّته على الصيام والقيام، وتفضل بفضله وكريم منته فزادنا في الأجر والثواب على جميع الأنام.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا طاقة لعبد على طاعته إلا بحوله وقوته، ولا حفظ لعبد عن معصيته إلا بحفظه سبحانه وتعالى للعبد وصيانته.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا محمد صلاة تقربنا بها إليه، ونستوجب بها الشفاعة ونكون يوم القيامة بين يديه، ونفوز بها بالمقام الكريم في الجنة فنحظى بجواره أجمعين. آمين .. آمين يا ربَّ العالمين.

أيها الأحبة جماعة المؤمنين: يا مَنْ اصطفاكم الله عزَّ وجلَّ على العالمين،واختاركم لتكونوا من عباده المؤمنين، وقوَّاكم بقوَّته، وأعانكم بحوله لتكونوا له طائعين، ذاكرين شاكرين.

فإن من تمام فضل الله عزَّ وجلَّ علينا أجمعين – وقد علم أننا لا نخلو من السهو، ومن النسيان، ومن اللغو ومن الهنات التي تقلل قدر الصيام أو تنفص أجر القيام، فتعهد الله عزَّ وجلَّ لنا بأن يكون أجرنا موفوراً، وسعينا مشكوراً، وعملنا في الدنيا والآخرة نوراً، فأمرنا بشيء يسير نخرجه في هذا الشهر الكريم، يزكي الله به صيامنا، ويتجاوز به عن لغونا ورفثا، ويطعم به إخواننا الفقراء والمسالكين، قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

(فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمسكين)[11].

 فكأن الله عزَّ وجلَّ جعل هذه الزكاة ممحاة تمحو الخطايا والذنوب التي ارتكبناها أثناء الصيام، وتمحو السهو والجفا الذي تعمدناه في القيام، ليخرج الإنسان من هذا الشهر الكريم ويحضر حفل توزيع الجوائز يوم العيد، وبسمى “يوم الجائزة:، يأمر الله ملائكته الكرام أن يقفوا على أفواه السكك، وينادوا علينا ويقولون:

(يا أمة محمد، اخرجوا إلى ربٍّ كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم)[12]

فإذا حضرنا إلى مصلى العيد وشهدنا الصلاة، كان نداء الحقِّ عزَّ وجلَّ لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، يحكيه لنا النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يقول الله تعالى:

(يا عبادي، وعزَّتي وجلالي لا تسألوني في جمعكم هذا شيئاً لآخرتكم إلا وأعطيتكم، ولا تسألوني في جمعكم هذا شيئاً لدنياكم إلا نظرت إليكم، انصرفوا مغفوراً لكم، لقد أرضيتموني فرضيت عنكم)[13].

يوزع الله عليهم وسام المغفرة ثم يلحقه بأعلى وسام وهو الرضا من الله، فيدخلنا في قوله جلَّ في علاه:

(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (8البينة)

وزكاة الفطر تبدأ من أول رمضان على أصح الأقوال، وآخر وقت لها صلاة العيد، لكن الذي تأتي عليه صلاة العيد ولم يخرجها لا تسقط عنه، وإنما تصير ديناً عليه لله عزَّ وجلَّ، وإن كان ينقص منه الأجر والثواب، ويخرجهالمرء عن كل من يعول؛ إن كان زوجته وأولاده وبناته الذين معه في المعيشة، وإن كان عنده خادم أخرج عنه، وقدرتها دار الإفتاء المصرية هذا العام (رمضان 1436هـ) بثمانية جنيهات عن الفرد. ولا يوجد مسلم معفياً عنها أو منها، فكل مسلم يخرج زكاته ولو كان فقيراً.

فالفقير يأخذ من الأغنياء ثم لابد أن يتعود على الإنفاق، فيخرج عن نفسه وأهله ويعطيها للفقراء، وتخرج عن عدد من في البيت ليلة العيد، فإذا جاءنا ضيف جديد – مولود جديد – في ليلة العيد نخرج عنه زكاة الفطر. أما من يفارقنا إلى الدار الآخرة في شهر رمضان فليس عليه زكاة الفطر، لأن شرطها أن يشهد الإنسان آخر يوم من رمضان وليلة العيد؛ جزء من آخر يوم من رمضان وليلة العيد، هؤلاء تجب عنهم الزكاة أجمعين، والمسئول عنها كما قال صلى الله عليه وسلم:

(كلكم راع، وكل راع مسئول عن رعيته)[14]

كيف نخرجها؟ وما الآداب التي نكون عليها عند إخراجها؟ هذا ما سنؤجله إلى عقب الصلاة حتى نتعلم الكيفية الصحيحة التي طلبها منا الله عند إخرج هذه الزكاة.

نسأل الله عزَّ وجل أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وركوعنا وسجودنا، وصدقاتنا وزكاة فطرنا، وكل أعمالنا الصالحة التي نتوجه بها خاصة إليه.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، يا أكرم الأكرمين.

اللهم أكرم بلاد الإسلام واجعلها بلاد الأمن والسلام، واقض على الطغاة الذين يروعون المؤمنين ويقتلون المسلمن، واجعل بلاد الإسلام بلاداً آمنة مطمئنة إلى يوم الدين

اللهم اجعل بلدنا مصر كما قلت في قرآنك: ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (99يوسف)، واجعل أهلها في سخاء ورخاء وعيشة طيبة إلى يوم الدين.

اللهم انزغ الأحقاد والأحساد من صدورنا، وانزع اكبر والبغضاء من قلوبنا، واملأ قلوبنا بالمحبة والمودة لجميع إخواننا المسلمين أصلح أحوالنا، وأحوال إخواننا المسلمين أجمعين.

عباد الله، اتقوا الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90- النحل).

اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.

************************

[1] البيهقي عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَسُكُوتُهُ تَسْبِيحٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَعَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ).

[2] رواه ابن سعد وذكره في الفتح الكبير عن حمزة. وعَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:انْبَسِطُوا فِي النَّفَقَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّ النَّفَقَةَ فِيهِ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

[3] البيهقي والخطيب عن أنس، والترمذي بلفظ: (أفضل الصدقة صدقة رمضان).

[4] رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن عثمان رضي الله عنه بلفظ: (مَنْ صَلَّىٰ الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ لَيْلِهِ، وَمَنْ صَلَّىٰ الْصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْل كُلَّهُ).

[5] وذكره مالك في الموطأ بلاغاً عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: ((من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها))، وعن أبي هريرة مرفوعاً: (من صلى العشاء الآخرة في جماعة من رمضان فقد أدرك ليلة القدر).

[6] البيهقي عن أنس رضي الله عنه: (إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ نزل جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ يَذْكُرُ اللَّهَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِهِمْ يَعْنِي يَوْمَ فِطْرِهِمْ، بَاهَى بِهِمْ مَلائِكَتَهُ، قَالَ: يَا مَلائِكَتِي مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ وَفَّى عَمَلَهُ؟ قَالُوا: رَبَّنَا جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ، قَالَ: مَلائِكَتِي عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ خَرَجُوا يَعِجُّونَ إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ، وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَكَرَمِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لأُجِيبَنَّهُمْ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، قَالَ: فَيَرْجِعُونَ مَغْفُورًا لَهُمْ). … وذكر القرطبي في تفسيره: وقال ابن عباس: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى، منهم جبريل، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه، إلا مدمن الخمر، وآكل الخنزير، والمتضمخ بالزعفران).

[7] روى ابن حبان والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال صلى الله عليه وسلم: (فَيُسَلمُونَ عَلى كُل قَائِمٍ وَقَاعِدٍ، وُمُصَلَ وَذَاكِرٍ، وَيُصَافِحُونَهُمْ وَيُؤَمنُونَ عَلى دُعَائِهِمْ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ).

 .

[8] البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: {بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذِ اسْتَقْبَلَهُ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟)، قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، قَالَ: (انْظُرْ مَا تَقُولُ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً). قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَعَاوَوْنَ فِيهَا. قَالَ: (أَبْصَرْتَ فَالْزَمْ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُودِيَ يَوْمًا فِي الْخَيْلِ، فَكَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ رَكِبَ، وَأَوَّلَ فَارِسٍ اسْتُشْهِدَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهُ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ وَلَمْ أَحْزَنْ، وَإِنْ يَكُنْ فِي النَّارِ بَكَيْتُ مَا عِشْتُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: (يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ، وَالْحَارِثُ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى)، فَرَجَعَتْ وَهِي تَضْحَكُ وَتَقُولُ: بَخٍ بَخٍ لَكَ يَا حَارِثُ} .

[9] الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه مرفوعاً، وعن ثوبان رضي اللَّه عنه ، رفعه بلفظ: (احذروا دعوة المسلم وفراسته، فإنه ينظر بنور اللَّه، وينطق بتوفيق اللَّه).

[10] وفي الصَّحيحَيْنِ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبه).

[11] أخرجه أبو داود وابن ماجه بسند حسن عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدها بعد الصلاة في صدقة من الصدقات). وأخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة).

[12] رواه ابن حبان والبيهقي

[13] الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[14] متفق عليه عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

10         خطبة الجمعة بمسجد النور حدائق المعادي القاهرة من رمضان 1436هـ، 10/7/2015م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid