• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

28 اكتوبر 2022

جـ3 آداب صحبة العارفين

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

البذل والتضحية

وَلَدَى الْإِشَارَةِ فَابْذُلْ الْنَّفْسَ الْتِي

تُعْطَىَ بِهَا وَجهُ الْجَمِيلِ الأَوَّلِ

يقول الإمام أبو العزئم رضي الله عنه: (من أعطى الكل أخذ الكل) ولو تصفحنا سير الصالحين مع أتباعهم ونحن منهم فلا أحد يصحُب الصالحين ويتصف بصفة الجود والبذل طلباً لمرضاة الله في سبيل الصالحين إلا ويُبدَّل حاله في طرفة عين، وأنتم كلكم راجعوا أنفسكم، فنحن كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟ وماذا كان معنا؟ وماذا كنا نملك؟ كنا فقراء لا نملك من متاع الدنيا شيئاً فأغنانا الله بفضله، وأكرمنا الله بوصله، وجعلنا في الدنيا خير خلقه، ببركة صحبة الصالحين.

وسُنَّة الله فيمن يبذل للصالحين: ” وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ” (39سبأ) لن يخلفه مال فقط، ولكن مال وجاه وصحة وبركة في الولد وبركة في النفس.

لكن إياك أن تتباهى بما أنفقت بين أحبابك أو غيرهم وتقول: عملت كذا، وأنا تبرعت بكذا، فالشيخ لا يريد منك هذه الأشياء، فأنت تتبرع لله، والله عز وجل قال لمن يعامل الله عز وجل ويُحسن صنعه لله سبحانه وتعالى: ” إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ ” (7الإسراء) أنت تُحسن لنفسك وليس لأحد آخر.

فإذاً لا بد إن كان من الصادقين أن لا يُخبر أحداً حتى زوجه التي تبيت في حضنه بما يفعله للصالحين.

لماذا؟ لأن طبيعة البشر أنهم يحبون الفخر، وقد يدلُّوا على الناس، يعني يقول: أنا عملت لك كذا وكذا، وهذا لا يليق بمن يسير في ركاب الصالحين، أو حتى يقول: أنا عملت لفلان كذا وأعطيته كذا، وهذا لا يليق، فأنت تعمل لله، وما دام العمل لله فالإنسان لا ينتظر جزاءًا إلا من الله، فحتى نفسي التي بين جنبيَّ لا تشعر بما عملته لله جل في علاه.

ولذلك أنا أتعجب عندما أجد بعض الأحباب يسوق قول الله: ” وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ” (11الضحى) في غير مساقه، فيقول: أنا عملت كذا مع فلان، وعملت كذا مع فلان، وأعطيت كذا لفلان، وهل هذه نعمة ربك التي تتحدث بها؟ لا.

نعم الله عليك كما ذكرنا: أنا كنت فقيراً وتفضل الله عليَّ وأغناني بكذا وكذا وكذا، وكنت حقيراً ولا أساوي عند الناس شيئاً فأصبحت عزيزاً ولي مكانة عند الله سبحانه وتعالى وعند خلق الله، فهذه النعم التي تُحدث بها والتي كساك بها الله سبحانه وتعالى.

فحتى المال الذي معك ليس ملكك: ” وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ” (7الحديد) فأنت خليفة عن الله: ” وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ” (33النور) فماذا معك؟! لو مات الإنسان فلمن يكون المال؟ للورثة، ولم يعد لك فيه شيء، فكون الله يوفقك في إنفاق هذا المال فيما يُرضي الله وأنت في هذه الحياة فهذه أكبر نعمة من الله، لأنه إذا ذهب للورثة قد يختلفون مع بعضهم والكل سيبخل، وأنت الذي جمعته كله وستحاسب عليه كله مع أنك لم تأخذ منه شيئاً، وهم الذين أخذوه وتمتعوا به.

إذاً الإنسان إذا عمل العمل يعمله لله ولا يرجو غير وجه الله تبارك وتعالى.

(وَلَدَى الْإِشَارَةِ) يعني إذا أشاروا، كما كان حضرة النبي يشير أحياناً إلى مساعدة أحدهم، فكان كل من يستطيع أن يأت بشيء يأت به بمجرد أن حضرة النبي أشار، أشار ذات مرة وقال:

{ مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ }[1]

لم يقُل فلان، لكن سيدنا عثمان ذهب مسرعاً إلى صاحب البئر – وكان يهودياً – ليشتريها منه، فساومه اليهودي لأنه لم يكن في المدينة مياه إلا قليلة، فقال له: أنا أكسب منه، قال له: أعطني نصفه وأنت يكون لك ثلاثة أيام تبيع المياه وأنا لي ثلاثة أيام، فوافق واشترى نصف البئر باثني عشر ألف دينار، وقال للمسملين: أنا لي ثلاثة أيام خذوا فيها ما تريدون لوجه الله.

فالرجل اليهودي كان يبحث عن أحد يشتري منه فلا يجد، لأنهم أخذوا ما يكفيهم في أيام سيدنا عثمان، فقال له: أبيعك البئر كله، وأخذ سيدنا عثمان يبخس في الثمن إلى أن وصل إلى ثمن بخس لأن اليهودي مضطر، واشترى البئر عملاً بإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

وعند غزوة تبوك دعا النبي المسلمين لتجهيز الجيش، فقال عثمان:

{ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيَّ مِائَتَا بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيَّ ثَلَاثُ مِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَنَزَل رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ، مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ }[2]

ضمن له الجنة، وحضرة النبي عندما يقول هذا الكلام ليس معناه أن عثمان إذا ارتكب ذنباً فيكون من أهل الجنة أيضاً، لكنه ضمن أنه لن يفعل ذنباً لأنه دخل في مقام الحفظ الإلهي، حتى لا نشك في كلام حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم.

فكان هذا حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ولا يزال أصحاب الصالحين في كل زمان ومكان، لأن الصالحين في كل زمان ومكان يحتاجون إلى أماكن يجتمعون فيها مع عباد الله، وهذه الأماكن تحتاج إلى تشييد وتحتاج إلى بنيان وتحتاج اللقاءات إلى إنفاق، وتحتاج إلى تقديم ما يحتاجه الحضور، من الذي يقوم بذلك؟ الذين يتسابقون في الطاعات: ” يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ” (90الأنبياء) هؤلاء الذين عليهم هذا الدور في كل زمان ومكان.

حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم كان في المدينة، وكان يمر الشهر والشهرين والثلاثة ولا يُوقد في بيت النبي نار، أي لا يُطهى طعام، لماذا؟ لأن الطعام كان يأتي جاهزاً من عند الأنصار.

من جملتهم سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه، وكان من أثرياء الأنصار، كان يومياً تخرج من عنده مائدة متوجهة إلى رسول الله عليها من الزاد والطعام الذي يشتهيه الناس لرسول الله، وكان يعمل هذا العمل عن حب.

والآخرين منهم من يرسل لبن، ومنهم من يرسل زبد، ومنهم من يرسل خروف، ومنهم من يرسل جمل، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده في المدينة مائة وعشرين نعجة، وكان لا يزيد عددهم عن ذلك، لأنه كان يذبح الزيادة حتى يظل محافظاً على هذا العدد، من أين ذلك؟ لم يشتري غنم في المدينة، ولكن كانت تأتيه هدايا من الأنصار الذين دعا لهم وقال:

{ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ }[3]

فالذي يمشي مع الصالحين يريد الفتح الإلهي، ولا يريد أن يبذل شيئاً لله، فليُرح باله من هذه الصُحبة، لأنه كما قال الله: ” إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ” (111التوبة) الذي يُريد الجنة يبيع نفسه وماله، فما بالنا بمن يُريد صاحب الجنة ماذا يفعل؟! وماذا ينفق؟!

فبذلت الروح لما

أن أتى الداعي وبشَّر

وقليلٌ بذل روحي

للمليك وفيه أُعذر

مقام العبد التقصير

وَكُنِ الْمُقَصِّرَ دَائِمًا لَوْ أَنَّهُمْ

رَفَعُوكَ أَعْلَىَ رُتْبَةً أَوْ مَنْزِلِ

كما قال الصالحون: (مقام العبد التقصير) يرى نفسه دائماً مقصر، وفي الحقيقة هل فينا من يستطيع أن يعبد الله حق عبادته؟ أو هل فينا من يستطيع أن يؤدي الشكر لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم على اتِّباعنا لدعوته ورسالته؟ لا، كذلك ليس فينا من يستطع أن يقدم الواجب عليه للصالحين بما أفاض الله به عليه منه بركة رضائهم عنه ودعائهم له، وأهم شيء كان يبحث عنه المريدين الصادقين رضاء الصالحين.

بعض الأحباب لو بذل شيئاً يطمع أن الصالح يعطيه شيئاً من المنازل الدنيوية، فيجعله مثلاً نائباً على البلد الفلانية، أو على المحافظة الفلانية، أو يجعله مشرفاً على اللقاءات، وغير ذلك من الأشياء التي تهفو إليها النفس.

لكن أنا إذا بذلت بذلت لله، ولا أطلب بباطني ولا بظاهري شيئاً مقابل ما قدمته لله، وهذه فيها جهاد شديد، كيف؟ مثلاً أحد المريدين في بلد وفتح الله عليه بالمال، ولكن الشيخ اختار نائباً عنه لهذه البلد رجل فقير، فإذا كانت نفسه حية سيتعب ويقول: عملت كذا وكذا للشيخ وتركني وعين هذا الرجل الفقير!!، وقد يكون هذا اختبار لك ليرى مدى صدقك في طريق الله، لأنك لو صادق لا تطلب مقابل إلا من عند الله.

ماذا أفعل بالدنيا؟! هب أنك أخذت الدنيا بأكملها، ما الذي يكون معك منها عند الموت؟ لا شيء، فما بال الناس الذين يقيمهم الشيخ هنا وهناك؟ لأنه يرى أن هذا الشخص يصلح لهذا الأمر الذي كلَّفه به، وليس كلنا يصلح للتكليف في جميع الأمور.

ولذلك كان كثير من أصحاب حضرة النبي يطلب الإمارة أو القيادة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفض، فجاء سيدنا أبو ذر يطلب القيادة، فقال له صلى الله عليه وسلَّم:

{ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا }[4]

وماذا يعني ضعيف؟ يعني ضعيف عن تحمل هذه الأمانة فلا تطلبها، وكذلك سيدنا العباس عم النبي طلبها فقال له صلى الله عليه وسلَّم:

{ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ نَفْسٌ تُنَجِّيهَا خَيْرٌ مِنْ إمَارَةٍ لَا تُحْصِيهَا }[5]

المهم أن تُنجي نفسك، لأنك قد لا تستطيع أن تقوم بهذا العبء، فلِمَ كان الاختيار؟ لأن هذا الشخص يصلح لهذا الأمر، لذلك لا ينبغي أن يكون الحقد والحسد بين الإخوة في الله.

كيف لأخ أن يحسد أخاه على أن الشيخ كلَّفه بأمر؟! هو يرى أنه يستطيع أن يقوم بهذه المهمة، وأنت سيجعلك في مهمة أعظم، لأن كل واحد منا له مهمة، ولا يوجد أحد ليس له مهمة، ولكن النفس تريد مهمة ظاهرة أمام الناس حتى يرى الناس فلان وهو يعمل كذا وكذا، لكنه يدخرك لمهمة أعظم لك عند الله في الفضل والعطاء والجزاء، ولذلك قال:

وكن عبداً لنا والعبد يرضى

بما تقضي الموالي من مرادٍ

وهذا الكلام أكرره لأنه يحدث في كل زمان ومكان في رحاب الصالحين، دائماً كلما يُقام أخ في عمل تجد بعض المحيطين له يقول أحدهم: لِمَ لمْ يختارني أنا وأنا أعمل كذا وكذا وكذا؟ فالنفس هنا موجودة.

لكن شرطنا أن الإنسان يترك النفس خلف ظهره بمطالبها ومآربها، ويُقبل على الله تبارك وتعالى بالكلية، ويقول له: لا أريد إلا جمال وجهك، فيقول لك: نحن نريد أن نضعك في مكان كذا، فيقول: كما تحب ولكني لا أريد إلا وجه الله تبارك وتعالى.

يعني لو وضعتموني في أي مكان فادعوا لي أن لا أنشغل بهذا العمل عن وجه الرحمن تبارك وتعالى.

هذا ما يجب أن يكون، والخلافات التي بين الأحباب سببها هذا الأمر، وقد ذكر لنا الله في القرآن أن إخوة يوسف وهم أنبياء حسدوا يوسف على هذه المكانة مع أنها اختصاص من الرحمن، وأبوه أعلمه وقال له: ” يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ” (5يوسف).

هل يكيدوا وهم أنبياء؟! نعم، فما المكيدة؟ ” اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ” (9يوسف).

انظروا للمكيدة كيف كانت؟! اقتلوا يوسف لأنه هو الذي يحجبكم عن أبيكم، وبعد أن يقتلوه يطمعوا أن يكونوا قوماً صالحين، فهذا من دسائس النفس التي تقويها وساوس الشيطان والعياذ بالله تبارك وتعالى.

فنحن والحمد لله كلنا رجل واحد في طلب مرضاة الله تبارك وتعالى، وأي واحد يُكلَّف بعمل فكلنا نعينه لأن هذا العمل لله، وأي عمل لله نحن مكلفين بإعانة صاحبه ما دام لا يؤديه لنفسه وإنما لوجه الله تبارك وتعالى.

فلا بد دائماً أن يرى الإنسان نفسه مقصراً مهما قدَّم ومهما عمل في حق ربه وفي حق نبيه وفي حق نفسه وفي حق إخوانه.

فزن نفسك بالموازين، هل يوجد أحدٌ منا قام بهذه الحقوق على أكمل وجه؟ لا، فدائماً يكون في مقام التقصير، ولذلك كان الصالحين دائماً يتغنون بهذا المقام، الإمام البوصيري يقول في نهاية قصيدته البردة:

أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به

وما استقمت فما قولي لك استقم

يعني أنا لم أصل لكمال الاستقامة، ولا كمال القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن أنا أقول هذا تبليغاً عن حضرة النبي، وهذا اعترافاً بالتقصير.

وكان رجل من الصالحين عندما أراد أحبابه أن يعظموه قال لهم:

أغير تقيٍّ يأمر الناس بالتُقى

طبيبٌ يداوي والطبيب سقيمُ

أنا مريض ولكنها إقامة الله تبارك وتعالى، وهذه نظرة الصالحين دائماً حتى يطهرهم الله من داء الكِبر وداء العُجب وداء الرياء، وهذه أقبح الأمراض التي تتصف بها النفوس وتباعد بينها وبين حضرة المليك القدوس تبارك وتعالى.

المداومة على العمل الصالح

وَإِذَا بَذَلْتَ الْنَّفَسَ فِي مّرْضَاتِهِمْ

فَتَحَقَّقْ الْتَّقْصِيرَ كُلَّ تَسَاهُلِ

الإنسان إذا وصل إلى كمال الإيمان يرى أنه وما ملكت يداه لسيده ومولاه، من أتى بالمال؟ هو الله، ليس أنا الذي جمعته، ولا أنا الذي حصلته، لكن أعطاه الله لي مِنَّة، وهو الذي وفقني لإنفاقه في سبيله وفيما يحبه ويرضاه.

إذاً فالأمر من الله وبالله وإلى الله تبارك وتعالى، والإنسان لا يرى لنفسه فعلاً قط في أي ناحية من هذه النواحي.

إذا وفقه الله سبحانه وتعالى وألقى عليه من علومه الوهبية، وأخذ يتكلم بها، فكانوا يقولون لنا: إذا فتح الفتاح عليك وأفاض عليك من العلوم الوهبية، بعد انتهائك من الدرس انسب كل ما فتح الله به عليك إلى الحضرة الإلهية وارجع إلى مقام العبودية.

ماذا معي؟ ليس معي علم ولا معلومات، وإنما إشراقات أو تجليات أو إفاضات أو إلهامات من الله عز وجل في الوقت والحين، فأنا لم أرتب هذا الكلام، وحتى لو رتبت هذا الكلام فأين أرتبه؟! وجهاز البث هذا ما الصلة بينه وبين الذاكرة التي رتبت فيها هذا الكلام؟! ولو قُطع خط الاتصال ولا يعلمه إلا الواحد المتعال، فهل توجد شركة من شركات الاتصال ستأتي لتوصله؟ لا، فماذا أفعل؟!! فالأمر كله بيد الله.

رجل من العلماء أجاد في خطبة منبرية إجادة تامة، وكان المسجد كل لحظة يضج بالتكبير لكلامه، ونفسه حضرت فرأى نفسه أنه قدم شيئاً يستحق عليه الثناء، فنزل يُصلي وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، ونسي (الحمد لله رب العالمين) ويحاول أن يتذكر بلا فائدة، ويحاول من خلفه أن يستفتحه فلا يستطيع، لأن الخط فصل، من الذي يستطيع أن يصل الخط؟ لا أحد غير الله، لماذا فصل الخط؟ للمرض الذي أصابه وهو مرض الغرور، لأنه اغترَّ بنفسه ورأى نفسه أنه عالمٌ لا يُدارى ولا يُباهى وقدم كذا وكذا.

لكن دائماً الصالحين مهما يقدم يرى أن الذي قدَّمه إنما هو إمداد من الله أو إمداد من سيدنا رسول الله، أو إمداد من الرجل الصالح الذي يتبعه، وإكراماً من حضرة الله وبركة من حضرة رسول الله، وهو ليس معه شيء.

وكان يقول في ذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه مع كثرة الإفاضة النبوية والإلهية على حضرته:

كل الذي أنا فيه فضل محمد

منه بدا وإليه كان وصوليا

وأنت ماذا معك؟ لا شيء، أنا كهذا الميكروفون، هل لو تركنا هذا الميكروفون سيتكلم؟ لا، وهي نفس الأمر، فأنا ميكروفون يتكلم فقط، لكن من الذي يتكلم فيَّ؟ إمدادات الله، وبركات رسول الله، وسر الصالحين الذين أكرمنا الله ورزقنا الإخلاص في صحبتهم بفضل الله ومنِّه تبارك وتعالى، يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:

علمتُ نفسي أني لا شيء

فصرتُ لا شيء في نفسي وفي كلي

به تنزَّه صرتُ الآن موجوداً

به وجودي وإمدادي به حولي

ومن أنا؟ عدمٌ الله جمَّلني؟

فصرتُ صورته العليا بلا نيل

من أين أتيت بهذه العلوم؟ علم عن شهود وليس قراءة وتحصيل، يقول:

علم غيبٍ عن شهود

لا بعلمي أو بعملي

بل بفضل الله ربي

وبطه خير رسلِ

وأنا عبدٌ ظلومٌ

أعلموني بعد جهلي

كشفوا لي الحُجب حتى

أشهدوني نور أصلي

فيقف الإنسان عند أصله، وأصله من الطين والماء المهين والعدم، فيرى أن كل ما زاد عن الطين فهو فضل رب العالمين تبارك وتعالى، فيرى نفسه مقصراً على الدوام.

الفضل والرضوان

وَبِذَاكَ تُعْطَىَ الْفَضْلَ وَالْرِضْوَانَ مِنْ

مَوْلَاكَ بِالْزُّلْفَى وَإِحْسَانِ الوَلِيْ

فهنا يؤهلك لمقامين اثنين: إما مقام الفضل، وإما مقام الرضوان، أو الاثنين معاً.

مقام الفضل يقول فيه الله: ” ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ” (54المائدة) من يريده الله وليس بعمل، وهذا اختيار واصطفاء واجتباء من الحق لمن يشاء، فالفضل هو الدرجات الوهبية والمقامات العلية التي ينالها الإنسان هبة من الحضرة الإلهية، أو بدعاء من الحضرة النبوية، أو برضا من قلوب الصالحين، فهذه الأشياء التي تبلغ الإنسان مقام الفضل.

فنحن نبدأ أولا بمقام الرضا، ولذلك كان الصالحون السابقون دائماً يقولون للشيخ: أهم شيء أن تكون راضياً عني، لأنك طالما رضيت عني فكل الطرق السماوية والأرضية مفتوحة لأن هؤلاء: ” رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ” (8البينة) والإمام أبو العزائم وضع هذا الأمر في رقابنا فقال:

فبشرى لمن وافى ووفَّى

وتابعني ونال رضاء صحبي

تريد أن أرضى عنك، عليك أن تُرضَّيِ أحبابي كلهم عنك، لكن لو عملت مشكلة مع هذا، وتحقد على هذا، وتحسد هذا، فكيف يرضى عنك؟ وهل يوجد أب يرضى عن أحد من أولاده يثير المشاكل بين إخوانه الآخرين؟

كذلك نفس الأمر، فكلنا إخوة في الله، متى تنال الرضا؟ إذا أرضيت كل أحبابك وإخوانك في الله تبارك وتعالى، ونوال رضا الأحباب لا يكون بأن أوافقهم على مرادهم، لأنك بذلك لن ترضي أحداً، فكل واحد له مراد يتجه إليه ولن ترضيه، فماذا أفعل؟ أنا أُرضي الله، وإذا أرضيت الله فالأخ هو حر، إن لم يرض عن هذا الأمر الذي في شرع الله فهو يتبع هواه، وأنا ليس لي شأن بهواه.

كما تحدث مشاكل كثيرة في البلاد وللأسف ينسبونها إلينا، فعندما يقع أحدهم في مشكلة دنيوية وهو الذي أوقع نفسه فيها وهو مخطئ، فيقول لإخوانه: كلنا إخوان ولا بد أن نناصر بعضنا، ويقول لهم: تأتوا معي في المحكمة لتبرؤوني، فهل يوافقوه ليرضوه؟ لا، أنا أوافق الله لأن هذه شهادة شاهد لم ير شيئاً، والشاهد من رأى وسمع، وأنا لم أر ولم أسمع فتكون هذه شهادة زور، فهل أساعد أخي على الزور وأشهد له شهادة زور؟ لا يجوز ذلك أبداً.

وأنا أتكلم على أمور تحدث من الضعفاء من الأحباب الذين يريدون أن يستغلوا الطريق وأهل الطريق لمصالحهم الخاصة، فهؤلاء ليس لنا شأن بهم، وحديثنا ليس عنهم، ولذلك أنا أُحذِّر منهم.

يعني مثلاً عنده بنت، وأُعجب بأحد الأحباب ويريد أن يزوجها له، والبنت فيها عيوب واضحة جلية ولا تصلح لهذا الرجل، فيذهب لأحد الأحباب من له هيمنة وسيطرة على هذا الشاب، ويقول له: أنا أريد أن أزوج ابنتي لفلان والبركة فيك، وهي فيها عيوب كذا وكذا ولكني لا أريدك أن تذكرها ولا تبيحها، فهل تصلح هذه البيعة؟ لا، لأنها هي نفسها لو خبأت عيب في نفسها عند رؤية خطيبها لها فتكون غشاشة، يعني مثلاً لو لم يكن عندها شعر ولبست باروكة حتى يرى أن شعرها جميل فهذا تزوير، أو وضعت ماكياج صارخ حتى يراها جميلة الجميلات وهي لسيت كذلك، والشرع يقول أنها يجب أن تكون على طبيعتها، وهذا يكون سبب لكثير من المشاكل بعد الزواج، يرى العروسة عند أهلها ملكة جمال، وفي الفرح يراها جميلة الجميلات، وعندما يرجع ليلة الدخلة وتزيل الماكياج يجدها شيء آخر، فيحدث عنده صدود، لأنه يرى أنهم قد غشُّوه، لكن لو أنه يعرف عيبها من الأول وتزوجها على ذلك فلا مشكلة، لكن لا تقبل كرامته أنهم غشُّوه.

فأنا أُرضي إخواني فيما يُرضي الله، وفي الهدي الذي كان عليه حبيب الله ومصطفاه، لكن هل يستطيع واحدٌ منا إرضاء إخوانه في أهوائهم وفي مآربهم ومطالبهم الدنيوية الفانية؟ لا.

تحدث مثلاً انتخابات، وأحد الأحباب له مطلب ويمشي مع أحد الأعضاء المرشحين ليقضي له مصلحته، ويريد أن يعرفه أن له أحباب في البلد الفلانية والبلد الفلانية ليكون ذلك أجدر في أن يقضي له المصلحة، فيتصل بأخيه في الله: نحن قادمون ومعنا فلان إليك اليوم، فما له وما لهذا الأمر؟ وقد حدث معي هذا الأمر، وليس في هذا حرج، فأقول له: يا بني ليس لنا شأن بالسياسة لا يدخل بيتي ولا يأتي إليَّ، لأنه كونه دخل بيتي فأهل البلد يعرفون أنني معه، وأنا لا أعرف نواياه، ولماذا رشَّح نفسه؟ فليس لي شأن بالسياسة من بعيد ولا من قريب، وهذه الأمور لا يجوز فيها الحياء.

مقام الرضوان

أما مقام الرضوان فهو فوق الجنان: ” جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الانْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ” (72التوبة).

فالرضوان مقام المشاهدات لمن يتمتع فيه بالنظر إلى وجه الله، ولمن يجاور فيه حبيب الله ومصطفاه، وهذا كما ورد بالأثر سيأتي للإنسان برقية إلهية: (من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت، عبدي اشتقت لرؤياك فتعالى لتزورني) وهذه البرقية عندما تشاهدوا الراسل والمرسل تعجبوا، فقد أخذت صفة الحياة ولا موت بعد ذلك، فنذهب إلى هناك في مكان مُخصص على الكثيب الأحمر فوق جنة عدن.

وأيضاً كل جماعة في مكان على حسب منزلتهم، حتى يحظوا بقول الله: ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ” (22-23القيامة) هذامكان مخصوص.

أما الذين لن يكونوا في هذا المكان ويدخلون أي نوع من أنواع الجنان إن كانت جنة الخلد أو جنة المأوى أو جنة الفردوس وغيرها، يُجلسوهم في القصور، ويحضرون لهم الطعام والشراب فلا يأكلون، ولا ينظرون إلى الحور، فتسألهم الملائكة كما ورد ببعض الأثر: (لِمَ لا تأكلون ولا تشربون؟ فيقولون: تركناها أحوج ما نكون إليها في الدنيا، فيقول لهم الله: وماذا تريدون؟ فيقولون: وعزتك وجلالك لا نريد إلا جمال وجهك) نحن نريد صاحب الجنة.

هذا مقام الرضوان وهو فوق الجنان، وهو مطلب الكُمَّل من عباد الله الصالحين، نسأل الله تبارك وتعالى أن نكون منهم أجمعين.

من يحظى بمقام الرضوان يكون من أهل الزُلفى ومن أهل القرب من حبيب الله ومصطفاه ومن الصالحين من عباد الله ومن حضرة الله تبارك وتعالى: ” وَمَنْ يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ” (69النساء).

هذه الأمور بم أخذوها؟ بالإحسان، والإحسان محض التفضُّل من الرحمن، فالعمل ينتهي وأجره في زيادة، والحسنة بعشر إلى سبعمائة ضعف ويضاعف الله لمن يشاء، لكن لن تحظى بالفضل والرضوان، فالفضل والرضوان للذين باعوا النفوس وكل ما لهم:

باع النفوس ومالاً

حتى به كنت أولى

وهؤلاء يتفضل عليهم الله من فضله عطاءًا من عنده، ليس أجراً وإنما فضلاً منه وإحساناً تبارك وتعالى.

طلب التوفيق

يَاذَا الْعَطَايَا وَالْهِبَاتِ فَوَفِّقَنْ

رُوحِي لِتَحْظَى بْالْجَّمِيلِ الأَزَلِيْ

يُعلِّمنا الإمام أبو العزائم الدعاء الذي ينبغي أن نتوجه به جميعاً إلى الله، فالعوام دائماً تسأل الله الغِنى، تسأل الله الخيرات، تسأل الله الشفاء من الأمراض، وغير ذلك من الأمور الدنيوية، والصالحون يعلمون أن الله تعهد لهم بذلك بغير سؤال: ” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ” (132طه) هل بعد أن قال لي (نحن نرزقك) أشك في الرزق؟ فالشك في الرزق شكٌّ في الرزاق سبحانه وتعالى.

وكل ما في الأمر هو يريدني أن أتعامل معه بالتقوى ليضع لي فيه البركة، وإذا نزلت البركة في الرزق القليل كثَّرته، وإذا نزلت البركة لفقير أغنته، وإذا نزلت البركة لجسم سقيم صححته، وإذا نزلت البركة في أولاد جعلتهم بررة وأتقياء، وفي الدنيا مستورين وفي الآخرة سعداء.

فالإنسان المسلم دائماً ينشد البركة في كل الأرزاق الحسية، ولكن يسأل الله العطاءات الوهبية: (يا ذا العطايا) لم يقُل: يا صاحب الأرزاق لأن هذا أمرمفروغ منه..

(يا ذا العطايا والهبات) التي كلها تفضلات (فوفقن روحي) لم يقُل جسمي ولا نفسي ولكن روحي (لتحظى بالجميل الأزلي) أو بالجمال الأزلي، وهو جمال الله تبارك وتعالى لأن: ” ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ” (21الحديد).

جمال الظاهر والباطن

جَمِّلْ حَبِيبِي ظَاهِرِي مَعَ بَاطِنِي

بِجَمَالِ فَضْلِكَ يَا مُجِيبَ السَّائِلِ

يسأل الله سؤالاً عظيماً بأن يجمِّل الظاهر والباطن، وإذا جمَّل الله عز وجل الباطن كما قيل في الحِكم: (من زيَّن الله ظاهره بالمجاهدات، جمَّل الله باطنه بالمشاهدات) إذا زيَّن ظاهره بالعبادة والنوافل والقربات والأعمال الصالحات، فعلى الفور يُجمل باطنه بأنوار القربات والمشاهدات.

فيسأل الله جمال الظاهر وجمال الباطن، وإذا جمَّل الظاهر ولم يُجمِّل الباطن فهذا نفاق، وإذا جمَّل الباطن ولم يُجمل الظاهر فهذا فيه شيء من الإشراق، لكن جمال الظاهر والباطن هو جمال الصالحين في كل وقت وحين.

(بجميل فضلك يا مجيب السائلين) جمَّلهم بماذا؟ ليس بجميل عملك بل بجميل فضلك، نريد الفضل على الدوام.

الصلاة على النبي

وَعَلَى الْحَبِيبِ الْمُصْطَفَى شَمْسُ الهُدَى

مِنْكَ الْصَّلَاةُ مَعَ الْسَّلَامِ الْأَكْمَلِ

يعلمنا الإمام أبو العزائم كما قال أبو سلمان الداراني رحمه الله: (من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأله حاجته، ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما)

فدائماً يختم بالصلاة على الحبيب المصطفى شمس الهدى، لأن منه أشرق نور الهداية للأنبياء والمرسلين وأممهم، وللعلماء والصالحين وورثتهم وأتباعهم إلى يوم الدين، فهو شمس الهداية للخلق أجمعين.

يطلب من الله عز وجل أن يُصلي عليه بما شاء وكيف شاء، وأن يبلغه السلام أيضاً بما شاء وكيف شاء، لأن الذي يصلي ويسلم على النبي هو حضرة الله.

ونحن لا نزيد على أن نطلب من الله أن يصلي، لكن حقيقة الصلاة لا يعلمها إلا حضرة الله تبارك وتعالى.

وصلى الله وسلم بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

[1] سنن الترمذي والدارقطني

[2] جامع الترمذي ومسند أحمد عن عبد الرحمن بن خباب رضي الله عنه

[3] البخاري ومسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه

[4] صحيح مسلم والحاكم في المستدرك عن أبي ذر رضي الله عنه

[5] مصنف ابن أبي شيبة

درس بعد صلاة الجمعة بدار مناسبات مجمع الفائزين بالمقطم الجمعة 28/10/2022

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid