• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

22 سبتمبر 2021

إقبال المريد على الله

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على هداه والشكر لله على بعثة حبيبة ومصطفاه، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد ومن إتبعه وولاه من أهل زمنه وبعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، واجعلنا منهم ومعهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.

أيها الأحبة إن لله تبارك وتعالى أسرارٌ عالية وحكمٌ راقية في تسيير هذا الكون، وكان من أسرار الله سبحانه وتعالى أنه يحب عباده الصالحين، ولا يحب منهم أن يميل قلب أحدهم أو يلتفت إلى غيره ولو نفساً أو أقل، لأنه كما قيل قال الإمام الجُنيد رضي الله عنه:

[لو أقبل رجلٌ على الله ألف سنة، ثم إلتفت عنه سِنة ـ وسِنة يعني طرفة عين ـ كان ما فاته في هذه السنة أكثر مما حصَّله في الألف سنة].

والناس السالكين في طريق الله لهم معاملة خاصة غير العوام، فإن العوام لا يُؤاخذهم الله بالسهو أو النسيان، إلا إذا كانوا عامدين متعمدين، لكن ما دام سهى عن أمرٍ رغماً عنه وتدارك الأمر وعرف أنه أخطأ وسارع بالرجوع إلى التوبة إلى ربه، فإن الله عز وجل يعامله بأحد المشهدين:

إما ان يغفر له ما مضى ـ عفى الله عما سلف ـ وإما أن يبدِّل له الذنب حسنة،

﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ (70الفرقان).

وذلك إذا استقام، وعلى الطاعة أقام ودام، ولم يرجع إلى الذنب مرةً أُخرى في هذه الحياة الدنيا، وعاهد الله على ذلك والحبيب المختار صلى الله عليه وسلَّم.

لكن السالكين في طريق الله يُحاسبهم الله عز وجل حساباً أدَّق من الشعرة، لأن الصراط المستقيم الذي، أو الصراط الذي يمشي عليه الناس في الآخرة، يمشي عليه المتقين في الدنيا:

﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6الفاتحة).

ومن مشى على الصراط المستقيم هنا في الدنيا دخل الجنة بغير سؤالٍ ولا عتابٍ ولا لومٍ ولا حساب، يخرج من القبور إلى القصور يوم العرض والنشور:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101الأنبياء).

ليس له شأنٌ بأحوال الموقف، ولا أحوال أهل الموقف، وإنما يخرج من قبره إلى قصره مباشرةً، وقصره في جوار:

﴿ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ (69النساء).

لماذا؟ لأنه مشى على الصراط هنا في الدنيا، على الصراط المستقيم، فلماذا يمشي عليه مرةً ثانية هناك؟

وهؤلاء يحاسبهم الله على الخطرات والهفوات، إذا خطر في قلبه غير مولاه برضاه، حُوسب على ذلك، وإذا خطر في قلبه غير مولاه وجاهد في محوه، لأنه علم أنه من حظه وهواه كان مجاهداً:

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (69العنكبوت).

لكن لا يرضى بخاطرةٍ يعلم أن فيها سوء له في الدنيا والآخرة، كيف يرضى بهذه الخاطرة؟ لا لا يرضى ولابد أن يجاهد نفسه فيها، إلى أن ينتهي ـ وهو في طور الجهاد ـ إلى طورٍ ليس فيه للشيطان عليه سلطان، ولا للنفس ولا للهوى عليه حُكمٌ ولا تبعية، فيُصبح تابعاً بالكلية لرب البرية وللحضرة المحمدية، لا يوجد شيئ نهائي لا من هذا ولا من هذا.

وهذا جهادنا، هذا جهاد الخواطر، وإذا هفا هفوة ـ ولا أحد ممنوع من الهفوات، ولا أحدٌ منا معصوم، والمعصوم السيد الأعظم صلى الله عليه وسلَّم ـ ولذلك كانوا يقولون العصمة للأنبياء، والحفظ للأولياء، والحفظ غير العصمة.

