Sermon Details

12 اكتوبر 2012
جـ1 برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية_حلقة 2_مجلس الجمعة قها 12-10-2012
،
**************************
الحلقة الثالثة
********
-
ما يحل بعد عقد القران
-
تمثيل أدوار الأنبياء والصحابة
-
فضل الصلاة على النبي
-
قضاء أيام رمضان
-
راتب الزوجة
-
التربية الجنسية في الإسلام
-
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلمفي المنام
-
الدعاء على الغير
-
العمل بالتأمين الصحي
-
آداب ليلة الزفاف
ما يحل بعد عقد القران
سؤال: تم عقد قراني ولم يتم الزفاف بعد فهل أنا حلال لزوجي؟
==========================================
أمر خطير؛ لأنه ربما انتهك عرض الفتاة؛ ثم لم يتم الزفاف، فيكون الأمر وبالاً عليها وعلى أهلها لأن الناس تعرف أنها لم تزف بعد!، إذاً يجب على البنت أن تحافظ على نفسها مادام لم تدخل، وإن كان هذا أمراً حلالاً شرعاً لمن تزوج ثيِّباً، ( المتزوجة قبلاً)، فيعقد عليها ويأخذها وانتهى الأمر، لكن مادامت بكراً فلا يجوز أن تمكنه من نفسها إلا بعد الدخول الشرعي العُرفي لأن الشرع عُرف.
****************************
تمثيل أدوار الأنبياء والصحابة
سؤال: ما حكم تمثيل أدوار الأنبياء والصحابة؟
========================================
أظن أن هذا السؤال أجاب عليه العلماء الأجلاء جميعاً، فالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية عندنا وإخواننا العلماء في المملكة العربية السعودية، والكلُّ اتفق على أنه لا يجوز أن يظهر ممثل في صورة نبي أو في صورة صحابي، لأن هذا الممثل يُمثل أدواراً هزلية فكيف يُمثل هذا الدور ثم بعده أو قبله يمثل دوراً هزلياً؟! فلا يليق بالأنبياء ولا بالصحابة أن تظهر شخصياتهم على ممثل.
لكن يمكن أن يظهر نوراً ويتكلم شخصٌ، فلا مانع كما يحدث في الأفلام التي تراعى هذه المشاعر وتحافظ عليها.
****************************
فضل الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم
سؤال: ما فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
=========================================
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا نستطيع حصره!!! ولكن نكتفي بقدر وجيز منه على حسب المقام!!! ويكفى قوله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا} (صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه).
صلاةً واحدة يُصلّى الله بها على المرء تجعله في خيرات وبركات وحسنات تكفيه في الدنيا وبعد الممات!!! ففي المرة الواحدة التي نُصلى بها على النبي صلى الله عليه وسلم يُصلّى الله علينا بها عشراً.
والحديث الآخر قال سيدنا أبُىِّ بن كعب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذاً تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ} (سنن الترمذي والحاكم في المستدرك). إذاً الصلاة على النبي تفرّج الهموم وتغفر الذنوب كما قال الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم.
***************************
قضاء أيام رمضان
سؤال: فتاة تزوَّجتْ وكانت لا تصوم رمضان وهي ببيت أهلها، وبعد زواجها حافظت على جميع الفرائض، فما حُكم الشرع في أيام رمضان التي لم تَصُمْهَا؟
======================================================
أيام رمضان التي لم تصمها أصبحت دَيناً في رقبتها لله. فهناك ديونٌ لله وهناك ديونٌ لخلق الله، وديون الله قال فيها صلى الله عليه وسلم: {فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى} (البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن ابن عباس). ولكن تقضيها مع التيسير، فتستطيع أن تصوم في كل أسبوع يوم أو في كل أسبوع يومين، وتحسبها قدر الاستطاعة من سن البلوغ إلى وقت الزواج وتؤدى هذه السنين لله عزَّ وجلَّ. وقد يقول البعض: ربما يأتيها الموت بغتة ولم تُكمل، المهم هي النيَّة، قال صلى الله عليه وسلم: {مَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يُؤَدِّيَهُ أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن ابن عباس). فطالما هي كانت تُسدد ونَوَت السداد، فلو جاءها الموت من الله عزَّ وجلَّ فإن الله يغفر لها ما قد مضى لأنها قد نوت أن تؤدى ما عليها لله عزَّ وجلَّ.
