Sermon Details

قال الله عز وجل: }اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ { (13) سورة الشورى فى هذه الآية آيات ابتداء وهناك اهتداء، يوضح الله عز وجل الفارق بين الاثنين فالاهتداء جعله خصوصية من خصوصيات الله لا لعمل ولا لأمل ولا بشيء قدمه المرء لنفسه أو لربه عز وجل بل محض فضل وخالص إكرام من الملك العلام عز وجل لمن شاء من الأنام ولذا قالوا: “ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب” والوهب هنا من محض فضل الله وخالص جود الله غير متعلق بالأسباب التى يتسبب بها الناس فى هذه الحياة.
الولاية عناية والهداية تحتاج إلى رعاية، الولاية عناية من الله سابقة، ومعها تدابير القدرة وإمدادات الحضرة توالى صاحبها فتجعله دائماً وأبداً لا يكل ولا يمل ولا يفتر طرفة عين عن مولاه عز وجل حتى قالوا للإمام الجنيد رضي الله عنه عند موته: “إذكر الله، فقال رضي الله عنه: وهل نسيته حتى أذكره” هو معى دائماً ثم قال بلسان الحال:
إن بيتاً أنت ساكنه |
غير محتاج إلى التوب |
وجهك المعمور حجتنا |
يوم ياتى الناس بالحجج |
المسافر إلى حضرة الله هل ينقطع عن حضرة الله وإنما يذكر مولاه تنزهاً وتنعماً بذكر الله عز وجل وليس للقرب لأنه فى عين القرب، الذين يريدون الوصول إلى الله يديموا ذكر الله:
أديموا لذكر الله فالذكر نوره |
لأهل الهداية لا شك فارق |