فصاحب العصمة لا يخطر على باله الهفوة ولا الذنب صلى الله عليه وسلَّم وعلى سائر النبيين والمرسلين، أما صاحب الحفظ قد يخطر على باله ما يسوءه ولا يسُره، ولكنه يجاهد أن لا يُخرجه إلى حيِّز الفعل والنفيذ، فإذا جاهد في ذلك، كٌتبت له حسنة:

(من هم بسيئة ولم يعملها، كُتبت له حسنة، فإن عله كُتبت له سيئة واحدة، ومن هم بحسنةٍ فلم يعملها، كُتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت له عشر حسنات، ويضاعف الله تبارك وتعالى لمن يشاء).

[رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه].

فهؤلاء إذا مرَّ الخاطر رغماً عنهم ولم يرضوا عنه وسارعوا إلى التوبة فوراً، يعفو الله عنهم ويدخلوا في دائرة العفو والغفران عند حضرة الرحمن تبارك وتعالى.

وهؤلاء الذين ربنا لقنَّهم وقال لنا نقول مثلهم:

﴿ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ـ واحفظنا من هؤلاء ـ

وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147آل عمران).

وأعَزُّ الكافرين وأجحدُ الكافرين الذين هم فيك النفس والهوى والشيطان، وما شأننا والكافرين الآخرين، الكافرين الذين بداخلي الذين أجاهدهم وهم النفس والهوى والشيطان.

ولذلك يقول الله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ (23الجاثية).

يعني هناك أُناس يعبدون الهوى، قال صلى الله عليه وسلَّم:

(شرُّ إلهٍ عُبد في الأرض الهوى).

[ابن عباس في الصحيحين].

لأنه يُميِّل الإنسان:

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ـ وبعد ذلك ـ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ (23الجاثية).

ماذا يعني؟ يعني يعرف الحلال من الحرام، ويعرف الصواب من الخطأ، لكن نفسه توسوس له وتأتي له بحجج واهية ليحيد عن طريق الله، أو ليميل إلى منهجٍ معوجٍ لم ينزل في كتاب الله، ولم يكن عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

فيضل مع أنه عالم ـ كيف؟ بالتأويل.

يعني يظل يُؤول لنفسه، وهذه يا أحباب أكثر من يقع فيها ما نسميهم العلماء، كلما يزيد في العلم، كلما يؤول لنفسه ويجد مخارج لنفسه، ولذلك يحتاج لجهاد شديد في هذا المقام بأنه لا يفتح لنفسه باب التأويل.

وباب التأويل هذا باب شديد، وكثير من الأحباب عندنا يقع فيه، يسمع درس مثل هذا أو كلمة من واحد مثلي فنفسه تُؤولها له تأويل يُرضيه، ولكن التأويل الذي يُرضيه يجعله يميل عن الحق، وهو يظن أنه على الحق، لماذا؟ لأنه أوَّله بتأويل لا يُحبه الله تبارك وتعالى.

القرآن الكريم أنزله الله، ونحن مطالبين عندما نقرأ كتاب الله أن نفقه مراد الله في الآية، وليس مراد نفسي أنا، أو مراد هوايا، ربنا ماذا يريد في هذه الآية؟ وهذا المفروض أن أعرفه، فإذا لم أعرفه قال:

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ـ ولم يقُل أهل العلم ولكن قال: أهل الذكر ـ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (43النحل).

وأهل الذكر هم:

﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ (35الأحزاب).

وإن كنت في طور الجهاد الإمام أبو العزائم يقول:

[إذا لم تفقه شيئاً فارجع إلى جهلك الأول، يُعلمك الأول].

ينسى العلم الذي تعلمه حتى لا يتحكَّم فيه الهوى، ولا يقيس ـ وهذه أيضاً كثيرٌ من الأحباب يقع في القياس خطأ، وأول من قاس إبليس:

﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12الأعراف).

الإمام أبو حنيفة مع عِظمه في الورع والفقه، وكان كما قال فيه الإمام مالك رضي الله عنه كان يقول فيه:

[هذا الرجل لو أراد أن يُثبت أن هذه الإسطوانة ـ يعني العامود ـ من ذهبٍ لأثبتها بالحُجة].

معه الحجة القوية من الله تبارك وتعالى، ولذلك من يُرد أن يردَّ على الجماعة المجادلين في العقيدة إن كانوا مسلمين أو غير مسلمين، يرجع للقصص التي وقعت مع سيدنا أبو حنيفة، كان يُعجز الدهريين الذين يقولون لا يُهلكنا إلا الدهر، والنصارى والمجوس، كلهم أي واحد منهم كان يحاوره كان يغلبه ـ بماذا؟ بالحُجة والمنطق والبرهان.

ومع ذلك سيدنا الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه ذهب إلى سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه، وتتلمذ على يديه، وسيدنا جعفر الصادق أبوه كان يُسمى محمد الباقر لأنه بقر العلوم يعني فتح العلوم، وأبوه أو محمد الباقر إبن سيدنا علي زين العابدين إبن الإمام الحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين.

ذهب ليتعلم أو ذهب ليسمع أو ذهب ليزور سيدنا جعفر الصادق، قال له: يا أبا حنيفة لا تقيس، فإن أول من قاس إبليس ـ يعني لا تُدخل القياس عندك في الفقه ـ فدُهش بو حنيفة،  فقال له: لو كان العلم بالرأي لكان من يُقتل يحتاج أربعة شهداء وليس الزاني، لأن الزنا يتم سراً،  والذي يحتاج إلى أربعة شهود القتل، المقتول يحتاج إلى أربعة شهود ليكونوا شهود عدل، حتى يكونوا شهداء في هذه القضية.

وأخذ يسوق له الأمثلة من الأحكام الشرعية، لو كان العلم والفقه بالرأي لكان ظاهر الخُفِّ أولى بالمسح من باطنه، فنحن نمسح على ظاهر الخُف، المسح على الخفين، فقال له: الباطن أولى من الظاهر لأن باطن الخف هو الذي يطأ التراب.

بقي معه سنتين إثنتين، بعدها قال:

[لولا السنتان لهلك النعمان].

وسيدنا أبو حنيفة كان إسمه النعمان، أبو حنيفة النعمان، فإذاً لا يفتح الإنسان لنفسه باب التأويل، وخاصة في التنزيل الذي نزل من عند حضرة الجليل، فإذا لم أعرف فيه شيئ، أذهب إلى من علمهم الله وقال فيهم في كتاب الله:

﴿ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) (الرحمن).

بالله عليكم لو طبقت الأمة هذه القاعدة فهل يحدث خلافات أو مذاهب متعددة أو منازعات أو مشاحنات؟ أبداً لكن كل واحد يريد أن يُفسر برأيه وبهواه، وما دام هذا برأيه وهواه فيريد أن يظهر فيجادل عن حُجته ولو باطلة، ليثبت أنه على الحق، لماذا؟ لأن دخل فيها النفس والهوى.

والعلماء الأجلاء الذين يعلمهم الله لا يستنكفون من الرجوع إلى الحق إذا أخطأوا في أي قضية ولو صغيرة، لماذا؟ لأنهم يريدون إظهار الحق لا إظهار أنفسهم.

الإمام العز بن عبد السلام رضي الله تبارك وتعالى  عنه، وكان شيخ الإسلام في زمانه، أفتى فتوى ورأى بعد ما مشى المستفتي وتدبر في رأيه، وتفكَّر فيما قاله مع أن الفتوى صحيحة، ولكن الأصَّح منها كذا، فأحياناً الفتوى تكون صحيحة، ولكن فيه أصَّح منها كذا، فماذا يفعل؟ إستأجر منادياً ينادي في كل أرجاء القاهرة في زمانه:

﴿من أفتاه الشيخ عز الدين بن عبد السلام كذا، فالصحيح في هذه الفتوى كذا﴿.

أرأيت أهل الورع وأهل التُقى؟

هو الآن يبحث كيف يكابر؟ وكيف يدافع بالباطل؟ ويأتي بحجج غير مقبولة حتى يدافع عن الرأي، مع أنه ربما يعلم أنه أخطأ في هذا الرأي، وهذا يا إخوانا يكون والعياذ بالله كأنه شيطان في هذا الوقت.

إذا لم يرجع الإنسان بعد تبينه فيكون عبارة عن شيطان، من الذي لم يرجع للحق بعد أن عرف؟ الشيطان، أليس كذلك، لأن من الذي أمره؟ الله وليس أحد آخر.

سيدنا آدم أخطأ لأنه أكل من الشجرة، لكن سهواً أو نسياناً غير عامد، ولذلك تاب الله عليه، لكن الشيطان أخطأ عامداً متعمداً، ولم يرجع مع معرفته أنه أخطأ، وهل الشيطان أنكر أولوهية حضرة الله؟ لا بل أقسم به:

﴿ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لازَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الارْضِ وَلاغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ (40الحجر).

هؤلاء الجماعة لن أستطيع إغوائهم، فلم يكفر بالله لكن امتنع عن تنفيذ ما أمره به الله، وهو السجود وهو التعظيم لآدم نبي الله عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام.

ولذلك لم يقبل الله إعتذاره وقال:

﴿ أُخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ـ لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾ (18الأعراف) ـ لمن تبعك في ماذا؟ في التمسك برأيه مع معرفته أنه أخطأ، وأظن يُوجد أناسٌ كثيرون في هذا الزمن على هذا المنوال، هؤلاء الناس موجودين ـ ماشي، ولكن المصيبة لو أنهم في داخل مجتمعنا، لأننا مجتمع الرجَّاعين إلى الله، والتوابين دوماً إلى الله، الراغبين دائماً في القرب من الله، والراغب في القرب من الله لابد أن يكون لابساً ثياب العبودية منكسر القلب حاسس أنه ذليل أمام العزيز، أنه جهول أمام العليم سبحانه وتعالى، أنه فقير أمام الغني تبارك وتعالى.

إذا أحسَّ في لحظة من اللحظات بصفة من الصفات الكبريائية في نفسه، فيكون هذا ذنب، وهذا ذنب من الكبائر، والكبائر التي نسميها الكبائر الإبليسية يعني إذا أحسَّ في يوم من الأيام أنه عالم، فيكون قد خرج من دائرة الفضل الإلهي.

كان فيه طالب علم عند الإمام أبي العزائم، وكان كل يوم وهو ذاهب للكلية يمر على الإمام ويقبل يده ويسأله الدعاء، إلى أن تخرَّج وجاءه وسلم عليه سلاماً عادياً، فقال له الإمام: كيف حالك يا فلان؟ قال: الحمد لله قد أصبحتُ عالماً، فقال له الإمام: الآن قد جهلت.

 طالما رأيت نفسك عالماً فقد وقعت في الجهل، لأنه لا يوجد أحد مهما بلغ من العلم يظنة أنه وصل إلى الغاية في العلم:

﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76يوسف).

مهما إرتقى في المقام، لابد أن يكون معه أمرين: يتعلم ممن فوقه، ويُعلِّم من دونه، إذا ترك التعلم ممن فوقه، يكون قد ضاع وأضاع، فكيف يترك التعلم؟

كثير من الذين يحضرون معنا في المجالس يكون جالساً وسارحاً، وتسأله في نهاية المجلس ماذا سمعت؟ لا يعرف شيئ، أو يسمع ولا يعمل بما سمع، فكأننا لم نفعل شيئاً.

من وصل إلى الله لو سألته كيف وصلت؟ يقول لك الحديث الشريف الذي يحكيه النبي صلى الله عليه وسلَّم الذي يقول فيه:

(من عمل بما علم، ورَّثه الله علم ما لم يكن يعمل).

[أبو نعيم عن أنس رضي الله عنه].

ماذا يعني ذلك؟ علم ممن؟ من شيخه، من أستاذه في طريق الله وليس لي شأنٌ بالآخرين، من المشرف على رسالته في معرفة الله، وهذا ما مشينا عليه، كان الواحد يسمع كلمتين من الشيخ، وأحياناً كان الواحد يذهب للشيخ فيجد عنده ضيوف، وهو يتكلم مع الضيوف كنت أسمع الكلام على أنه لي أنا، وآخذ الدرس وأمشي أحاول أهضمه وأطبق فيه، ولا أرجع للشيخ إلا لأسمع شيئاً جديداً.

فمن من الأحباب الذين يحضرون الدروس ويسمعون المواعظ الآن؟ لا يوجد:

(من عمل بما علم ـ ممن؟ من الفرد الوارث، ففوراً تأتي ـ علَّمه الله مالم يكن يعلم).

فكان الواحد عندما يقرأ القرآن، يعني وردنا يجد عيون تُفتح في القلب تملأه بمعاني لا تُعد ولا تُحصى لكتاب الله عز وجل.

ونعود للشيخ: ماذا يقول؟

يقول: هما نوعان: فيه علوم لك أنت لا تبيحها لأحد، لأنها ستعمل مشاكل وتعمل فتن، والعلوم التي تتقبلها العقول، وتطابق ما ورد في النقول، قولها لأهل القلوب السليمة والنفوس المستقيمة، لأنهم سيأخذوها وينفذوها كما تريد، ولن يتركوها للهوى يُفسرها، ويرونها على نفس الهوى، أو على حسب ميول النفس، لا.

كل الأحباب عندهم سند من الكلام الذي سمعوه منا، أليس كذلك؟ حتى أي واحد تراه في عينك مُخطئ، تحاول أن تكلمه يقول لك: لا يا أخي أنا سمعت الشيخ يقول كذا وكذا.

فهل سمعت بأُذنك أنت أو بأُذن الشيخ؟ وهذا هو الفيصل، فالمهم حالياً أنني أعلم مراد الشيخ في الكلام، فإذا لم أفهم، أسأل الشيخ: يا مولانا ماذا تقصد بهذا الكلام؟ فلا أعرف أُشغل فكري وعقلي في أمور للقلوب وليست للعقول، أمور الصالحين وعلوم للصالحين لمن؟ للقلوب، وهذا الشراب الطهور:

﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ ـ يعني المربي ـ شَرَابًا طَهُورًا (21الإنسان).

علماً مكنوناً يُطهر النفس، ويصفي القلب، ويرقق الحُجب، ويجعل الإنسان قريباً من القريب سبحانه وتعالى، كيف؟ إذا لم يُؤوِّل على حسب هواه، بل يُرجع في كل شيئٍ إلى الخبير، الذي أوقعه عليه مولاه، وساقاه إليه بالفضل، لا أحد فينا تعب في الوصول إلى الخبير، السابقين واللاحقين كان الواحد منهم يبحث سنين عدداً إلى أن يصل إلى الخبير.

حتى الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه، جاء من المغرب إلى الجزائر إلى تونس وعمال يبحث في كل بلد يمر به، ليعثر على الخبير القرآني، وبعدها ذهب لليبيا ومصر، وذهب للحجاز وذهب للشام،  وأخيراً ذهب للعراق، فنصحه الشيخ أبو الفتح الواسطي رضي الله عنه وأرضاه، وكان وارثاً لسيدي أحمد الرفاعي رضي الله عن الجميع، فقال له:

جئت تبحث عن القطب هنا، والقطب عندك في بلاد المغرب، يعني ما تبحث عنه كان عندك هناك، ولكنك لا تعرفه، لأن عادة الله مع الأقطاب الحقيقيين كعادته مع الخضر، لا يعرفهم إلا الواحد بعد الواحد المعرفة الحقيقية، لأنهم ليس عندهم لا أُبَّهة ولا مظاهر ولا فخفخة ولا ساحات ولا شيئ من هذا، لا يعلمهم إلا من أراد الله سبحانه وتعالى قربه وهدايته إليه تبارك وتعالى.

 واحد منهم يسأل مرة أحد الصالحين عن القطب، قال له: تذهب لبلدة كذا، في شارع إسمه شارع كذا، في بيت هيئته كذا، وتطرق الباب يخرج لك القطب.

فذهب إلى أن وصل وطرق الباب خرج له واحد في هيئة رثَّة، يعني لابس ملابس قديمة، لا لاببس لبس شيخ ولا عمامة، ولا كاكولة ولا شيئ لأن الناس يريدون هذه المظاهر، ولا حتى لابس ملابس الجماعة المجازيب، لا لابس قلنسوة كبيرة ولا شيئ، ولا في يده سيف ولا عصا كعصا سيدنا موسى يكون لها شعبتين من أعلى، ويقول هذه عصا موسى، فمن أين أتتك عصا موسى يا مسكين؟ كلها مظهريات وهو رجل عادي.

فرجع، فسأله: ماذا فعلت؟ قال: ذهبت إلى هناك، قال: ومن قابلت؟ قال: لم أقابل إلا واحد شكله كذا وعامل كذا، قال له: هذا هو القطب، لأن الناس يريدون أن يكون القطب على هذه الهيئة المعينة.

واحد جالس في جبل في خلوة، وجالس يتعبد يقول: هو هذا وهو قطب الأقطاب، لأنه تارك الناس وتارك الدنيا وجالس في جبل، وهل ديننا أمر بترك الدنيا؟ وهل الرسول ترك الدنيا؟ وأصحابه الأعزة هل تركوا الدنيا؟

كانوا كما قيل فيهم: رهبانٌ بالليل وأسودٌ بالنهار في السعي على المعاش:

تراهم نهاراً كالسباع شهامةً     في السعي لطلب البر

وفي الليل رهبانٌ ـ كأنهم رهبان ـ بذكر إلههم     سكارى حيارى في شهود وفي ذكر

هل أحد رأى هذه الحكاية التي في الليل؟ لا لا يرون غير الحكاية التي بالنهار، إنه يجري بالنهار في موضوع كذا ويسعى في كذا، فماذا تريد منه؟ فهذا الكامل من أهل الكمال، لكن من يجلس في خلوة في جبل وتارك للدنيا، أين المسئوليات التي كلفه بها الله؟

(كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته).

هل قام بمسئوليته نحو رعيته زوجته وأولاده؟ وحتى رعيته من المريدين توجيههم وتعليمهم وإرشادهم، يجلسوا يتفرجوا عليه وخلاص، لا شيئ ولا غير هذا.

فهذا ليس الكمال، ولذلك ربنا قال فيهم:

﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17الكهف).

المهم أن يكون ولي يرشد، يرشد إلى طريق الصواب وإلى المنهج الحق الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلَّم، وصحبه المباركين والوارثين الصادقين إلى يوم الدين.

طبعاً في هذا الزمان وغيره، أشياء تجعل الحليم حيران، نحن نحكي حالاً عن الصادقين، وهؤلاء الصادقين ما علامتهم؟ العبودية الكاملة لرب العالمين، عبد ـ وما العبد؟

﴿ الذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الارْضِ هَوْنًا ﴾ (63الفرقان).

التواضع، وهذه صفة الحبيب الأولى، متواضعين لخلق الله لا يرون أنفسهم أعلى من فلان، أو أكمل من فلان، أو أفقه من فلان، لأنهم يعلمون أنهم:

ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها     يبدل الله من حالٍ إلى حال

من يضمن أنه يظل أن يبقى في الحال الذي هو فيه؟ لا أحد، فيظل ماسك في التواضع الذي كان عليه سيدنا رسول الله، من أنت يا رسول الله؟ أنا عبد الله، ورسوله ـ ولذلك ـ ولن يُضيعني الله أبداً، ما دام محافظ على لباس العبودية فلن يُضيعه الله طرفة عين، معه بعنايته، ومعه بفتحه، ومعه بنصره، ومعه بتأيده، بمن يؤيده؟ بالصادقين المخلصين.

إذا ذهب نفرٌ منهم، يأتي بغيرهم في الوقت والحين:

﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا (106البقرة).

وهذا الذي نمشي عليه على الدوام، فلن تقف الدعوة على أحد أبداً، لأنها دعوة الله ورسوله، مشى فلان، خلاص ألف سلامة، وقبل أن يمشي يكون قد تعين غيره، من أين؟ من عند حضرة الرحمن تبارك وتعالى.

المصطفين الأخيار الذين يظلون سائرين على النهج مع الصالحين والصادقين والأبرار إلى يوم القرار، وهذه تحتاج عناية من الله تبارك وتعالى، لا هي بالعمل، ولا هي بالأمل، ولا هي بإنفاق الأموال، ولا هي بالعلم، وإنما عناية سبقت وألست مصدرها، هي عناية من الله:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ ـ وليست لحقت ـ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ﴾ (101الأنبياء).

الحُسنى لهم سابقة من عند الله تبارك وتعالى.

فالإنسان الصادق في طريق الله يلاحظ ما ذكرناه، إياك أن تؤوِّل فإذا سمعت قول وعقلك لم يفقهه، وفكرك يريد أن يوجهك بحسب ما فيه، لا ـ نرجع على الفور:

﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الامْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ   (83النساء).

لم أصل إلى درجة الاستنباط، والاستنباط هو علم الإلهام، فأرجع لأهل الإلهام، يكون لي رأي أو فكر يخالف رأي شيخي وإمامي لأنني أُكرم بسر حسن إتباعه:

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (31آل عمران).

