• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

6 يونيو 1997

الصبر والتحمل

شارك الموضوع لمن تحب

•┈••❅♢♢• ❅♢❅♢✿♢❅♢❅• ❅♢♢• ❅♢••┈•

لا يوجد مؤمن من عوام المؤمنين إلا ويعلم علم اليقين أن الصالحين بشر وتعتريهم اعراض البشرية وجميع حركات البشر يفعلوها من مأكل ومشرب ونوم جميع الأعضاء.

} أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ  {(57) سورة الإسراء

ينظروا إلى أقرب شيء إلى الله عز وجل (رجل صالح) ويطلبوا منه أن يعرضوا حوائجهم لله عز وجل لكن مولى جميع الأكوان وهو النبي العدنان ﷺ لما مدحه الله وأثنى عليه فى القرآن: } تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ  { (1) سورة الفرقان ،

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}{ (1) سورة الكهف

مقام العبودية لله أكبر من مقام النبوة:

}{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً  (1) سورة الإسراء

لأن مقام العبودية أعلى مقام، وما دام الامر لم يصل إلى العبودة والعبادة قل ما شئت:

دع ما إدعته النصارى فى نبيهم

غ

واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم

عندما ياتى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على سيدنا بلال: “أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا” من الذي أعطى له السيادة؟ الله سبحانه وتعالى: } إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ { (13) سورة الحجرات ، استحق ألقاب التكريم والتعظيم الأتقياء، ونحن الآن نعطى ألقاب التكريم والسيادة حتى لأهل الجفا وعند الأولياء نمنعها، لماذا؟

الأمر ليس فيه شيء، ديننا علمنا الإحترام انظر للنبي ﷺ وخُلقه العالى كان لا يخاطب شخصاً بإسمه، يقول له: يا أبوفلان ، يا أم فلان، السيدة عائشة لم تنجب، فقال لها عبدالله بن الزبير ابن الخالة، فقال لها: هذا ابنك فيقول لها: يا أم عبدالله، عندما يرى أي أحد لم ينجب يقول له: يا أبا يحيى، الذي أكرم يحيى سيكرمك، يقول لأصحابه وقد أعطى لكل واحد منهم لقب لا يزول ولا يتغير ولا يتحول لقب يفخر به فى الدنيا والآخرة واحد يقول له: “سيف الله” – ألقاب صنعها الكريم الوهاب عز وجل والذي علقها حضرة رسول الله ﷺ ، سيدنا حمزة يقول فيه: “أسد الله”، وهذا تكريم من الله عز وجل وهي ألقاب خلعها سيدنا رسول الله ليبين منزلتهم فى الجهاد فى سبيل الله، رسول الله ﷺ هو الذي علمنا هذا الادب النوراني، ما دام الإنسان قلبه صافى وعقيدته لا تذلل فى الحنان المنان، } لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا { (63) سورة النــور ، الجماعة الغافلين يقولون له يا محمد فيقول لنا المولى عز وجل قولوا له: يا نبي الله، يا حبيب الله، يا صفي الله، وأتى من بعده سيدنا أبو بكر رضي الله عنه: قولوا له: يا خليفة رسول الله ، وأتى بعده سيدنا عمر رضي الله عنه قولوا له: يا خليفة خليفة رسول الله ﷺ ، قال النبي ﷺ: {إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم} فسار على هذا النهج الصالحين والمؤمنين والمسلمين.

الجماعة المعترضين يقولوا على الإمام ابن تيمية “شيخ الإسلام”، أعطوا له لقب ليميزوه عن غيره من العلماء، وجاءوا للشيخ عبدالسلام بشر الدين وقالوا سلطان العلماء فتحمل الأصفياء فى الألقاب التى يمنحوها للأولياء والعلماء ليكون لهم ميزة عما سواهم، وبهذا أمرنا الله وبهذا كان يمشي بينهم رسول الله ﷺ.

فالعبرة هنا بالنية، مادام الصدور سليمة والاحوال كريمة، مادام الإنسان لا يرى فى أى إنسان إلا ما جمله به الرحمن.

نحب الصالحين لماذا؟

للجمال الذي جملهم به رب العالمين، الذي جمله بالعز ظهر فيه إسم العزيز والذي جمله بالهداية ظهر فيه اسم الهادى والذي جمله بالكشف ظهر عليه اسم الله النور، والذي جمله بالتأليف وجمع الخلق على الله ظهر عليه اسم الجامع، ما عظم الخلق من أحد، ولكن عظمه جمال الواحد الأحد، إذا ظهر فى أى أحد تجلياً من الفرد الصمد عز وجل ، ولذلك قد يبلغ الرجل درجات فى عون الناس وإذا نظر إلى نفسه وإلى ما جمله به ربه لو خلع عنه هذا الجمال فينفض عنه الناس فى الحال، لكن الناس تجتمع عليه لجمال الله فيه وعلى كمال الله، نحن الرجل الذي يقرأ القرآن، لماذا؟

لأنه يقرأ كلام الله، ولكن إذا أوتى صوت ليس له مثيل ويردد الفاظ غير كلام الله لا يُهتم به، نحن نشهد جمال الله مندرج فى أولياء الله وظاهراً فى أحباب الله فنرى اسم الله الودود فى ودهم لبعضهم ونرى اسم الله الحليم فيهم لتحملهم الشدائد والجفوات من الناس، نردد كلام أبو العزائم رضي الله عنه:

وإن نظرت عيني لأي كائن

تغيب المباني والمعاني سواطع

لأن المعاني الشمس والكل أنجم

والنجم بالشمس طالع

فالشمس هنا هى شمس رسول الله، والأنجم هي كل الصالحين، وكل جمال ظهر على بعض الرجال اتى من رسول الله، إن شئت قلت إنهم معارض، يعرض الحبيب فيهم لأحبابه أنواره وأحواله وأسراره، يظهر فيه الشراب النوراني لمن له قلب سليم، نحن كذلك لو نظرت فى أحوالنا لا نجد معنا قليلاً ولا كثيراً إلا ما يتفضل به علينا الله سبحانه وتعالى على يد حضرة رسول الله ﷺ.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid