السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل سنة وحضراتكم بخير وربنا يجمعنا دائماً في المسرات وفي الأيام المباركة، ويجعل لقاءنا بكم بشارة خيرٍ من الله تبارك وتعالى لكم.
أُرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج “من آيات القرآن الكريم” وحول القراءة الواعية القراءة المتفهمة القراءة المتدبرة لآي القرآن العظيم.
نسأل الله تبارك وتعالى القبول وحُسن الرجاء من الله سبحانه وتعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه، ضيفنا وضيف حضراتكم في برنامج “من آيات القرآن الكريم”
فضيلة الداعية الإسلامي الشيخ /فوزي محمد أبو زيد
كل سنة وأنت طيب سيدنا الشيخ.
فضيلة الشيخ:
كل سنة وأنت بصحة وسعادة والتوفيق لأن تكون من أهل الحُسنى والزيادة.
المذيع:
اللهم آمين والسامعين أجمعين والمشاهدين والمتابعين والراجين فضل الله تبارك وتعالى، واسمحوا لنا أن نستمع للآية القرآنية العظيمة، وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له لعلكم ترحمون:
الآية القرآنية العظيمة تناولت الصلاة، الأمر الإلهي بالصلاة متكرر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية كثيرة بالأمر بالصلاة والحفاظ عليها والإستمساك بها، فنريد شرح لهذه الآية القرآنية العظيمة.
فضيلة الشيخ:
أولاً: الله سبحانه وتعالى ذكر في هذه السورة وفي هذه الآية وهي مكية نزلت بمكة إقامة الصلاة، ولم يقُل:قل لعبادي الذين آمنوا يصلوا، ولكن قال: يقيموا الصلاة.
وإقامة الصلاة أي المحافظة على حُسن الطهارة قبلها، والمحافظة على حُسن أداء أركانها وعلى
التدبر في التلاوة والتسبيح الحادث بها، وعلى حدوث الخشوع في القلب أثناء مناجاة الله سبحانه وتعالى أثناءها.
إذا أُديت الصلاة بهذه الكيفية كانت إقامة، فكان للإنسان بها من المنافع الدنيوة والمنافع الأُخروية ما لا يُعد ولا يُحد.
المذيع:
سيدنا الشيخ نريد ببصيرتكم التي أعطاها لكم الله أن تبينوا لنا مالفرق بين أرحنا بالصلاة وأرحنا من الصلاة؟
فضيلة الشيخ:
الصلاة إذا أداها الإنسان بخشوع يكون هناك بينه وبين الله حبلٌ للمناجاة يستشعر فيه بلذة في قلبه لا يستطيع أحدٌ وصفها، ويستشعر حلاوة الإيمان فيكون في مناجاةٍ مع الله سبحانه وتعالى يلخصها الله سبحانه وتعالى في حديثه القدسي، فيقول في الحديث القدسي الذي يرويه حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم:
(جعلتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تبارك وتعالى: حمدني عبدين وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، إهدنا الصراط المستقيم إلى آخر سورة الفاتحة، قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ماسأل).
وفي راية للإمام مسلم:
رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الله مجّدني عبدي، فإذا قال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
المذيع:فضيلة الشيخ: إقامة الصلاة بحضور القلب كيف تكون؟
فضيلة الشيخ:
تكون الصلاة بحضور القلب إذا إمتلأ القلب بخشية الله وتقوى الله والخوف من مقام الله سبحانه وتعالى، فهذا يجعل الإنسان عندما يقف بين يدي الله يكون كما قال الله:
فضيلة الشيخ: ذكرت مرة أن من صلى ركعتين دون أن تحدثه نفسه بشيئ، فما معنى هذا؟
فضيلة الشيخ:
إذا صلى الإنسان وأقام الصلاة كما وصفنا فعندما يقول: الله أكبر تكون الدنيا بما فيها ومن فيها خلف ظهره، ولا يوجد في قلبه أكبر من مولاه تبارك وتعالى، فيكون هناك مباشرةً إتصالٌ وصلة بينه وبين الله، فلا يسأل الله شيئاً في الصلاة إلا أعطاه، ولا يطلب منه طلباً إلا لبَّاه، ولا يدعو دعاءاً إلا وأجابه مولاه تبارك وتعالى وأعطاه ما يتمناه.
ولذلك كان أصحاب النبي ومن بعدهم من الصالحين في كل زمان ومكان إذا ألمَّ بأي أمرئٍ منهم ملمة أو إنتابه مهمة لجأ إلى الله، فإن كان في كربٍ فرجَّه الله، وإن كان في همٍّ كشفه الله، وإن كان محتاجاً إلى شيئٍ قضاه له الله، يقول سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه:
[ما احتجتُ إلى شيئٍ وصليت ركعتين وقلت: يا رب عبدك جعفر يحتاج إلى كذا، فما أستتم صلاتي إلا وأجد هذا الشيئ بجواري].
تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
المذيع:
شكراً جزيلاً لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
برنامج من آيات القرآن المذاع على قناة القاهرة الكبرى بالتلفزيون المصرى الأحد 27/5/2018 موافق 10رمضان 1439هـ