نحن الآن عندما عرفنا ما لم يعرفه العرب من قبل، فعرفنا علم الفلك أو شيء من علم الفلك، ورأينا فيه النجوم كيف تمشي في الفضاء: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (38يس)، فهذه تمشي هنا وتلك تمشي هناك: (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (40يس).فكل نجم يسير فأين رجال المرور الذين ينظمون مسارات هذه النجوم؟، لم نسمع أن نجماً اصطدم بنجم، أو اصطدم بكوكب – فمعناها أن تقوم الساعة – فكيف يسيرون في هذه المسارات؟
فعندما رأينا هذه الأشياء حالياً في علم الفلك، ورأينا النجوم نفسها حالياً لها عمر وينتهي، وأن هناك جبانة موجودة في الفضاء، ورآها رجال الفضاء بالمناظير الكبيرة جداً كمناظير هابل وغيره وغيره، ويروا أن النجم عندما ينتهي عمره يُدفن في مقبرة من هذه المقابر، وهي مقابر للنجوم في الفضاء الآن – سبحان الله.
وعندما نراها الآن، نعلم أن الأرض تدور حول الشمس، وأن الشمس جزء من مجموعة اسمها المجرَّة، ومجرتنا اسمها دِرب التبانة، ويوجد أكثر من ألف مجرة ومجرتنا أصغرهم. هذه الأشياء عندما نراها الآن يزيد المؤمن يقيناً في الله عزَّ وجلَّ، ولذلك ربنا قال في القرآن: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (76الواقعة)، لو عرفتم لوجدتموه قسماً عظيماً، والآن بدأنا نعرف، لأن علم الفضاء لا حدَّ له ولا نهاية له.