الحمد لله الذي وفقنا لطاعته ، وأجلسنا في ميادين فضله ورحمته ، وجعلنا من أهل رضوانه وجنته .
والصلاة والسلام علي سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله ، الذي هدانا الله به إلي معرفة الله ، وأروي قلوبنا بفضله من كتاب الله ، وأسمع صدورنا البشائر النورانية التي جعلتنا نبتهج ونهتز عندما نسمع كلام الله … صلاة الله وسلامه عليه وعلي آله وأصحابه وكل من إتبع هداه إلي يوم الدين …. آمين ….وبعد
نحن الآن في روضة من رياض الجنة ، والحمد لله يقول فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا – إرتعوا يعني إجلسوا وأطيلوا الجلوس ولا تتعجلوا – قالوا ومارياض الجنة يا رسول الله ؟ فقال حلق العلم ومجالس الذكر ) .
فحلق العلم التي نحن فيها الآن وهذا مجلس عالي يسمعه ملائكة الرحمن ، وتفتح له فتحة من رياض الجنان ، فتنزل في قلوب الجالسين بالرحمة والسكينة من الحنان المنان عز وجل ، فنسأل الله سبحانه أن يجعل هذا المجلس في صحائف حسناتنا أجمعين .
سمعنا معا ً بشري عظيمة من الله عز وجل ، تلاها علينا القاريء الكريم ، فنحن جميعا ً كنا نعتقد أو بعضنا كان يظن أن دخول الجنة سيستوي فيه الجميع ، يعني أن الكل عندما يذهب لموقف الحساب ، فسيتعرض للمساءلة ، والكل سيوزن عمله بميزان الله ، والكل سيمر علي الصرات ، ثم بعد ذلك الدخول إلي الجنة ، لكن عندما تقرأ كتاب الله ، نجد أن هناك أنواع وأصناف لا يعلمها إلا الله ، وليس الكل متساو ٍ، قال تعالي : â هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ á ( 163 آل عمران ) ، فهناك درجات كثيرة ، وكل أهل درجة لهم نظام وصنعه الله عز وجل في محكم كتابه وبينه رسول الله صلي الله عليه وسلم في سبته الشريفة وهديه الكريم ، فيوجد أناس يدخلون الجنة بعد ماينالوا مالهم من عذاب جهنم ، وهؤلاء عليهم أحكام ، فينزل الأول في الزنزانة التس حددها له الله ، لكن يأخذ الحكم الذي حكم به عليه ، وبعد ذلك يدخل الجنة بفضل الله وبكرم الله عز وجل .
وهناك أناس سيخرجون من القبور إلي قصور الجنة ولا يتعرضون للحساب ولا الميزان ، ولا الصرات ، ولا بأهوال القيامة ، ولا شيئا ً من هذا القبيل وهؤلاء الذين سمعنا عنهم معا ً اليوم في كتاب الله عز وجل ، قال تعالي : â وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ á (44 ق ) ، فالآية مع أنها صغيرة ، ولكنها بينت كيف ستدخل هذه الجماعة الجنة ، وما هي الصفات التي تحلوا بها في الدنيا لكي ينالوا هذه المنزلة الكريمة ، وما هو النعيم الذي سيحفظون به في جنة الله ، وما هي أنواعه وأصنافه ، هذه الفئة سيطيرون من القبور إلي القصور ، قال تعالي :â إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ á (102،101 الأنيباء ) .
أما الموقف العظيم والأهوال ، والحزن الشديد ، والشدائد فليس لهم بهم داعي ، قال تعالي â لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ á (103 الأنبياء ) .
وهؤلاء الذين سيدخلون الجنة بغير حساب ليسوا صنفا ً واحدا ص ، بل هم أصناف كثيرة ، ومذكورة في كتاب الله ، ومذكورة في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ونعيمهم ليس النعيم المقيم الذي يتمتع به أهل الجنة من الحور والقصور والأنهار والثمار وغيرها من أنواع الحبور والسرات ، فلهم حالة ٌ أخري سمعناها من الله عز وجل :â لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا á (35 ق ) ، وهذه لهم فيها مثل ما لغيرهم ولكنهم ازدادوا عنهم بأنواع أخري من النعيم والفرش والأرائك والحور والكل والشرب وغيرها ، .. ثم ماذا يارب ؟ .. قال تعالي ::âوَلَدَيْنَا مَزِيدٌá(35 ق ) وماهو الزيد ؟ …
أجمع العلماء الأجلاء أن المزيد هو النظر في وجه الله عز وجل ، وقد في صلي الله عليه وسلم : ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة ) .. فنظر أصحابه إليه متعجبين ، فقال صلي الله عليه وسلم : ( هل تضارون في رؤية الشمس في وضح النهار ؟ [ عندما تكون الشمس الساعة الثانية ظهرا ً ومشرقة ً وساطعة ً ، فلو نظر إليها الواحد منا فهل يضار ] قالوا لا ..فقال هل تضارون في رؤية القمر ليلة الرابع عشر ، الليلة التمام ؟ .. قالوا لا ..قال كذلك سترون ربكم يوم القيامة ) .
بعض الناس وقف عند هذه الجزئية ، وقال فكيف سنرى ربنا ؟ هل تستطيع هذه العين رؤية ربنا ؟ … فهم غير منتبهين ولا يعلمون أن هذه العين ستتبدل ، وهذه الأذن ستتبدل ، وهذا اللسان سيتبدل ، وهذا الجسم سيتبدل لأنه سيدخل الجنة جسم ٌآخر .
وقد صور رسول الله صلي الله علسه وسلم الجسم الذي سيدخل الجنة ووضحه علي ضوء كتاب الله عز وجل ، فماذا قال الله تعالي في الجسم الثاني ؟ : âإِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًاá (36،35) ، كل النساء يأتين بكورا ً لم يفضض بكارتهن أحدا ً ، والتي يزوجت وأنجبت أيضا ً يأتي بكرا ص ، وكلما جامعها زوجها هناك تعود بكرا ً مرة ثانية ولم تفضض بكارتها ..وكيف با لأشياء الطبيعية التي عندها الآن ؟ :
لا يحضن [ لا يوجد حيض هناك ، ولا يوجد نفاس هناك ] ، ولا ينخمن [ فلا توجد نخامة هناك ] ، ولا يتبولن ولا يتغوطن [ فلا توجد دورات مياه هناك ، فلا بول ولا غائط ] ..
فهذه الأشياء ليست موجودة هناك ، فكيف تخرج هذه الفضلات ؟ .. سألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
( تخرج رشحات عرق رائحتها كرائحة المسك ) ، وتكون الهيئة غير الهيئة .. ستكون شيئا ً آخر وذلك بالنسبة للإنسان قال تعالي : â يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ á ( 48 إبراهيم ) ، وستكون خلقتنا خلقة ً أخري تماما ً قال فيها رسول الله قلي اللع عليه وسلم : ( إن أهل الجنة مرد – يعني ليس له لحية ـ مكتحلين ـ يعني أن العين من شدة جمالها كأنها مكتحلة ، مختانين ، في طول سبعة وستين ذراعا ً علي خلقة آدم عليه السلام ) .
وفي رواية أخري قال : ( فى سن ثلاثة وثلا ثين ) يعني في سن الشباب ، ومتي يصير هذا الشباب كهلا ً ؟ .. قال لا ، إن أهل لا يبلى شبابهم ولا تتغير ثيابـهم ، فلا توجد شيخوخة ، ولا ينحني ظهره ، ولا تنخلع أسنان لأحد ، ولا يضعف نظر أحد ، فسكون شبابا ً دائما ًبجوار الدائم عز وجل ، ولذلك تعلمون جميعا ً أن المرأة العجوز التي أتت النبي صلي الله عليه وسلم وسألته : هل يدخل الجنة عجوز ؟.. ( فقال لها : لا تدخل الجنة عجوز ) ، فولت وهي تبكي ، ( فقال لأصحابه : أدركوها وأخبروها أنها ترد الجنة وهى سن شباب ) .. ، لأن الجنة ليس فيها شيخوخة نهائيا ً، حتى أن الجسم الذى سيدخل الجنة جسم ٌ آخر غير أجسامنا هذه ، والجنة عالم معانى وعالم كله نور ، وهى موجودة حاليا ً ، والرسول صلي الله عليه وسلم رآها ليلة الإسراء والمعراج ، وكذلك بعض أصحابه رآها ، فقد ( قال لأحد أصحابه : كيف أصبحت ؟ فقال له : أصبحت مؤمنا ً حقا ً ـ فقال :له ومالدليل ـ ماحقيقة إيمانك ؟ قال : يارسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهارى ، وأسهرت ليلى ، وأصبحت وكأنى أرى أهل الجنة وهم يتزاورون فيها ، وكأنى أرى أهل النار وهم يتعاوون ويصطرخون فيها ، وأصبحت وكأنى ارى عرش ربى بارزا ً .. قال صلي الله عليه وسلم : عرفت فالزم ..)
وكان الواحد منهم وهو فى ميدان القتال يقول لمن حوله : إنى أشم رائحة الجنة [ إنى لأجد ريح الجنة ] الآن ، حتى الرجل الذى كان بيده ثمرات يأكلها ، فقال : لا أستطيع أن أعيش حتى أأكلها ، إنه يطيل عمرى بينى وبين الجنة إلا أن ألقى بهذه الثمرات ، ثم رماها وأمسك بسيفه ، وقال إنى أشم رائحة الجنة .
فكانوا يشمون رائحة الجنة رضى الله عنهم وأرضاهم ، وريحها يقول فيها صلي الله عليه وسلم يشم من على مسيرة خمسمائة عام إذن فكيف تكون رؤية الله فى الجنة ؟ .. هذا ليس من شأننا لأننا سنكون فى خلقةٌ أخرى وهيئةٌ أخرى ، وتكوين آخر لا يعلمه إلا الله عز وجل ، لأن المؤمن سيعيش فى هذا العالم النورانى كله ، فالملائكة كلهم نور فنتحدث معهم ونسمعهم ، وكذلك الحور العين مخلوقاتٍ من النور فسنعاشرهم ونعيش معهم ، والعوالم التى فى الجنة تفهم وتعى ، فأشجار الجنة ليست كأشجار الدنيا ، فشجرة الجنة تعرف ماذا أريد [ أنا عاوز إيه ] ، فتدلى بالثمرة التى تخطر على بالى قبل أن اطلبها ، ولا تنتظر حتى أطلبها فبمجرد أن يخطر على خاطرى شيا ً من الجنة ، فتعرف الشجرة ما يجول بخاطرى ، وتأتى إلى وتتدلى فى حجرى بما أشتهى .
إذن هى أشجار غير أشجار الجنة ، وحقائق الجنة غير حقائق الدنيا ، ولذلك فإن الإنسان سيرى الله عز وجل بهيئة يقول فيها سبحانه وتعالى : â لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ á ( 103 الأنعام ) ، سيلطف حقائقنا حتى نستطيع أن نعايش هذه العوالم اللطيفة التى توجد هناك ، فهؤلاء القوم لهم مزيد من فضل الله وذلك سيكون التمتع بالنظر إلى وجه الله وهذا خبرٌ ثابت فى كتاب الله عز وجل إذ يقول : â وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌá( 23،22 القيامة )، يخرج المؤمن من الدنيا وهو مشتاق إلى الله سبحانه وتعالى ،ولذلك يحصل للمؤمن عند السرور والفرح ، ويُرَى أثر ذلك على وجههِ ، فتظهر عليه النضارة والسرور والإبتهاج حتى فى اللحظات الأخيرة .
وغير المؤمن يرى منزلته فى جهنم ، ولذلك تظهر عليه الكآبة ويظهر عليه السواد والزرقة وغيرها ، لأنه يرى مكانته فى جهنم والعيذ بالله عز وجل ، ونحن سنرى مكانتنا فى الجنة إن شاء الله عند خروجنا من الدنيا ، وبعض الصالحين يعجل لهم هذا الأمر قبل خروجهم من الدنيا فى المنام ن فيرى مكانته قبل خروجه من الدنيا فى رؤية صالحة فيطلعه الله عز وجل فيها على مكانته ، فيستبشر ويفرح بفضل الله سبحانه وتعالى ، وكلنا سنراها إن شاء الله عند الخروج ، ولكن بعضنا يستطيع التحدث بما يرى والبعض لا يستطيع .
فهذا سيدنا عمر بن عبد العزيز وهو فى اللحظة الأخيرة حدق بالنظر وأطال ، ثم قال : (إنى أرى حضره ماهم بجن ولا هم بإنس ثم خرجت روحه للقاء الله عز وجل ) .
ورجل من الصالحين إسمه الشيخ أبو على الرزبانى رضى الله عنه وأرضاه ، وهو فى اللحظة الأخيرة ، وكانت أخته بجانبه فقال لها : يا أختاه إنى أرى أبواب السماوات وقد فتحت وأرى الجنات وقد زينت ، وأسمع مناديا ً يقول : [ يا أبا على قد بلغناك الدرجة العليا فى الجنة ، وإن لم تكن ترضاها .. ] ثم فاضت روحه لله عز وجل .
وهذا سيدنا عبد الله بن المبارك لاضى الله عنه وأرضاه فى هذخ اللحظة ، حدق وأطال النظر ثم قال لمن حوله : [ لمثل هذا فليعمل العاملون ] ، ثم خرجت روحه لله عز وجل .
فنحن جميعاً سنرى ، ولكن هؤلاء القوم ستتقرب الجنة منهم يوم الموقف العظيم لكن تأخذهم وتسرع بهم إلى النعيم المقيم ، ويجلسون كما قال الله عز وجل : â عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ á (23،22المطففين ) ، فيطلعون على أهل الموقف وأهل الحساب ، وليس لهم شأن بهذا الأمر أى بالحساب ، فمن يكون هؤلاء يا رب ؟ .. عدد الله تعالى صفاتهم :
الصفة الأولى : â مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ á (33 ق ) ، أولهم من يراقب الله عندما يغيب عن خلق الله { يعنى فى لحظة الخلاء} فالرجل لا يظهر عند الطاعة ، ولكن الرجل الذى يظهر عند المعصية ، فالطاعة سهلة والجميع يستطيع أداءها ، فسهل على الإنسان أن يصوم ، وسهل على اإنسان أن يقوم ، وسهل على الإنسان أن يتلوا كتاب الله ، وقد تزين له تلك الطاعة رغبةً فى الظهور بين خلق الله ن يريد ان يظهر أمام الناس يصلى كذا ويصوم كذا ، والنفس تحب هذه الأمور ، ولكن متى معدن الرجل ؟ .. إذا كان لا يوجد فى الخلوة معه أحد إلا الواحد الأحد ، وعرض عليه مال ، أو عرض عليه فتنة الجمال وتعرضت له إمرأة جميلة .. فى هذه المواقف فيظهر أمر هذا الرجل ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( من أعبد الناس ؟ فلم يقل الذى يصلى كل ليلة ألف ركعة أو الذي يختم كل ليلة خاتمة قرآن ، او الذى يصوم الإثنين والخميس ، فمن هو أعبد الناس ؟.. قال : ( إتقى المحارم تكن أعبد الناس ) ، فأعبد الناس هو الذى باعد نفسه عن الحرام ، لأن الذى يراقب الله عز وجل فهو فى المقام الأعلى ، قال تعالى : â إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ á ( 128 النحل ) ، والإحسان هو أن يعبد كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يستحضر أن الله عز وجل يراه ، وهذا هو المقام العالى .
الصفة الثانية : â مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍá(33 ق ) ، ولن نزيد فى الشرح لضيق الوقت : وجاء بقلب منيب أى جاء ومعه القلب المنيب ، قلب راجع إلى الله ، فالإنابه هى الرجوع الى الله عزوجل .
وكيف يرجع الى الله عزوجل؟..لكى يرجع الى الله عزوجل يجب ان يكون قلبه سليم قال تعالى: â إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ á (89 الشعراء) . فلا بد ان يكون قلبه سليم..كيف؟..أى قلب ليس فيه غل ولا غش ولاحقد ولاحسد ولابغض لأحدٍمن المسلمين, ولكن الذى يرجع إلى الله وقلبه ملئ بالحقد على عباد الله , فماله ومالطريق الله عزوجل.
فالذى يقف بين يدى الله ،ويفكر فى مصيبةٍ لأحد من المسلمين , فماله ومالله سبحانه وتعالى..والذى يقف بين يدى الله عزوجل يغش المؤمنين فى الوزن اوفي الكيل اوفي الثمن أو فى البيع أو فى الشراء فما له وللإ قبال على الله أو الإ نابة إلى حضرة الله سبحانه وتعالى ؟
ولكن الذي يريد أن يقف بين يدى الله وينيب إلى الله فما هى صفته ؟
المنيبين ظاهرهم مثل باطنهم , فهم الذين سلمت صدورهم وسلمت نفوسهم , وإنشرحت صدورهم وليس فى قلوبهم غل لأحد ولا حقد ولا غش لأحد من المسلمين : â مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ á(33 ق ) .. آيتين صغيرتين لكن العمل بهما كبير وعظيم , ومنزلتهما كبيرة وأجرهما عظيم عند حضرة العظيم عزوجل .