إذا كان الإنسان يريد أداء الفريضة ويستطيع الوقوف فالأفضل له الوقوف، لأن من صلى الفريضة على الكرسي بغير عذر فله نصف أجر الصلاة فقط، وإذا كان له عذر شرعي فأجره كاملاً إن شاء الله. فإذا كان يستطيع أن يصلي واقفاً ولو بمشقة فهذا خيرٌ له، وإذا عجز وصلى على الكرسي الأفضل له إذا استطاع أن يقف لحظة النيَّة وقراءة الفاتحة، ثم يجلس يتم الصلاة على الكرسي، فإنه يكون بذلك قد أدَّى ما عليه، وفاز بالثواب الذي جعله الله عزَّ وجلَّ له في هذه الصلاة، لأنه وقف حتى ولو بقدر النيَّة وتكبيرة الإحرام ويجلس. إذا استطاع أن يقرأ الفاتحة – أو يستمع الفاتحة من الإمام في الصلاة الجهرية – فبها ونعمت، إذا لم يستطع يجلس، لكن الأفضل أن ينوي وهو واقف إن استطاع. إن لم يستطع وكان عاجزاً عجزاً كليًّا فيصلي بأي هيئة، وبأي كيفية، فالله عزَّ وجلَّ رءوفٌ ورحيم، ويقبل من عباده ما دام العبد قد بذل ما في وسعه، فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [16التغابن].
أما صلاة النافلة فلا بأس للعبد – ولو كان صحيحاً – أن يصليها قاعداً، وليس عليه شيء، لكن المهم كلُّه في الفرائض، لابد أن يحرص الإنسان فيها على أدائها صحيحاً قدر الاستطاعة، وإذا كان له عذرٌ بيِّنٌ فإن الله عزَّ وجلَّ يعطيه أجره كما لو كان صحيحاً لأن عذره واضح لا لبس فيه.