السؤال السابع والعشرون: لماذا تأخرت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة مع أنه مجاب الدعوة في الحال؟
————
الدعاء كما يقول فيه سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: ((يستجيب لك فيما يريد لا فيما تريد، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد لتعلم أنه عزَّ وجلَّ عَليٌّ في كنهه وقدرته وعظمته عن العبيد)).
لكي يظهر إنفراد الألوهية، فلو استجاب الله عزَّ وجلَّ في نفس الوقت والتو واللحظة والحال، لعظَّم الناس هذا العبد، ولربما يشركوه في درجة الألوهية، لكن جعل الله عزَّ وجلَّ هناك أمراً ثابتاً وهي أن الإجابة من شأنه عزَّ وجلَّ في الوقت الذي يريده وفي الوقت الذي يحدده، لكنه يستجيب إكراماً للعبيد، لكن لا تضع لهذا الدعاء شروطاً وتفرضها على من يقول للشيء كن فيكون.
هل ينبغي لعبدٍ أن يقول يا ربّ أريد أن تقضي لي هذه الحاجة كذا في يوم كذا؟! هذا تدخل في شئون الربوبية، لكن أنا أدعو الله أن يقضيها، وهذه العبودية، ولا ينبغي للعبد أن يتدخل في شئون الربوبية.
الربوبية لها الصلاحية المطلقة في إختيار الأمثل والأفضل، وخاصة أنه عزَّ وجلَّ أعلم بنا من أنفسنا، وأولى بنا منا، ويختار الأنسب لنا في الدين والدنيا والآخرة وهو غيبٌ عنا، فنكل أمر ذلك إلى من يعلم الغيب ويعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور وهو الله عزَّ وجلَّ.