أما الدَين لعباد الله فإذا مات وعليه دينٌ لم يسدده ولم يأخذ الأهبة والاستعداد لتسديده، قال صلى الله عليه وسلم في شأنه لرجل مات أخوه وعليه دَين: {إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ فَاقْضِ عَنْهُ} (سنن ابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن سعد بن الأطول رضي الله عنه). يُحبس في القبر إلى أن يؤدّى أهله وذويه الدَين، فإذا لم يؤدوه، يظل محبوساً في قبره بدينه الذي لم يؤديه لأخيه المسلم، إلا إذا كان أيضاً يأخذ بالأهبة ويُجهّز نفسه لسداده وأثناء الاستعداد جاءه الموت، فمثل هذا يُرضّي الله عنه دائنه يوم القيامة إن شاء الله تعالى إن قصّر ذووه، لكن لابد وأن يُعرِّفَ من حوله – ما له، وما عليه – حتى يؤدّى دينه ويخرج إلى الله طاهراً مطهراً.
***************************
راتب الزوجة
سؤال: ذكرت فضيلتكم في كتاب: (المؤمنات القانتات) – أنه يجب على الزوجة أن تستأذن زوجها في التصرف في راتبها من عملها، فلماذا عليها ذلك علماً بأن الراتب من عمل يدها وكدّها؟
======================================================
هذه مشكلة عصرية، فكثير من النساء العاملات تظنّ أنها مادامت تعمل فيكون أجر العمل لها وملكها ولها حريّة التصرّف فيه، هكذا تظن الكثيرات.. المرأة من لحظة عقد عقدها فقد صار زوجها مسئولاً كاملاً عن إعالتها ونفقاتها اللازمة لها، ولذا فقد أصبحت هي لا تتصرف من نفسها كما كان قبل زواجها، وإنما وقتها كلُّه لزوجها ولأولاده ولبيته، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في النفقة: {لا تُنْفِقُ امْرَأَةٌ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا} (سنن الترمذي عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهَلِيِّ). إذاً فلماذا أذِنَ الزوج لها بالخروج للعمل؟ للفائدة التي ستعود عليه وبيته من عملها، فكونه أذن لها فيكون قد تنازل عن هذا الوقت في سبيل ما يعود عليه من مالٍ تكتسبه في هذا الوقت.
إذاً هذا المال هو شريكٌ لها فيه، ولابد أن تستأذنه إذا أرادت أن تتصرف فيه تصرُفاً خارج نطاق هذا المنزل، ولكن في المنزل تفعل ما تريد، أما خارج نطاق المنزل فلا، لأن هذا وقته وينبغي أن تكون في هذا الوقت في داخل المنزل والله ورسوله أعلم.
********************
التربية الجنسية في الإسلام
سؤال: لي ابن مراهق، عمره أربعة عشر سنة، سألني عن الجنس فبماذا أجيبه؟ وهل هناك ما يُعرف بالتربية بالجنسية في الإسلام ؟
======================================================
التربية الجنسية موجودة في الإسلام في الفقه الإسلامي، والفقه الإسلامي يُبيِّن علامات البلوغ، أو ما يسمونه بعلامات الاحتلام – أي إذا بلغ الحُلُم، سواءٌ للبنت أو للرجل – وبيّن العلامات بالتفصيل ومن ضمنها: إذا أمنى يعني احتلم وهو نائم، أو إذا أمذى ، أي هناك مَذْىٌ، والمذىُ هو سائل ينزل عندما ينظر إلى أنثى وتتحرّك شهوته، وينزل بدون شهوة، وهو سائل لزج ونجس ويجب أن تُغسل الثياب منه .
أما المنى الذي يحتلم فيه فإن كان جافاً يفرُكُه، وإن كان مازال رطباً يغسله. وهناك شيءٌ آخر اسمه الودى، وهو الماء الذي ينزل بعد البول ولونه أبيض، وهذا أيضاً نتيجة التفكير في الغريزة الجنسية، وتُبيّن للأنثى علامات الدورة الشهرية .. ماذا تفعل؟ وما المُحرّم عليها فعله أثناء هذه الدورة؟ وكيف تطهُر؟ أليست هذه كلها تربية جنسية في الإسلام؟!!
فيعلمنا الإسلام هذه الأمور لكن مع العفِّة، ومع حفظ ماء الوجه، ومع ملاحظة أن أهم خُلُق يحرص عليه الإسلام بيننا هو الحياء، والحياء لا يأتي إلا بخير.
لكن كلمة التربية الجنسية – والتي تنتشر الآن في الأمم الأوروبية – فلا تصلح بيننا، لأن في أوروبا وفي أمريكا حصص للجنس فيعلمون الأولاد كيف يباشرون البنات في حضور البنات والأولاد، وقد يسمحون بذلك عملياً لهم لكي يتعلمون ذلك!! وهل يبيح لنا ديننا ذلك؟!! لا.
فالتربية الجنسية بمعنى تعليم المرء الواجب عليه عند البلوغ، والواجب على البنت عند المراهقة، والواجب على الرجل والزوجة بعد الزواج، كلُّ هذا مفصَّلٌ تفصيلاً عظيماً في كتب الفقه الإسلامية، وهذه هي التربية الجنسية الإسلامية التي ذكرها لنا ووضحها لنا الإسلام.
فعندما يسأل الولد الصغير عن الجنس، نقول له: الزواج هو زواج رجلٍ بامرأة، ليكرمهم الله بالحياة الطيبة بالإنجاب، وتكون الإجابة بهذه الكيفية على سبيل التعمية ولا نفصّل تفصيلاً، لأن الله لا يريد أن نفصّل ذلك مع الأبناء خوفاً من إشغالهم بما لا يُحمد عُقباه.
ويمكن لطالب المزيد الرجوع لكتبنا: “تربية القرآن لجيل الإيمان”، و أيضاً: ” إصلاح الأفراد والمجتمعات في الإسلام”، وكتاب: ” الحبُّ والجنسُ في الإسلام”.
********************
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
سؤال: ماذا يعني السلام على النبي وتقبيل يده في المنام؟ وما أهمية رؤية النبي في المنام للمسلم؟ وهل هناك أفعال أو أذكار لينال المسلم هذا الفضل؟
======================================================
أما السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المنام، فيعني أن الله عزَّ وجلَّ راضٍ عن تصرفات هذا المرء وعمله الشرعي الذي يعمله لله عزَّ وجلَّ، لأن الله قال لنبيِّه: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا﴾. [47الأحزاب].
والبشارة في الآية لا تقتصر على من كان في زمانه، بل هو يبشر المؤمنين إلى يوم القيامة!! في عصره صلى الله عليه وسلم كان يُبشرهم شفاهاً، فقد بشّر أناساً بالجنة، يقول البعض عشرة – هؤلاء وردت بُشراهم في حديث واحد – لكن لو بحثنا عن المبشرين بالجنة في الأحاديث لوجدناهم كثيراً جداً بدليل أن جبريل نزل وقال: {يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ، وَمَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَأَقْرِئْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهَا وَلا نَصَبَ} (البخاري ومسلم والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه)… وخديجة رضي الله عنها ليست من العشرة، وهناك كُثيرٌ من أصحاب رسول الله بُشّروا بالجنة غير العشرة.
كيف يُبشّر أمتّه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى؟
عن طريق المنام، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي} (صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه). لكي نعرف أن رؤية حضرة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حقٌ، وفى نفس الوقت حذَّر النبيُّ لمن يدَّعي رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذا كذب ومصير هذا الكذب يقول فيه : {مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ} (البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه). لكي لا نُدخل أنفسنا في هذا الباب ونفتري بالكذب ونقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأيناه في المنام ولم يحدث.
فرؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تكون بُشرى للإنسان إن كان صالحاً أن يواظب على عمل الصالحات، لأن الله راضٍ عن عمله فيستزيد من ذلك .
وقد تكون رؤيا النبيِّ صلى الله عليه وسلم لمسلمٍ قد وقع في ورطة فيأتيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليُبشره بأن الله سيفرِّجُ عنه، وقد كان كثيرٌ من القادة في العصور المختلفة في المعارك الحساسة يرون رسول الله يُبشّرهم بالنصر، وأظن أنكم تذكرون آخر معاركنا في السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان أنه عندما صعد الإمام/ عبد الحليم محمود منبر الجامع الأزهر – في أثناء المعركة – وقال: نحن إن شاء الله سننتصر لأن رجلاً من الصالحين أخبرني ـ ورفض ذكر اسمه ـ وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة الكرام متجهِّون إلى سيناء وقال لي اتبعني فعلمت أن الله عزَّ وجلَّ سينصرنا. ولو تتبعنا التاريخ في كل المعارك الحربية الرئيسية في الإسلام، كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبشّر القادة، أو الجند، أو العلماء، أو الصالحين، بالنصر من الله عزَّ وجلَّ.
وقد تكون رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ مسلمٍ يريد الله به الخير، فيكون منحرفاً أو يكون بعيداً عن المنهج فيأتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هيئة تدعوه إلى أن ينتبه ويتيقظ ويرجع إلى دائرة الإيمان ويرجع إلى دائرة الإسلام، كل هذه وغيرها تكون من أسباب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن يريد أن يرى حضرة النبيِّ، فما الأذكار لذلك ؟!! ليست العبرة بالأذكار، ولكن العبرة بالتذكار للقلب بالنبيِّ المختار، إذا الإنسان أحبَّ حضرة النبيِّ حبًّا مَلَكَ كلَّ جوانح قلبه، وهو الحبُّ الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم : {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ وَأَهْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه). إذا غلب هذا الحُبُّ على الإنسان، واشتغل بسنته ومتابعته، والإكثار من الصلاة والتسليم عليه، فعندما يغلب الحبُّ عليه، فينام وهو يُفكر في حضرة النبَِّيِّ، وينام وهو مشغول بسنة النبيِّ، فيأتيه وهو في المنام . لكن سأمسك بالمسبحة وأصلى على النبيِّ خمسة آلاف مرَّة، واللسان يتحرك بالصلاة والعين لا تزال تلتفت يميناً وشمالاً لمن حولي من خلق الله، فلن أرى شيئاً من ذلك.
إذن العبرة بالتذكار وليست بالأذكار، والتذكار هو تذكر حضرة النبي، وتذكره بالقلب، واستحضار صورته وهيئته والتأسي به ومتابعته، والإكثار من الصلاة والتسليم عليه صلوات ربي وتسليماته عليه، وهذا هو السبيل الوحيد لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يجد ويجتهد في هذا الباب.
الدعاء على الغير
سؤال: هل يجوز للمسلم أن يدعو على أحدٍ بقوله: (حسبنا الله ونعم الوكيل في فلان)؟ والداعي مُخطئ في الأصل؟
======================================================
النبي صلى الله عليه وسلم نهى كل مسلم أن يدعو على أي مسلم، لأنه قد يتبين على حسب الظاهر أنه مُخطئ بينما إن الله يحاسب على النوايا، فربما تكون نيته عند هذا العمل طيبة عند الله وأنا لم أطلع عليها فقال صلى الله عليه وسلم ناهياً عن ذلك: {مَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ} (سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها). إذن ليس له أن يطلب حقه يوم القيامة لأنه أخذ حقه بدعائه على الظالم. وماذا نفعل؟!!
الإنسان المسلم يفعل كما ذكر ربُّنا في قصة موسى مع فرعون: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [44غافر].
لكن حسبنا الله ونعم الوكيل قيلت في مواجهة الكافرين عندما جمع الأحزاب وهى القبائل العربية جموعهم وتحالف اليهود، معهم وجاءوا إلى المدينة بحجة القضاء على الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، فأنزل الله عزَّ وجلَّ قوله : ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [173آل عمران]. فهذه تقال في غير المسلمين. أما مع المسلم فيفوض الأمر إلى الله : ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [44غافر]. لأن الله قال عقبها: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ [45غافر]. فيحفظه الله من مكر الماكرين، ومن أفعال الجاهلين، ومن كل شيء يريد الكيد له ، لأنه أصبح في حصانة الله وفى رعاية الله – جلّ في عُلاه.
********************
العمل بالتأمين الصحي
سؤال: ما حكم العمل بإدارة التأمين الصحي بالمستشفى، حيث أنني سمعت أن التأمين كله حرام؟
=================================
هذه إجابة ليست صحيحة، التأمين الجماعي الذي نشترك فيه أباحه العلماء لأننا كلنا نتعاون ونحتاج إليه، مثل التأمين الصحي ومثل التأمين على المعاش، وكلنا مشتركين فيه لكي يصرف كل واحد منا معاشاً بعد أن يبلغ السن القانونية فهذا أباحه العلماء.
وكذا أباح مجمع البحوث الإسلامية في عصرنا التأمين التجاري، فبعض الناس يؤَمِّن على التجارة وهذا أيضاً قالوا فيه أنه مباح لأنه إذا شحن بضاعة للخارج فلا يستطيع أن يشحن بضاعته أو تأتي بشحنة لمصر أو إلى خارج مصر إلا ومعه بوليصة تأمين، فقالوا إن ذلك ضرورة.
أما التأمين الذي اختلف فيه العلماء فهو التأمين على الحياة والذي يفعله الإنسان للتأمين على نفسه، لكن التأمين الصحي حلال وليس فيه شيء، لأننا كجماعة نشترك وندفع من أجل هذا العلاج، وليس كلنا يأخذ نصيباً واحداً ونحن قد اتفقنا على هذا فأصبح التأمين الصحي هذا أمرٌ حلال ومشروع وليس هناك كراهة ولا حُرمة إن شاء الله رب العالمين.
********************
آداب ليلة الزفاف
سؤال: ما آداب ليلة الزفاف؟
=================================
ليلة الزفاف لها آدابها التي نستشفها من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم هي:
أولاً:
-
ينبغي أن لا يُدار في هذه الليلة سواءٌ في الشارع أو في القاعات شيءٌ يغضب الله عزَّ وجلَّ.
-
ولا ينبغي أن يرقص العريس مع عروسه والكل ينظر إليه، فلو أراد أن يرقص فيكون هذا مع الرجال، وهى تكون مع النساء ولا يراها الرجال، ولكن إذا كنا مجتمعين في مكان واحد.
-
ولا يجوز أبداً أن يقوم الحاضرون بالرقص أو سماع الأغاني المثيرة للغرائز أو الأغاني الخادشة للحياء بألفاظها، ولكن يجب أن نختار الأغاني المعتدلة التي تُناسب طباعنا وديننا وعرفنا.
-
ولا يجوز التبذير في هذه الليلة كما نرى الآن في عصرنا الحالي في نفقات حفل الزفاف.