• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

28 ديسمبر 2012م

هل سواد وجه الميت دليل على سوء الخاتمة وأن من يدفن الميت يعرف هل الميت فى الجنة أم فى النار؟

.

شارك الموضوع لمن تحب

*****************************************

سؤال: هل سواد وجه الميت دليلاً على سوء الخاتمة؟

وهل صحيح أن من يدفن الأموات يعرف الذي سيدخل الجنة والذي سيدخل النار؟

======================================================

هذه أمورٌ ليست من دين الله في شيء، فإن السواد والبياض وخاصة في عصرنا في مصرنا ليس دليلاً على حُسن الخاتمة أو سوء الخاتمة، فإن مصر – وأنتم تعلمون ذلك – من أوائل دول العالم التي ينتشر فيها مرض الكبد، ومرض الكبد كل علاماته أنه يُغيّر وجه الإنسان ويجعله حتى وهو في حياته – في الحالات الخطيرة منه – يسود وجهه فإذا مات ميتٌ بداء الكبد، فهذا عند الله شهيد لقوله صلى الله عليه وسلم: { الْمَبْطُونُ شَهِيدٌ } (صحيح البخاري وابن حبان عن أبي هريرة)، لكنه لأنه مات بهذا الداء يكون وجهه بعد موته أسوداً، فأنظر إلى شهيد لكن وجهه أسود!!

إذاً ليس هذا دليلاً على خاتمته، فأما خاتمته فالذي يدل عليها أعماله التي كان يعملها، قال صلى الله عليه وسلم: { إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا } (صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي فإذا مات على عملٍ صالح فتكون بُشرى له بأنه من الصالحين، وإذا مات على عملٍ غير صالح فنضرع إلى الله ونطلب منه أن يعفو عنه وأن يتغمدّه برحمته.

ولو كان بياض الوجه دليلاً على الصلاح كان أهل أوروبا وأهل أمريكا عند موتهم من الصالحين، لأنهم أنضر وجوهاً منا وأبيض شكلاً منا. لكن الذي يدلّ على الصلاح والتُقى العمل الصالح الذي يموت المرء عليه، كمن مات في الصلاة، أو عقب الصلاة، أو عقب حج بيت الله، أو عقب صيام شهر رمضان، أو مات وهو يمسك بكتاب الله وهو يتلوه، أو مات وهو يذكر الله، أو مات وهو يتحدّث بالخير، أو مات وهو يُصلح بين إثنين متخاصمين، أو مات وهو يَبِرُّ أباه أو أمه، فمن يموت في هذه الأعمال فهذا دليلٌ على حُسن الخاتمة إن شاء الله رب العالمين، ومن يمت على أعمالٍ أخرى، فلا نقول سوء الخاتمة، ولكن نقول: في عفو الله، إن شاء عفا عنه وغفر له، وإن شاء آخذه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الحادية عشر من برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية   دملو ـ بنها ـ مسجد الرحمن 14 من صفر1434هـ 28/12/2012م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid