السادة المشاهدين ما زلنا نتشبَّث بروحانيات رمضان، وبروح رمضان ونتعلق به، وسبحان الله قد سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم صيام ستٍ من شوال، وكأنه يُعطينا فرصة لنتزوَّد أو نرتبط أكثر بروح رمضان لنأخذ زاداً لباقي العام.
فلا زلنا بهذه الروح وهذه الدفعة الإيمانية في قلوبنا وأرواحنا لنُكمل باقي العام، فكيف سنكمل باقي عامنا؟ وكيف نظل بهذه الروح ونظل على هذه الوتيرة في العام؟ وكيف نحاول أن نكون على نفس القدر من الإيمان قريباً من هذه الروح التي كنا عليها في رمضان؟
هذا موضوع حلقتنا اليوم مع ضيفينا بإذن الله الأستاذ /فوزي محمد أبو زيد ـ الداعية الإسلامي.
أهلاً بفضيلة الداعية فوزي أبو زيد ـ أهلاً بفضيلتك معنا.
فضيلة الشيخ:أهلاً بك وبالسادة المشاهدين أجمعين.
المذيعة: الشُحنة الإيمانية التي خرجنا بها من رمضان ـ الحمد لله أنها ما زالت معنا ونقويها بستٍ من شوال، ونريد أن تظل هذه الشُحنة معنا طوال العام.
المذيعة:بدايةً بأي الأمور نبدأ؟ هل بالصبر الذي تعلمناه في رمضان؟
فضيلة الشيخ:
بالطبع أكبر شُحنة يأخذها المسلم في شهر رمضان هي شُحنة الصبر، والصبر قال فيه صلى الله عليه وسلَّم:(الصبر من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد).
يعني هذا الجسد لا يستطيع أن يعيش بغير روح، وكذلك إيمان المؤمن لا يتم تحقيقه على أكمل وجه كما يحب الله سبحانه وتعالى إلا إذا تجمل هذا المؤمن بالصبر في كل المواقف، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم قال في حديثٍ آخر:(الصبر نصف الإيمان).
نصف الإيمان الصبر على تحمل القيام بالطاعات، وعلى تحمل لوم النفس في منعها من المعاصي، وعلى تحمل الأذي وتجاوز الحد من الخلق في التعاملات.
المذيعة:حضرتك في سياق هذا الكلام تشير لأكثر من نوع من الصبر، فاسمح لي أن الناس عندما
يُذكر كلمة الصبر يأتي على أذهانهم أنه الصبر على المصائب فقط أو المشاكل فقط، وهنا كذا نوع من الصبر، يعني الطاعات فيها صبر والمعاصي فيها صبر، وهذه أمور تحتاج إلى توضيح أنواع الصبر.
فضيلة الشيخ:أنواع الصبر تقريباً أربعة:
النوع الأول:الصبر على طاعة الله:
فالصيان وحبس النفس على الأكل والشرب طوال يومٍ كاملٍ، وخاصة في الأيام الطويلة والحر الشديد، فهذا يحتاج إلى صبر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم عن شهر رمضان:(وهو شهر الصبر).
لأن الإنسان يصبر فيه عن الامتناع عن الجوع وعن العطش وعن النوم بالليل بالقدر الكافي.
وهناك أيضاً صبرٌ على طاعة الله، فالإنسان كي يقوم وهو نائمٌ متعب ولم يستغرق في النوم كثيراً، أن يقوم لصلاة الفجر في وقتٍ باكر يحتاج إلى صبر النفس وتحملها لذلك.
وفريضة الحج والزحام الشديد في الطواف أو في السعي أو في السفر أو في غيره تحتاج إلى صبرٍ شديد.
فكل الطاعات بدون استثناء تحتاج إلى صبرٍ لحُسن أدائها وأن لا يؤديها الإنسان وهو كاره أو متبرم لها، لأنه لو أدي الصيام مثلاً وهو متبرمٌ منه نقص من أجره عند الله.
المذيعة:
إسمح لي عندما أكون صابرة أكون متضايقة وأقول أنا صابرة، فهل الصبر لا يكون فيه ضيق؟
فضيلة الشيخ:
الصبر فيه تحمل بدون كراهة، يعني لو كره هذا العمل ويؤديه وهو كاره، فهذا ليس صبر وينقص من أجره.
لكن لو أنني أديتُ هذا العمل برضا وبحب ولكن فيه مشقة، فأتحمل هذه المشقة فهذا هو الصبر الجميل، فأتحمل المشقة في سبيل الوصول إلى الغاية والحصول على السواد العظيم وعلى رضا الله سبحانه وتعالى.
النوع الثاني:الصبر عن المعاصي:
فالصبر عن المعاصي قد يُعرض على الإنسان معاصي وتُهيئ له أسبابها، فإذا حبس نفسه عن
المعاصي خوفاً من الله فإن هذا هو الصبر الجميل، كأن يلوح للإنسان في عملٍ مع خلوُّ المكان ووجود قدرٍ من المال في إمكان أن يأخذه ولا يراه أحد، لكنه يتذكر أنه يراه الواحد الأحد، فهذا يمنعه من هذه المعصية.
أو لا قدر الله أن يختلي رجلٌ بامرأةٍ لا تحل له ويُهيئ لهما الشيطان فعل المعصية، فكونه يجاهد نفسه في ذلك فهذا صبرٌ عن معصية الله سبحانه وتعالى.
المذيعة:وأيهما أقوى؟ هل الصبر على الطاعة؟ أم الصبر عن المعاصي؟
الصبر عن المعصية أقوى، لأن النفس تميل دوماً إلى المعاصي:
والمعاصي تُزين للإنسان، فكونه يكُفَّ نفسه عن المعاصي مع تهيئتها، فهذا أكرم عند الله، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلَّم بين ذلك في حديثه عندما سأله رجلٌ: من أعبد الناس؟ فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(إتقِّ المحارم تكن أعبد الناس).
ولم يقُل له صلِّ كذا أو صُم كذا، لا فمن يتقِّ المعاصي فهو أعبد الناس عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلَّم.
النوع الثالث:الصبر عند مُر القضاء:
وهناك صبرٌ عند مُر القضاء:
فأي إنسان يتعرض في هذه الحياة لفقد حبيب كأبٍ أو أُم أو إبن أو إبنة أو زوج أو زوجة، أو غيره أو يتعرض لقضاء الله لا قبل له به كمرض لا يستطيع دفعه ولا يستطيع أن يقوم بتمام علاجه، فالصبر هنا يقتضي أن يأخذ الإنسان بالأسباب ولا يتخلَّى عنها ويدعو الله ويُسلِّم لقضاء الله.
يعني لا ييأس من روح الله، ولا يشكُ الله إلى خلق الله كما يقول البعض لماذا إنا يفعل بي ربي كذا وكذا وكذا، فهذا يشكو الله لخلق الله، فهو سبحانه ولا يُسأل عما يفعل، ونحن نعلم علم اليقين أن الله لا يختار لنا إلا الأكرم والأفضل لنا في الدين والدنيا والآخرة.
فلابد أن نصبر لننال أجر الصابرين، وأجر الصابرين عظيم، فإن لم نصبر فلن نستطيع فعل شيئاً في مُصابنا ونُحرم من أجر الصابرين، قال الله في أجر الصابرين:
ويكفي أن الصابر يدخل الجنة بلا سؤال ولا ميزان ولا حساب فضلاً من الله سبحانه وتعالى.
النوع الرابع: الصبر في معاناة التعامل مع الخلق:
وهو الأهم في زمننا هذا الصبر في تحمُّل معاناة التعامل مع الخلق، فإن الناس في هذا الزمن معظمهم يخرج عن طوره في التعامل، فلا يتحمَّل أذى الخلق، فمنهم من يغضب لأتفه الأسباب، ومنهم من هو سريع الخطأ في الألفاظ والسُباب والشتائم، فهذا يحتاج من المؤمن إلى صبرٍ شديد في تحمل أذى الخلق، ولذلك أنا أعُدُّ هذا النوع أكبر أنواع الصبر في القدر عند الله عز وجل وخصوصاً في هذا الزمن.
إذن الصبر في تحمُّل المعاملة مع الخلق أكبر في الأجر والثواب من الصبر في العبادات، فيستطيع الإنسان أن يقوم الليل، وأن يصوم أبد الدهر في النهار، ولكنه يحتاج إلى ضبطٍ شديد إذا تعامل مع إنسان وخرج هذا الإنسان عن شعوره، وانهال عليه سباً وقدحاً وشتماً وما شابه ذلك، فهذا الذي يحتاج إلى المجاهدة الشديدة في تحمل الخلق.
فهذه أنواع الصبر بقدر الإستطاعة حتى لا نطيل على السادة المشاهدين.
المذيعة:من الدروس التي تعلمناها طوال شهر رمضان أننا نراقب الله، وهي تقوى الله والتقوى هي الهدف من الصيام في مراقبة الله عز وجل.
كيف نراقب الله عز وجل؟ أو منتفعين بمراقبة الله عز وجل طوال العام وليس في رمضان فقط؟
فضيلة الشيخ: هذه النقطة بالذات لو إستطاع الإنسان والمجتمع إصلاحها إنصلح أحوال الأفراد والمجتمعات بالكلية.
فالإنسان الصائم يستطيع أن يأكل إذا كان بمفرده ولا يطلع عليه أحد، فالذي يمنعه من ذلك علمه بأن الله يطلع عليه ويراه، وإذا كان الله يطلع عليه ويراه في شهر رمضان، فإن الله يطلع عليه ويراه في كل وقتٍ وآن.
المذيعة:
إسمح لي فضيلتك هناك نقتطين أريد ذكرهما بمناسبة مراقبة الله عز وجل:
الأولى: نجد الآن بعض المحلات تضع كاميرات مراقبة، ويضع لافتة على المحل يقول فيها: المحل مراقب بالكاميرات.
الثانية: في بعض البلاد عملوا وقفات إحتجاجية بأن أي إنسان من حقه الإفطار علناً وهذا حقه، مع أن الله قد فرض الصيام والإطار إختياري بالنسبة للإنسان ولا يحتاج إلى وقفات إحتجاجية.
فهاتان النقتطان لا يفهما الناس، فأرجوا التوضيح.
فضيلة الشيخ:
الإنسان المؤمن له ثلاث كاميرات تراقبه:
” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ـ
وهذه الكاميرا الأولى.
وَرَسُولُهُ ـ وهذه الكاميرا الثانية.
وَالْمُؤْمِنُونَ ” (105التوبة) ـ وهذه الكاميرا الثالثة.
والكاميرات الإلهية غير الكاميرات البشرية التي تراقب الظاهر فقط، ولكنها تراقب الظاهر والخواطر التي في السرائر.
والكاميرات الإلهية تسجل أحوال الإنسان في كل لحظات حياته حتى يفارق الدنا.
فلو علم الإنسان أن الله يطلع عليه ويراه فإنه سيحفظ نفسه بتوفيق الله من الوقوع في أي مخالفة أو معصية في حق الله أو في حق أي أحدٍ من إخوانه المسلمين.
فإذا كان تاجراً فلن يغُش في بيعٍ ولن يغش في كيل ولا في ميزان، ولن يغش في سعر، ولا يحاول أن يخزِّن الأقوات حتى يرتفع السعر على إخوانه المسلمين، ولا يكذب ولا يحلف كاذباً ليُروِّج بضاعة.
المذيعة:
إسمح لي فضيلتك لأن هذا الموضوع إنتشر بين التجار ونحن نريد أن نفيد الناس بكل كلمة نقولها، فهل الحلف في التجارة كاذباً أو صادقاً حلال؟
فضيلة الشيخ:
هذا ممنوع، فقد قال صلى الله عليه وسلَّم في حديثه الصحيح.
(الحلف منفقةٌ للسلعة ـ يعني ليُروج للسلعة ـ ممحقةٌ للكسب).
الحلف ممحقة للكسب يعني يجعل المكسب ليس فيه بركة، حتى ولو كان صادقاً، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم في الحديث الآخر:
(ويلٌ للتاجر من: لا والله، وبلى والله).
فالمفروض لا يحلف مطلقاً إلا إذا أُستدعي للحلف في قضية واستدعاه القاضي ليشهد في هذه القضية.
لكن في البيع والشراء وفي أي تعاملات فالمسلم غير مطالب أن يحلف، قال الله تعالى:
” وَلا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لايْمَانِكُمْ ” (224البقرة).
وهذا أيضاً من مراقبة الله.
فإذا راقب الإنسان ربه إنصلح حاله سواءٌ في بيته أو في شارعه أو مع جيرانه أو في عمله، فلا يراقب دفتر الحضور والانصراف والمدير الذي يحاسبه ويعاتبه، ولكن يعمل العمل ابتغاء مرضاة الله، ويعامل زوجته في مولاه ويعامل أولاده فيما يحبه من مولاه، ويعامل الخلق جميعاً كما قال صلى الله عليه وسلَّم:
(لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه).
إذا إنتشرت هذه المراقبة في المجتمع كما إنتشرت في المجتمع الأول في عصر النبي وفي عصر الخلفاء الراشدين، فكيف يكون الحال؟
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يمشي في البادية ومعه جماعة من رفقائه، فقصَّرت بهم النفقة، فوجدوا راعي غنم فطلبوا أن يبيعهم شاة، وقال له: يا غلام بعني هذه الشاة، فقال: إنها ليست لي فأنا أجير وإنها لسيدي، فقال له: قُل له: إن الذئب أكلها، فغضب الراعي وقال له: عجباً لك وماذا أقول لله سبحانه وتعالى؟
فهؤلاء وليس معهم شهادات عالية ولا دراسات راقية، ولكنهم كانوا يراقبون الله سبحانه وتعالى، ولم تكن هناك كاميرات تراقبهم، ولكن كان معهم كاميرات الإلهية:
(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
المذيعة:
بعض الناس يقولون أننا لسنا في زمان هؤلاء القوم، والناس جميعهم لم يعودوا يأتمن بعضهم البعض، ولم يعودوا بهذه الأخلاق، فأنا سأراقب الله في الناس، فمن يراقب الله فيَّ؟ فلابد أن أحتاط أنا الآخر، أو أُعامل الناس بالمثل، وهل لو راقبتُ الله فهل سيحفظني؟
فضيلة الشيخ:
الحمد لله ـ (الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة).
والله تبارك وتعالى سيحفظني، وسيُقيد لي من يُراقب الله سبحانه وتعالى فيَّ، لأن الله سبحانه وتعالى يعاملني بما أُعامله سبحانه وتعالى.
فإذا عاملت الله في الخلق قيَّض الله لي من الخلق الصالحين الذين يُحسنون معاملتي وهم كثير، لكن للأسف أن كل المشكلة في هذا الزمن، أن وسائل الإعلام تسلط على جوانب الشر في الحوادث، وليتها تسلط على الفضائل، والفضائل كثيرة ولا تعد ولا تحد في المجتمع.
لكن الذي يعمل مكرومات أولاً: لا يُحب أن يُشتهر بها لأنه يعمل لله، ووسائل الإعلام لا تُسلط عليه لأنها تهتم بالجانب السيئ في المجتمع.
لكن الناس المخلصين في هذا الزمن والصادقين كثير والحمد لله، وما أكثرهم في كل زمانٍ ومكان.
معظم أعمال الخير في المجتمع من الذي يقوم بها؟ أفراد يعملون إبتغاء وجه الله، وطلباً لمرضاة الله، ومراقبةً لله سبحانه وتعالى.
المذيعة:
في رمضان يُفترض أن الصيام كما يُصحح الأرواح يُصحح الأجسام، فالمفروض أن يقل الطعام فيخفُّ الجسد وتخفَ معه الروح، كيف نحافظ على صحة الجسد وخفة الروح والجسد فيما بعد رمضان؟
فضيلة الشيخ:
إذا صُمنا الصيام الذي نتأسَّى فيه بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقد حدث للجسد في شهر رمضان تمام الصحة والعافية، لأن الإنسان طول العام كل أعضاء الجسد ترتاح عند النوم ما عدا القلب والمعدة، وهما بحاجة إلى راحة لإكمال مسيرة الإنسان وضمان حيويته طوال مرحلته في حياته الدنيا.
فإذا كان في شهر رمضان وصام الإنسان طوال النهار وتابع هدي النبي في السحور والفطور، فقد كان صلى الله عليه وسلَّم يتسحَّر قبل الفجر مباشرةً ويقول: تسحروا فإن في السحور بركة.
وكان صلى الله عليه وسلَّم يُعجل الفطر بعد أذان المغرب على تمرٍ مبلول باللبن أو بالماء، ثم يُصلي المغرب ثم يرجع يتناول الإفطار بقدَر.
إذا مشى الإنسان على هذا المنوال فإن المعدة تجفُّ فيها كل الرطوبات، ويموت فيها كثيرٌ من البكتريا الضارة التي تضر الإنسان، وترجع إلى تمام صحتها وسلامتها.
والقلب يستعيد نشاطه وقوته، فإذا مشى الإنسان المؤمن بعد شهر رمضان على قول الله في القرآن:
لا يملأ المعدة بالطعام، فماذا يصنع؟ كما قال صلى الله عليه وسلَّم:
(نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، فمن أين يأتينا المرض).
إذن معظم الأمراض كما أثبت الأطباء سببها الشبع والتُخمة، أو إدخال الطعام على الطعام والإنسان غير جائع.
ولذلك بين النبي الكيفية الصحيحة للمؤمن فقال:
(بحسب ابن آدم لُقيمات يُقمن صُلبه، وإن كان ولابد: فثُلثٌ لطعامه، وثُلثٌ لشرابه، وثُلثٌ لنَفَسه).
أي لا يُدخل المعدة أكثر من الثُلث، وكلما جاع يأكل، وليس شرطاً أن يجوع جوعاً كلياً ثم يملأها بالطعام.
إذا مشى على هذا الهدي فسيتم له كما تم لرسول الله، عندما أرسل رسالته إلى المقوقس عظيم مصر وأرسل إليه هدية، وكان من جُملة الهدية طبيب وجارية وفرساً، فقبل صلى الله عليه وسلَّم الجارية وأعتقها وتزوجها وهي السيدة مارية القبطية وأنجب منها إبنه إبراهيم.
وقبل الفرس وردَّ الطبيب، وكانت المدينة المنورة كلها بدون طبيب ولا وحدة صحية ولا مستوصف، وهنا صيدلية وهي الهدي النبوي.
فقالوا: يا رسول الله لم رددت الطبيب؟ فقال صلى الله عليه وسلَّم:
نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع فمن أين يأتينا المرض).
فإذا مشى المؤمن بعد رمضان بما تعلمه من هدي النبي في رمضان أن يأكل عندما يجوع، ويأكل بقدَر، وكلما جاع أدخل بقدر، يعيش الإنسان سليماً معافاً من الأمراض التي تنتاب الأجساد وما أكثرها في هذا العصر الذي ظهرت فيه أوبئة لم يسمع عنها الناس من قبل، ومعظمها من التُخمة والشراهة في الأكل، وعدم كبح جماح النفس عند طلبها لشهوات الشراب والطعام.
المذيعة:
وماذا عن الصلاة وماذا عن تقسيم اليوم وصلاة القيام، حتى في صلاة الفجر النوم على فترات، وقد وجد الأطباء خطورة النوم المتصل على صحة الإنسان.
فضيلة الشيخ:
صلاة الفجر من جُملة الصلوات التي فيها الصحة التامة لجسد الإنسان، لأن الإنسان إذا نام فترةً طويلة والقلب يكون عمله ضعيفاً، يضعف القلب، ولذلك ينصحون النائم أن يستيقظ بين الفينة والفينة ويتحرك ولو أن يذهب إلى الحمام.
فالنبي صلى الله عليه وسلَّم أتي لنا بالسحور وصلاة الفجر، وطبعاً هذه الصلاة ليست في رمضان فقط، ولكن في رمضان وبعد رمضان.
وصلاة القيام إذا كانت في رمضان بعد صلاة العشاء تيسيراً للمسلمين، فإنها مستدامة طوال العام قبل صلاة الفجر:
فإذا واظب الإنسان على القيام قبل الفجر ولو بوقتٍ يسير، قال صلى الله عليه وسلَّم في هذا التيسير:
(إذا استيقظ الرجل من الليل فقام وأقام زوجته ثم صليا ركعتين لله، كُتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات).
ركعتين فقط ثم يصلي الفجر فيظل طوال عمره لا يصيبه هرمٌ ولا سقمٌ ولا علامات الشيخوخة التي يُصابون بها الآن وهم في سن الشباب.
ولذلك هذا مانراه في مجتمعنا فنرى المحافظين على صلاة الفجر طول العام نجد أن معظم هؤلاء يظل إلى أن يلقى الله عقله سليم وجسمه سليمة وأعضاؤه وحواسه سليمة، لأن صلاة الفجر بالذات الهواء الذي يشمونه في هذه اللحظة هواءٌ صحيٌّ نقيٌّ، ليس فيه عوادم سيارات وليس فيه أتربة وليس فيه ميكروبات ولا جراثيم، ولكنه هواءٌ نقي إذا شمَّه الإنسان أنا أُشبهه كأنه غرفة إنعاش يدخلها الإنسان فيحدث له إنتعاش كامل لكل قواه الجسدية فيستطيع أن يعيش في أمانٍ واطمئنان حتى يلقى الله سبحانه وتعالى وهو في أتم الصحة والعافية.
المذيعة:
أيضاً لتصحيح الأجسام تجديد الأخلاق والناس حاولوا على قدر صيامهم وعلى قدر إحساسهم برمضان وقيمة رمضان ـ حاولوا أن يجمحوا جماحهم ويحسنوا أخلاقهم فيقول أحدهم: لا تجعلني أفطر وذلك لأي سبب وبعضهم يكون أكثر هدوءاً في رمضان، فكيف نحافظ على هذه الأخلاق بعد رمضان؟
فضيلة الشيخ:
الهدف الأساسي من الإسلام هي الأخلاق، قال صلى الله عليه وسلَّم:
(إنما بُعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق).
وعندما مدح الله النبي ـ والنبي كان يقوم الليل ويصوم النهار ولا يمل عن ذكر الله طرفة عين، ومع ذلك مدحه الله ولم يمدحه بذلك، وإنما قال:
” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” (4القلم).
فمدحه بمكارم الأخلاق، وبين النبي صلى الله عليه وسلَّم أن أسعد الناس وأفضل الناس يوم القيامة أكرمهم خُلقاً، فقال صلى الله عليه وسلَّم لمن أراد أن يكون معه في درجته يوم القيامة:
(إن أقربكم مني مجالساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).
الذين على الخُلق الحسن، وبين أن الذي يُثقل الميزان كذلك فقال:
(إن أثقل ما تجدونه فيس موازينكم الخُلق الحسن).
ولذلك عرَّف النبي المؤمن تعريفاً لطيفاً، فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده).
فالمؤمن والمسلم كريما الأخلاق.
وبين أن الذي تجاوز في أخلاقه ليس مؤمناً كامل الإيمان فقال:
(ليس المؤمن بلعانٍ ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذيئ).
المذيعة:
الشباب والكبار والصغار يجدون من يقال عنه: جدع أو شهم أو أبو الرجوله أو لا أحد أحسن منه، فأصحابه وأهله كذلك، ولكن عند التعامل تجده غير ذلك بالمرة من الشتم اللعن والطعن ولو من باب المزاح والشهامة، ويعدون ذلك من بأسلوب حياة.
فضيلة الشيخ:
هذا منافٍ لأخلاق الإيمان، فهناك مؤمن وهناك منافق، وأسلوب الحياة هذا غير مطابق لما جاء به رسول الله لنا من عند الله.
ولذلك جعل الله لنا معسكراً شهراً في العام ندخل في هذا المعسكر ونمشي على الأخلاق التي أمرنا بها الله، وإذا إستمررنا على ذلك في هذا الشهر، فلعل الله أن يُعيننا أن نمشي عليها بقية العام فنكون من المؤمنين الصادقين.
فقال صلى الله عليه وسلَّم في برنامج الصيام:
(إذا كان يوم صيام أحدكم، فلا يرفُث ـ والرفث أي الخروج عن كل طاعة، والوقوع في معصية ـ فلا يرفث ولا يصخب ـ يعني لا يرفع صوته، فالمؤمن دائماً صوته هادئ.
ولذلك أنا أعجب عندما أجد بعض المسلمين في الطرقات ينادي بعضهم على بعض بصوتٍ عالٍ، فهذا لا ينبغي أن يكون عليه المسلم، فالمسلم هادئ الصوت على الدوام ولا يصخب ولا يسُب ولا يشتم).
المذيعة:
نرى بعض الشباب يتكلم مع بعضهم فينطق بالكلمة يُظهر فيها المحبة بغير ما يُبطن، فما الذي عليه أمام ربنا؟
فضيلة الشيخ:
هذا مخالف للهدي النبوي، فقد قال صلى الله عليه وسلَّم:
(إن العبد ليتكلم بالكلمة من غضب الله لا يُلقي لها بالاً ـ كما نرى حالياً يُظهر المحبة والمودة ـ يهوي بها في النار سبعين خريفاً).
وسبعين خريفاً يعني سبعين سنة، بالكلمة الواحدة، ويكفي قول النبي صلى الله عليه وسلَّم:
(إن من أبرِّ البر أن يبرُّ الولد الوالدين، ومن بر الوالدين الأول أن لا يجعل أحدٌ يسبهما أو يشتمهما).
والشباب الآن يتباهى بأنه لا ينادي على صديقه إلا بسبِّ أُمه وسبِّ أبيه، وهذا ينافي بالكلية لما جاء به الله، وما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
نحتاج إلى مدرسة أخلاق كاملة لأن الإسلام دين الخُلق الحميد، والسلوك الطيب، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كانوا قُدوةً طيبة لنا في هذا المجال.
سيدنا أبو ذر إختلف ذات مرةً مع سيدنا بلال، فقال له: يا ابن السوداء، وبلال كانت أُمه سوداء حقاً، فسمع النبي فغضب وقال له: أتُعيِّره بأُمه؟ إنك إمرءٌ فيك جاهلية، فما كان من سيدنا بلال إلا أن أنبذَه ضميره وحاسب نفسه وأراد من بلال أن يسامحه، فماذا يفعل؟
أقسم أن يضع رأسه على الأرض على صدغه، وأن يضع بلال قدمه على صدغه لعله يربأ ويسامحه على ما فعل.
وكلهم ذوي لياقة وذوقٌ عال، فبلال عندما أقسم أبو ذر لابد له أن يبرُّ قسم أخيه، فوضع رجله فوق رأسه ولكن بمسافة لكي يبرُّ اليمين، لكن لم تلمس القدم وجه أو صدغ أبي ذر.
وهذا صنفٌ من أصناف الأدب الديني الذي النبي صلى الله عليه وسلَّم علَّم به أصحابه.
وكان صلى الله عليه وسلَّم جالساً وجاء رجلٌ وأخذ يسُبُّ أبي بكر، فلما زاد عن الحد أراد أبو بكر أن يدافع عن نفسه، فقام النبي من المجلس، فمشي سيدنا أبو بكر بسرعة خلفه وقال: ألم ترى يا رسول الله ما حدث، قال:
(نعم عندما كنت صامتاً كان هناك ملكٌ يدافع عنك، وعندما تحدثت ذهب الملك وجاء شيطان ولا أجلس في مجلسٍ فيه شيطان).
وأنظر إلى وصف الرسول للإثنين الذان يسبان بعضهما، قال صلى الله عليه وسلَّم:
(المتسابان شيطانان).
كأنهما شيطان هنا وشيطان هنا وهما يسُبان بعضهما، ففي هذا الوقت هما كشيطانان، لكن المؤمن حليم كريم الخُلق عفوٌّ صفوح، ولا يرضى أن يكون بهذه الخلاق التي لا تُرضي الخلاق سبحانه وتعالى.
المذيعة:
تكلمنا عن الأخلاق وقد قضينا يوم العيد والحمد لله وهو يوم الجائزة، وفي العيد حياة جميلة نفتقدها طوال العام وهي صلة الناس لبعضهم، فنعود بعده لدوامة الحياة، فكيف نحافظ على هذه الصلات؟
فضيلة الشيخ:
أهم ما يحرص عليه ديننا تقوية الصلات والمودة والمحبة والتراحم بين الناس، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلَّم لخَّص ما يُحب أن يراه في أُمته إلى يوم القيامة فقال:
(ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ـ ولم يقُل في صلاتهم ولا في صيامهم ـ كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى له عُضوٌ منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى).
فديننا يدعو للعمل لله، وليس العمل لمصلحة أو لمنفعة، فمذهب المصلحة والمنفعة هو مذهب أمريكي أُستورد وجاء إلى مجتمعنا هنا حديثاً وهو الذي قلب هذه الموازين.
لكن المؤمن يعامل أبوين رغبةً في رضاء الله، ويعامل الجيران رغبةً فيما عند الله، ويعامل أفراد المجتمع جميعاً رغبةً فيما عند الله، فيكون بيننا وبين بعضنا صلات، وإختلاطنا بالمجتمعات الأوروبية هو الذي أتى لنا بهذه الأمور، وخفَّف بيننا المودة، وربما كذلك كثرة مشاغل الناس الدنيوية، وانشغال الناس الزائد عن الحد بالأرزاق ليعيشوا في فخفخة إجتماعية أرقى، مع أنه مطلوب الناحية الإجتماعية مع الآخرة فيمشيان معاً في إتجاه واحد.
فعندما نجد أن الله عز وجل قد أمر المؤمن وجعل لكل مسلم حق على المسلم وهو أن يُسلم المسلم على المسلم إذا لقيه، وأن يصافحه إذا حضر معه، وأن يفتقده إذا غاب عنه، وأن يعوده إذا مرض، وأن يُشيع جنازته إذا مات، وأن يحضر فرحه ويُهنئه إذا كان عنده فرح، وإذا قصَّر في هذه الأمور بين النبي أن الله هو الذي سيُحاسبه على ذلك، قال صلى الله عليه وسلَّم:
(إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى: عبدي مرضتُ فلم تعدني، فيقول: سبحانك تنزهت، كيف تمرض وأنت رب العالمين؟ فيقول الله: مرض عبدي فلان ولو زرته لوجدتني عنده، عبدي جُعتُ فلم تُطعمني، فيقول: سبحانك تنزهت، كيف تجوع وأنت رب العالمين؟ فيقول تعالى: جاع عبدي فلان، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي).
إذن أساس رضا الله رضاء الخلق، أو إرضاء الخلق بالعمل الطيب لله.
الإسلام جعل تبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وهذه برامج يعلموها في الغرب لحُسن التعامل مع الجماهير، والإسلام يجعل كل جماهير المسلمين تُحسن هذه المعاملة، فلماذا نتجهَّم في وجوه البعض، لماذا ننطق بألفاظ لا تليق.
إذا تصافح المؤمن مع أخيه يقول صلى الله عليه وسلَّم:
(إذا التقى المسلمان فتصافحا غفر الله لهما).
فيغفر لهذا ويغفر لذاك، فالتصافح يغفر فيه للإثنين، والبسمة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، فما بالك بعيادة المريض؟ ومابالك بتشييع الجنازة؟ كل هذه لها أجور عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
الناس في زماننا ظنوا أن الطاعات والعبادات قاصرة على الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسوا أن الطاعات الأهم هذه، وهي التي مع الخلق.
فرسول الله صلى الله عليه وسلَّم أراد أن يبين لأصحابه هذا الأمر، فجاء بعد صلاة الفجر يوماً وقال:
(أيكم اليوم شيَّع جنازة؟
فقال: أبو بكر أنا، وأنا في طريقي إلى المسجد شاهدتُ الأنصار يشيعون جنازة فشاركتهم، فقال صلى الله عليه وسلَّم: أيكم اليوم عاد مريضاً؟
فقال أبو بكر: أنا، سمعتُ أن أخي عبد الرحمن بن عوف مريضاً فعرجتُ وأنا في طريقي فعُدته، فقال صلى الله عليه وسلَّم:
أيكم اليوم أطعم مسكيناً؟
فسكتوا فقال: أبو بكر أنا، جاء إبني عبد الرحمن خلفي ومعه رغيفاً، وعند باب المسجد وجدتُ سائلاً يسأل، فقسمتُ الرغيف نصفين، فأعطيتُ نصفه للسائل، ونصفه لإبني عبد الرحمن.
فقال صلى الله عليه وسلَّم: أيكم أصبح اليوم صائماً؟
فقال أبو بكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلَّم: ما اجتمعن في رجلٍ مسلم إلا وخُيِّر في أي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أي باب شاء).
ترغيب في هذه الأعمال، وأبو بكر رضي الله عنه وعمر كان قيامهما الليل قبل الفجر بحث عن الفقراء والمنقطعين والمرضى والمساكين لإطعامهم وتجهيزهم وإراحتهم وقضاء ما لابد لهم منه، فهذه كانت الأعمال التي يتنافس فيها الصحابة المباركين رضوان الله تبارك وتعالى عنهم.
ونحن كمسلمين محتاجين إلى هذا الأمر، ولذلك أذكر أنه في الإذاعة الألمانية جعلوا برنامجاً يدعو الناس في ألمانيا إلى الرجوع إلى العلاقات الإسلامية في تعاملهم مع بعضهم، لأن العلاقات هناك أنانية مفرطة.
وأذكر أنه في المركز الإسلامي في باريس جاءت إمرأة فرنسية ومعها إبنها، وطلبت منهم أن يلقنوه الإسلام، فقالوا لها: هل أنتي مسلمة؟ فقالت: لا، فقالوا لها: ولم تريدين أن تُدخلي إبنك في الإسلام؟ قالت: حتى إذا كبرت يُعاملني كما يعامل أبناء المسلمين آباءهم وأمهاتهم، ولا يعاملني كما يعامل أبناء الفرنسيين أباءهم وأُمهاتهم.
تحتاج إلى البر الموجود في الإسلام للأبوين الذي نسعى فيه ونجاهد فيه ونسارع إبتغاء مرضاة الله تبارك وتعالى فيه.
وقد يسَّر الله عز وجل في هذا الزمان الأسباب، فأنا لا أستطيع أن أذهب إلى كل ما يربطني به الصلة، لكن معي التليفون المحمول، فماذا عليَّ لو جعلتُ في كل يوم مكالمة واحدة لقريب أو ذي رحم أو صديق؟
ماذا يكلفني هذا؟ دقائق، وأستطيع أن أتكلم وأنا في العمل أو في الطريق أو في السيارة، فماذا أن تكلفني؟
فأصبح الأمر مُيسراً، ونحن نستهلك إستهلاكاً رهيباً في المكالمات على المحمول، فلماذا نُضيق نطاق هذه الكلمات لصلة الأرحام والسؤال عن المرضى؟ والسؤال عن الأصدقاء الذين تركونا؟ كأحدهم كان معنا وإُحيل إلى المعاش يصعب عليه أن زملاؤه لم يسألوا عنه، وهكذا.
فأصبح الموضوع سهلٌ كما قالوا:
[إن البر شيئٌ هينٌ، وجه طليقٌ وكلامٌ لين].
المذيعة:
بعد هذا الكلام الجميل من فضيلتك نشكر فضيلتك الشيخ /
فوزي محمد أبو زيد
على وجودك معنا في هذه الحلقة، وإن شاء الله نظلُّ بروح رمضان وبروحانياته الجميلة معنا طوال العام بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
برنامج جدد حياتك المذاع على قناة الدلتا( القناة السادسة) بالتليفزيون المصرى السبت 23/6/2018 موافق 9شوال 1439هـ