• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

20 نوفمبر 2015

ما الواجب على المسلم لفقه دينه؟

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

……………………………………………………………………….

السؤال الثالث: ما الواجب على المسلم ليفقه دينه؟

—————–

المسلم حالياً لو فقه دينه ما وقع في خطأ، لأن الإنسان حالياً لو أراد أن يسافر للخارج يسأل كذا واحد سافروا للخارج: كيف سافرت؟ وماذا فعلت؟ وأى مكتب أصَّح؟ وما المكتب الذي ذهبت له؟

ولو أراد أن يبني بيتاً فيسأل من بنى من قبله؟ فلماذا لا يسأل في الناحية الدينية ويمشي على هواه؟ فهي الأولَى.

فالإنسان الأولَى أن يسأل، والحمد لله الدولة بدأت تنتبه حالياً ولكن على نطاق صغير، فدار الإفتاء تعمل حالياً ندوات للمقبلين على الزواج، بحيث أنها تعرفهم أحكام وآداب الزواج وخاصة أن الطلاق كثُر في الفترة الماضية للمتزوجين حديثاً، لماذا؟ لأنه لا يعرف حق الزوجة وهي نفس الحكاية لا تعرف حق الزوج.

فعملوا الآن تجربة في ماليزيا مدارس رسمية لهذا الشأن فلا يُعقد عقد لأى واحد إلا إذا حصل على شهادة من مدرسة المقبلين على الزواج، بحث يعرف فيها فقهياً وعلمياً حقوق الزوجين وتربية الأولاد والأيمان والطلاق وما يتعرض له في حياته كلها علمياً ودينياً، ثم يعطوه شهادة وبناءاً على هذه الشهادة يُعقد العقد، ولا يُسمح بعقد إلا بعد التخرج من هذه المدارس.

****************************

سؤال عارض: وكذلك هناك يقومون بالتدريب على مناسك الحج؟

————————-

نعم يأتون بنموذج مصغَّر للكعبة، ونموذج للطواف، ونموذج للصفا والمروة، ويدربون الناس عملياً، فعندما يصل إلى هناك يعرف كيفية أداء المناسك كما تدرب عليها.

نحن هنا في مصر: من الذي يذهب إلى هناك ويحتار في أداء المناسك بهذه الكيفية؟ المصريون ـ رأيت هناك مصريين كثيرين أسأل الواحدة منهن: كم مرة طُفتِ يا سيدتي؟، فتقول لي: لا أتذكَّر ثلاثة أم أربعة يا بني، لا تعرف كم عدد الأشواط في الطواف، وهناك نساء عرفوها أن الأشواط بين الصفا والمروة سبعة أشواط ذهاباً وسبعة إياباً، فيكون العدد أربعة عشرة شوطاً، وبعدها تذهب للمستشفى فوراً لكبر سنها ولا تستطيع أن تُكمل.

فلابد لهذه المناسك أن يكون لها بياناً عملياً، وكذلك الزواج يكون أيضاً ببيان عملي ودار الإفتاء الآن تعمل الدورة لمدة شهرين، ويومان دراسة في الأسبوع والأجر 150 جنيهاً فقط، وتحتاج إلى تعميم على مستوى الجمهورية وخاصة أن الكنيسة الآن قد أخذت الفكرة وعملت بها؛ أن جميع المقبلين على الزواج لابد أن يأخذ أولاً دورة تدريبية ويحصل على شهادة بذلك ليعقدوا له العقد، إن كان ولداً أو بنتاً، ونحن أولى بهذا جماعة المسلمين.

فالشاب المُقبل على الزواج يجب أن يعرف أصول الحياة الزوجية وتربية الأولاد، ويعرف موجزاً عن الطلاق وليست التفريعات حتى يصون دينه، لأن كثيراً من حالات الطلاق الآن تتم ـ وبالأمس القريب ـ واحدة دخلت محكمة الأسرة وقالت: مكث زوجي سنة يعاشرني في الحرام ويعلم أن الطلاق وقع ولم يعرفها بذلك حتى يستمر بمعاشرتها، فلابد لهذا الأمر من المعرفة، ومع المعرفة لابد للطرفين أن يكونا يُعرفا بعضهما.

فأنا أطالب الآن أن مفتي الطلاق لأى شاب وبنت يكون مفتياً واحداً فقط، لأنه هو الذي يعرف حالته ويا ليته يسجلها عنده، لأنه لو جاءه وقال: أنا حلفت بكذا وكذا، يقول له: نعم أنه مُسجَّل عندي، وأنت قلت كذا وكان الحكم كذا، ويكون ملفاً له لأن الشاب يدور ويبحث وإذا لم يجد ما يريد فيذهب لآخر ليحكم له بما يريد، فلذلك تحتاج الفتوى لمفتي واحد مُحدد يلتزم بهذا.

والشاب المفروض أن يكون حريصاً على دينه، ولكنه يريد أن يتلاعب حتى لا يدخل في زواج جديد وما يتبعه. فهذه الأمور تحتاج إلى الفقه في الدين، لأنه أول شيء في الإسلام: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)[1].

وما العلم؟!! هل علم الطب؟، لا، علم الطب لو قامت به مجموعة تكفي الآخرين. وهل هو علم الهندسة؟ لا لأنها نفس الحكاية.

وما العلم الذي هو فريضة على كل مسلم؟، هو هذا العلم – علم الفقه في الدين، ما لاغنى له عنه من علوم الدين، فإذا صلى لابد له من معرفة ما تصِّح به الصلاة، وإذا صام لابد أن يعرف ما يصِّح به الصيام، وإذا تزوج فلابد أن يعرف ما ينبغي له معرفته عن الزواج.

ليس عنده نصاب الزكاة فيعرف الأمر العام عندما يصل إلى نصاب الزكاة، وعندما يملك نصاب الزكاة يدرسه، أو ليست عنده القدرة للحج الآن، فلا يهم أن يعرف المناسك الآن، وعندما تتوفر القدرة وينوي الحج يعرف ما يحتاجه في الحج ـ وهكذا.

فالذي لابد له منه الآن: الصلاة والصيام والعقيدة أولاً، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهي العقيدة الوسطية، فلابد له من معرفة أحكام الصلاة والصيام والزواج ولزومياته وتربية الأولاد في الإسلام، لأن تربية الأولاد حالياً فيها قصورٌ شديد عند المسلمين والمسلمات، وهو يعتقد أن تربية الأولاد أن يشتري له ملابسه وطعامه وشرابه ودروسه وانتهى الأمر، والآية غير ذلك: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)، والرزق؟!!، (لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (132طه).

فمن أين يتعلم الولد دينه؟ يحتاج إلى قدوة، وقدوته الأولى في البيت هو أبوه، فكل هذه الأمور تحتاج إلى الفقه في الإسلام، وهذا ما يجعل الإنسان لا يفعل شيئاً إلا إذا تعلمه حتى يمشي على هُدىً، ولا يستطيع أن يتعلمها من المنابر لأن المنابر للموعظة وليست درساً علمياً، فالدروس الآن في القنوات الفضائية وعلى النت فيقول لك: لماذا أذهب إلى المسجد؟ ولذلك من يحضر دروس المساجد الآن؟ لا أحد.

فلابد من دورات إلزامية كالتي تكلمنا في الآن وهي التي تنفع في مثل هذه الأمور، ولا تكون كالشهادة الصحية أن يحصل عليها بأى كيفية ولم تزل الأمراض موجودة كما هي، فلابد أنا تتم المعرفة كما ينبغي.

فإذا تمَّ ذلك فيكون الشباب على خير وتسير الأمور كما ينبغي إن شاء الله.

********************************

[1] أخرجه ابن ماجه عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه.

……………………………………………………………………….

            مدينة 6 أكتوبر – الجمعة: 20/11/2015 موافق 8 صفر 1437 ه

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid