• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

7 نوفمبر 2015

نرجوا إلقاء الضوء على تجديد الخطاب الدينى

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

السؤال الأول: فضيلة مولانا: التجديد سنة الحياة، وهناك دعوة لتجديد الخطاب الديني، نرجوا من فضيلتكم إلقاء الضوء على ذلك،

وكيف يكون التجديد في الخطاب الديني؟

———————–

الجواب: هذا موضوع طويل، وسأشير فيه إلى بعض النقاط باختصار شديد:

أولها: ما بدأناه معكم الليلة!!، هناك عادات تأصَّلت في نفوس الناس وحسبوها من الدين وأن الشرع موافقٌ عليها، وهي بعيدة عن الدِّين بُعد المشرقين!!. وهذه العادات انتشرت في عصور الظلام والجهل، أيام الإحتلال العثماني الذي ظلَّ خمسمائة سنة في مصر، ولم يكن هناك علم ولا غيره فانتشرت مثل هذه الخُزعبلات، فهي تحتاج أن نبدأ أولاً بها، وسوف تجعل الشباب يُقبل على دين الله عزَّ وجلَّ بترحاب.

الأمر الثاني: حضرة النبي بدأ دعوته بتلاوة الآيات، … والآيات وظيفة من وظائف النبوة، ما وظائف النبي لأمته؟!!، (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ) – أول وظيفة له: (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا) (151البقرة)، إخواننا السابقون قالوا: يتلو عليكم آياتنا يعني يعلمنا القرآن، وربنا لم يقل هذا في القرآن، ولكن قال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ) (190آل عمران). (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (53فصلت).

نحن حالياً – في هذا العصر – الحمد لله ظهرت بشائر النصر للإسلام، والذي جاء بها أهل الكفر في المكتشفات العلمية والمستحدثات العصرية التي تؤيد الآيات القرآنية. نحتاج هذه الأشياء لنريها لأولادنا وصغارنا، ونعلمهم هذه الآيات – في أنفسهم، وفي الآفاق التي حولهم – ليزيد زهوهم وإنتماؤهم لدين الله، ويفتخروا بالإنتساب للإسلام.

لم يعد يُجدي الآن أن تقول لأحدٍ من الشباب صلِّ لأن تارك الصلاة له خمسة عشر خُصلة – ويرددها إخواننا المتشددون – كم واحدة في القبر، وكم واحدة في الآخرة، وكم في جهنم، فيقول لك: ليس لي علاقة بهذه الموضوعات كلها – فإنه مكبَّر دماغه عن هذه الأشياء. وماذا يريد؟!!، يريد أن تقول له: أن هذه الصلاة فيها فائدة لنفسك، فإن لم تكن محتاج إليها لربِّك والدار الآخرة فتحتاجها لصحتك وعافيتك وسلامتك النفسية. مثل الجماعة الأوروبيين!!، عندهم الآن مراكز يسمونها مصحات نفسية، مَنْ يدخلها يؤدي الصلاة بالهيئة الإسلامية – هيئات الصلاة فقط – لماذا؟!!، للمنافع التي حققوها بالعلم الحديث لحركات الصلاة التي نؤديها لله عزَّ وجلَّ، مع أنها ليس فيها ثواب ولا شيء أبداً.

فنحتاج أن نُدخل هذه الأشياء لنُقنع أولادنا، لأن الله قال لنا: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (256البقرة). وماذا يحتاج الدين؟!!، يحتاج إلى إقناع وإقتناع وبرهان، والبرهان موجود في القرآن، والعلم الحديث كله يؤيد ما ورد في القرآن.

ونأخذ ملمساً واحداً في الصلاة، لأن الصلاة تحتاج إلى محاضرات من أجل الأمراض التي تعالجها في الإنسان، فالنساء كلُّهن يحتجن علاج دوالي الساقين، ولا يوجد علاج أنجع لدوالي الساقين من الصلاة، وهذ رسالة دكتوراه مسجلة في جامعة الأسكندرية!!.

أمراض العصر كلها التي أصابت الناس؛ الضغط والسكر وغيره وغيره لا يوجد علاجٌ لها إلا الصلاة: (إِنَّ الانْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. إِلا الْمُصَلِّينَ) (19: 22) (المعارج). وهذه الأمور تحتاج لتفصيلات، ولكني أتكلم عن رءوس مواضيع.

العصر زاد فيه التوترات وزاد فيه المخترعات، والمخترعات التي نراها الآن الميكروفون والإضاءة والتليفزيون وغيره وغيره، كلها تأتي على دائرة المخ والذهن والدماغ وتؤدي إلى حدوث التوتر والنرفذة والعصبية العصرية، وما علاجها؟!!.

الجماعة أهل الغرب بحثوا بالوسائل العلمية والمعامل التكنولوجية فقالوا: أنه لا علاج لها إلا أننا نعمل لها معادل سلبي مثل الكهرباء لتنزل الطاقة الزائدة في المخ، فلا تؤثر على الإنسان بالأمراض العصبية والنفسية. كيف يكون المعادل السلبي؟

قالوا: لابد للشخص أن يضع رأسه على الأرض حتى يتخلص من الطاقة الزائدة، وكلما استخدم الأدوات الكهربائية – وكلنا معنا جهاز المحمول يعطي شحنات زائدة في المخ توتر الإنسان وتثير العصبية – فالذي يزيلها أن يضع رأسه على الأرض، ويكون العلاج أنجح وأتمُّ لو أن الإنسان يكون متجهاً إلى مركز الأرض، وقد أثبتوا لنا أن مركز الأرض هو الكعبة، ووضع الرأس على الأرض يتم في السجود!!، فأنا أحتاج السجود – لو لم يكن للجنة – لأن أعيش سليماً من التوترات العصبية والنفسية، وقس على ذلك، فكلنا نحتاج لمثل هذه الأمور.

عندما قال الجماعة المتبجحون والإلحاديون – يقولون: ما فائدة العِدِّة، ولماذا تكون ثلاثة أشهر وأربعة أشهر؟

رجل من العلماء الأمريكين يُجري تجارب ومتزوج واحدة وشكَّ فيها، فوصل في الحالة العلمية بآلة علمية عنده أن يعرف المرأة هل نامت مع رجلٍ آخر أم لا، فوسَّع التجارب فوجد أن النساء الأمريكيات غير المسلمات هذه الرغبة عندهم زائدة عن الحد، ولا يكفيها واحد فقط، والمسلمات ملتزمات، فوجد بالبحث أن هناك بصمة تُوضع في الفرج للرجل الذي مارس الجنس فيه، هذه البصمة لا تزول إلا بعد ثلاثة أشهر. فأنا أحتاج لتزويج هذه المرأة من رجل آخر أن تمكث ثلاثة أشهر حتى تزول هذه البصمة وتأتيني بصمة جديدة لرجل آخر.

هذا العلم الحديث عندما نقوله لأولادنا ألا يشعر بهذا الزهو في دين الله، ويشعروا بإعزاز في كتب الله، ويزيد إيمانهم بالله.

فنحن في حاجة لنربط الدين بالعلم الحديث بشرط أن لا نلوِّ الآيات لكي نثبتها بالعلم الحديث، ولا نأتي بالنظريات العلمية التي لم تثبت، لا بالقوانين التي ثبتت وصحَّت نأتي بها من القرآن، والمواقع الموجودة والحمد لله على الإنترنت للإعجاز العلمي في الدين.

الإعجاز العلمي يا أحباب هي المادة العلمية التي بها تجديد الدين في هذا العصر لشبابنا وبناتنا وأهل بلدنا كلهم، لأنها أشياء موثقة في كتاب الله، وتزيد اليقين عندما يجد الإنسان تصديقها عند أهل العلم الذين وصلوا إلى هذه الحقائق. عندنا طبعاً موقع الدكتور زغلول النجار، وموقع الدكتور الزبداني في اليمن، ومواقع كثيرة على النت ومصورة، نحن نعمل تجربة الآن ولم ننتهي منها بعد وهي القرآن المصور.

وما هو القرآن المصور؟!!

الآيات العلمية صوروها فنأتي بها ونعلق عليها تعليقاً خفيفاً على قدر الطفل في مكتب تحفيظ القرآن ونقول لأحبابنا في الكتاتيب الخاصة بنا: إعمل للأولاد نصف ساعة استراحة بين فترة وفترة وأعرض عليهم هذا الفيلم العلمي القرآني حتى يرى أن القرآن مطابق للعلم الحديث والعصر الحديث، كلنا عندما كنا نرى حلقات الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه، كان يمشي على هذا النهج ولكن على قدر.

آيات القرآن العلمية – الآيات التشريعية في القرآن لا تزيد عن ثلاثمائة آية، كل الآيات التشريعية؛ الصلاة والزكاة والحج والميراث والطلاق والبيع والشراء كلها لا تزيد عن ثلاثمائة آية، أما الآيات العلمية ألف وثلاثمائة آية، وكأن الله يبين لنا أن هذا القرآن كتاب علم يهدي به الله عزَّ وجلَّ، كيف ذلك؟ ندخل هذا العلم الحديث لأولادنا حتى يفرحوا ونترك الأطروحات القديمة.

يأتي بعض أحبابنا المتشددين ويقولون: هذا التفسير من أين أتيت به؟ إن لم يكن في تفسير بن كثير أو تفسير قديم يكون غير مقبول، لماذا؟!!، فلو كان تفسيراً عن رسول الله فلا مانع وعلى الرحب والسعة، ولكن سيدنا رسول الله ترك القرآن ولم يفسِّره، لماذا؟ لأن كل واحد يأخذ على قدره، أليس كل واحد منا قد يلهمه الله تفسيراً يلائمه ويلائم حياته في كتاب الله، وهذا ما يحدث معنا، فقد يعطيك فهماً في الآية في وقت معين وأنت محتاج لهذا الفهم، وليس لك شأنٌ بمعضلات كتب التفسير.

نريد أولادنا أن يصلوا لهذا المنهج، فالمنهج الإسلامي يا أحباب يصنع من المرء المسلم بعد التأدب بآداب الإسلام إنساناً مُلهماً، له عينٌ في قلبه تتلقى الإلهام؛ إما من الله مباشرةً، وإما من ملائكة الإلهام.

لو وصلنا لهذه المرحلة فلسنا في حاجة لا من الغرب ولا من الشرق، لا مخترعات ولا مكتشفات، لأن عندنا أولادنا عندهم الإلهام يلهمهم به الله عز وجل، فكلنا يحتاج إلى هذا الأمر، لكننا ندور معهم في آفاق القديم، ومن يخرج عن القديم كأنه خرج عن الدين، مع أن القديم ربما يكون غير صحيح في الفكر الديني المستقيم السليم. ألا تعلمون أن كتب التفسير كلها تحتاج إلى إعادة؛ إعادة طرح لأن فيها حقائق أصبحت لا يقبلها العقل!!.

تفسير القرطبي وهو تفسير مشهور يقول عندما يفسر (إذا زلزلت الأرض زلزالها)، يقول: إن الأرض محمولة على قرن ثور، فإذا أراد أن يُغيرِّ من قرنٍ إلى القرن الآخر حدثت الزلزلة، هل ينفع هذا التفسير في عصرنا؟

هل ينفع أن نقوله حتى لأطفالنا؟ وهذا كان على قدر عقله، خمَّن ولا يعرف غير ذلك، لكن الآن عرفنا الزلازل وما أسبابها؟، وما دواعيها؟، نحتاج إلى مطابقة العصر في العلوم الشرعية والقرآنية غير الثابتة.

القواعد الشرعية الثابتة ليس لنا شأنٌ بها، ولكننا نجدد في الأحوال، ولو رجعنا إلى علم الفقه، هل يوجد أحدٌ منا يستطيع أن يُفتي فتوى عصرية من العلوم الفقهية ومن الكتب الفقهية التي درسها في الكلية؟ هل في الكتب التي درسناها في الكلية هذه الأشياء العصرية؟

واحد يسألني ويريد أن يعمل أطفال الأنابيب، من أى كتاب أجد له تشريعه؟ وآخر يريد نقل دم، وآخر يريد أن يزرع عُضواً، وكل هذه أشياء عصرية.

الفقه العصري أكبر كمَّاً وحجماً من الفقه القديم كله، لأن المستجدات العصرية كثيرة جداً وزادت عن الحد!!. نقول: أن الجماعة السابقين لم يقولوا هذا الكلام ـ فهل نتوقف عنده؟ أم نجتهد؟ نجتهد فهي تحتاج إلى الإجتهاد ولكن بضوابط الإجتهاد الشرعية ومع صحة العلوم الشرعية التي حصَّلها المرء.

الاجتهاد يحتاج إلى أمور كثيرة، نسأل الله عز وجل أن يعيننا جميعاً عليها ويُيسِّر لنا هذا الأمر إن شاء الله.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

*********************

   الجمعة 7/11/2015م الموافق 25 المحرم 1437هـ ندوة دينية (جـ2) بنقابة الزراعيين ـ الأقصر

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid