الذي وصل إلى اسم الله الأعظم فلا بد عليه أن يكون وصل إلى المقام الذي قالت عنه السيدة عائشة عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) : {كان لا يغضب لنفسه قط ولا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله (عزوجل)} أى فنى عن نفسه فى ربه، أستخدم اسم الله الأعظم إذا وجد إخوان مسلمين فى بلد وقد ضاقت بهم الأمور وليس لهم معين إلا الله إذا وجدوا “خيارهم” فى بلد وقد اجتاحهم الوباء والغلاء ولم يعد لهم مفرج للهم والغم إلا الله فيدعوا لهم الله (عزوجل).
لذلك الجزء الذي نريد أن ننبه إخواننا عليه أن بعضهم يرى أن من كرامة الصالحين ان الذي يعاديهم يحدث له كذا وكذا، وهذا خطأ لأن الصالحين ليس من طبعهم الضرر لأحد أبداً فهم أهل التحمل ويتحملون الأمة من أجل سيد الامة (صلي الله عليه وسلم)، حتى إذا همّ رجل من هذه الأمة بقول أو فعل أو بأي شيء يستحيل أن يردوا عليه حياء من رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) لأن هذا رجل من أمته ويقولون لأنفسهم عندما (تتحقق) للرد أن هذا الرجل خير من أبي جهل ورسول الله (صلي الله عليه وسلم) خير من ملايين مثلي إذا كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) تحمل أبي جهل فكيف أنا لا أتحمل هذا الرجل من أجل الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه، بمعنى أن الصالحين لا يؤذون أحد لكن إذا حدث إيذاء يكون فيها من الثناء لهم من الله U، ليس هم الذين يدعون ولا يطلبوا الأذى ولكن الله يكرمهم لأنهم أحباء الله وأصفياء الله ويعلن للملأ أن هؤلاء القوم رجال : } لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ { (62) سورة يونس ، والذي يريد أن يكون منهم لا بد أن يلزم نفسه الصبر، الصبر على ماذا؟
الصبر على المرض أو على الهم والنكد؟! لا، بل الصبر على تحمل إيذاء الآخرين فإنه ينال بهذا منازل الصابرين والمقربين ودرجات الصالحين ويكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.