• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:58 PM

Sermon Details

1 يناير 2001

صفات الجنة وأهلها

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفورٌٌ شكور … والصلاة والسلام على مفتاح دار المقامة سيدنا و مولانا محمدٍ بن عبد الله الذى جعله الله سبحانه وتعالى مفتاحاََ لجنته,, وباباََ لمشاهدة حضرته ,, وسببا للنجاة فى الدنيا و الأخرة لأهل قربه وطاعته …

الآيات التى سمعناها  الآن تطلعنا على روضات الجنان ,, فنحن من يوم أن نشأنا نسمع الخطباء يتحدثون عن النار وعن عذاب النار ,, ولم يٌردْ أحدٌٌ منهم أن يطلعنا على الجنه ,, ولايسمعنا عن الجنة مع أن هذه الجنة ملك لنا نحن ,,والنارللجماعة الكفار والمشركين ,, فما لنا وللنار ,, والجنة نحن أصحبها و ربنا قال فينا { أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿82﴾} سورة البقره… فنحن أصحابها وتارة يقول ورثتها :{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴿10﴾الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿11﴾}سورة المؤمنون…

إذا ََ أليس على الوارث أن يعرف حدوده ,, فيعرف أرضه ويعرف بيته,, ويعرف خَدَمَهُ ,, ويعرف حورهُ ويعرف ولدانهُ ,, لابد أن يعرف ممتلكاتة التي يرثها من الوارث الأعظم سبحانه و تعالى لأن الله إسمهُ الوارث .

فالمؤمن لابد له أن يعرف شيئا ََ عن الجنة حتى المسافر لها .

فإذا كان المسافر الى العراق لابد أن يستفسر من خمسين الى ستين واحد عن حالة الجو والناس وكيفية معاملتهم والسكن وما وضعه والأكل والشرب … لكى يذهب الى هناك وعنده فكره … فكيف بنا ونحن ذاهبون الى الجنة وسنمكث فيها هناك …

حياة خالدةلاموت فيها .. ألا نعرف عنها شيئاَ ؟؟؟ …

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الواحد منهم يخرج من الدنيا ويعرف كل شيئ  … ويعرف عنوانه هناك فى المكان الفلانى .. فعندما يودعه صاحبه يقول له عنوانى فى المكان الفلانى  … عنوانى فى دار السلام ,, عنوانى فى الفردوس ,, عنوانى فى عدن ,, عنوانى فى الخلد ,, عنوانى فى المكان العالى جداَالذى يسمى رضوان من الله أكبر … وممكن واحد يكون له فيلا فى كل حى  من هذه الاحياء على حسب العمل الصالح

كما هو الحال هنا ..  ممكن يكون لأحدنا شقه هنا ..  وشقه فى الأسكندريه .. وشقه فى طنطا .. وشقه فى القاهره …

كذلك الأغنياء هناك لهم نفس النظام .. له فى كل حى من أحياء الجنه [ وله فى كل شارع من الشوارع ] سكن .. وهذا السكن لا يعلم حدوده أحد ولا يعلم قدره إلا الله …

عندما نتكلم عن الجنه نتكلم على قدر العقول ,,, نريد أن نرى عقود التمليك فى الجنه وما هو أقل عقد فى الجنه ..؟ وما هى مساحته ..؟؟؟ .

أقل عقد لواحد فى الجنة يوضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :ـ

آخر واحد [ ليس كأحدنا ] ولكن آخر واحد يخرج من النار ويدخل الجنه … والمسلمون درجات .. منهم من يخرج من هنا إلى الجنة مباشرةََ وليس له داعى بالحساب ولا بالعقاب وليس له داعى بهذه الأشياء … يجلس فى قصره ويشاهد الجماعه الذين يٌحاسبون ويقول فى حقهم الله عز وجل { عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿23﴾}سورة المطففين  … جالسين على مقاعدهم فى شرفاتهم ينظرون { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿24﴾ } سورة المطففين  ..ماذا يشربون ؟؟ ..قال {﴾ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ﴿25﴾} سورة المطففين…  مختومٌٌ بختم من ؟؟ ..بختم الحى القيوم {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿26﴾} سورة المطففين…  

ويوجد جماعه أخرى … الجماعة المبرزين يحضرون للتشريف الألهى الذى سيعمله الله فى بداية الحساب.

فكل أمة من الأمم يأتى نبيها بأحسن ما عنده من العباد ومن الزَّ هاد ومن العلماء ومن الأولياء ويحضرون طابور العرض الأول …وهذا الطابور مكون من مائة وعشرون صفاََ… نحن ثمانون صفاََ وباقى الأمم أربعون صفاََ … وهذا طابور العرض الأول … وهؤلاء هم الجماعة المتفوقين المبرزين … ولذلك الواحد منهم يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :ـ يضيئ حسنه لأهل الموقف كما تضيئ الشمس لأهل الدنيا … فيكون كالشمس عندما يظهر فى أرض الموقف يلمع فى قلب الموقف كله  … لماذا ؟؟ ..من شدة أنوار الطاعات التى عنده … فيكون النور على قدر شحن البطاريه …والبطارية لا تشحن إلا من هنا وليس من هناك… إذا شٌحنت البطارية هنا شحناَ جيداَفيملأ النور هناك الموقف كله …

ومن كاني بطاريته على قدره يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :ـ أقل المؤمنين نوراَ يضيئ له نوره ما بين قدميه … فتكون بطاريته لا تضيئ أكثر من تحت قدميه .. وربما تضيئ ساعه وتخفت ساعه… لأن الحجر إنتهى  … لأنه لم يملأه هنا بالطاعات والقربات …

وتوجد جماعه سيأخذون تصريحا ََ من رسول الله “صلى الله عليه و سلم” أنهم يشفعون لهؤلاء الجماعة كل واحد منهم اه منبرهُ أو له منبر من نور قُدام العرش (لأن لجنة الشفاعة كلها حول العرش) الذي يجلس على العرش سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” و حوله الشفاعاء الذين معهم تصريح بالشفاعه من رسول الله “صلى الله عليه و سلم”  وهؤلاء جالسين على منابر من نور قُدام عرش الرحمن … لماذا ؟ … ليطلوا على أهل الموقف كلهم و يعرفون الناس الذين سيشفعون فيهم فيطلبونهم و يأخذونهم و يقدمونهم و يشفعون فيهم فيدخلون الجنة بشفاعة هؤلاء .

أنواع شتا من المؤمنين و المؤمنات و بعد ما يدخل المؤمنون الجنة ويأتي عصاة المؤمنين و يأحذوا الأحكام و يدخلون النار … كل واحد يأخذ الحكم المدر عليه من أجل معصيته التي عصاها في الدنيا … فيقوم سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” ليتداركهم واحد من وراء الأخر ولا يكف إلا عندما يُخرجُ جميع المسلمبن من جهنم و يدخلهم الجنة ثم بعد ذلك تُغلق أبواب جهنم ويبقى الذين فيها خالدين فيها أبدى و تُغلق أبواب الجنة أيضا ََ و يُؤتى بالموت في صورة كبش و تذبحهُ الملائكه و ينادى منادي يا أهل الجنة خلودٌ بلاموت و يا أهل النار خلودٌ بلاموت .

فأخر واحد يخرج من النار و يدحل الجنة يتسلم عقدا ََ في الجنة و هذا أقل عقد و يقول فيه رسول الله “صلى الله عليه و سلم” و هو يحكي الحوار الذي يحدث بين هذا الرجل و بين الله فماذا يقول ؟… يقول : آخر المؤمنين خروج من النار يقف بين يدي الله فيقول الله له : تمنىَّ … ما المقدار الذي تريدهُ في الجنة ؟ … فيقول : أُريد قطعة صغيره فقط أتمنى و لو موضع قدم في الجنة أضع فيه قدمي فقط … (لأنه خارجٌ من فورةِ من العذاب الشديد)… فيقول له الله عزّ ََ و جلْ : إن لك في الجنة مثل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها عشر مرات … فلا يُصدق و يقول : آتهزأ بي و أنت رب العالمين … فيقول له عزّ ََ و جلْ : لك ذلك و مثلهُ معه فماذا يكون نصيبه كله ؟ … يأخذ قدر الدنيا من أولها إلى أخرها عشرين مره و هذا أقل عقد في الجنة .

أما العقود الكبيره فما حجمها؟…

في يوم من الأيام أراد سيدنا جبريل أن يعرف مساحة هذا العقد (أراد أن يقيس مساحة هذا العقد) و سيدنا جبريل لهُ ستمائة جناح لو ظهر جناح منها لحجب نور الشمس عن الدنيا أي يغطي الشمس و هذا جناح واحد فقط و له ستمائة جناح ( و نحن نعلم أنه عندما ينزل من فوق العرش ينزل في لمح البصر ) فعندما كذ َّب قوم لوط نبيهم و عصوا ربهم و كانوا أربعمائة ألف في سبع مدائن كاملة فماذا فعل بهم ؟ … حملهم على ريشة من جناحهِ إلى أن وصل بهم إلى السماء حتى أن الملائكة سمعت أصواتهم و أصوات الديوك و نباح الكلاب ثم قلبهم و هذا بريشةٍ واحده من جناحه … ففي يوم من الأيام قال : يا رب أُريد أن أعرف قدر مساحة الجنة فقال عزّ ََ و جلْ : لن تستطيع فقال : أعطني القدره … فقواهُ الله سبحانهُ وتعالى فطار في الجنه و أخذ يطير و يطير إلى أن تعب تعبا ََ شديدا ََ (وهو الذي ينزل كما قلنا من فوق العرش إلى الأرض في لمح البصر) إذا ََ فما مقدار ماطار في الجنة إلى أن تعب … ثم سأل الله تعالى : وماذا بلغتُ ياربي ؟… أوصلتُ في الجنة إلى الربع أو الثلث أو النصف ؟… فقال له عزّ ََ و جلْ : إنك لم تبلغ ربع ما لأبى بكر في الجنة .

فالوسعة و سعةٌ كبيرةٌ جدا ََ و الحدائق التي توجد في الجنة ما شكل الشجر الذي فيها ؟…فالننظر إلى وصف رسول الله “صلى الله عليه و سلم” للشجر فيقول : أشجار الجنة يسير الراكب في ظل الشجرة الواحدة مائة عام …

 إذا ََ فماذا يكون حدود الجنة؟… لا يعلم حدود الجنة إلا الله تعالى .

سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” أعطانى قدر قليلا ََ فقال : إن الله أعد للمجاهدين في سبيل الله (ليس كل الناس بل للمجاهدين فقط) مائة درجة ما بين الدرجتين ما بين السماء و الأرض و هذا للمجاهدين فقط فكيف بالذاكرين ؟ و مالهم ؟ و كيف بالمصلين؟ وما لهم؟وكيف بالمسبحين؟ و ما لهم؟ و بالقائمين باليل ؟ وما لهم ؟ و المتصدقين ؟ و ما لهم؟ و القائمين بحقوق الجيران ؟ و ما لهم ؟ فلهذه العبادات كلها كل نوع لهُ ميراثهُ في جنة الله عزّ ََ و جلْ و لذلك عندما يقول الله عزّ ََ و جلْ : {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133﴾}سورة آل عمران… فقالوا إنه يقول هذا على حسب هذه الجماعة لأنهم لا يعرفون غير السماوات و الرض و نحن أنفسنا لم نعرف السماء و الأرض فقال هذا على قدر عقولنا نحن لكن عرضها الحقيقي لا يعلمه إلا الله سبحانه تعالى .

أو بمعنى آخر عرضها السماوات و الأرض يعنى معروضاتها و فواكهها ولذاتها فالمثال منها موجود في السماوات و الأرض التي هى الخيرات التي نراها و لذلك عندما نكون هناك { كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿25﴾}سورة البقره…

الشجرة الواحده منها تنتج جميع الأصناف التي تخطر على بالك و شجر الجنة لا تحتاج من الواحد أن يصعد و يقطع من الثمر و لكنه شجرٌ يفهم و بمجرد أن يخطر ببالك أي صنف من أصناف الطعام او الفاكهه تجد الغصن يأتى إليك و يُنزل الفاكه في حجرك من نفسة ولا يحتاج لخادم يصعد و يقطع و ال يحتاج إلى أحد ٍ يقدمهُ لك بل يقوم بذلك بنفسه .

فمجرد ما يخطر ببالك ما تشتهه في الحال يأتيك الغصن به{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴿23﴾}سورة الحاقة …  { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿14﴾} سورة الأنسان … وهل هذا تذليل معنوي أم حسي ؟ ….لا… بل حسي .

سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” يعِّرفنا بعض هذه الأشياء التى سمعناها فى الآيه … قصة السيده فاطمه وسيدنا على رضى الله عنهما … فالسيدة فاطمه إسمها فاطمة البتول … لماذا ؟ ..لأن نطفتها من غذاء الجنه فأخذت صفه من صفات أهل الجنه … فسيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” كان جالساََ فى يوم فجائه جبريل عليه السلام بتفاحة من الجنه فأكل التفاحه فتكونت منها النطفه فخٌلقت منها فاطمه الزهراء  فأخذت صفة من صفات نساء أهل الجنه … فماذا أخذت ؟؟ …

لا حيض ولانفاس ولا تأتيها (الدورة الشهريه) ولهذا سميت بالبتول أى لاتأتيها الدورة الشهرية أبداَ … الطب يقول أن من لاتأتيها الدورة الشهريه فلا يكون لها إنجاب ..لا .. إنها أخذت صفه من أهل الجنه وهذا لأن رسول الله “صلى الله عليه و سلم” أكل هذه التفاحة من الجنه فأخذت السيدة فاطمه صفة نساء أهل الجنه على الفور …

كذلك عندما حدث لسيدنا على مع المسكين واليتيم والأسير فنزل لهم طبقُ من الجنة والذى أتى به جبريل عليه السلام وهذا كان إكراماَ من الله لهم  … فأكل سيدنا على من هذه الثمار … فأخذ صفه من صفات أهل الجنه … فعندما يأتى البرد يلبس الملابس الخفيفه وفى الصيف شديد الحر يلبس الملابس الصوفية الثقيله … فسألوه فقال لهم إنى لا أجد حراَ وبرداَ (لايشعر بالحراره ولا بالبروده ) كما قال الله تعالى :ـ { مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿13﴾} سورة الإنسان…

وهذا نظام أهل الجنه …  أخذ صفاتهم …

لأن الجنه ليس فيها مرض ولا تعب ولا فيها غمٌٌ ولا فيها حزن ولا فيها شيئ من العادات البشرية التى توجد معنا هنا … حتى أن الفضلات لا توجد لأن ثمار الجنة ليس لها فضلات …ولذلك عندما كان رسول الله “صلى الله عليه و سلم” يقول لهم:ـ إنى أبيت عند ربى فيطعمنى ويسقينى  … فإنه كان يذهب لقضاء حاجته فكانوا يذهبون بعده فيحفرون مكانه فلا يجدون شيئاَ فيقول لهم إن الارض إبتلعتها … وهذا على قدر عقولهم …

وكذلك عرقه كان له رائحة كرائحة المسك وهذا هو نظام أهل الجنه لا يوجد جهاز إخراج … فما هى فضلات أهل الجنه ؟؟…

قال رسول الله “صلى الله عليه و سلم :ـ تخرج على صورة عرق (رشحات عرق).. رائحتها كرائحة المسك ولا أكثر من ذلك ..وكان رسول الله “صلى الله عليه و سلم وهو فى الدنيا نفس النظام  رشحات عرق تخرج منه رائحتها كرائحة المسك  حتى كانت النساء يذهبن بمناديلهن ليمسحن بها عرقه فكان النبى   “صلى الله عليه و سلم” يقيل عند أم سٌليْم (أم سيدنا أنس بن مالك) ذات يوم من الأيام فوجد معها مجموعة من المناديل وهى تمسح بها عرقه “صلى الله عليه و سلم” فقال لها ماذا تفعلين ؟؟ .. فقالت نساء الأنصار أحضروا هذه المناديل لأمسح بها عرقك … فقال لها إسألينهن ماذا يصنعن به ؟؟ ..أى بالعرق …فقلن لها نصلح به طيبنا  … الطيب الذى إشترناه ليس قوياََ فنضع فيه نقطة من عرق  رسول الله “صلى الله عليه و سلم فيصير قوياَ لأن هذا العرق ليس عادياَ ولكنه من صفات أهل الجنه  وصفة أهل الجنه هكذا رشحات عرقٍ كرائحة المسك

لاتعب ولانصب ولاهم ولاغم  الأنسان سيتمتع بنعيم لايستطيع اللسان أن يصفه لأن الله تعالى قال : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿17﴾} سورة السجده … وأخذ رسول الله “صلى الله عليه و سلم  يصفها لهم على قدرهم  وقال : ـ فيها ملا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر …

أنظر إلى العالم الحديث كله من الحضارات المدنية وما فيها … فكل ما فيها لايزن ذرة من النعيم المقيم الذى جهزه الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين فى الجنه …

فالله  سبحانه وتعالى جهز هذه الجنه لدرجة أن الأشياء الموجودة فى الجنة تعى وتفهم فالشجر يفهم والقصور تفهم وهى ليست كالمبانى التى عندنا والحور بنفس النظام والأنهار بنفس النظام  حتى أنه توجد جماعة من المؤمنين (الجماعه الممتازين قليلاَ) قال :إن أماكنهم فى الجنة ستذهب وتستقبلهم ولن تبقى فى مكانها حتى يذهبوا إليها  .. لا .. أول ما تراهم فى الموقف كل مكان فى الجنة يذهب لصاحبه .. قال تعالى :{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾}سورة ق

وتقول له لنا سنين ننتظرك فما الذى أخَّرك عنا الى الآن

ولذلك عندما دخل سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج وعمل جولة فى الجنة فلم يترك شيئاَ إلا واطمأن عليه فدخل ورأى منزلة كل واحد ومكانه وبحث فى دولابه ورأى ملابسه واطمأن على جهازه وأساسه تماماَ بتمام حتى أنه كان يوماَ جالساَ مع أصحابه فأتوا له بمناديل من الحرير الغالية جداَ فقال أصحابه : لم نر مناديلاَ ألين ولا ألطف من هذه المناديل  …فقال “صلى الله عليه و سلم” لهم إن مناديل سعد بن معاذ فى الجنة أحسن من هذه المناديل … مناديل سعد رأيتها فى دولابه هناك أحسن من هذه المناديل وألطف من هذه بكثير …

ورأى أيضاَ نَعْلَىْ سيدنا بلال (ماشيين) فى الجنة ويصنعون صوتاََ جميلاَ موسيقياََ أجمل من أصوات الموسيقى التى صنعتها أمريكا فى أحذية الأطفال فيمشى بها الطفل فتصدر عنها أصوات موسيقيه … فيقول رسول الله “صلى الله عليه و سلم له : يا بلال إنى سمعت صوت نعليك فى الجنه … فماذا تفعل ؟؟..

فقال يا رسول الله لا أذكر إلا أننى ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا صليت ركعتين لله سبحانه وتعالى فقال له “صلى الله عليه و سلم” هذه هى التى جعلت نعليك جاهزين  … جاهزين لماذا ؟؟.. لأنه بمجرد ما يذهب الى عرض يوم القيامة والجميع يخرج عرياناََ من القبور فمن أين يأتيه الكساء (من دولابه الذى هناك) بمجرد ما يخرج من القبر تأتيه كسوته من الجنة… فيأتى نعله ويدخل فى قدميه وتأتى حُلَّةُُ من الجنة يلبسها وتأتى شربة من الجنة يشربها  … كل شيئ يأتيه فى الحال …ليكسيه من ثياب الجنه ويسقيه من رحيق الجنة ومن نعيم الله الذى أعده الله له فى الجنه …

الحلَّة الواحده (البدله) فى الجنة هناك ما هو نظامها ؟؟…قال”صلى الله عليه و سلم”  :حٌلََّة المؤمن فى الجنه الرسول الذى يفصلٌها الآن وقد حددوا المقاسات … والمقاس ليس على مقاسك هنا إنما المقاس عندهم من الأزل كما قال سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم نأتى يوم القيامة وطولنا سبعةٌٌ و ستون زراعاََ على هيئة أبينا آدم عليه السلام  … وبعد ذلك يختلف حجم الإنسان حسب طاعته وتقواه … فيوجد فروق أيضاََ فى الأحجام … والجماعة الترزية فى الجنة يفصِّلون هذه المقاسات … فما شكل هذه البدله ؟؟… قال  “صلى الله عليه و سلم” : البدلة من  الجنة لو ظهرت لغطت على نور الشمس فتبهر عيون الحور العين وتستنير بها قصور الجنة(فتضيئ قصور الجنه) ويفرح بها الولدان المخلدون وعندما يذهب للموقف العظيم تحضر فوراََ البدلة المناسبه التى تليق بمقامه

أنت ذاهب لملاقاة الله سبحانه وتعالى فلا يوجد هناك تعب  فلاتلبس هذه وتخلع تلك وليست هذه قصيره والأخرى طويله …

أنت ذاهب لتقابل أخ فى الله تحضر على الفور البدلة المناسبة فتكسى صاحبها من نفسها ولا يحتاج الى تعب فى اللبس …

أنت ذاهب لتقابل رسول الله  “صلى الله عليه و سلم” هناك بدله مخصوصه ثانيه وتخلع البدلة الأولى نفسها من على صاحبها وتحل محلها البدلة الثانية أيضاََ من نفسها .ذاهب لتقابل الجميل سبحانه وتعالى هناك بدلة أعلى وأجمل وأكمل  … حلل من سندس وإستبرق { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿21﴾}سورة الأنسان…

هذه الأشياء جميعها موجودة وجاهزة فى جنة الله سبحانه وتعالى فيكون كل شيئ طوع أمرك على حسب ما فى ضميرك  ..وهذه الأشياء لا تنتظر أمر منك باللسان فالكل طوع أمرك فبمجرد ما تشتاق الى زيارة أحد إخوانك تجد السرير الذى تجلس عليه قد قام من مكانه وسافر الى هناك مباشرة ولا يحتاج الى توجيه ُُ منك ولا أن تقول له إذهب الى المكان الفلانى هو من نفسه يتحرك الى أن يصل الى هناك…

إشتقت لواحد آخر نفس النظام … تريد أن تتمتع بالنزهة فى الجنه ..هناك سوق كبير فتذهب وكلما إشتهيت شيئاَ تحول إليك ولا تحتاج إلى فصال أو دفع مال فكل شيئٍ هناك طوع امرك …

كل هذه العظمة في الجنة ماذا تحتاج منا ؟

تحتاج الزيادة من الخيرات و الزيادة من الطاعات فمن كان يريد أن يكون من الأعيان في الدنيا ماذا يعمل؟… فما بالنا بمن كان يريد أن يكون من أعيان الأخره ماذا يعمل؟…فهل هناك أعيان؟

أجل هناك أعيان ووجهاء … هناك من يقول الحق فيه : { وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿45﴾}سورة آل عمران… و هناك آخر يقول الحق في حقهِ :  { وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿69﴾}سورة الأحزاب… فهناك وجهاء و هناك عظماء و هناك شفعاء و هناك مراتب يقول فيها الحق سبحانه و تعالى : { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿163﴾} سورة آل عمران… درجات عظيمة هناك … فماذا؟… وعلى أى شيء تتوقف هذه الدرجات هناك؟… على اعمالنا التى نعملها … دخول الجنة لا يناسبه أى عمل من الأعمال و لذلك قال لنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” : ” لن يدخل أحدكم الجنة بعملهِ … قالوا : حتى أنت يا رسول الله … قال : حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة َََ منه و فضل “

فدخول الجنة بفضل الله لكن الدرجات في الجنة بعملك على حسب رصيدك .

و أين هذا الرصيد ؟… هذا الرصيد في بنك الأخرة الذي أنت تحول له ُّ من هنا : الطاعات , القرُبات , الأعمال الصالحات , الجماعه الوكلاء هناك عيَّنهم الله لك و أنت لا تعرفهم الأن و لكنهم يعرفوك وكل رصيد لك تحوله يأخذوه فورا ََ و يحولوه إلي قصور , وشجر و إلي أنهار أو إلي حور… كل واحد له ثمن , و الفئات عندهم موزعه حسب الأعمال , فيأخذون هذه الأعمال و ينظرون فيما يناسبهم هذه الفئات ومن فضائل الجنة , فيحولوه إلي هذا الفضل علي الفور .

فنسأل الله سبحانه و تعالى أن يُدخلنا جنته و أن يجعلنا من أهل طاعته و أن يوفقنا لسلوك طريق محبته.

وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نريد أن نشاهد الجنة أو بعض عينات منها …

أول شيئ نزل من الجنة (عصا سيدنا موسى ) … عندما عصى سيدنا آدم أمر الله فى الجنة (لكى تعلموا أن ثياب الجنة عاقلة) فى الحال إنخلعت الثياب من عليه من نفسها فحاول تغطية نفسه ليستر عورته بورق الجنة … فورق الجنةنزل من عليه (لأنها تفهم) فكلما حاول تغطية نفسه نزلت من على جسمه وفى النهايهلكى يكرمه الله عز وجل قال له : لا بأس خذ هذه العصا كى تسهل لك أٌمورك فى الجنه .. فنزل ومعه هذه العصا فكانت طويله طولها ثمانية عشر زراعاََ (وليست عصا كالعصيات التى نراها هنا ) فهى مناسبه لطوله لأن ذراع سيدنا آدم كانت طويله وكذلك زراع سيدنا موسى طويله فتوارثها الأنبياء من نبى إلى نبى وسيدنا جبريل عليه السلام يحفظها ويسلمها لكل نبى  حتى وصلت إلى سيدنا شعيب وعندما ذهب إليه سيدنا موسى ورعى الغنم عنده وزوجه إبنته وعند ذهابه إلى مصر قال له خذ هذه العصا معك …

فهذه العصا غير عاديه فيها أسرار غريبه وأول سرّ فيها أن الله يجعلها تُطْوَى لها الأرض … فعندما حضر سيدنا آدم من الهند إلى مكه قطع هذه المسافة فى ثلاثة خطوات لأن معه العصا فكلما وضعها على الأرض تَطْوى له مسافة كبيره …

كما أنها تتشكل فى صور أخرى وفق الإراده فإذا أردت أن تتشكل فى صورة ثعبان أو غيره فتتشكل فى الحال ..لماذا ؟؟ … لأنها من الجنه …

الشيئ الأخر الذى نزل من الجنة قميص يوسف عليه السلام وهو ليس قميصاََ عادياََ أيضاََ كما تفهمون كقمصاننا هذه … فسيدنا إبراهيم عندما رموه فى النار نزل سيدنا جبريل عليه السلام  وقال له : ألك حاجه ..

فقال له :أما إليك فلا …

قال له :أومِنَ الله ؟؟…

فقال له : علمه بحالى يغنى عن سؤالى …

قال له:إذن خذ هذا القميص … فأتى له بقميص من الجنه …فهذا القميص ستره من النار وهذا كان سبباََ فى إنقاذه من النار …

فأعطى هذا القميص لإبنه إسحاق وإسحاق أعطاه لأخته فعندما وٌلد سيدنا يوسف ماتت أمه وهو صغير (وكان إسمها راحيل رضى الله عنها وأرضاها ) فأخذته عمته وربته وأحبته ومن شدة حبها له ألبسته هذا القميص الذى أحضره سيدنا جبريل عليه السلام  إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام  من الجنه وهذا القميص هو الذى طلبه أبوه لأنه كان يعرفه ويعرف رائحة الجنة فيه

وهو ليس قميصاََ كقمصان الدنيا كما قلنا ولكنه له وضع آخر …ولذلك عندما وٌضع على عينى سيدنا يعقوب عليه السلام فماذا حدث له ؟؟… تكى تعرفوا صفات أهل الجنه … فأى شيئ من الجنة لو وضع على عينى أعمى يبصر فى الحال … ولو وضع على مريض يشفى فى الحال ولو وضع على صاحب عاهة يبرأفى الحال … فأىشيئ من الجنة تكون هذه صفته … فارتدسيدنا يعقوب بصيراََ فى الحال …

نزل أيضاََ فصٌٌ من اللؤلؤ (حبةٌٌ من اللؤلؤ) مكتوب عليه {أنا الله لا إله إلا أنا محمدٌٌ عبدى ورسولى} فسيدنا سليمان عليه السلام أخذ هذا الفص ووضعه فى خاتم وكان هذا هو خاتم سيدنا سليمان…

