السؤال الثالث: كيف يكون التطهر من منازعات الحظ والهوى، وملابسات الشهوة والطمع، ومن الحرص والأمل؟ وكيف يكون تطهير القلب من الحظوظ التي تقلل العزيمة الباعثة على العمل؟
———————-
الجواب: أن يعرض الإنسان كل خاطرة تخطر على قلبه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله، ولا يلتمس لنفسه الأعذار، ولا يحاول أن يلوي الآيات على حسب ما يريده هواه، ويعمل بقول الحبيب صلى الله عليه وسلَّم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئتُ به)[1]، وينظر إلى الصور الكريمة من صحابة رسول الله والصالحين من عباد الله في هذا المجال.
رأى سيدنا عمر رضي الله عنه قاتل أبيه الخطاب، فقال: لا إني أريد أن أراك – لأنه يذكره – قال: هل تمنعني حقاً هو لي؟ قال: لا – وكان الرجل غير مهذبٍ في الرد – فقال: إذن فالحب والكُره من شأن النساء، لكن مع أنه قاتل أبيه، إلا أنه لا يمنعه حقاً هو له، لأنه يحكِّم شرع الله وسنة حبيب الله ومصطفاه في كل أموره.
وإذا لم أستطع أن أصل في هذا الأمر إلى الرأي السديد، أسترشد برأي رجلٍ رشيد عالمٍ يخشى الله، فقد قيل: (لا تسالوا عن دينكم إلا من رأيتموه يخشى الله) – لأنه لن يجاملني، وأمتثل لرأيه، وأُحسن عرض القضية عليه، لأنني أريد فتوى معينة فممكن أن أعرض القضية بحيث تكون الفتوى في صالحي، لا – أعرض القضية بأمانة، حتى أسمع الرأي الشرعي بأمانة، ثم أمتثل للرأي فوراً للعمل بذلك: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (43النحل) – ولم يقل أهل العلم، ولكن قال: (أهل الذكر)، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم – مع علمهم، يعني: علماء عاملين – (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (43النحل).
إذا سار الإنسان على هذا الدرب فيكون قد مشى على المنهج القويم واهتدى إلى الطريق المستقيم إن شاء الله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
*********************
[1]أبو نعيم ف الأربعين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
……………………………………………………………………………..
الجمعة 7/11/2015م الموافق 25 المحرم 1437هـ ندوة دينية (جـ2) بنقابة الزراعيين ـ الأقصر