لو نظرت لأهل المجتمع وتتكلم مع الناس يقول لك: لا يا أخي أنا رأيت عند الشيخ ساعة شكلها كذا، وعنده من يخدم فيها فلان وفلان، وهذا مستشار وهذا باشا وهذا لواء، وهذا غيره، ويُهيأ لي أن هذا هو القطب لأنه عنده هذه الأشياء العظيمة، فنظر للمظاهر.

فسيدنا الخضر من الذي كان يخدمه؟ لا أحد، ومن الذي يقف على الباب ويفتح الباب ويستأذن للأحباب؟ لا أحد، من الذي يمسك المضيفة؟ لا يوجد مضيفة، ولذلك الرجل الذي ذهب إليه قال له: خذ طعامك معك، أليس كذلك؟ لأن هناك لا أكل ولا شرب ولا شيئ، فخذ طعامك معك لتعرف كيف تذهب لهذا الرجل الذي:

﴿ آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65الكهف).

وهذه علامة ربنا أعطاها لنا، علامة ما الوارث؟

تكون عنده أولاً الصفات النبوية: وهي الرحمة والشفقة واللين والتواضع والمودة هذه في البداية قبل العلم، لأنه كيف يُربي الناس؟ بهذه الصفات، كل الطيور بدون إستثناء بيضها كيف يفقس؟ أليس بالحنانة والسخونة التي تأتي عندما ترقد على هذا البيض؟ أم هناك شيئٌ آخر يا إخوانا؟

فلن ينبت أحد في سماء الفضل الإلهي إلا بالحنان النبوي، والرحمة الربانية التي كان عليها خير البرية صلى الله عليه وسلَّم، فنحن لم نجعلها جيشاً، وهذا اللواء فلان وهذا العميد فلان ورتب ومقامات وتعظيم، ومن لم يسمع الكلام يتكدَّر ويتحاكم محاكمة عسكرية، هل هذا الكلام موجود بين الصالحين يا أحبة؟ لا لا يوجد هذا الكلام.

فمن يأتي في وسطنا ويُهدد، نقول له: لا هؤلاء الجماعة ليس لهم علاقة بالتهديد، الجماعة الآخرين يهددون ويقولون: إياك أن تترك الشيخ وتذهب لواحد آخر فيحدث لك ويحدث لك ويحدث لك، ويأتون بقصص وروايات على أنها حقيقة، هل يوجد أحدٌ من الصالحين ينتقم؟ بل يريد أن يُخفف حمولته، فعندما يمشي واحد من عنده يقول: الحمد لله.

واحد كان في المنيا وكان رجلاً فقيراً وكان يعمل في طابونة ويحمل العيش على رأسه على الجريدة على دراجة ويوزعه، فذهب للإمام أبي العزائم وقال له: إدعي لي يا مولانا أن أكون من الأغنياء ويوسع ربنا عليَّ الأرزاق، كلما يذهب له يطلب هذا الدعاء، فذات مرة أراد الإمام أبو العزائم أن يُنبهه وينبه من حوله، فقال له: أرحتني يا بني.

يعني أنت تطلب الدنيا فأنت أرحتني، لماذا؟ فقال: طالب الله مُمسك في رقبتي هنا وهناك، لكن أنت تريد هنا فقط فأنت أرحتني وانتهى الأمر، وأتاه الغِنى وسار من الأغنياء والوجهاء، وكان هذا همه وفي الآخرة ما شأنه بهذه الجماعة؟ لا شيئ ما أراده أخذه.

فمن يُرد الله لا يطلب غيره ولا يرضى إلا بالنظر إلى جميل وجه مولاه تبارك وتعالى، وهؤلاء يا إخوانا الذين يقول فيهم ربنا:

﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ (71الإسراء).

وليس بنبيهم، بل بإمامهم لأنهم ممسكين به ولا يتركوه، والآخرين ذهبوا له فيعطيهم شوية فلوس يتركوا الجماعة ويمشوا، يمشوا وليسوا معنا، تضعه في منصب يترك الجماعة ويمشي، يعطيه ما يبغي من البنين والبنات يتركه ويمشي، ماذا يريد هذا؟ هو ذا ما يريده أشياء فانية، من يُرد أشياء فانية فتكون همته دانية وعندما ينال ما يريد يمشي ويترك هؤلاء القوم.

لكن من يُرد الله نكون مع بعض هنا ويوم لقاء الله تبارك وتعالى.

أريد أن أُبين نقطة أخيرة لننتبه:

الناس الأدعياء كثيرون كالبضاعة الصيني، يملأون الطرقات والشوارع وكل مكان تجد أدعياء، يعني أدعياء المشيخة وتجدهم في الموالد أكثر، وهؤلاء تجد الناس عندهم مخترعين آداب لا هي في السنة، ولا هي في الكتاب، وهذه الآداب هل نمشي عليها؟ لا فلابد أن نفرز هذه الآداب، فعلى ماذا نمشي؟ هل نخترع آداب ونمشي عليها؟

لا نمشي على الآداب التي كان عليها الأصحاب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، لأننا متبعين ولسنا مبتدعين، فنمشي على الآداب التي كان عليها أصحاب حضرة النبي، وهذا المنهج القويم، والطريق المستقيم.

نفرض أنني يعني بلغت منصب كبير في الجيش وأصبحت رئيس أركان، فهل أعمل خطط من عندي وأنفذ ما أريد في الجيش بدون أن أرجع لرئاستي؟ هل ينفع يا إخوانا؟ فماذا نسمي هذا لو حدث؟ خيانة عُظمى، لأن وظيفتك أن تنفذ ما نريدهوليس ما تريده.

إذاً لذلك كان ولا يزال سر النجاح في الاستئذان على الدوام في كل صغيرة وكبيرة، ما دمت أنا لا أعرف الرأي الأصوب والرأي الأنجح فيكون:

(ما خاب من استخار، وما ندم من استشار).

وما دام معنا المستشار فماذا نحتاج بعد ذلك؟ يقولون: أن بني فلان أربعة آلاف ـ يعني قبيلة عربية ـ فيهم رجلٌ حكيمٌ واحد، لا يصدرون إلا عن رأيه، فهم أربعة آلاف حكيم.

لكن عندما يمشي كل واحد عن رأيه، فكم حكيم فيهم؟ حكيم واحد، والآخرين كل واحد ماشي على هواه.

وهذه كانت ولا زالت ميزة الطرق الصوفية، فتجدهم كلهم مع كثرة عددهم كأنهم رجلٌ واحد، لماذا؟ لأنهم كلهم لا يمشون ولا يتحركون ولا يفعلون إلا بمشورة الحكيم الذي أمرهم باتباعه الرؤف الرحيم صلى الله عليه وسلَّم.

لماذا نجح الصحابة في كل أمورهم؟ لاستشارتهم لنبيهم في كل صغيرة وكبيرة، وربنا قال لهم:

﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ (36الأحزاب).

ومن لم يسمع الكلام؟ عاصي:

﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ﴾ (36الأحزاب).

العاصي من هو؟ من سمع المشورة ولم يعمل بها، ولم ينفذها في الوقت والحال:

﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36الأحزاب).

فالذي حفظ مجتمع الصالحين وأدام رقيهم وأدام وحدة صفوفهم وأدام جمعهم ماهو؟ أنهم ينتهون إلى رأيٍ واحدٍ من حكيم يُعلمه العزيز الحكيم سبحانه وتعالى.

لما حصل في الزمن الذي نحن فيه أن كل واحد ينفرد برأيه ويُبدي رأيه، وهذا يريد أن ينفرد برأيه ويُبدي رأيه، تفرقت الأمور وتوقفت الأحوال، أحوال الرقي في طريق الواحد المتعال، ماذا؟ أجد هذا له رأي وهذا له رأي، إجلسوا مع بعض واتفقوا على رأيٍ واحد، حتى لو لم يوجد الحكيم فأنتم وأمرهم شورى بينهم، إتفقوا على رأي الجميع، وما اتفق عليه الأغلبية الكل يلتزم به، فتمشي الأمور هنا على الطريقة المرضية التي إختارتها الحضرة الإلهية لنا جماعة الصادقين في كل وقتٍ وحين.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح أحوالنا، وأن يُصفي قلوبنا وأن يُزكي نفوسنا وأن يُهيم في ذاته أرواحنا.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

 

الأربعاء: 22/9/2021 موافق 16 صفر 1443 دارمناسبات مجمع الفائزين المقطم ـ بعد صلاة العشاء

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid