سؤال: ما حكم الدين في الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم؟ وهل يجوز الخروج في هذا اليوم؟

———

شم النسيم بالوضع الذي نجده في مصر – كان عيداً عن قدماء المصريين، فلا يجوز لي أن أحتفي به، لأن لي عيدان؛ عيد الأضحى وعيد الفطر، هذه هى الأعياد الإسلامية الخاصة بي.

لكن إذا خرجت في هذا اليوم .. إلى منتزه، أو إلى أي مكان أشم فيه الهواء – ليس بنيَّة الاحتفال، ولكن بنية النزهة أو السياحة – فلا شيء عليَّ في هذا الأمر، لأنني لم أرتكب منكراً نهى عنه الدين، ولم أعمل عملاً مخالفاً لشرع الله عزَّ وجلَّ. لكن هذا الكلام متى تكون المخالفة؟ هنا بالنية!! إذا كنت خارجاً وناوي أن أحتفي بهذا العيد … خارج من أجل أن أشارك المحتفين في هذه المناسبة. لا .. أنا لا أشارك ولا أحتفي بهذا الأمر.

وقد كان الصالحون في هذه العصور الطيبة – يفضلون عدم الخروج من المنزل في هذا اليوم، حتى لا يختلطوا بالمنكرات، ولا يطلعون ولا يرون المنكرات التي تُملأ بها الشوارع والمجتمعات، لأنك إذا لم تفعل ستشارك، وربما لا تستطيع المنع فتكون قد دخلت في الإثم، فالأفضل في هذا اليوم البعد عن كل هذه المنكرات، ..  أو عمل صالح .. أنا في هذه السنة يوم شم النسيم – ومعذرة – قلت لأولادي: ما اليوم؟ الاثنين، قلت لهم: هيا بنا نصوم إن شاء الله، فصمنا كلنا – يوم شم النسيم – لأن صيام يوم الاثنين سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجماعة الجاهلون الغافلون تساءلوا: ماذا ستأكلون؟ فسيخاً أم سرديناً أم سالمون. ما لنا ولهذا الكلام؟ نحن صائمون لله عزَّ وجلَّ.   

ما لنا وليوم شم النسيم فإنه كان عيداً للقدماء المصريين، فلا ينبغي أن نحيي ما كان عليه القدماء المصريون. ماذا نحيي؟!! سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحيا سنتي عند مماتها أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب)[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحيا سنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد)[2]. الذي يحيي سنةً في هذا الزمان فله أجر مائة شهيد. فنحن نحيي سنة رسول الله أم نحيي سنة القدماء المصريين؟

لا .. بل نحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبطل هذه العادات التي توارثها المصريون. ويمكن ساعد على بقائها إخواننا المسيحيون على أساس أنها تلي اليوم الذي يحتفلون فيه بعيدهم فيكون مزيداً من الاحتفال، وحتى يشاركهم المسلمون في هذا الأمر … لا ، لا نريد أن نكون إمعة، بل نريد أن تكون لنا شخصيتنا الإسلامية المستقلة، فلا نحيي هذا اليوم باحتفال، ولا نشارك من يحتفي بهذا اليوم، لأن هذا ليس عيداً إسلامياً.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

[1] روى أن ماجة عن عمرو بن عوف رضي الله عنه بلفظ: (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً).

[2] روى الطبراني وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: ( من تمسك بسنتي عن فساد أمتي فله أجر مائة شهيد).