• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

12 اغسطس 1994

خطبة الجمعة_نعمة الهداية والإيمان

.

شارك الموضوع لمن تحب

********************

نعمة الهداية والإيمان [1]

الحمد لله ربِّ العالمين، أتم علينا نعمته، وأكمل لنا كرامته، واختار لنا الإسلام ديناً، والقرآن كتاباً، ومحمداً صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصَّنا بجزيل نعمائه، وأفردنا بعظيم آلائه، فلا يوجد في أرضه أو سمائه أناسٌ تمتعوا بنعمائه كعباده المؤمنين، فقد رزقهم سبحانه وتعالى بأرزاق الدنيا الظاهرة، وخصَّهم عزَّ شأنه بأرزاقه الباطنة، وجعلهم في الدنيا فالحين، وفي الآخرة سعداء وفائزين. وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، التي أنزلها لنا وعلينا الله.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، صلاة ننال بِهَا رضاك، وتمنحنا بِهَا غفرانك وعفوك في الدنيا والآخرة، نحن وإخواننا وأبناءنا، وذرياتنا والمسلمين أجمعين. (أما بعد)

فيا إخواني ويا أحبابي: ونحن في هذه الأيام الكريمة، أيام ذكرى ميلاد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم. لماذا نحتفل بذكراه صلى الله عليه وسلم؟ وما الواجب علينا نحوه صلى الله عليه وسلم كما بين كتاب الله؟ سؤالان يسيران، لابد لنا من معرفتهما، ولا تغني معرفة فرد منا عن معرفة الآخرين، وسنتولى بفضل الله عزَّ وجل الإجابة عليهما على قدر ما يفتح الله عزَّ وجل علينا به.

لماذا نحتفل بذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم ؟

لو نظرنا لنعم الله عزَّ وجل علينا نجدها تنقسم إلى قسمين: نِعَمٌ ظاهرة، ونِعَمٌ باطنة. أما النعم الظاهرة فهي التي نشترك نحن فيها أو يشترك معنا فيها: الكافرون،

والمشركون، والجاحدون، بل والحيوانات والطيور والأسماك وكل كائنات الله عزَّ وجل الأرضية وهذه النعم بعضها فينا، وبعضها حولنا …..

فالنعم التي فينا كنعمة السمع، ونعمة البصر، ونعمة اللسان، ونعمة العقل، ونعمة اليد، ونعمة الرجل، ونعم الأعضاء التي خلقها الله عزَّ وجل لنا جميعاً، ولا يستطيع واحدٌ منا أن يستغني عن عضو منها، بل لو اشتكى عضوٌ منها ألماً، لا يستطيع الإنسان النوم، ولا يجد الراحة، ويسارع إلى الأطباء والحكماء يلتمس عندهم الراحة والشفاء، باستخدام الدواء الذي يكتبه له الأطباء.

وهذه النعم، نحن والكافرون والمشركون والجاحدون فيها سواء، بل ربما يكونون فيها أعظم، ولهم فيها نصيب أكثر، لأن الله عزَّ وجل خصَّهم بنعم الحياة الدنيا، فهم أكثرُ منا صحة، وخيرٌ منا شكلاً وجمالاً ظاهراً وملامحاً. فهذه النعم يستوي فيها الجميع.

أما النعم التي حولنا كالمأكولات بأصنافها، والمشروبات بأنواعها، ونعمة الهواء، ونعمة الشمس، ونعمة الدفء، ونعمة الضياء، ونعمة القمر، ونعمة النجوم، وكل النعم التي حولنا، والتي سخرها لنا الله عزَّ وجل. وأيضاً قد يكون الكافر أكثر حظًّا منا فيها. وهذا ما يظهر فيما نراه الآن، فأمريكا وأوربا أكثر منا غنى بالخيرات الظاهرة، والنعم الظاهرة.

ولكن هذا كله أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: { إِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً هُوَ أَبْغَضُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا مُنْذُ خَلَقَهَا بُغْضَاً لَهَا}[2]
وقوله صلى الله عليه وسلم: { ولَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ }[3]

إذن فَبِمَ نتميز أنا وأنت – يا أخي – على هؤلاء الكافرين والجاحدين؟ … نتميَّز عليهم بنعمة الإسلام، ونعمة الإيمان، ونعمة الهداية ونعمة القرآن، ونعمة الولاية للرحمن، لأنك خصَّك الله وجعلك من عباد الرحمن الذي أثنى عليهم ووصفهم في القرآن بأوضح وأجلى بيان.

هذه النعم هي النعم الباطنة، وفيها يقول الله عزَّ وجل: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } (20-لقمان). والنعم الباطنة نعمةٌ واحدة منها أغلى من الدنيا كلها بما فيها ومن فيها، فلو أنهم خيروك أن تجلس على عرش أمريكا ويكون العالم كله طوع أمرك، والبيت الأبيض بما فيه من نعم وخيرات رهن إشارتك، ولكن بشرط أن تموت على غير إيمان، هل ترضى بهذه النعمة؟ ….. بالطبع لا!! وألف لا !!!

ولهذا فنعمة الهداية – التي تفضل بها عليك الله عزَّ وجل- ونعمة الإيمان، هما أغلى نعمة يتفضل بها الله على أحبابه وعلى أهل ولايته وعلى أصفيائه، ولذا يذكرنا بها الله فيقول: { وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ – أهي الأكل والشرب والسكن واللبس؟ لا، لأن هذه يشترك فيها جميع الخلق، إذاً ما النعمة التي يُذَكِّرُنا بها الله عزَّ وجل؟ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا } (103-آل عمران).

 فكأنه يقول – عزَّ وجل: اذكروا النعمة التي تقيكم من عذاب القبر، والنعمة التي توفقكم لحسن الخاتمة فتجعلكم تموتون مسلمين، والنعمة التي تبيِّض بها وجوهكم يوم الدين { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } (106-آل عمران)، والنعمة التي يثقِّل الله عزَّ وجل بها موازينكم، والنعمة التي يعطيكم الله بها كُتُبَكم بأيمانكم فتفرحوا وقت لقاء ربكم، والنعمة التي يثبتكم الله بها على الصراط يوم تزل الأقدام في نار جهنم، والنعمة التي تنجون بها من دار البوار، والنعمة التي تدخلون بها الجنة مع الأخيار، والنعمة التي تتمتعون بها بالنظر لوجه الله.

ما هذه النعمة يا إخواني؟ … نعمة الإيمان ونعمة الإسلام ونعمة الهداية، وهي من الله عزَّ وجل بالكلية، فليس في استطاعة واحد منا أن يجلب الهداية لنفسه أو لغيره، حتى أنبياء الله ورسل الله لا يملكون الهداية لذويهم إلا بإذن من الله، ليعلمنا الله عزَّ وجل قدر هذه النعمة.

فهذا نبي الله نوح عليه السلام يمكث تسعمائة وخمسين عاماً يدعو قومه إلى الله عزَّ وجل ومن بينهم أقرب الناس إليه، وهو ولده الذي خرج من صلبه، ولكن الله عزَّ وجل لم يشأ له الهداية، فلم ينفعه بيان أبيه، ولم ينفعه خروجه من صلبه، ولم ينفعه أنه تربَّى في بيت النبوة، فعلَّمنا الله أن الهداية بسابق عنايته، وضرب لنا المثل بابن نوح حين ناداه وقال: { يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ } (42، 43 -هود).

 فلما غرق مع الكافرين قال نوح: {  رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ. قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } .. وفي قراءة: { إِنَّهُ عَمِلَ غيرَ صالحٍ } (45،46- هود). فلم يستطع نبيُّ الله نوحٌ أن يهدي ولده الذي من صلبه يا عباد الله، لنعلم قيمة هذه الهداية، وقدر هذه العطية، ورفعة هذه المزية التي يتفضل بها علينا الله عزَّ وجل بلا ثمن دفعناه ولا شئ قدمناه.

وماذا فعلنا حتى اختار الله لنا الإسلام ديناً؟!! وماذا أنفقنا حتى اختار الله عزَّ وجل لنا القرآن كتاباً؟!! وماذا قدمنا حتى خصنا الله عزَّ وجل بالإيمان والإسلام؟!! لم نُقدِّم قليلاً ولا كثيراً، ولكنها عناية الله، وفضل الله، وتكريم الله الذي خصَّنا به نحن جماعة المؤمنين.

ولكي نعلم هذه النعمة وقدرها ننظر للرجل الذي وهب حياته للدفاع عن نبيِّكم الكريم – وهو عمَّه أبو طالب – وأخذ على عاتقه طوال حياته أن يُدافع عنه ضد الكافرين، وأن يحميه من المشركين، فأراد النبي أن يُكافأه فدعا الله له أن يهديه، فأجابه الله عزَّ وجل ليبيِّن لنا ما تفضل به علينا فقال: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء }4 (56- القصص). فعلمنا أن الهداية من الله عزَّ وجل.

فيا أخي المهتدي إلى دين الله، والعارف برسول الله، والمصدق بكتاب الله، لو عشت عمرك كله لا تجد لقمة عيش تسدُّ جَوْعتك، ولا ثوباً يستر عورتك، ولكن مِتَّ على قول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ماذا فاتك من خير الدنيا؟!! ماذا ينقصك من نعيم الدنيا بعد أن مِتَّ على خير الكلام، وعلى هَدْي سيِّد الأنام، وعلى وسام السعادة يوم لقاء الملك العلام؟!!

إن خير هديِّة، وخير نعمة أنعم بها علينا الله هي نعمة الإيمان، ولكننا لا ندري قيمتها، ولا نعرف حقيقتها، لأننا صرنا كبقية الخلق ننظر ونبحث عما يُشْبع بطوننا، وعما به نفتخر في شبابنا، وعن الرَّياش الذي نُؤسس به بيوتنا، وظنَّنا أن تلك هي النِّعم العظمى التي يتفضل بها الله على أحبابه!! حتى وصل الأمر بجهلائنا أنهم جعلوها مقياس رضا الله، فيقولون: فلان رضى الله عنه، لأن الله رزقه سبعين ألف جنيهاً، أو رزقه سفرية إلى السعودية، أو رزقه كذا في الأرض أو في المال، أو غيرها من عوالم الدنيا الدنيِّة، وظننَّا أن ذلك دليل على رضا الله!!! وهذا خطأ!!! فلو كان المال ومُتع الدنيا دليل على رضا الله ما أعطى الكافرين ما نشاهده من هذه النعم، فقد أعطاهم عزَّ وجل الدنيا لهوانِها عليه.

أما الدليل على رضا الله فتجدوه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: { مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقهْهُ فِي الدينِ، وَيُلْهِمْهُ رُشْدَهُ }[4].

والدليل على رضا الله أن يفتح الله قلبك فتفتح كتاب الله، وتقرأه في الليل والنهار، ولا تملّ منه، بل تريد الاستكثار، لأنك تحسّ فيه برضا الواحد القهار.

والدليل على رضا الله عزَّ وجل أن يفتح الله عليك باب العمل الصالح، لأنه هو المتْجر الرابح الذي يجعلك تخرج من الدنيا فتجد سعْيك مشكوراً، فيقول الله تعالى لك ولأمثالك: { وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا }  (22- الإنسان).

فالله تعالى يقول هذا لمن سعى في العمل الصالح، أما من يسعَى في الدنيا ويكدّ فيها فإنه لا ينال إلا ما كُتب له، ولا يأخذ منها إلا ما قدَّره الله عزَّ وجل له، فإن كان ذلك على حساب دينه فقد خسر الدنيا والآخرة.

فالفتح الحقيقي والرضا الحقيقي من الله على العبد أن يُلْهمه الطاعة، وأن يُوفِّقه لعمل البرِّ ولعمل الخير، فإن وفَّقه الله لذلك فهذا دليل على أنَّه دخل في قول الله تعالى: { رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } (8-البينة). فهذا دليل الرضا من الله.

نسأل الله عزَّ وجل حسن لقاءه، وأن يوفِّقنا لطاعته حتى يوم نلقاه، وأن يختم لنا جميعاً بالإيمان قال صلى الله عليه وسلم: {التائب حبيب الرحمن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له} ، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي وفَّقنا للهدى واختارنا من عباده المؤمنين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تنفع قائلها في الدنيا وترفعه يوم الدين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، الصادق الوعد الأمين. اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد بحر الصدق واليقين وآله وصحبه أجمعين. (أما بعد)

فيا إخواني ويا أحبابي: هذه النعمة، نعمة الهداية ونعمة الإيمان، مَنْ سببها؟ ومَنْ الذي أوصلها إلينا؟ ومَنْ الذي بسببه جعلنا الله مسلمين ومؤمنين؟

إنه سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبسببه وصلتنا كلمات الله، وبه عرفنا الله، ومنه تعلَّمنا أحكام الله، وبفضله اهتدينا إلى طاعة الله، فهو الذي علَّمنا الطاعة، وهو الذي أمرنا بالخيرات، وهو الذي بيَّن لنا المنكرات والمحظورات، وحذَّرنا منها بأبلغ بيان وأجْلى بُرْهان، حتى قال صلى الله عليه وسلم: { قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى المحجة الْبَيْضَاءِ. لَيْلُهَا كَنَهَارِها، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ }[5]..

فنحن نحتفل في هذه الأيام بدين الإسلام، هذا الدين الذي خصَّنا الله به، وأكرمنا الله به، لا نحتفل برسول الله لشخصه ولا لذاته صلى الله عليه وسلم، ولكن للهداية التي وصلت معه إلينا من الله، والرسالة التي بلَّغها لنا من الله، فنحتفل في الحقيقة بهذه الرسالة وهذا الفضل، وقد أمرنا الله جميعاً أن نفرح بهذا الفضل العظيم، وبهذا الدين القويم، وبهذا الخير العميم، فقال لنا عزَّ شأنه: { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } (58-يونس).

لابد أن نفرح بفضل الله علينا، وبرحمة الله إلينا بهذا الدين القويم، فنفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه سبب هذه النعم، وقد قال في ذلك سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: (أصبحنا وما بنا من نعمة ظاهرة أو باطنة في دين أو دنيا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم سببها وهو الذي أوصلها إلينا). فالله عزَّ وجل كان يستطيع أن يُلْهمنا بهذا الدين من غير واسطة، وأن يعلِّمنا القرآن وحْيا من لدنه، لكنَّه عندما اختار سيِّد الأولين والآخرين ليُجْريَ على يديه هذا الفتح، ويُقدِّر عليه هذا البِّر، كان ذلك لخصوصية فيه ومزيِّة يقول فيها الله عزَّ وجل: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }    (107-الأنبياء). فالحمد لله الذي خصَّنا بالرحمة العُظْمى لجميع العالم.

نسأل الله عزَّ وجل أن يفقهنا فى ديننا، وأن يلهمنا رشدنا، ويُرينا الحقَّ حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيٍّنه فى قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

اللهم اجعل حُبَّك فى قلوبنا أعزَّ علينا من أولادنا وأموالنا وأزواجنا وآبائنا يا رب العالمين، وارزقنا حُبَّ القرآن وحُبَّ النَّبىِّ العدنان، وحُبَّ المسلمين أجمعين، ولا تجعل فى قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ، إنك غفور رحيم.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأبنائنا ولبناتنا يا رب العالمين.

اللهم انصر المسلمين والمسلمات، وفرِّحنا بنصر من عندك على الكافرين والجاحدين، واجعلنا من الذين يفرحون بنصرك المبين.

اللهم ولِّى أمورنا خيارنا، ولا تولِّى أمورنا شرارنا، وأصلح قادتنا وحكامنا، واجعلهم عاملين بالكتاب والسُّنَّة يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين.

عباد الله: اتقوا الله، { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90- النحل).

********************

[1]  خطبة جمعة الاحتفال بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسجد النور – ش 105 المعادي بالقاهرة، 4 ربيع الأول 1415 هجرية، 12/8/1994م.

[2] الحاكم في تاريخه عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ.

[3] سنن ابن ماجه عن سهل بن سعد

[4]  رواه الشيخان وأحمد عن معاوية والترمذي عن ابن عباس والبزَّار عن ابن مسعود والبيهقي عن أنس.

[5]  مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجة عن العرباض بن سارية.

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid