السؤال الرابع والثلاثون: كيف يستعد المسلم من شعبان لرمضان؟
———–
هذا السؤال أجبناه من قبل، وقلنا أن المسلم يمرِّن نفسه على الصيام حتى يكون جاهزاً ولا يشعر بتعب أو إرهاقٍ عند مجيء رمضان.
يُدرِّب نفسه على حُسن التلاوة لكتاب الله، حتى يتلو الكتاب في رمضان كما أُنزل على رسول الله، فلا يُلحن ولا يغير في الحركات ولا السكنات.
ويدرِّب نفسه على البذل، ولذا كان أصحاب حضرة النبي يخرجون أموال زكاتهم في شهر شعبان ليتدربوا على البذل في رمضان، لأن زكاة المال فريضة، والصدقات نافلة، فيُخرجون الفريضة في شعبان ليتفرغوا للتصدق في شهر رمضان.
يقيم بعض الليل في ليالي شهر شعبان ليتمرن على القيام في شهر رمضان.
وعليه في هذه الأيام قبل مجيء رمضان أن يطالع ويسمع أحكام الصيام حتى إذا بدأ رمضان كان عاملاً بما يعلم، وحتى مَنْ عنده عِلْمٌ فعليه أن يراجع، فأنا كلَّ سنة لابد أن أراجع الأحكام في مثل هذه الأيام لأنه جلَّ من لا يسهو.
والحمد لله قد جمعنا لكم خيري الدنيا والآخرة في شهر رمضان في كتاب: (الصيام شريعة وحقيقة)، فجمعنا فيه أحكام الصيام الواردة عن الحبيب المصطفى، وتطرقنا إلى الفتاوى الشرعية في كل المستحدثات العصرية حتى لا يتوه العبد.
وتحدثنا في المناسبات التي يجب للعبد أن يهتم بها في شهر رمضان، ثم ذكرنا بعض الإشراقات الروحانية، فعلينا مطالعة هذا الكتاب ودراسته، وليست مطالعة بل دراسة حتى نعي ما فيه، فإذا جاء شهر رمضان دخلنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[1].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*****************
[1] ورد في بحر الفوائد بمعاني الأخبار لمحمد بن اسحق