ربنا سبحانه وتعالى لا يترك المؤمنين إذا وقع المؤمن فى مخالفة ينبه الولى عز وجل بأى شئ فى نفسه او فى أولاده ، وإذا رضى عنه يبشره فى نفسه او فى أولاده يبشر بحلاوة فى الطاعة ويبشر بأنه يريد أن يستزيد من قراءة القرآن والطاعة لله عز وجل ، ويرزقه الله الفراسة وأمور كثيرة يبينها الله للمؤمن إذا تاب وأناب وكان غير ملتزم مع الله وبعد ذلك التزم
فالتائب هذا يطئنه الله أن يرضى خصماءه يوم القيامة ورسول الله ﷺ يذكر اصحابه رضوان الله عليهم ويقول استحلوا أخوتكم من الذنوب قبل يوم القيامة ، وواصل الحديث ونظر وهو يضحك فقالوا له ماذا يضحكك يا رسول الله قال ﷺ رجلا جنبا أمام رب العزة قال احدهما : يا رب خذلى بحقى من هذا : فكشف الله عن قصر من عبق أحمر فى الجنة لم يرى الناظرون أحسن منه فقال : انظر قال لمن هذا يا رب قال لمن يدفع الثمن : قال كيف ؟ قال بعفوك عن أخيك قال عفوت عنه ، قال رب العزة خذ بيد أخيك وأدخلاً معاً الجنة
لذلك كان من دعاء رسول الله ﷺ : اللهم ما كان بينى وبينك من الذنوب والخطايا فأغفرلى وما كان بينى وبين خلقك فستحمله عنى ، ومن ضمنها الحج إلى بيت الله ، والنبى ﷺ وهو واقف على عرفات دعى الله عز وجل لأمته فقال : اللهم أغفر لأهل عرفات وأضمن عنهم التبيعات فأنزل الله عز وجل جبريل فقال : أبشر فإن الله يبشرك بأنه غفـر لأهل الموقف من أمتك فلما نزل إلى المزدلفة أخذ يدعو ويلح وضحك فقـال سيدنا أبو بكر ما الذى أضحك يا رسول الله ؟ أضحك الله سنك قال ﷺ لما كنت على عرفات دعوت الله أن يغفر لأمتى ويضمن عنهم التبيعات فأستجاب لى فى المغفرة ولم يستجب فى الأخرى فلما وقفت هنا بالمزدلفة وكررت الدعاء غفر الله لأمتى وضمن عنهم التبيعات فلما علم ذلك عدو الله إبليس ولى وخرط ( صوت مسموع ) فذلك الذى اضحكنى
فربنا يغفر لأهل عرفات ويضمن عنهم التبعات إذا كان مال حلال وعلامة قبول الحج وقد استقام وتاب وأناب ، ومن تاب أناب فيقول الله عز وجل فى شأنه ) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ( (1)
لا بـد مـن تأدية الحقـوق الماليـة حتى تدخـــل الجنة !!!!
أولا : أى لا يرجع إلى الذنب أبداً وأقلع عن الذنب وندم هذا بالنسبة للعينة أو هذا القول أما إذا كانت حقوق مالية وفى استطاعتى أن أوديها بأى كيفية فلا بد من سدادها ، ولا ينفع فيها توبة
مثلاً : أخويا ظلمنى فى ميراث لا بد أن أعطيه حقه ، وأحد أخذ من أخر جزء من مال لا بد أن أرجعه إليه فالظلم ظلمات يوم القيامة ، ويروى عن الإمام الشبلى رضى الله عنه وكان من كبار أولياء الله الصالحين ، كان حاكم عادل لماذ حضرته المنية فأخذ يبكى ساعة الاحتضار وسألوه فقال : ابكى على ذنب واحد أخذت من رجل وأنا والى دينار غصباً وبحثت عنه فلم أجده وتصدقت عنه بألوف وأخشى أن يؤخذنى الله عز وجل به يوم القيامة وزن على ذلك فى كل الأمور سواء الغش أو السرقة بالنسبة لحقوق العباد المالية لا بد من سدادها
ثانيا : إذا كان هناك كسر خاطر ، وأحد اساءت إليه كلاماً جارحاً أمام الخلق وغضب منى والله عز وجل يغضب لغضبه المنكسر قلوبهم ، سيدنا أبو بكر رضى الله عنه حدث بينه وبين أهل الصفة ( تسعون من البادية ) ليس لهم زوجات وحدث معهم خلاف فى الرى وهم أتون للتعلم والصلاة وحلقات العلم ويقوم بإطعامهم حضرة النبى ﷺ فقال لابى بكر : أياك أن تكون قد أغضبتهم فإن الله ورسوله يغضبان لغضبهم ، فاسرع أبو بكر إليهم وقال لهم أأغضبتكم يا أخونى سامحونى ، فقال له سامحناك يا أبا بكر .
نفس الوضع حدث مع أبو ذر خلاف بينه وبين سيدنا بلال فقال له سيدنا أبو ذر يا ابن السوداء فقال e أعيرته بأمه إنك امرؤا فيك جاهلية فعلم أن الرسول غضب لغضبه فأخذه ووضع رأسه على الأرض واقسم عليه أن يطأ بقدمه على وجهه ليمتص غضبه فقد كانوا إناس مقربين قال النبى ﷺ ) من أتاه أخاه متنصلاً فليقبل منه محقا كان أو مبطلاً فإن لم يقبل منه لم يرد على الحوض (
فربنا سبحانه وتعالى يقبل التوبة من العبد فديننا دين الصفح والعفو ، فسيدنا بلال مؤدب لازم يبر يمين أخيه فوضع رجله وبين وجه أخيه مسافة شبرا دون ماس وجهه ، وكيف أرضى أبوى ؟ النبى ﷺ قـال ) من أخذت له مالاً فهذا مالى فليأخذ منه ومن جلدت له ظهراً فليقتص منه ( فجاءه أحد المسلمين وقال يا رسول الله أنت وكزتنى فى بطنى قال ﷺ : خذ القوس واوكزنى قال الرجل : بطنى كانت عارية فاحتضن الرجل بطن رسول الله و أردت أن يكون أخر عهدى فى الدنيا أن تمس بطنى بطنك وكيف اقتص منك ؟ وحتى مع نساؤه لازم يرضى زوجاته وكانوا يحملونه إلى نساؤه حسب الليالى عندهم ، يعطينا الأسوة والقدوة الطيبة لرضاء زوجاته .
الحاجة التى أستطيع أفعلها لازم أنفذها أما التى أعجز عنها أرجع إلى الله فإن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم تواب كريم وهو سبحانه سوف يتولى إرضاء الخلق عن عبده مادام بذل كل ما فى وسعه ولم يٌقصر.