النبي صلى الله عليه وسلمنهى كل مسلم أن يدعو على أي مسلم، لأنه قد يتبين على حسب الظاهر أنه مُخطئ بينما إن الله يحاسب على النوايا، فربما تكون نيته عند هذا العمل طيبة عند الله وأنا لم أطلع عليها فقال صلى الله عليه وسلم ناهياً عن ذلك: {مَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ} (سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها). إذن ليس له أن يطلب حقه يوم القيامة لأنه أخذ حقه بدعائه على الظالم. وماذا نفعل؟!!
الإنسان المسلم يفعل كما ذكر ربُّنا في قصة موسى مع فرعون: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾[44غافر].
لكن حسبنا الله ونعم الوكيل قيلت في مواجهة الكافرين عندما جمع الأحزاب وهى القبائل العربية جموعهم وتحالف اليهود، معهم وجاءوا إلى المدينة بحجة القضاء على الرسول صلى الله عليه وسلمومن معه، فأنزل الله عزَّ وجلَّ قوله : ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾[173آل عمران]. فهذه تقال في غير المسلمين. أما مع المسلم فيفوض الأمر إلى الله : ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾[44غافر]. لأن الله قال عقبها: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾[45غافر]. فيحفظه الله من مكر الماكرين، ومن أفعال الجاهلين، ومن كل شيء يريد الكيد له ، لأنه أصبح في حصانة الله وفى رعاية الله – جلّ في عُلاه.
********************
الحلقة الثانية: قها – قليوبية 26من ذي القعدة 1433هـ الموافق 12/10/2012م