• Sunrise At: 6:05 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

19 اكتوبر 2012

كيف يكون العلاج بالقرآن؟

,

شارك الموضوع لمن تحب

***************************

العلاج بالقرآن

سؤال: كيف يكون العلاج بالقرآن؟ وهل العلاج بالقرآن يعالج مريض الفشل الكلوي؟

=================================================

وضَّح الله عزَّ وجلَّ وبيَّن العلاج بالقرآن، وقال فيه عز شأنه: ﴿  قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ [57يونس]. إذاً القرآن علاج لما في الصدور من وساوس، ومن هواجس، ومن شكوك، ومن حقد، ومن حسد، ومن أثرة، ومن أنانية. من هذه الأمراض التي تسكن الصدور.

أما الأمراض الجسمانية فقد قال فيها صلى الله عليه وسلم: {تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً} (سنن أبي داود وابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن أسامة بن شريك رضي الله عنه). قد يستخدم بعض الناس الرقية الشرعية، لكن الرقية الشرعية لا غِنى معها عن الأدوية الطبية.

الإنسان في مرضه عليه بأمرين، الدعاء ثم الذهاب إلى الأطباء، ويعتقد أن الشافي هو الله، والسبب هم الأطباء، الشافي هو الله، والسبب هو الدواء الذي يتعاطاه، إذا وضع الله فيه خاصية الشفاء. فالرُّقية الشرعية دعاء لكن لا بد من الذهاب إلى الأطباء، فالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت عالمة بالطب، وحين سُئلت: من أين تعلمت الطب يا أم المؤمنين؟ قالت كم في الحديث: {كان عروة يقول لعائشة: يا أمَّتاه، لا أعجب من فهمك، أقول زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس أو من أعلم الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب، كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربت على منكبه، وقالت: أي عُرَيَّة: إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره، أو في آخر عمره، فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الأنعات، وكنت أعالجها له، فمن ثمَّ } (مسند الإمام أحمد عن عروة). أي أنها تعلمت الطب من حكماء وأطباء العرب الذين كانوا يأتون لمعالجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إذاً من يدَّعي أنه يشفي الأمراض الجسمانية كالفشل الكلوي والكبد والقلب، أو حتى الأنفلونزا وغيرها، فهذا ليس له دليل من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله على الاكتفاء في العلاج بكتاب الله، لكنه يدعو الله، أو يستخدم الرقية الشرعية، لكن لابد مع ذاك من الذهاب إلى الأطباء لفحص الداء والإتيان بالدواء.

والدواء قد يكون نباتاً، أو من حيواناً، أو من أسماك، أو قد يكون من حديد، أو قد يكون من أي أمر من الأرض، فإن الأرض كلها مملوءة بالأدوية كما قال صلى الله عليه وسلم، ولكن يكشفها الله عزَّ وجلَّ لمهرة العلماء والصيادلة، فيكتشفون الدواء ثم يجرِّبونه ثم يستخدمونه أو يُقررون استخدامه.

ولي إضافة في هذا الباب:

لا نستغني بالأعشاب عن الأدوية الطبية المقررة إلا إذا كانت هذه الأعشاب قد استخدمها الصيادلة وصرحت بها وزارات الصحة، وتُصنع في شركات الدواء، لأنها بذلك تكون دخلت في دائرة الدواء.

لكن الأعشاب التي تباع على قارعة الطريق وعلى الأرصفة فهي للتجربة، ولا يليق بالإنسان أن يُجرب في نفسه عشباً قد يأتي منه الشفاء، ولكن الأغلب يزيد به الداء، لكن يجب علينا بالطريق القويم بالأخذ بالدعاء أو الرقية الشرعية ثم الذهاب إلى الطبيب وتناول الدواء، وتلك هي سُنَّة سيد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم.

***************************

الحلقة الثالثة: الزقازيق 3 من ذي الحجة 1433هـ 19/10/2012م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid