**************************

روح رسول الله ﷺ  منّ الله ﷻ بها علينا وهي مصدر الإيجاد ومصدر الإمداد وهو الشفيع الأعظم لجميع الخلائق يوم الميعاد، سر الوجود لكل موجود، فالروح فى جميع الكائنات هى من روح سيدنا محمد ﷺ وهذا سر قوله ﷺ فى حديث الله عزوجل فى حديثه القدسي: {لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك} حتى الأفلاك والشموس والأقمار والنجوم السبب فى إيجادها هو سيدنا ومولانا رسول اللهﷺ وأرواح الأنبياء وأرواح أعلى عالين وأرواح الملائكة الكروبين وأرواح كل كائنات الله عزوجل الموجودة فى الكونين والثقلين حتى أن الجنة خلقت من نوره صلوات الله وسلامه عليه، والأرواح التى خلقت من نوره هى الأرواح التقية النقية وهى أرواح المؤمنين أما الجاحد والكافر والمشرك فهي ليست روح إنما هى نفس وهذا ما يشير إليه قول الله جل جلاله: } إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ { (37) سورة ق ، وهو القلب النوراني، القلب الجسماني الذي يضخ الدم فيشترك فيه الكافر والنافر والحيوان، القلب الإيماني الذي يقبل على الله ويحب ان يسمع كلام الله ويحب الكلام من رسول الله ويحب أن يتوجه إلى الحج لبيت الله الحرام.

} {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ { (57) سورة العنكبوت ، الموت هنا يعنى النفس، } وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ { (93) سورة الأنعام ، لكن الروح لا تموت، فالنفس هى التى تقوم بجميع حركات الجسم من نوم و أكل ورغبة فهى عليها تمويل الجسم، أما الروح فهى عليها إنارة القلب وسماع الذكر والقرآن والشوق إلى الحبيب المصطفى وكل القربات للمولى القدير، لذلك قال ﷺ فى الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخارى: {أن الله خلق الخلق فى ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور وفق واهتدى ومن لم يصبه ضل وغوى}

( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) (40) سورة النــور ، ما هذا النور؟

هو جهاز الإستقبال للأنوار، محطة الإستقبال التى تستقبل القرآن وتستقبل كلام النبي العدنان، فالذي يستقبل الأنوار هو قلب العبد الذي يستجيب للآداب ويقوم بعمل ما يسمعه ويطبقه.

********************

روح رسول الله                                                                                              رحلة قنا 6/6/1997