• Sunrise At: 4:53 AM
  • Sunset At: 6:57 PM

Sermon Details

21 ديسمبر 2015م

الأسوة برسول الله الظاهرة والباطنة

فضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد

شارك الموضوع لمن تحب

الأسوة برسول الله الظاهرة والباطنة

الحمد لله الذي أوجد حبيبه ومصطفاه من نور ذاته، وطهَّره وجمَّله بصفاته، وجعله قدوةً وأُسوةً طيبةً لكل من يتعرض لفضله وعطائه وهباته. والصلاة والسلام على النور المكنون، والسرِّ المصون، وبحر العلم الإلهي المخزون، سيدنا محمد، سرَّ قوله عزَّ شأنه: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82يس).

صلَّى الله عليه وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، وكل من تبعهم على هذا الهدى إلى يوم القرار، وعلى إمامنا ومرشدنا سماحة السيد محمد ماضي أبو العزائم، وكل من تابعه على عهده، ومشى على دربه إلى يوم الدين، واجعلنا منهم أجمعين إلى يوم الدين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.

أيها الأحبة في الله: إستمعت معكم إلى حديثٍ شجيٍّ من أخي الداعي الأستاذ قنديل عبد الهادي بارك الله فيه، وهذا الحديث يدور حول قول الله عزَّ وجلَّ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (21الأحزاب).

أمرنا الله عزَّ وجلَّ – ومن قبلنا، ومن بعدنا – أن يكون قدوتنا إلى الله عزَّ وجلَّ في سيرنا وسلوكنا، إذا كنا نرغب في المواهب العلية، والمنازل الرضوانية، وحقائق القرب من الحضرة القدسية، أن يكون قدوتنا في كل ذلك هو خير البرية صلى الله عليه وسلَّم. والإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلَّم يقتضي أن يقتدي به الإنسان في ظاهره وفي حقيقته وباطنه، فهو صلى الله عليه وسلَّم في ظاهره كان مجمَّلاً بمقام العبدية لله عزَّ وجلَّ.

ومقام العبدية هو أرفع وأعلى المقامات التي يسمح بها الله عز وجل للمتجمِّل في الدخول للحضرات القدسية. قال سيدي أبو اليزيد البسطامي رضي الله عنه: (يا ربِّ، بما يتقرب إليك المتقربون؟، قال: بما ليس فيَّ. قال: وما الذي ليس فيك؟، قال: الذلُّ والمسكنة والتواضع وغيرها من الصفات التي ينبغي أن يتجمل بها المرء في نفسه لرضاء ربِّه عزَّ وجلَّ.

وأما في باطنه؛ فهو وحده من بين المرسلين والنبيين والخلق أجمعين الذي جمَّله الله عزَّ وجلَّ بصفاته القدسية، وأخلاقه الذاتية، والتي مدحه عليها ومن أجلها في آياته القرآنية، وقال لنا به معرِّفاً: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4القلم).

فهو أعلى من الخُلُقِ العظيم!!، لأن أصحاب الخُلُقِ العظيم أصحاب الكمالات النبوية والمصطفوية من السادة المرسلين لحضرة ذات الله، فهم عبادٌ كُمَّل لحضرة ذات الله، لكنه هو وحده العبد الأكمل في التخلق بأخلاق مولاه جلَّ في علاه.

فقد كان كل نبيٍّ له على قدره شميمٌ من هذه المعاني الإلهية، وذكر الله عزَّ وجلَّ أنبياءه ورسله في القرآن بما منحهم من هذه العطية، فقال عن إبراهيم: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (37النجم)، وقال عن إسماعيل: (إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا) (54مريم)، وقال عن نوح: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) (3الإسراء).

لكن الذي جمع كل الصفات الإلهية، وظهرت فيه كل الأوصاف الذاتية – إن كان لعالم الملكوت، أو لعالم الجبروت، أو لعالم النعموت، أو لعالم الجن، أو لعالم الإنس – كل الذي ظهرت فيه كل هذه الجمالات والكمالات لطلاَّب هذه الحالات هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. وبين إمامنا رضي الله عزَّ وجلَّ عنه وأرضاه حقيقة هذا الأمر فقال في شأنه صلوات ربي وتسليماته عليه:

أبرزته يد العنـــــــــــــــــــــاية كوناً     وهو نورق في صورة آدمية

فإن الله عزَّ وجلَّ خلق آدم مما تعلمون، ثم سوَّاه ونفخ فيه من روحه، وأظهر فيه من أجل نور حبيبه ومصطفاه جمالاته وأخلاقه الرحمانية. ثم أمره عزَّ وجلَّ أن يعرض هذه الأخلاق بما يتناسب مع الملائكة في حالتهم الملائكية: (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) (31: 33البقرة).

فظهر فيه – صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى أبيه في المعنى وابنه في المبنى حبيبنا صلوات ربي وتسليماته عليه – المعاني الإلهية العلية، والأخلاق القدسية التي تطابق عالم الملكوت الأعلى بكل أنواعه وطوائفه، فعلموا أن هذا الحبيب المقرب من الله عزَّ وجلَّ، ولا قرب إلا بحضرته، ولا وصول إلا عن طريق سدرته، ولا مشاهدة لجمال الألوهية إلا بإشراق أنوار ذاته، لأنه صلى الله عليه وسلَّم كما قال إبن مشيش رضي الله عنه: (لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط).

فهو الذي تجلى فيه الله بكماله، وتحمَّل هذا التجلِّي وتحمَّل هذا التنزُّل، وتحمَّل هذا التفضُّل، وغيره لا يستطيع أن يتحمَّل ذلك، ولكنه يلطِّف هذه الأحوال ويخفِّف هذه المواجهات، ويجعلها في متناول الطالبين لله عزَّ وجلَّ من كافة الحضرات العُلوية والحضرات اللدنية، لأنه صلى الله عليه وسلَّم مظهر جمال ذات الله عزَّ وجلَّ. وهذا ما نردده دائماً: ((إلهي بمَجْلَى الذَّاتِ سِرُّ الحقيقة)).

فهو المَجْلَى الذي تتجلَّى فيه كمالات الذات الإلهية بكمالاتها الأحدية، وهو صلى الله عليه وسلَّم يواجهنا على قدرنا – وعلى قدر صفاء قلوبنا وعلى قدر هُيام أرواحنا وعلى تعلُّق نفختنا القدسية في الحضرة العلية – يعطينا كما قال صلى الله عليه وسلَّم في حديثه المبين لذلك: (الله المعطي وأنا القاسم)[1]. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك أبي القاسم، واجعل لنا أجمل قسمة من هذا العطاء، وأكبر نصيبٍ من هذا الفضل، وخُصَّنا أجمعين بما نكون به معه في الدنيا، ونكون معه في الآخرة، ونكون من أهل جواره في جنة النعيم، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.

إذن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلَّم يكون بالتخلق بأخلاقه الإلهية التي يقول فيها إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه: (لا يكون الرجل رجلاً حتى يتخلق بالأخلاق الإلهية عند المضايق التي تدفعه بشدة إلى الأخلاق الإبليسية أو الأخلاق البهيمية).

هذا هو الرجل الذي تمكَّن في حاله، ولا تستطيع الجبال أو الأرض أن تزحزحه عن أحواله، لأنه يستقي من يمين الحبيب ويشرب من كاساته حتى يطيب، وليس له في الدنيا والآخرة في قلبه نصيب، وإنما همُّه كله في مجلى الذات وهو الحبيب الأعظم صلوات ربي وتسليماته عليه.

فيتخلق بأخلاق الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم في العفو عمن ظلمه، وفي الإعطاء لمن حرمه، وفي الوصل لمن قطعه، لأنه قال في هذه الأوصاف الذاتية: (أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن – وهذا لخاصة الأبدال، والمجمَّلين بجمال هذه الأحوال – أن أصل من قطعني، وأن أُعطي من حرمني، وأعفو عمن ظلمني)[2].

فلا ينبغي لرجلٍ يريد هذه المقامات الإلهية أن يبقي في نفسه بقية لأي شئٍ في هذه الدنيا الدنية، لأن الله قال في أبي الأنبياء والمرسلين: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (84الصافات). قلبٌ سليمٌ!!، يقول فيه إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه:

نفسٌ بقلبٍ سليمٍ رفعةٌ ورضــــــــــــا        وألف عامٍ بلا قلبٍ كلحظــــــــــــــــــــــات

الجســــــــــــم بالقلب يترقى إلى رتبٍ         والجسم من غير قلبٍ في الضلالات

فإذا صفـــــا القلب من وهمٍ وشبهــــاتٍ      يشاهد الغيب مســـــــــــــروداً بآيـات

ولا يلتفت نفساً عن المكون عزَّ وجلَّ، ويكون كما قال رضي الله عنه: ((لو فُتح قلب المريد قدر سَمِّ الخياط، لم يلتفت عن الله نفساً ولو صُبَّتْ عليه البليَّات)).

لأنه يريد وجه الله، والذي يريد وجه الله ينبغي أولاً أن يطهِّر قلبه من جميع ما سواه، حتى لا يكون في قلبه غير الله جلَّ في علاه.

فإذا تحلى بهذه الجمالات الإلهية، يتحلى مع الأهل والأحباب والناس جميعاً في الكون بالأخلاق المحمدية؛ بالمودة والرحمة، والشفقة والعطف والحنان، والتي يقول فيها الله عز وجل لحضرته: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الامْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله) (159آل عمران).

والتي يقول فيها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وفي رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (إن الله وصف حبيبه صلى الله عليه وسلَّم في التوراة بما وصفه به في القرآن: إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا صخَّابٍ في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله عزَّ وجلَّ حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله)[3].

نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجمِّلنا بأحواله الإلهية، وأخلاقه الإنسانية، وأن يكمِّلنا بهذه الكمالات المحمدية، وأن يجعلنا متعلقين به على الدوام، وأن لا يحرمنا من رؤياه في اليقظة أو المنام، وأن يجعلنا في يده اليمنى يوم الزحام، وأن يجعلنا من الذين يسقيهم من يده الشريفة من حوض كوثره يوم الدين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم


[1] صحيح البخاري عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ، وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ).

[2] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية ، وكلمة العدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعفو عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبرة، وآمر بالعرف)، وقيل: (بالمعروف)، رواه رزين. قال الطيبي رحمه الله: ذكر تسعاً وأتى بعشر، فالوجه أن يحمل العاشر وهو الأمر بالمعروف على أنه مجمل عقب التفصيل.  وفي جامع الأصول في أحاديث الرسول عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمرني رَبِّي بِتِسْع: خَشْيَةِ الله في السِّرِّ والعلانية، وكلمة العدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وأن أصَلَ مَنْ قَطَعَني، وأعطي مَنْ حَرَمَني، وأعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَني، وأن يكون صَمْتي فِكْراً، ونُطْقي ذِكْراً، ونظري عبرة، وآمرُ بالعُرْف، وقيل: بالمعروف» أخرجه …  قال محقق جامع الأصول في أحاديث الرسول عبد القادر الأرناؤوط: كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد روى الفقرات الثلاث الأولى الطبراني في الأوسط عن أنس، والبيهقي في  شعب الإيمان عن أبي هريرة: (ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الفقر والغنى)، وهو حديث حسن، والفقرات الثلاث التي بعدها رواها البراز والطبراني والحاكم عن أبي هريرة، وأحمد والحاكم عن عقبة بن عامر، والطبراني في الأوسط عن علي، والطبراني عن معاذ بن أنس، والبزار عن عبادة بن الصامت، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده، والفقرات الثلاث الأخيرة لم أجد لها طرقاً وشواهد. وأخرج ابن قال ابنُ أبي الدنيا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ: أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: (أَوْصَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِتِسْعِ خِصَالٍ: أَوْصَانِي بِخَشْيَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْعَدْلِ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالِاقْتِصَادِ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي، وَأَنْ أُعْطِيَ مَنْ حَرَمَنِي، وَأَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي، وَأَنْ يَكُونَ نَظَرِي عِبَرًا، وَصَمْتِي تَفَكُّرًا، وَقُولِي ذِكْرًا).

[3] روى الإمامُ البخاري عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: {لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فِي التَّوْرَاةِ؟، قَالَ: أَجَلْ؛ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) (الأحزاب)، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ؛ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ؛ بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا).


ندوة دينية بعد صلاة العشاء الإثنين 21/12/2015 بمسجد الإمام أبو العزائم – القاهرة

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid