السؤال العشرون: يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)[1]، هل يغفر الله للمشرك؟ ومن هو المشاحن؟
—————–
الحديث واضح؛ أنه لا يغفر الله للمشرك ولا للمشاحن فكيف نقول: هل يغفر الله لمشرك؟! يغفر الله للمشرك إذا أسلم، فالإسلام يمحو ما قبله.
والمشاحن الذي في قلبه شحناء، أي: خصومة أو نزاع أو حقد أو حسد لمن حوله؛ سواء من أقاربه أو من أحبابه، أو من أصحابه أو من زملاءه .. فكل مَنْ في قلبه شيءٌ من هذا ويُصِرُّ عليه ويعيش به ويحيا به وينام به، فهذا لا يقبل الله عزَّ وجلَّ عمله، لأن المؤمن الحقيقي إذا حدث بينه وبين أخيه أمرٌ كان تأثره وقتي، وبعد مرور الوقت: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) (40الشورى).
لا يوجد مؤمن يبيت حاملاً ضغينة لأحد من المؤمنين، يقول صلَّى الله عليه وسلَّم للصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه: (يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ، يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ)[2].
وهذا شأن المسلم على الدوام؛ الحفاظ على سلامة القلب: (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (89الشعراء).