• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

30 اكتوبر 2015

لماذا نجد كثير من المتشددين ينهو المسلمين عن الإحتفال بالهجرة؟

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

………………………………………………………………….
السؤال: لماذا نجد كثيراً من المتشددين ينهون المسلمين عن الإحتفال بالعام الهجري الجديد؟ أو الإحتفال بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلَّم؟

————

أولاً ليس لنا شأنٌ بالمتشددين، المتشددون لهم منهجٌ خاصٌ بهم في دين الله، ونحن لنا منهجٌ هو منهج الأئمة أهل الوسطية الذين استنبطوه من كتاب الله ومن سنة رسول الله. فالإنسان لا يشغل باله بقول هؤلاء.

ولذلك أجد دائماً كثيراً من أحبابنا يقول لي: أن الشيخ فلان يفتي بكذا، فأقول له: ليس لنا شأنٌ به، ففتواه لمن يتبعه، ففتوانا من أهل المذاهب الأربعة الذين شهرهم الله في البلاد، وعلمهم من لدنه، وكانوا علماء وأولياء وهم أهل الوسطية، فليس لنا شأنٌ بالمناهج الأخرى. لأننا لو شغلنا أنفسنا بالمتشددين فسندخل معهم – لماذا يحتفل الشيعة بعاشوراء بهذه الكيفية؟ وما حكمهم؟ وندخل في هذه المخالفات.

نحن اخترنا المنهج الوسطي، فليس لنا شأنٌ بالمخالفين لهذا المنهج الوسطي، فلا نسألهم عن فتواهم، ولا نناقشهم فيما يفتون أو يقولون، لأنهم يجتهدون بمنهج خاص، وفق هدفٍ خاصٍ في صدورهم. وأصحاب المناهج الأربعة لا يهدفون من وراء مناهجهم ولا مذاهبهم إلا وجه الله وإصابة الهدف في شرع الله.

وكلهم من رسول الله ملتمسٌ        غرفاً من البحر أو رشفاً من الدِّيم

فكونهم يحتفلون أو لا يحتفلون شأنٌ لا يعنينا، فنحن نحتفل بأيام الله، لقول الله لحبيبه ومصطفاه – على ما ذكره في القرآن لسيدنا موسى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) (5الرعد). وأيام الله التي نحن فيها نصرٌ لله، فإذا كان النبي لما هاجر إلى المدينة ووجدهم يصومون يوم عاشوراء، فسألهم: لِمَ تصومون هذا اليوم؟، قالوا: هذا يومٌ نجَّى الله موسى وقومه من فرعون وقومه، فنصومه شكراً لله، فقال: (نحن أولى بموسى منكم)[1] ـ أفلا نحتفل باليوم الذي نجَّى الله فيه حبيبه ومصطفاه من الكافرين؟!!. فإذا كان قد صام اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه شكراً لله، أفلا نحتفل باليوم الذي هاجر فيه من مكة إلى المدينة؟!!، بنصر الله الذي قال فيه الله: (فَقَدْ نَصَرَهُ الله) (40التوبة).

إذن فنحتفل هنا بنصر الله لحبيبه ومصطفاه، ونأخذ منها الدروس والعبر، بعضها أشرنا إليها، وبعضها لم نشر إليها، لا تعد ولا تحد، وماذا فيها أن نأحذ الدروس والعبر ونعلمها لأنفسنا ولأولادنا ولبناتنا. الدرس الذي أخذناه اليوم؛ من أين؟ أليس من السيرة النبوية والهجرة؟ وكذلك درس الأمانة من الهجرة، وهكذا فيها دروس لا تُعد ولا تُحد.

فنحن نحتفل بهذا اليوم لأن الله نصر حبيبه ومصطفاه وذكر ذلك في كتاب الله، أفلا يحق لنا أن نفرح بنصر الله وقد قال الله: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللهِ) (4، 5الروم). أفلا نفرح بنصر الله لحبيبه ومصطفاه؟!! ونأخذ العظة والعبرة في هذه الحياة أجمعين إن شاء الله. أما الآخرون فلا نستمع إليهم حتى لا نشوِّش أفكارنا، ونجعل أنفسنا على الفطرة النقية السليمة إن شاء الله.  وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم**

[1] روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم، وأمر بصيامه).
………………………………………………………………….

       الزقازيق بعد صلاة الجمعة 30/10/2015 الموافق 17 المحرم 1437هـ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid