• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

3 يونيو 2018

حلقة تلفزيونية _ من آيات القرآن الكريم _التوبة الآية 53 الزمر

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

 

المذيع: الأستاذ/ سمير شهاب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لمن يتابعوننا من أول برنامج “آيات القرآن الكريم” نتناول فيه شرحاً لآية من آيات الله تبارك وتعالى وما يقابلها أو ما يوافقها من حديث النبي صلى الله عليه وسلَّم في محاولة للفهم والوعي والتدبر.

ضيفنا وضيف حضراتكم في هذه الحلقة الشيخ/فوزي محمد أبو زيد

الداعية الإسلامي .. فضيلةالشيخ كل سنة وحضرتك طيب.

فضيلة الشيخ:

وأنت بالصحة والسعادة وجعلنا الله وإياك والمشاهدين أجمعين من أهل الحُسنى وزيادة.

المذيع:

إسمح لنا أن نستمع لهذه الآية العظيمة ثم نعود بعد ذلك لتقديم الشرح حولها.

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (53الزُمَر).

المذيع:فضيلة الشيخ نريد شرحاً لهذه الآية وأسباب نزولها وهل هي مكية أو مدنية.

فضيلة الشيخ:

هذه الآية مدنية، وأسباب نزولها كما يرويها سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد وردت في صحيح البخاري ومسلم، أن قوماً كانوا في الجاهلية قد قتلوا كثيراً وجنوا كثيراً، فقالوا: يا رسول الله إن دينك لحق، ولكن هل لنا من توبة في الأعمال التي فعلناها، فنزل قول الله سبحانه وتعالى:

” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (53الزُمَر).

ففتح الله الباب للتوبة وللتائبين أجمعين في أي زمانٍ ومكان، وناداهم بلفظ عباده: وهو لفظٌ فيه رقة وفيه لين وفيه فتحٌ للباب لهؤلاء الذين أُبتلوا بهذه الذنوب وبهذه المعائب.

ووصفهم بأنهم أسرفوا على أنفسهم، يعني ارتكبوا كثيراً من المعاصي والذنوب، ثم قال لهم مبشراً:

” لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ” (53الزُمَر).

ثم فتح الباب فقال:” إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ” (53الزُمَر).

ثم فتح الباب أكثر فقال:جميعاً يعني كل الذنوب عند الله بعد التوبة يغفرها الغفار تبارك وتعالى.

المذيع:

بعد التفسير العام لهذه الآية ما الموضوع الذي نخرج به في هذه الحلقة؟

فضيلة الشيخ:

الموضوع الذي نحتاجه جميعاً هو موضوع المغفرة والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى.

المذيع:

فضيلة الشيخ الحديث عن التوبة حديثٌ يمسُّ كل الناس تقريباً، والحديث عن المغفرة فكلنا في حاجة إلى المغفرة، فالكثيرون يقعون في حبائل الشيطان ويأتون الذنوب بقصدٍ أو بغير قصدٍ، فماذا تقول في التوبة والمغفرة والإنابة إلى الله؟

فضيلة الشيخ:

المهم أن يعلم الإنسان المؤمن علم اليقين بناءاً على نصِّ هذه الآية وغيرها من النصوص التي تشابهها أن رحمة الله واسعة تسع الناس جميعاً فلا يقنط من ذنبٍ عمله وييأس من رحمة الله، فإن القنوط من رحمة الله واليأس كبيرة من الكبائر لا ينبغي أن يتصف بها مؤمنٌ قط، وإنما يكون عنده دائماً وأبداً مهما فعل أمل أنه ما دام قد رجع إلى الله وندم على ما فعل وعزم على أن لا يعود إليه مرةً أُخرى أبداً، وانتهي عن هذا الذنب في هذا الوقت، فإن الله عز وجل يغفر له ذنبه، قال صلى الله عليه وسلَّم:(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).[الترمذي وابن ماجة والدارامي وأحمد عن انس بن مالك رضي الله عنه].

ولم يقُل التائبون، فالتوابون صيغة مبالغة، يعني كلما أذنب تاب، وكلما وقع في الذنب رجع إلى حضرة التواب، لأن الإنسان لا يستطيع أن يحفظ نفسه من الذنوب إلا إذا حفظه حضرة علام الغيوب تبارك وتعالى.

فإذا تذكر الإنسان ذلك يعلم علم اليقين قول الرسول صلى الله عليه وسلَّم في حديثه الآخر:

(إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).[رواه مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه].

وعندما ننظر إلى ثواب العبادات التي فرضها الله تبارك وتعالى علينا نجد أن أن أول فضل الله مغفرة الذنوب لفاعلها، فالصلاة يقول فيها الله:

” فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ يَدْعُوكُمْ ـ لمَ؟ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ” (10فاطر).

للمغفرة وفيها يقول صلى الله عليه وسلَّم:

(مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ عذبٍ بباب أحدكم يغتسل فيه خمس مرات، فهل يُبقي ذلك من درنه ـ أي وسخه شيئاً؟ ـ قالوا: لا قال، قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا).[رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه].

وشهر رمضان الذي نصومه الآن يقول فيه صلى الله عليه وسلَّم:

(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه).[الصحيحين عن أبي هريرة رضي اله عنه].

فإذا واظب على صلاة القيام، قال صلى الله عليه وسلَّم:

(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه).[رواه أبو هريرة رضي الله عنه ـ متفقٌ عليه].

وفريضة الحج التي يتهافت عليها المسلمون أجمعون يقول فيها صلى الله عليه وسلَّم:

(من حجَّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أُمه).

[رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه].

إذن كل الطاعات تدعوا إلى مغفرة الله عز وجل، فكأن الله عز وجل كما قال في القرآن:

” إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” (222البقرة).

أي يُحب أن يكون عباده المؤمنين دائمي التوبة لحضرته، مسارعين إلى المغفرة، وهو عز وجل يحب ذلك من عباده ويحقق لهم المراد.

فإذا داوموا على ذلك بدَّل الله سيئاتهم حسنات:

” فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ” (70الفرقان).

جعل مكان كل ذنبٍ حسنة فضلاً من الله وإكراماً من الله لعباد المؤمنين الذين نرجوا أن نكون منهم أجمعين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

برنامج من آيات القرآن المذاع على قناة القاهرة الكبرى بالتليفزيون المصرى الأحد 3/6/2018 موافق 18رمضان 1439هـ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid