• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

19 مايو 2000

براق الحب والأشواق

البراق للإلتحاق بالرفاق فى حضرة القرب والتلاق ، هو الحب لحبيب الكريم الخلاق صلي الله عليه وسلم ، ولا يوجد أسرع منه ولا أشمل ولا اجمع منه ولا أكمل ولا أعظم منه في الوصول إلي الله عز وجل ، فالنوافل والقربات والطاعات توصل إلي الجنات والزيادة منها ترفع الدرجات في الجنات ولكنها لا توصل إلي رفيع الدرجات ... رفيع الدرجات صلي الله عليه وسلم ..

شارك الموضوع لمن تحب

درس بمقر الجمعية بالمعادى         صباحاً    يوم الجمعة   

19/5/2000                 

بسم الله الرحمن الرحيم                                                                                                                     

القول الذي لا يحتاج إلي برهان ولا تأكيد ، لأنه أأكد من كل أكيد ، ان البراق للإلتحاق بالرفاق فى حضرة القرب والتلاق ، هو الحب لحبيب الكريم الخلاق صلي الله عليه وسلم ، ولا يوجد أسرع منه ولا أشمل ولا اجمع منه ولا أكمل ولا أعظم منه في الوصول إلي الله عز وجل ، فالنوافل والقربات والطاعات توصل إلي الجنات والزيادة منها ترفع الدرجات في الجنات ولكنها لا توصل إلي رفيع الدرجات … رفيع الدرجات صلي الله عليه وسلم ..

فالمعني الحقيقى للآية يعني لا يصل إليه إلا بالمحبة ، والتي يقول فيها أهل المحبة : [ ذرة من المحبة ترفع أهل الجهالة إلي اعلي مقامات القربة ] ، ذرة واحدة ، والمحبة تعني الهيام في خصال المحبوب ود ليلها ، وبرهانها ، وبيانها : هو التخلي عن خصالي ، والتجمل بخصال المحبوب ، فكل من إدعي وأصر علي أن يمشي مع الأحبة بخصاله ولا يتخلي عنها ، فهو كاذب في دعواه :

                           لو كان حبك صادق لأطعته          إن المحب لمن يحب مطيع                              

وطبعا من يتمسك بخصاله ويصر علي افعاله ، ويحاول التبرير لما هو عليه في حاله : { بس أصل دا كذا  .. بس دا كذا ، دا حا يبقي في البسبسة ، ولم يخرج من الوسوسة } ، ويصل الي المقربين والأحباب ، لأننا نحن لا بد لنا من أمرين : لا بد من التخلي لمن أراد التحلي ، أما من يريد أن يتحلي ولم يتخلي ، فكيف يكون ذلك ؟ هل نستطيع أن نضع في هذا المكان الذي نحن فيه أشكال عربية أو هندسية علي الحوائط بدون أن ننزل ماعليها ؟  .. هل هذا ينفع ؟  .. ما الذي يجب ان افعله أولاً ؟ .. أنزل الجدران أولاً ، وأشتغل حتي لو أردت بالزيت ، فأنزل الزيت اولاً ، وبعد ذلك أستمر في العمل ، لكن هل ينفع أن أ لطخ علي هذا ؟

فهذا الذي يريد أن يتخلق بأخلاق الحبيب ، وهو يتمسك بالخلق المعيب .. لا يجوز أبداً .. كيف يأتي هذا الكلام ؟ .. نضرب مثلاً على ذلك .. هذا سريع الغضب ويريد أن يبقي مع رسول الله ، ورسول الله وصفه الحلم .. فكيف يكون سريع الغضب و حليم في وقتٍ واحد ؟ .. فهل بنفعوا الإثنين مع بعضهما ؟ .. مستحيل أن يكون هذا .. لا بد ان يتخلص من سرعة غضبه .. ويتحلى بكمال حلمه وأ دبه صلوات الله وسلا مه عليه وهو في نفسه عالم ، فكيف يفتح له باب العليم وهو يشعر في نفسه انه عالم ، فهل يجوز هذا يا إخواني ؟  من دخل علي الله عالماً ، خرج جاهلاً ، ومن دخل علي الله جاهلاً خرج عالماً ..

إذن المحبة تقتضى محبة خصاله ودليلها وبرهانها أن تمشي علي منواله ، ولا تستطيع ان تمشي إلا إذا ألقيت نظر بصيرتك علي نفسك ، فنزعت حجبك وخلعت كل مايخالف خصاله ، وتبرأت من كل ما يحيط بعلمك ويجعلك لا تلحظ جماله وكماله ، وهنا يحلوك ويجملوك :

                 التحلــي بالتخلـــــي          بعد محوي لمحلــــــي

                 واتصالي با نفصالــــــي          عن سوي مجدي وأصلــي

                 وأنا عبد ظلــــــــوم          أعلموني بعد جهلــــي

                 كشفوا لي الحجــب حــتي         أشهدوني نور أصلــــي

 

وهذا أول ميدان في مجاهدات الأحبة ، فمن لم يجاهد في هذا الميدان أولاً ، فكيف يجاهد فيما بعده ؟ .. فبعده ميادين هي مراقي الصالحين ، فكلما إرتقي في ميدان من ميادين الجهاد ينمحي عنه البعاد ، ويكون من أهل القرب والوداد ويفوز بالمراد من سيد العباد صلي الله عليه وسلم ، لكن ما بدايتها ؟ هى أن ينظر إلي خصاله وإلي أخلاقه ، ويقارنها بأخلاق الحبيب ، ويخلع صفات الجاهلية والأوصاف البشرية ويتجمل بالأوصاف المحمدية :

                        تجمل بأخلاق الإله وحاظاً           علي منهج المختار في العقد تنسق                              

طبعاً هذا الكلام لمن اراد ان يكون منهم ، لكن نحن كلنا معهم ، ونحن كلنا محبين ، وسنكون معهم في الدنيا ويوم الدين ، لكن من أراد ان يلبس حللهم وياخذ الأوسمة والنيا شين التي يتجلي بها ربنا عليهم ، ويتمتع بالوصال ويشاهد الجمال ويبقي من أهل الكمال ، وهذا وضع آخر غير المحب ، فكل الناس تحب العظيم الذي بينهم حتي ولو كان ثري من أهل الدنيا ، وكل من حوله يحبه ، فسائقه يحبه ، وخادمه يحبه وكل من يعمل عنده يحبه ، لكن الميراث يكون لمن ؟  يكون لإبنه ، وهؤلاء يأخذون أجورهم فقط  لكن من  الذي سيأخذ التركة كلها ؟.. الإبن ..لماذا ؟ ..لأنه يشابه أباه .. وهي نفس الحكاية من الذي يرث رسول الله ؟

الذي يتشبه بأخلاق رسول الله فيكون منه ، فيرث تركته ، لكن كلنا نحب ولنا نصيب من المحبة ، وسنكون والحمد لله مع الأحبة ، ولنا أجرنا ونورنا ، لكن من سيرث ؟ الذي سيكون علي خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم :  (  لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) ( 4 القلم ) ، فكل من كان علي خلق العظيم ، يكون وارث للنبي الكريم علي الفور، فهذه ياإخواني مراقينا ، إننا نحاول أن نتجمل بأحوال وأخلاق رسول الله في أنفسنا ، ومع أولادنا ، ومع زوجاتنا ن وفي أعمالنا ن وفي شارعنا وفي مسجدنا ، وفي كل أمر من أمورنا حتي يكون العبد منا أشبه الناس خُلقا برسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، فيفاض عليه من هذا النسب الممد من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فإذا لم يستطع أن يتحمل بهذا النسب ، فيكون له نصيب من الأجر ونصيب من الثواب …

نسأل الله أن يخلقنا بأخلاقه ن ويجعلنا دائماً وأبداً علي كمال منهاجه …

                                    وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم …                               

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid