Sermon Details

4 ديسمبر 2015م
ما حكم الصلاة فى المساجد التى بها قبور؟
فضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
السؤال: ما حكم الدين في الصلاة في مسجد به مقابر، والتوسل لله بأولياء الصالحين؛
مثل سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة عائشة؟
——————-
ما حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور؟ .. أظن أننا قلنا في بداية لقاءاتنا معكم أننا نُفتي بما أجمع عليه علماء المسلمين، ونفتي بما عليه علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية، وليس لنا شأنٌ بالفتاوى الفردية والتي يخرج منها أفراد معدودين، والتي كثُرت في هذا الزمان من الجماعات الإسلامية، فقد قال صلى الله عليه وسلَّم: (عليكم بالجماعة ومن شذَّ ففي النار). فليس لنا شأنٌ به، لأننا مع الجماعة، قال صلى الله عليه وسلَّم: (يد الله مع الجماعة). وقال في الجماعة: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) .
فالفتوى التي عليها الجماعة عندنا، إن كان في الأزهر الشريف، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو دار الإفتاء، أو المؤسسات الإفتائية في العالم الإسلامي – أنك تصلي لله، ووجود القبر في أى مكان في المسجد ليس له علاقة بالصلاة أبداً، لأنك عندما تتوجه تتوجه لمن؟، لله.
وعندما تنوي تقول: نويت أُصلي ركعتين لمن؟ لله، الحُرمة في الصلاة على المقابر إذا صلى المرء لأهلها، أو صلى فوقها، إذا صليت فوق القبر فهذا حرام، أو أُصلي ركعتين وأقول لسيدنا الحسين، فهذا لا يحدث لأننا نصلي لله عزَّ وجلَّ. فمادامت الصلاة لله – فالمساجد كلها لله: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله) (18الجن). فالصلاة في أى موضع فهي لله عز وجل.
وعندنا مسجد رسول الله: فيه سيدنا رسول الله، وفيه سيدنا أبو بكر، وفيه سيدنا عمر، ونصلي فيه كلنا!!. وعندنا بيت الله الحرام: الحِجْر مدفون فيه سيدنا إسماعيل، وأمه السيدة هاجر، وبين الحجر الأسعد وبين مقام سيدنا إبراهيم وزمزم – هذه المنطقة قال فيها صلى الله عليه وسلَّم: (ما بين الحجر والحجر ومقام إبراهيم قبر ألف نبي) .
كان الأنبياء السابقيو يدعون الناس إلى الله، فعندما ينزل البلاء عليهم ويكذبهم أقوامهم وسينزل البلاء عليهم فكانوا يهاجرون إلى بيت الله الحرام ويُدفنون هناك. فهناك أنبياء الله مدفونون، ونصلي كلنا في بيت الله الحرام!!، وليس فيها شيءٌ لأننا نصلي لله، قال صلى الله عليه وسلَّم: (جُعلت لي الأرض كلها مسجداً وتُربتها طهورا) . فأي مكان في الأرض مادام طاهراً أنا أُصلي فيه، فأُصلي لمن؟ لله عزَّ وجلَّ ـ فهذا ما اتفق عليه إجماع علماء المسلمين. والشواذ كما اتفقنا فليس لنا شأنٌ بهم ولا نتبعهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم