سؤال: أنا مسلمة أعيش في أوربا، وزوجي رجل طيب وكان له شريك أخذ منه مالاً كثيراً، وهذا الشريك اشتكانا مؤخراً بأننا أخذنا منه مبلغاً من المال، ونحن لم نأخذ منه هذا المال، ولكنه نظراً لأنه كان شريكاً لزوجي فلديه أوراق نتيجة تعاملات بينهم، فبماذا تنصحني؟ وهل هناك دعاءٌ يفُكُّ به الله كربنا وينصرنا على هذا الظالم؟
==============================
المؤمن ينبغي عليه ألا يتعامل تعاملات مالية – ولو كانت قليلة، حتى ولو كان مع أخيه من أبيه – إلا كما نصَّ كتاب الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾[282البقرة]،والذي رفض تنفيذ الآية أقول له: إنك لست من أهل العناية ولا أتعامل معه إلى النهاية، حتى ولو كان المبلغ صغيراً، قال العليُّ الكبير: ﴿ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ﴾[282البقرة].
قال العلماء: كل ما زاد عن ما يساوي العشرون جنيهاً يجب أن يُكتب، إلا إذا كنت أعطيه له ولا أنوي أخذه، إن جاء به فبها ونعمت، وإن لم يجيء به فأنا أخرجته صدقة له. إذن ينبغي أن تكون كل علاقاتنا على شرع الله، مع أخواتنا رجالاً أو نساءً، ومع جيراننا، ومع زملائنا، ومع أقاربنا، مع أي إنسان: ﴿ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ﴾[282البقرة].
وهذا الذي حدث بسبب خطأ ارتكبوه وهو عدم تسجيلهم الأوراق الرسمية المعتمدة التي تدل على الشراكة، وتحتفظ بالحقوق لكل منهما وفق الشريعة الإسلامية، وعليهم أن يقولوا كما قال الله: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾[44غافر].
ويكرر هذا القول مرات بعد صلاة الصبح، أو بعد صلاة الجمعة والجماعات كل يوم، حتى يُهيىء الله عزَّ وجلَّ بفضله إلهاماً من خيره وبره يُنزله على قلبه، فيجعله يراجع نفسه ويعلم أنه أخطأ ويرجع إلى صوابه، ويرجع إليهم ويرد إليهم حقوقهم، قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ} (صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد والمستدرك عن عبد الله بن عمرو)، وإن لم يعترف هو بالخطأ فأرجع إلى من بيديه مفاتيح القلوب، وأرفع إليه شكواي، وأوكله في تحصيل حقوقي، فإنه عزَّ وجلَّ ربما يُنبِّه قلبه ويرده إلى صوابه فيأتي إلىَّ بحقي إن شاء الله رب العالمين.