قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ)[1] ... القضاء ينزل من السماء والدعاء يصعد من الأرض فيتقابلان … قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (لا يغني حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وِإِنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)[2].
يكشف عن الإنسان هذا البلاء … ولطف الله عز وجل في نزول هذا البلاء – وحتى لو نزل البلاء – فيكون فيه لطفٌ، ولذلك كان بعض الصالحين يقول: ((اللهم إنا لا نسألك ردَّ القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه))[3] … لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك، بل قال أكثر من ذلك، فكان يقول: (وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ)[4].
لم يقل: (الطف) … لأن الله بيده الأمر وهو على كل شيء قدير، قدَّر أو قضى علينا بأى أمرٍ فيه شرٌّ أو ضُرٌّ لنا، فهو قادر على أن يصرفه عنا.
فالدعاء يرفع البلاء، وكذلك الصدقة تمنع نزول البلاء، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل هذه الأعمال، وأن لا يجربنا ولا يختبرنا، وأن يردَّ عنا كلَّ بلاء، بفضله ومنه على الدوام.