• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

3 اكتوبر 2015

أسئلة حائرة وإجابات شافية_مجلس المعادى الجمعة 2-10-2015

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

……………………………………………………………………

السؤال الأول: هل هناك عمل أو دعاء يكتب الله به للإنسان حج بيته الحرام؟

———————-

ذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أكثر من عمل إذا أدَّاه المسلم كُتب له ثواب الحج إلى بيت الله الحرام، لكنه لا يُسقط الفريضة، فيأخذ ثواب الحج ولكنه لابد أن يؤدي الفريضة إذا ملك الإستطاعة، وأول هذه الأعمال قال فيها صلى الله عليه وسلَّم: (من صلى الصبح في جماعة ثم قعد في مصلاَّه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كُتب له حجة وعمرة تامةٍ تامةٍ تامةٍ)[1].

وهذا معناه أن الإنسان يصلي الفجر جماعة في المسجد، وبعد صلاة الفجر فلا يقضي الوقت في الحديث مع الخلق، ولكن يقضيه في التحدث مع الحق، فيذكر الله بقراءة القرآن، أو يستغفر، أو يسبِّح فيقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”، أو يقول: “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، أو يقول: “لا إله إلا الله”. المهم أن يشغل الوقت بذكر الله أو بالصلاة على رسول الله، إلى أن تطلع الشمس وبعد طلوعها بثلث ساعة – وقت حلِّ النافلة – يصلِّي ركعتين لله.

إذا عمل هذا العمل مرةً يُكتب له حجَّة وعُمرة مقبولة عند الله – وإن كان كما قلت لا يُسقط الفريضة، وهذا واحد.

عمل آخر يقول فيه صلى الله عليه وسلَّم: (مَنْ تطهر في بيته ثم ذهب إلى المسجد ليُعلِّم أو يتعلَّم ـ كما نحن جالسين هكذا ذهب ليتعلم درس علم، أو ليُعلم درس علم ـ كُتب له أجر حج وعمرةٍ مقبولةٍ)[2]. وهي أيضاً تعطي أجر حج وعمرة.

شئ ثالث: قال صلى الله عليه وسلَّم: (من توضأ في بيته ثم ذهب إلى المسجد فصلى الفريضة في وقتها في جماعة كُتب له ثواب حجةٍ مقبولةٍ تامةٍ تامةٍ عند الله عزَّ وجلَّ)[3]. فلي في هذه الحالة في النهار كم حجة؟ خمس حجات وخمس عمرات، إذا فعلت ذلك في كل فريضة أتطهر وأذهب إلى المسجد، بشرط أن تكون معي النية لأن الأعمال بهذه النيات.

رابعاً: واحد يقول لرسول الله: يا رسول الله إئذن لي في الجهاد، فقال: (هل أحد أبويك حيٌّ ـ قال: أمي، قال: ففيها فجاهد فإن برِّك بأمك يعدل حجة وعمرة تامةٍ مقبولة)[4]. برُّ الأم يعدل حجة وعمرة تامة مقبولة.

واحد آخر قال صلى الله عليه وسلَّم له: (إذا نظرت إلى أبيك لتبرَّه كُتب لك حجةٌ مبرورة. فقال بعضهم: يا رسول الله ولو نظر له في اليوم مائة مرة؟ قال: ولو نظر إليه في اليوم مائة مرة كُتب له في كل مرةً ثواب حجة مقبولة)[5]. ولكنه ينظر إلى أبيه يعني ينظر إلى ما يطلب وما يحتاج وماذا يريد ليبرِّه، ولا ينظر لأبيه ويمد إليه  يديه يريد كذا وكذا ويقدم كشفاً بطلباته، ولكن ينظر لأبيه فيما يحتاجه أباه.

أعمال كثيرة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كلها يؤدِّي إلى ثواب الحج، ولكن كما نبَّهت أنها لا تُسقط الفريضة.

ونكتفي منها بهذا القدر ومعها أيضاً ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (من أدَّى عمرةً في رمضان كُتب له ثواب حجِّة معي)[6].

*************************

السؤال الثاني: ما حكم الدين فيمن يجلس في المسجد يتحدَّث بصوتٍ عالٍ ويطلب شاي أوقهوة وواضعٌ قدمٌ على قدم كأنه جالسق في مقهى؟

ما آداب الجلوس في المساجد؟

—————————

الجلوس في بيت الله … من يذهب إلى بيت الله لابد أن يتأدب بالأدب الذي وضعه الله – البروتوكول الذي وضعه الله للجلوس في بيته. فصاحب البيت له بروتوكول!!، وأنا إذا عزمت على زيارته أسأل عن نظام بروتوكوله في بيته حتى أمشي على بروتوكوله، رئيس الجمهورية عندما يذهب لزيارة دولة، يرسل لجنة متخصصة في البروتوكول ليعرفوا ما بروتوكول هذه الدولة.

فملك الملوك عزَّ وجلَّ جعل بروتوكولاً لبيته سبحانه وتعالى. حضرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ذكر بعضها على ضوء الآية لماذا نذهب لبيت الله؟ … لنعمِّره: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آَمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الاخِرِ) (18التوبة).

نذهب لبيت الله لنعمِّر بيت الله، فبمَ نعمِّره؟ … نعمره بذكر الله، وبدروس العلم النافع، وبتلاوة القرآن، وبالاستغفار، وبالصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم، ولا مانع من مجالس الصُلح بشرط أن لا يكون فيها عُلو أصوات ولا تناشح، ولا ذكر ألفاظ لا تليق في بيت الله عزَّ وجلَّ، ونعمل فيها أفراح لكي يُبارك وتباركه الملائكة: (اعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في مساجدكم، واضربوا عليه بالدفوف، يُبارك لكم فيه)[7]. ونحن في المسجد لا نرفع الصوت، ولا نحدث تشويشاً، ولا شيئاً يخالف تعاليم الإسلام.

هذه المساجد ماذا نمنع فيها؟ قال صلى الله عليه وسلَّم: (جنبُّوا مساجدكم صبيانكم)[8] – الصبي الذي لم يبلغ سبع سنين، وحتى لو بلغ ولكن لا يعرف الوضوء والطهارة أيضاً لا تُدخله المسجد. يقول أبوه: أنا آتي به للمسجد لأعلمه، لا، لأن أمه تريد أن تتخلص من مشاكله فتقول لك: خذه معك للمسجد، حتى تستريح منه لأنه يأتي ولا يعرف شيئاً من أدب المسجد، فيمشي بين صفوف المصلين ذهاباً وإياباً، وبعضهم أحياناً يركب على أحد المصلين في سجوده، وبعضهم – وهي الطامة الكُبرى – لا يلبس حفاضة ويتبول في المسجد، فكيف نصلي بعد ذلك فيه والذي يجب أن يكون طاهراً؟!!.

السيدة فاطمة النبوية لأن أولادها كانوا يذهبون للمسجد ويجلسون على حجر النبي، وأحياناً يعتلون ظهره الشريف وهو في الصلاة، لأنه قد عودَّهم على ذلك، لأنه كان في بيته يعمل نفسه جملاً ويركبون على ظهره ويمشي بهم، فرآهم سيدنا أبو بكر فقال: نعم الجمل جملكما، فحضرة النبي قال له: (ونعم الراكبان هما)[9]. فتعودوا على ذلك يرتحلونه في المسجد، فماذا تفعل السيدة فاطمة؟!!. وهم أبناء ثلاث سنوات علَّمتهم الطهارة والوضوء، حتى لا يذهبون لحضرة النبي إلا على طهارة كاملة ووضوء.

فلابد أن يكون عندنا غيرة لبيت الله، فالولد يجب أن يعرف الطهارة والوضوء وأدب الجلوس في بيت الله، فلا يجري ولا يلعب ولا شئ من ذلك. فلو أردنا أن نجلب الأولاد للمسجد فلا مانع، ونستطيع أن نعمل حضانة في آخر المسجد ونضع الولد الذي تريد أن تتخلص منه أمه في الحضانة حتى ننتهي من الصلاة، ثم يخرج لبيته مع أبيه، لكن المسجد لمن يلتزمون بآداب المسجد لله عزَّ وجلَّ.

(جنبوا صبيانكم مساجدكم ومجانينكم) – أيضاً المجنون لا يدخل المسجد، (ورفع أصواتكم) – لا ينبغي رفع الصوت في مسجد الله. إذا كان ربنا قال عن حضرة النبي: (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ  بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (2الحجرات). فكيف ببيت الله؟!!، إذا كان هذا مع حضرة النبي، فكيف يكون مع حضرة الله عز وجل؟!!. فرفع الصوت يُحبط العمل في الله عزَّ وجلَّ. فإذا أردنا أن نتناقش ونرفع أصواتنا، نقول: هيا بنا نخرج خارج من المسجد ونتكلم كما نشاء، فنجلس على بورصة أو كافيه أو في الطريق، لكن في بيت الله؟ فلا: (وَخَشَعَتِ الاصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) (108طه). حتى الكلام فيما بيننا يكون همساً، فلا ينادي أحدٌ على أحدٍ بصوتٍ عالٍ، أدباً مع الله في بيت الله عزَّ وجلَّ.

(جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ورفع أصواتكم وأسلحتكم): فلا ندخل المسجد بأي سلاح أياً كان، حتى ولو كان خنجراً أو مطواةً أو حتى مقصاً، حتى يكون من دخله آمناً، فلا يدخله أى شيئاً من هذه الأشياء حتى الصاعق أو حتى شيئ قديم أو حديث، كل شئ يمت للسلاح فلا يدخل بيت الله عزَّ وجلَّ.

(وبيعكم وشرائكم): جاء رجلٌ ذات مرة ينادي على تجارة في المسجد، فالنبي قال له: (لا أربح الله تجارتك)[10]. وهل هذا مكان تجارة؟!! فأخرج خارج المسجد ونادي بما شئت. ورجلٌ آخر كان ينادي ذات مرة على ضالة، فقال له النبي: (لا ردَّ الله لك ضالتك)[11]. أُخرج نادي عليها في الخارج،

فما وظيفة المسجد إذن؟ المسجد للآذان، ولتعليم دين الله، ولتلاوة كتاب الله، والأعمال التي يحبُّها الله عزَّ وجلَّ، فهذا ما نهى عنه الله ونهى عنه رسول الله.

ما الآداب التي يريدها ربنا منا؟. قال: (طوبى لعبدٍ تطهَّر في بيته ثم زارني في بيتي – جاء هنا ليزور ملك الملوك عزَّ وجلَّ – وعلى المزور أن يكرم زائره)[12].

من جاء إلى هنا .. جاء ليكرمه ربنا، فماذا يقدم له؟!!، هل يقدم له مشروباً بارداً أو يقدم له مشروباً ساخناً؟!!!، لا، .. يقدم له شيئاً نافعاً له في قلبه!! فينزل عليه السكينة: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) (4الفتح). ويطمئن قلبه: (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (28الرعد). يزيده هدىً: (وَيَزِيدُ الله الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) (76مريم). يستجيب له الدعاء، ويحقق له الرجاء، .. فكل هذا إكرامات الله عزَّ وجلَّ لمن أتى إلى بيت الله سبحانه وتعالى. نسأل الله عز وجل أن يؤدبنا في بيته أجمعين.

**************************

السؤال الثالث: ما حكم الدين في السائل للصدقة داخل المسجد متعللاً بالمرض؟

———————–

قلنا أن المساجد لا تصلح لهذا، المساجد ليسأل في علم، وليسأل في حكمٍ شرعي، لكن يأتي أحدهم بعد أن صلينا الجمعة ويقف ويقول: يا جماعة أنا عندي كذا وكذا، ومعه بعض الروشتات لا نعلم إن كانت صحيحة أو مزورة، فهذا لا ينبغي في بيت الله عزَّ وجلَّ. أنت تريد شيئاً من ذلك، … فهنا إدارة للمسجد، فيذهب إليهم ويقدم مستنداته ويجرون له بحثاً إجتماعياً ويعملون له المطلوب.

والحمد لله الآن موجود الجمعيات الخيرية التي تعمل في كل المجالات، تملأ كل الجمهورية؛ إن كان في المجالات الطبية، أو في مجالات الزواج أو في غيره أو في غيره، فعندما يأتيني واحد من هؤلاء أوجهه: ماذا تريد؟، يقول: أريد أن أُعالج مثلاً: – لا قدر الله – من السرطان، أقول له: اذهب إلى أحد معاهد السرطان، وكلها فيها جمعيات خيرية تأخذ الناس الفقراء ويُعالجون في المعهد بالمجان.

وبالنسبة لمرضى القلب فهناك معاهد القلب يعالجون الفقراء والمساكين عن طريق – أيضاً الجمعيات الخيرية هناك – بدون أى تكاليف على المريض، وهناك مستشفيات خيرية تعالج بدون أى تكاليف. وكذلك بالنسبة للشباب الذين يريدون الزواج فهناك جمعيات مكلفة بزواج الشباب الفقير على النسق الإسلامي مجانياً، وكل شئ موجود.

وإن كنت تريد أن تقوم بذلك بنفسك فاذهب للمختصين وهم يتولون هذا الأمر وربنا قال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (7النبياء).

لكن هذه مسألة – لمن يُعرِّض نفسه لذلك – فاسمها في الدين المسألة – أى يسأل – والنبي قال فيها: (إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقرٍ مدقع)[13]، أى: واحد ليس عنده أكل اليوم، ولو جاءه طعام اليوم فيحرم عليه أن يسأل لباكر، لأنه لم يعش لغد. سيدنا عمر وجد سائلاً، فسأله ماذا تريد؟، فقال: أريد أن أتعشى، فقال: يا عبد الله خذه وعشِّه، فمشى في المدينة فوجده يسأل مرةً أخرى، فقال: يا عبد الله ألم تعشِّه؟، قال: بل عشَّيته، فنزل عليه بالضرب وقال له: أنت لست بسائل إنك تاجر. لأن المفروض أن يسأل اليوم فقط، وغداً لا يضمن أن يعيش لغدٍ، فيسأل لليوم فقط.

(إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقرٍ مدقع، أو لذي غُرمٍ مُفظع)، .. (غُرمٍ مفظع): يعني واحد قتل وفرضوا عليه الدية، والدية مقدارها ثمن مائة جمل ولا يستطيع أن يأتي بها، فيسأل أهل الخير إذا كان أهله لن يقدروا أن يعينوه، فهذا مَنْ يحق له أن يسأل. وكذلك لو أن أحداً عليه غرامة كبيرة وأفلس وأعلن إفلاسه والمدينون موجودون، فهذه الحالات التي حدَّد النبي صلى الله عليه وسلَّم  أن يسأل الإنسان فيها. أما من يسأل وعنده طعام في بيته، وعنده بوتاجاز، وعنده ثلاجة، وعنده شاشة، وعنده تكييف وغيره ويسأل، لماذا تسأل؟!! اعمل.

وأنا أعجب عندما أرى السائل شاباً، فطالما أنت شاب فلتعمل. يقول: لا أجد عملاً، أقول له: لو صدقت الله لأوجد لك  عملاً!!. سيدنا داود لما سأل الله بصدقٍ أوجد الله له عملاً وجعله يخترع إختراعاً لم يكن موجوداً في عصره وهو صناعة الدروع، فلما الإنسان يصدق الله: (وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (2،3الطلاق).

لكننا يا حضرات نحن جماعة المسلمين مطالبون الآن أن ننزِّه المساجد – على مستوى مصر – من هؤلاء الصنف من السائلين لأنهم يُسيئون إلى الإسلام.

يأتي الجماعة الأجانب ذوي الأغراض القبيحة ويذهبون عند المساجد الكبيرة – عند سيدنا الحسين، ومسجد السيدة زينب، ويرون الجماعة المستثمرين في التسول، واسمهم مستثمرين في التسول لأنه يجعلها وظيفة، وتجد السائل من هؤلاء عنده عمارتان، أو أموال في البنك أو غيره، لأنها وظيفة سهلة، ويصوروهم ويقولون: هذا هو الإسلام مجموعة من المتسولين. والإسلام ليس كذلك، الإسلام يا إخواني عزِّة النفس: (وَلله الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (8المنافقين).

 الإسلام ضرب لنا مثلاً للمهاجرين والأنصار، المهاجرون تركوا كل ما يملكون وجاءوا إلى المدينة وليس معهم شئ، فالأنصار قالوا: نأخذهم ونشركهم معنا.

يقول الأنصاري للمهاجر: أَقْسِمُ لك مالي نصفين؛ أنت النصف وأنا النصف، وبيتي نصفين. وهل أنت متزوج؟ يقول: لا، فيقول: أنا متزوج باثنتين، أنظر من تعجبك أطلقها وبعد عدتها تتزوجها أنت. يقول له: لا ـ فلم يعلمنا الإسلام ذلك ـ بارك الله لك في زوجك وبارك الله لك في مالك وبارك الله لك في بيتك، ولكن دُلَّني على السوق.

وهذه هي العزِّة التي بنى الإسلام عليها أمر المسلمين؛ أن المسلم دائماً عزيزٌ، ومتى يكون عزيزاً؟ عندما لا يحتاج إلى الناس، ولا يمد يده إلا إلى ربِّ الناس عزَّ وجلَّ، ومادام هو على هذه الكيفية فهي الكيفية الإسلامية.

 فنريد أن نحافظ على مساجدنا أن لا يدخلها هؤلاء، ومن يحاول أن يدخل هنا نحاول منعه ولكن بطريقة لطيفة، وليس بالشدة ولا النهر ولا غيره، ونفهمِّه أن هذا لا يليق ببيت الله، ولا يشجِّعه أحدٌ منا ويخرج فيعطيه شيئاً من المال، فيكون قد أخطأ في حق نفسه وفي حق إخوانه المصلين وحق المسلمين. لأنني لو أعطيته فسيأتيني مرة ثانية، ويأتي بفوج آخر معه، فأكون قد أحرجت نفسي وأحرجت المسلمين الذين معي بالمسجد وعملت عملاً يخالف شرع الله.

إذا أوجِّهه لجهة واحدة .. إلى مجلس الإدارة، ومن معه زيادة، فيكون بعيداً عن المكان المُعدّ لطاعة الله جلَّ في علاه.

*************************

السؤال الرابع: ما حكم الدين في مشاهدة المشاهد الخليعة؟

———————

المشاهد الخليعة نهى عنها دين الله والأمر واضح: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) (30النور). إذا كنت تشاهد التليفزيون ورأيت مشهداً خليعاً، فلابد أن أغُض بصري ولا أنظر إليه، ولا أقول: إنها صورة، فالصورة تثير المشاعر الكامنة بداخلي وتحركها، وإذا كنت أشاهد فيلماً فنفس الكيفية.

وإذا كان – وهي مصيبة العصر – أن الشباب حالياً أصبح النت في أيديهم، التليفونات الجديدة كلها فيها نت، فكان زمان يجلس على الجهاز وأنا أراقبه من على الجهاز، لكن الآن كيف أراقبه والنت في يديه؟!!، وفي أى مكان!! وأى زمان يدخل على المواقع المحرمة والمواقع التي تخالف الإسلام ويشاهدها!!، ماذا كانت النتيجة؟، ضياع شبابنا الذي نراه الآن، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في مصر حتى أصبحت أكبر نسبة طلاق في العالم مع أن هذا لا يليق ببلدٍ إسلامي.

لماذا؟!! .. لأن الولد يرى في النت، ويتكلم مع بنت، وللأسف كثيرٌ من المتزوجين – إن كان قديماً أو حديثاً – يريد أن يعمل علاقات مع بنات آخرين عن طريق النت. وكثيرٌ من المتزوجات تريد أن تعمل علاقات مع غير زوجها، وما الذي هيأ لهم ذلك؟!!، المصيبة الكبيرة النت الذي أصبح مهيئاً للجميع.

ولو حتى هم ماشيين على الحلال .. وترى مشاهد، فتريد أن يطبق هذه المشاهد معها فلا يستطيع لأن هؤلاء محترفين، فالمنظر الذي تراه يظلون في تصويره أسبوعاً. وهو يرى مشاهد أيضاً ويريد أن تعمل معه ذلك فلا تستطيع، فتحدث المشاكل ويحدث الطلاق.

ويريد أن يطبق هذه المشاهد لأنه عندما يتناول حبوب الجنس المنشطات كالترامادول فيدخل في البلاء الذي لا نهاية له – إلا الطلاق – وهي مصيبة عصرنا الموجودة في زماننا هذا. أسبابها عدم الغض عن الحرام، وهي التي تخالف شرع الله؛ إن كانت في منزل فيكون تجسس لو أنا نظرت عليها، أو كانت في طريق، أو كانت في تلفاز أو كانت في نت. فينبغي للمؤمن أن يمتنع عنها بالكلية، قال صلى الله عليه وسلَّم للمؤمن الذي يغض بصره أعطاه الله حلاوة يجدها في قلبه. فمن يرى منظراً من هؤلاء ويغض بصره فيعطيه ربنا حلاوة ربانية إيمانية يجدها في قلبه.

والحقيقة نحن نحتاج إلى وعيٍ عام بين شباب الإسلام قبل أن يضيعوا في هذا الزمان، فالناس الكبار صحيح أن بعضهم إنحرف، لكن الأغلبية ماشيين على الجادة، لكن المصيبة في الشباب الجديد التي أصبحت هذه الأشياء متاحة لهم الآن ـ وهذا الموضوع الأول.

********************************

السؤال الخامس: ما الحكم في سب الدين؟

—————————

موضوع سب الدين قال صلى الله عليه وسلَّم فيه: (من قال لأخيه يا كافر ـ وفي رواية من قال لأخيه: يا يهودي أو يا نصرانيذهبت إليه فإن كان يستحقها وإلا رجعت على من قالها)[14].

قلت له يا كافر، فإن كافراً حقاً فتنزل عليه وهو مسلم فترجع إليك مرةً اُخرى، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم ليُحذرنا: (من خرج من الدين لم يرجع الإيمان إليه سالما)[15]. لا يرجع كما كان أولاً أبداً.

فسب الدين خروجٌ عن الدين وخروجٌ عن الملة إذا كان يسبها سواء لمسلم أو لغير مسلم، أو حتى يسبها لآلة كسيارة أو جهاز أو شيئٌ يستخدمه، كل هذا لا ينبغي أن يكون عليه المؤمن، وإنما المؤمن لا يدعو على أحدٍ ولا يسب احد: (ليس المؤمن بسبَّاب ولا لعَّان ولا فاحشٍ ولا بذيء)[16].

أصحاب حضرة النبي ومنهم سيدنا سعد بن أبي وقاص ـ كان رجلاً يهودياً قد عمل له خدمة، فاذا يفعل؟ قال له: هداك الله، وكان سيدنا سعد مستجاب الدعاء، فمجرد أن مشى الرجل كم خطوة شرح الله صدره للإسلام.

فلماذا لا نكون على خُطى هؤلاء الأفاضل الأماجد؟ بدلاً من أن أسُب له الدين أدعو له الله بالهداية، وأدعوا له بالصلاح والإستقامة.

وهذا حال المسلمين الصادقين نسأل الله عز وجل أن يخلقنا بأخلاقهم اجمعين.

************************

السؤال السادس: ما حكم الدين في زنا المتزوج؟

ولماذا حلل الله تعدد الأزواج للرجل؟

———————

أولاً: الزنا الجرم الوحيد الذي يصعب أن الإنسان يقيده كجريمة بالشروط الإسلامية، لأن الله عزَّ وجلَّ يدعو عباده إلى الستر، ولأنه اسمه حد من الحدود، ولكي نقيم عليه حد الزنا لابد وأن يكون أربعة شاهدوه متلبِّس بفعل هذه الفاحشة مع المرأة، ويشاهدونه في حالة وجود الذكر في فرجها، ويقسموا بالله أنهم شاهدوه. فلو ثلاثة شاهدوه ولا يوجد رابع فلا يصِّح، ولو أربعة شاهدوه ورابع تراجع عن شهادته يُجلد الثلاثة الآخرون، لأنه هذا يكون قذف محصنات غافلات.

 بهذه الشاكلة من الذي يقدر أن يقيِّم جريمة الزنا؟ لا تثبت إلا في حالة واحدة: الإعتراف، إذا اعترف وهي تعترف.

إذا إعترف واستيقظ ضميره وأحسَّ أنه أخطأ ويريد أن يتوب، ويريد أن يرجع إلى الله عزَّ وجلَّ، ويريد أن يتطهر لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (من أصاب حدَّاً – من حدود الله كهذه – فتطهَّر منه في الدنيا لم يعاقبه الله عزَّ وجلَّ عليه به يوم القيامة)[17]. هو يريد أن يطُهر هنا لكي لا يُعاقب هناك، وهذا ماكان يحدث مع الصحابة لرجل وإمرأة.

ذهب الرجل إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: يا رسول الله طهِّرني، وحضرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أخذ يتلمَّس له الأسباب لأنه يعترف، فقال له: لعلك قبَّلت، قال: بل زنيت، فقال: لعلك إلتزمت، فقال: بل زنيت، فقال له: لعلك فاخذت، قال: لا بل زنيت، فأصَّر على الإعتراف، فسأل أهله: هل بعقله خلل؟!!. انظر إلى تسبب حضرة النبي – ربما يكون هذا الرجل به خبال أو شئ من هذا القبيل ويريد أن يقول كلاماً غير ثابت – فقالوا له: إنه سليم، فتركه قليلاً ـ فلا ضغط ولا إكراه ولا ضرب حتى يعترف، ولكنه اعترف بنفسه. ثم عاد له مرةً أخرى وهو على ما عليه، فقال: أقيموا عليه الحد، والحد أن يُحفر له حفرة ويُوضع فيها إلى وسطه، ويرجم فيها حتى الموت، لماذا؟ لأنه متزوِّج مرةً قبل ذلك.

لكن إذا كان شاباً لم يسبق له الزواج، فيُجلد مائة جلدة ويُنفى من البلد إلى بلد آخر حتى يشعر بوقع الذنب. هذا الحكم الشرعي في جريمة الزنا.

أما بالنسبة لتعدد الأزواج للرجال … الدِّينُ وضحها: أباح الدِّينُ تعدُّد الأزواج لأمورٍ – والحضارة الحديثة والعلم الحديث أكَّدها وأثبتها:

أولاً: أن الرجل إذا كان متزوجاً إمرأةً ويُحبُّها ويريد أن يُبقي عليها – وهي لا تُنجب، وكعادة المرء وبشريته يميل إلى الإنجاب، فهنا أباح له الدِّينُ أن يتزوج بأُخرى ليُنجب منها، وجعل لذلك شروطاً إذا تزوج للمرة الثانية:

الشرط الأول: أن يكون قادراً على توفير مسكن للزوجتين.

الشرط الثاني: أن يكون قادراً على الإنفاق عليهما.

الشرط الثالث: أن يكون قادراً صِحيًّا ومستطيعاً بإعفافهما. لكن واحد في سن الستين يتزوج إمرأة في سن السابعة عشرة سنة فهل هذا يَصِحُّ في الإسلام؟!!، لا ـ فيؤهلها بذلك لأن تكون صاحبة جرائم بعد ذلك، لأن المرأة لا تشعر بالنكاح إلا إذا جربته مرة، وقبل تجربتها فيه لا تعرف شيئاً عنه، فإذا جربَّته فتريد المزيد وهو لم يعد عنده طاقة، فلا يجوز هذا.

ثانياً: قد تكون زوجته وفيَّةً معه، ولها مآثر عنده، ولكنها مرضت مرضاً أصبحت لا تستطيع إشباع رغبته الجنسية، فماذا يفعل؟ فله الحق أن يتزوج.

ثالثاً: وهذا قد رأيناه كلنا في قُرانا وهذا كان سبباً جوهرياً وإن كان قد زال الآن، إخوة وواحد منهم تزوج وأنجب وتوفى فجأة، فيقولون: لا نريد أن يبعد أولاد أخينا عنا، فأمهم تظل معهم – ماذا كان يحدث؟ يتطوع أحدهم ويتزوج زوجة أخيه، حتى يظل أولاد أخيه في رعايته ورعاية أمهم. هل هذا الأمر يا أحباب كان أمراً حميداً أم قبيحاً؟!!.

أما الآن فالزوجات الآن لا تقبلن ذلك، وإذا ذهب الرجل لزيارة أولاد أخيه تفعل المشاكل مع زوجها، فلا تريد أن يذهب لأولاد أخيه خوفاً أن يتزوج أمهم – زوجة أخيه – وهذا شئ فيه أنانية ليست في دين الله عز وجل.

الجماعة الألمان بعد الحرب العالمية الثانية فوجئوا أن عدد النساء كثير، والرجال ماتوا في الحرب، فماذا يفعلون؟ قالوا: لا ينفع إلا تعدد الأزواج، وهذا ما يحدث في كل زمانٍ ومكان.

فالمجمتع حالياً ملئ ببنات في مقتبل العمر؛ خمسة وعشرين سنة، وستة وعشرين سنة، وثلاثين سنة، ولا تزال شابة ومعها عملها ولا تحتاج لشئ من أحد، ولكن معها ولداً أو بنتاً وتحتاج إلى رجلٍ يؤنسها، ويؤنس وحدتها، فالمجتمع وقف هذا الموقف المتشدد ولم يحل هذه المشاكل!!!، حتى فوجئنا ببعضهم يطالب بسن تشريعات كالموجودة في بعض البلاد بالإقتصار على زوجة واحدة!!، فهل سنحارب الإسلام؟!!!.

التعدد هذه فوائده، والممنوع في الإسلام أنني أكون غير مستطيعٍ مالياً أو بدنياً وأخدع جماعة لأتزوج واحدة وإثنين وثلاثة وأربعة ويجلس هو ويطلب منهن أن يعملن، فالإسلام غير ذلك، فلكي يتزوج يجب أن يكون قادراً على الإنفاق عليهن، ويكون قادراً على قضاء طلباتهن الجنسية، لأن ذلك هو الإعفاف الذي طلبه الله عزَّ وجلَّ أن نوفره لهن. (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) (3النساء).

وهناك جزئية أريد أن أوجه الناس إليها: وهو أن بعض المسلمين الموجودين – أى بعض الجماعات – يقولون: أن الآية تقول: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى)، فالمفروض أن لا يقل للواحد عن إثنين، فمن الذي قال هذا الكلام؟!!!، لأن القرآن عاد فقال: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) (3النساء). فيقولون: نأخذ بمنطوق الآية أولاً فلا يقل الواحد عن إثنين، وهذا مخالف للفهم الصحيح الوارد عن رسول الله وأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم.

فالتعدد في الإسلام له ملابساته التي وضحنا بعضها – والتي إحتاجت لها الحضارة الحديثة – وبينت فضلها وأصلها، ووضعت الشروط والملابسات لها، حتى لا تكون فتنة في هذا المجتمع إن شاء الله.

********************************

السؤال السابع: ما الفرق بين الزكاة والصدقات؟ وكيف يتم توزيعها؟

————————–

الزكاة فريضة فرضها الله عزَّ وجلَّ.

زكاة المال: المال إذا وصل إلى ما يساوي ثمن 85 جرام ذهباً ومرَّ عليه عام. إذا توفَّر معه مال يساوي 85 جرام ذهباً في الوقت الذي أنا فيه، يعني حوالي 26 ألف جنيهاً، ومرَّ عليهم سنة فيجب عليَّ أن أُخرج زكاته.

زكاة التجارة: إذا كان المحل أو الورشة التي أديرها أو الأجزخانة أو غيره، رأس ماله لا يقل عن ما يوازي ثمن 85 جرام ذهباً، يعني بضاعته لا تقل عن 26 ألف جنيهاً. واحد فتح كشك صُحف، ويشتري بعض الصُحف في الصباح ويورِّد المال في آخر اليوم، ورأس ماله كله لا يزيد عن خمسمائة أو ألف جنيهاً فهذا ليس عليه زكاة، ولكن الزكاة على مبلغ في حدود 26 ألفاً جنيهاً.

وزكاة التجارة: يحسب كل سنة جملة المصاريف، وجملة المكاسب، ويخرج بعد خصم المصاريف 2,5% من الباقي، والزكاة حقٌّ من حقوق الله عز وجل.

أما الصدقة: فهي تطوع مني: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) (184البقرة). عندي مريض وأطلب له من ربنا الشفاء، وقال صلى الله عليه وسلَّم: (داووا مرضاكم بالصدقة)[18]، ولم يقل بالزكاة، فلو كشفت عند الطبيب ودفعت له مائة جنيهاً فأُخرج خمسين جنيهاً صدقة فهي هنا تساعد على الشفاء إن شاء الله.

عندي إبني يذاكر ولكنه لا يفهم كثيراً، فأريد أن ؤبنا يُسِّهل عليه الأمر، وأريد أن يكرمه ربنا بالفهم وحسن الإستذكار، فأُخرج أيضاً صدقة.

والصدقة تطوع وليس فيها إلزام، لكن فيها فضلٌ من الله عزَّ وجلَّ، ويكفيها من فضل الله أن القرش الواحد بسبعمائة حسنة ويضاعف الله لمن يشاء. فهي تطوع والزكان فريضة.

*************************

قولوا جميعاً: نستغفر الله العظيم، الذي .. لا إله إلا هو، الحي القيوم، ونتوب إليه. تبنا إلى الله، ورجعنا إلى الله، وندمنا .. على ما فعلنا، وعلى ما قُلنا، وعزمنا ..على أننا .. لا نعود .. إلى ذنبٍ أبداً، وبرئنا .. من كل شئٍ يخالف دين الإسلام، ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

*************************

 

 

 

 

 

[1] قال الترمذي: حديث حسن – عن أنس رضي الله عنه.

[2] روى الطبراني في الكبير عن أبي أمامة  رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلِّمه كان له كأجر حاج تاماً حجته).

[3] روى أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع – يعني صلاة الضحى – فهي كعمرة نافلة).

[4] روى أبو يعلى والطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه قال : أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه، فقال: هل بقى من والديك أحد؟ قال: أمي، فقال:  قابل الله في برها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد). وفي رواية البيهقي بلفظ: (فاتق الله فيها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرها).

[5] روى البيهقي واللفظ له، وابن أبي الدنيا والخطيب من حديث ابن عباس: (ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة)، وفي رواية بلفظ: (ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة. قالوا: وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال “نعم ، الله أكبر وأطيب).

[6]  روى البخاري عن ابن عباس أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لامرأة من الأنصار: (ما منعَكِ أن تحُجِّي معنا؟. قالت: لم يكن لنا إلا ناضِحانِ، فحَجُّ أبو ولدِها وابنُها على ناضحٍ، وترك لنا ناضحًا ننضحُ عليه. قال: فإذا جاء رمضانُ فاعتَمِري؛ فإنَّ عُمرةً في رمضانَ تعدِلُ حِجَّةً وفي رواية لمسلم: (حجة معي).

[7] رواه الترمذي عن عائشة مرفوعاً ولفظه: ( أعلنوا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف). ورواه أحمد والطبراني عن الزبير رضي الله عنهم.

[8] رواه ابن ماجه في سننه عَنْ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ وَمَجَانِينَكُمْ، وَشِرَاءَكُمْ وَبَيْعَكُمْ، وَخُصُومَاتِكُمْ وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ، وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ، وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ) .

[9] الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني إسناده متصل، رجاله ثقات عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ سَاجِدًا ، فَرَكِبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : نِعْمَ الْمَطِيُّ مَطِيُّكُمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَنِعْمَ الرَّاكِبَانِ هُمَا).

[10] روى الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك).

[11] مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجة. وفي عمل اليوم والليلة عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الأَحْمَر، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ضَالَّتَكَ).

[12] روى أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[13] صحيح الترغيب والترهيب عن أنس رضي الله عنه: (إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع). وأبو داود بلفظ: (هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ، مُفْظِعٍ أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِع).

[14] متفق عليه بلفظ: (لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدتْ عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك).

[15] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف أنه بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً).

[16] رواه البخاري في الأدب وأحمد وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء).

[17] روى الترمذي عن عليٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصاب حدًّا فعجل عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدًّا فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود إلى شيء قد عفا عنه).

[18] روى أبو داود عن الحسن البصري قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع).

……………………………………………………………………

        الجمعة 3/10/2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436ه                مسجد النور – حدائق المعادي – القاهرة

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid