Sermon Details
……………………………………………………………………….
سَبُّ الدِّين
السؤال: ما الحكم في سب الدين؟
—————————
موضوع سب الدين قال صلى الله عليه وسلَّم فيه: (من قال لأخيه يا كافر ـ وفي رواية من قال لأخيه: يا يهودي أو يا نصراني- ذهبت إليه فإن كان يستحقها وإلا رجعت على من قالها)[1].
قلت له يا كافر، فإن كافراً حقاً فتنزل عليه وهو مسلم فترجع إليك مرةً اُخرى، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم ليُحذرنا: (من خرج من الدين لم يرجع الإيمان إليه سالما)[2]. لا يرجع كما كان أولاً أبداً.
فسب الدين خروجٌ عن الدين وخروجٌ عن الملة إذا كان يسبها سواء لمسلم أو لغير مسلم، أو حتى يسبها لآلة كسيارة أو جهاز أو شيئٌ يستخدمه، كل هذا لا ينبغي أن يكون عليه المؤمن، وإنما المؤمن لا يدعو على أحدٍ ولا يسب احد: (ليس المؤمن بسبَّاب ولا لعَّان ولا فاحشٍ ولا بذيء)[3].
أصحاب حضرة النبي ومنهم سيدنا سعد بن أبي وقاص ـ كان رجلاً يهودياً قد عمل له خدمة، فاذا يفعل؟ قال له: هداك الله، وكان سيدنا سعد مستجاب الدعاء، فمجرد أن مشى الرجل كم خطوة شرح الله صدره للإسلام.
فلماذا لا نكون على خُطى هؤلاء الأفاضل الأماجد؟ بدلاً من أن أسُب له الدين أدعو له الله بالهداية، وأدعوا له بالصلاح والإستقامة.
وهذا حال المسلمين الصادقين نسأل الله عز وجل أن يخلقنا بأخلاقهم اجمعين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
*************************
[1] متفق عليه بلفظ: (لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدتْ عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك).
[2] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف أنه بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً).
[3] رواه البخاري في الأدب وأحمد وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء)
…………………………………………………………………………