سؤال: امرأة عُذبت من زوجها بالضرب والسَّبّ، وكبر أبناؤها الآن وهى ترفض أي علاقة أسرية معه الآن، فهو بخيل في بيته، ولأهله نعم الرجال، والناس في قريتنا تشهد له بالصلاح وهو في بيته عكس ذلك، فكيف نتصرف مع مثل هذا النوع من الرجال؟
==============================
{الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ} (البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن ابن عمرو). أداء العبادات، والقيام بالأذكار، وتلاوة القرآن، وأعمال البر والخير هذه يقول فيها الله: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا﴾ [46فصلت]. لكن الخلق – سواء من أعاشرهم أو من يحيطوا بي – يريدون أن يروا فيَّ وعليَّ أخلاق الإسلام، اللطف، الشفقة، الحنان، الرأفة، المودة، ولذا قال صلى الله عليه وسلم لنا: { خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي } (سنن الترمذي وابن ماجة والدارمي عن عائشة رضي الله عنها).
أفضلكم الذي يتعامل بجمال الإسلام مع أهل بيته، زوجه وأولاده البنين والبنات، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحسن معاملة أهله، من أول من آمن به من النساء؟ زوجته السيدة خديجة، وعندما نزل عليه الوحي وذهب إليها وهو يرتجف، قالت:{ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ } (البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها). نوهت بما فيه من صفات كريمة مع من حوله صلوات ربي وتسليماته عليه.
فأولى الناس بالإحسان من الرجل أن يحسن إلى زوجه، وأن يحسن إلى أولاده وبناته، ثم بعد ذلك يحسن إلى جيرانه، ثم بعد ذلك يحسن إلى ذوي رحمه وذوي قرباه، لكن يبدأ أولاً بالإحسان – والإحسان: هو المعاملة الحسنة – لأهل بيته، وهم زوجه وأولاده وبناته، وهذه المعاملة الكريمة جعلها النبي صلى الله عليه وسلم مقياساً إذا وصل إليه المرء، يعلم أنه من الأخيار، ويعلم أنه من الأبرار، إذا كان الإنسان صالحاً في القيام بالعبادات، ولكن لا يستطيع أن يجاهد نفسه في بيته، بمجرد أن يدخل المنزل يتغيِّر كليًّا .. العبوس، والتقطيب، وعلوُّ الصوت، والشخط، والطرد، وأحيانا السبُّ واللعن، فليعلم أنه لابد أن يجاهد نفسه حتى يلحق بالأخيار، لأن هذا هو الذي أشار إليه ونبَّه إليه النبيُّ المختار صلى الله عليه وسلم، نسأل الله لنا ولكم أجمعين صلاح الأحوال.