فضيلة الشيخ هذه الآية رقم 64 من سورة الأنعام، هذه الاية أين نزلت؟ ومتى نزلت؟ وأسباب نزولها؟
فضيلة الشيخ:
هذه الآية مكية نزلت في مكة المكرمة، وأسباب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يدعو المشركين بالمنطقق والحُجة، فكان من ضمن كلامه معهم هذه الحجة التي لقنها الله تبارك وتعالى له، أن الإنسان إذا وقع في ضيق أو وقع في شدة أو وقع في كبوة أو وقع في همٍّ أو غمٍّ أو أي كرب، من الذي ينجيه منه؟ لا ينجيه لا الأصنام ولا الأوثان لأنها لا تنفع ولا تضر وإنما الذي ينجيه هو الله تبارك وتعالى.
فكانت إقامة حُجة بالغة على المشركين والكافرين.
المذيع:بماذا نخرج من الموضوع الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة؟
فضيلة الشيخ:الكرب.
المذيع:كثير من الناس يقول: أنا في كرب أو في ضيق، حتى أن القرآن أورد أمثلة للكرب والضيق، فماذا تقول لنا في الكرب؟
فضيلة الشيخ:تقريباً أن معظم أفراد المجتمع في هذا الوقت يشكون من النوازل والضيق والكروب، مع أن الله عز وجل فصَّل للمؤمن المنهج الذي لا ينتابه ضيق ولا يصيبه كربٌ أبداً.
الباب الأول:الإستغفار:
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
[لو قيل إن بلاءٌ من السماء نزل، ما نزل على مستغفر].
لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
” وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ” (33الأنفال).
فلو واظب الإنسان المؤمن على الاستغفار لله سبحانه وتعالى على الهيئة النبوية فقد كان صلى الله عليه وسلَّم يقول:
(أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله وأستغفره في اليوم مائة مرة).
فلو واظب الإنسان على الاستغفار لله مائة مرة كل يوم ما أصابه كربٌ ولا همٌّ ولا غمٌّ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم:
(من لزم الإستغفار ـ ولزم يعني واظب ـ جعل الله له من كل همٍّ فرجا، ومن كل ضيقٍ مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
إذن الإستغفار هو الباب الأول الذي ينجي من كل الكربات ومن كل الهموم ومن كل الضيق.
بابٌ آخر: الصدقة:
ونكتفي به حتى لا نطيل على المشاهدين، وهو باب الصدقة ولو قليلة، قال صلى الله عليه وسلَّم:
(إتقوا النار ولو بشق تمرة).
ماذا تفعل؟ قال صلى الله عليه وسلَّم:
(الصدقة تدفع سبعين باباً من البلاء أدناها الهمُ).
سبعين باباً من البلاء تدفعها الصدقة، فالإنسان كم يُنفق إبنه كل يومٍ في المشتريات؟ فلو جعل كلا يومٍ جنيهاً يُعطيه لله ويسلمه ليدٍ فقير مستحقٍ من عباد الله، نجَّاه الله من سبعين باباً من البلاء وأدناها الهم.
البابٌ ثالث:صلاة الفجر في جماعة:
لو حافظ على صلاة الفجر في جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلَّم:
(من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله إلى أن يُمسي).
وما دام في ذمة الله فلا يستطيع أحدٌ أن يمسُّه بسوءٍ ولا يُصيبه بأذىً.
إذن الكرب ليس للمؤمن ولا للمسلم التقي النقي الذي يواظب على أمثال هذه الطاعات.
المذيع:نشكرك شكراً جزيلاً فضيلة الشيخ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
برنامج من آيات القرآن المذاع على قناة القاهرة الكبرى بالتليفزيون المصرى الخميس 14/6/2018 موافق 29رمضان 1439هـ