Sermon Details

5 يونيو 2015
يقول رسول الله {وليلة النصف من شعبان ينسخ فيها الأجال و الأرزاق} نرجو توضيح معنى نسخ الاجال والارزاق؟
ABOUT SERMON:
السؤال الثلاثون: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة النصف من شعبان: (وليلة النصف من شعبان يُنسخ فيها الآجال والأرزاق)، نرجوا توضيح نسخ الآجال والأرزاق؟
———–
أولاً: هذا الحديث حديثٌ ضعيف وإن قيل يُعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، فقد قيل في هذا الحديث – فيما معناه – أن الرجل ليفعل كذا وكذا وقد نزلت الحفظة الكرام بأجله، يعني مكتوبٌ أنه سيموت، والله عزَّ وجلَّ قدَّر في ميادين أزله أن هناك أعمال تنسخ الآجال أي تؤخرها، وقال صلى الله عليه وسلم: (بِرُّ الْوَالِدَيْنِ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَالْكَذِبُ يَنْقُصُ الرِّزْقَ، وَالدُّعَاءُ يَرُدُّ القَضَاءَ، وللهِ فِي خَلْقِهِ قَضَاءانِ؛ قَضَاءٌ نَافِذٌ وَقَضَاءٌ مُحْدَث).
إما أن تزيد في العمر حقيقةً، وإما أن يحدث في عمره بركة، فما يفعله في عمره إن كان في ستين عاماً مثلاً يوازي ما يفعله غيره في ستمائة عامٍ، وهذا من ناحية البركة التي يباركها الله في هذا الوقت.
وإما أن ينسخه حقيقةً، فقد قال الله في قرآنه: (قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ) (2الأنعام)، هناك أجل قضاه الله، وقال أيضاً: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) (39الرعد).
قد يقدر الله عزَّ وجلَّ أجل فلان في يوم كذا في شهر كذا في سنة كذا، ويدعو له رجلٌ صالح بدعوة فينسخ الله هذا العمر ويمد له في عمره كذا وكذا وكذا، دعوة من أمه أو دعوة من أبيه أو دعوة من أخٍ صالحٍ له، أو دعوة من رجل صالحٍ. أو قد يكون قد عمل عملاً صالحاً يحبه الله ويرضاه فيرضى عنه مولاه فيؤخره إلى أجلٍ معلوم.
هذا لا غضاضة فيه، وقد يكون هناك رجلٌ شريرٌ فاسدٌ يتضرر الخلق منه، فيدعون عليه الله فيقصف الله عمره ويُقصِّر أجله إكراماً لخلقه، فهذا من طلاقة القدرة الإلهية، فإن الله عزَّ وجلَّ له طلاقة القدرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*****************
شرف شهر شعبان (الكتاب رقم 90)، الفصل الرابع 2