وكان سرٌّه أنه لايذهب الى أى مكان إلا وكان ينفتح (أى أنه لايذهب إلى أى مكان إلا ويتحقق النصر) لماذا ؟؟… لأن معه سرٌّ هذا الخاتم .. وهذا سر خاتم سليمان الذى نسمع عنه …

وحفظه سيدنا جبريل عليه السلام حتى بٌعث النبى  “صلى الله عليه و سلم” فأعطاه له فأعطاه سيدنا محمد  “صلى الله عليه و سلم” بعد ذلك لسيدنا أبو بكر ثم أعطاه سيدنا أبوبكر لسيدنا عمر بن الخطاب ثم أعطاه سيدنا عمر لسيدنا عثمان فظل معه ست سنوات وذات مره كان يجلس على حافة بئر وحرَّك يده فانخلع الخاتم وسقط فى البئر فأخذ يرفع الماء من البئر ثلاثة أيام فلم يجده… بعدها حدثت الزلازل والفتن والمشاكل وكل ذلك حدث بعد ضياع الخاتم لأن الخاتم كان به فص اللؤلؤ الذى أتى من الجنة ومكتوب عليه{أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدى ورسولى} …

نزل من الجنة أيضاََ الكبش الذى فدى الله به سيدنا إسماعيل  عليه السلام  ونزل أيضاََ الحجر الأسعد ولذلك قال فيه الرسول  “صلى الله عليه و سلم” يأتى عليه يوم القيامة وله عينان وله لسان يشهد لكل من إستلمه أو قبّلهٌ أو أشار إليه …لأنه من الجنه …

 وهل هناك حجر فى الدنيا يفعل ما يفعله هذا الحجر ؟؟… كلا … إنها حجارة الجنه فقط  وبه ذاكرة ستعى كل من وقف أمامه من آدم إلى يوم القيامه  ويعرف هذا الإنسان جائه فى أى عام وهذا سلّم عليه وهذا قبّله وهذا أشار إليه ذاكرةٌٌ عجيبه وغريبه … والرسول “صلى الله عليه و سلم” ذكر خواصه وقال : لا يوقد فيه النار… فلو وٌضع فى النار لا يتأثربها ولا يسخن ولو وضعته فى الماء يعوم … ولا يغرق فى الماء كحجارة الدنيا … ولذلك عندما جماعة من القرامطه من عمان ليسرقوه ومكث عندهم فترة كبيره … (وأثناء نقلهم للحجر من مكة إلى عمان مات تحته أربعون جملاََ وكلما حاولوا أن يحملوه على ظهر جمل لايستطيع ويموت تحته ) وأخذ الخليفه العباسى يفاوضهم ولما تمت المفاوضات واتفقوا مع الرجل الذى أخذه ليعطوه ما طلبه من المال ويأخذوه منه وأرسلوا مع الوفد أحد العلماء الذين يعرفون صفات الحجر… وقد استبدله الرجل بحجر آخر… فقال له العالم نحن نعرف صفات حجرنا وقال له ضعه فى الماء فغرق فقال له ضعه فى النار فسخن الحجرفقال له العالم هذا ليس بحجرنا … فقال له الرجل ما هى صفات حجركم ؟؟؟…فقال العالم إن حجرنا إذا وٌضع فى الماء لايغرق وإذا وضع فى النار لايسخن  …فقال الرجل : دين وضع صفات هذا الحجر لدينٌ غريب وأسلم الرجل … ثم وضعوا الحجر على ظهرجمل هزيل فحمله من عدن الى مكه فى لمح البصر لأنه يريد أن يعود إلى مكانه …

أهدى رسول الله”صلى الله عليه و سلم” منديلاََ لسيدنا أنس بن مالك فعندما كان يتسخ هذا المنديل يضعه سيدنا أنس فى النار فيقولون له ماذاتفعل ؟؟…فيقول لاتخافوا عليه ويخرجه من النار نظيفاََ ويقول لهم لقد أخذته من رسول الله “صلى الله عليه و سلم”  .وأخبرنى أنه من الجنة وعندما أريد أن أنظفه أضعه فى النار …

وتوجد أشياء كثيرة نزلت من الجنة وكلها عاقله غير أشياء الدنيا  فتفهم وتعى كل ما تريده بدون كلام … وتعرف مراد الله وتسير وفق مراده

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا متاع الجنه وأن يجعلنا أصحاب الجنه وورثة الجنة الذين هم فيها خالدون وأن يجمعنا بدار السلام ويجعلنا فيها بجوار خير الأنام وأن يكشف لنا النقاب عن جمال وجهه الكريم …

              وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم …

     

 

 

 

 

إبليس رأى الطين و لم يظهر لهُ نور خير المرسلين في هيكل آدم عليه السلام  فقال له : {قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿61﴾ } سورة الأسراء… فربنا يريد أن يُعرَّفُنا أنه لم يرى إلا الطين و قال : أنا أفضل منه فأنا مخلوق من النار و هو مخلوق من الطين … فعاتبه ربنا و قال له : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿75﴾}سورة ص… هل أنت متكبر؟… أم أنت من العالين؟… و العالون هم صنف من الملائكه لم يؤمروا بالسجود لآدم عليه السلام  فهو طبعا ََ تكبر فكانت النيجه أن طُرد و أُبعد من الحضره الإلهيه إلى قيام الساعه .

و كذلك كل الذي لم يسجد لهذا النور في أى مظهر من المظاهر فلابد أن يُبعد و يُطرد فالذى لم يسجد لنبوة آدم عليه السلام ( و نبوة آدم هي نوررسول الله “صلى الله عليه و سلم” ) يُبعد و يُطرد و الذي لم يخضع لأى نبىّ من الأنبياء في زمانهِ أيضا َ يُبعد و يُطرد و كذلك الذي لم يخضع لرسول الله “صلى الله عليه و سلم”  يُبعد و يُطرد .

فأعطانا الله َالمثل … فأى واحد لا يسلم و لا يُصدق و لا يؤمن برسول الله “صلى الله عليه و سلم” تكون عاقبته الطرد و الإبعاد .

أسكن الله آدم بعد ذلك الجنة و خلق من ضلعة حواء فأراد القرب منها فقالت له الملائكه : لا يا آدم حتى تؤدي مهرها … فقال : و ماذا يكون مهرها ؟… فقالوا له : تصلي على رسول الله “صلى الله عليه و سلم” مائة مرة … فصلى حتى إذا وصل لسته و ستون فتعب … فقالوا : إذا ََ هذا مقدم و الباقي مؤخر .

و لذلك نفعل ذلك الأن نجعل القدم الثلثين و المؤخر الثلث و صار هذا منذ تلك الواقعة (المقدم ثلثين والمؤخرثلثا ََ) لأن آدم عليه السلام  أتى بالثلثين ثم تعب فقالوا الثلث الباقي مؤخر و تزوج بحواء عليها السلام , ثم حدثت القصة التي نعرفها جميعا ََ و هى الخروج من الجنة , فأين هذه الجنة ؟… أهى جنة الخلد؟… أم هى جنة في بلاد الهند ؟… هذا شيئ لا يعلمه إلا الله , ولو علم الله بهِ خيرا ََ لذكرهُ في كتابه , و لو علم أن فيه نفعا ََ و لو قليل لنا لوضحهُ و بينه لنا … لكن هذا شيئ لا يهم و الذي أُريد أن أُوضحه – وكثير من المفسرين أخطأ فيه – أى خلطوا كثيراََ فيه {ما هى الشجرة التى أكل منها آدم وحواء عليهما السلام … هل هى شجرة الحنطة (أى الغله) وهذا ما يقولونه أم هى شجرة التين كما يقول البعض الآخر أم هى شجرة كذا أو شجرة كذا … كذتك كيف دخل إبليس الجنة كى يوسوس لهما ؟؟…من العلماء من يقول أن الحية خرجت من الجنة  … وهل فى الجنة حيَّه ؟؟… فهذا كلام لايقبله عقل … ومنهم من يقول وقفت لإبليس على باب الجنة وقال لها إنتظرى وجعل نفسه هواء ودخل فيها من فمها إلى أن دخل الجنه … وهل هذه الحيل تنفع عند الله وعلى الملائكه هذا الكلام خلط لأنهم تكلموا فيه بعقولهم  والقرآن لا يتكلم أحد فيه بالعقل …

والبعض الآخر نقلوا من الإسرائيليات وجميعها أيضاََمختلقه على الإسلام أما العلماء الربانيين الذين ألهمهم الله الحكمة وفصل الخطاب وآتاهم رحمة من عنده وعلمهم من لدنه علماََ فقد نقلوا لنا الحقائق كما رآها ورواها سيدنا ومولانا رسول الله “صلى الله عليه و سلم”  … فما هو الكلام الفصل فى هذا الموضوع ؟؟؟…

وهذا ما نتحدث عنه الآن وبالله التوفيق … قالوا إن الشجرة التى منعه الله الإقتراب منها هى شجرته هو … أى شجرة النسل لأنه هو بداية الشجره … فقال له لا تقترب من حواء إلا عندما تخرج من الجنه لأنالجنة ليست محلاََ لهذه الأفعال فلما إقترب منها وهى الشجره {أى شجرته} بدأ ينبت ويظهر النبات على الفور لأنه قد خالف الأمر ولذلك قال له الله عز وجل وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ﴿35﴾} سورة البقره … والخطاب للإثنين وليس لآدم فقط  … ثم قال بعد ذلك{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا }﴿20﴾ سورة الأعراف …ولم يقل سبحانه وتعالى كلمهم مثلما قال الجماعه المفسرين إن الشيطان جاء فى صورة طائر وصوته جميل على الشجرة وجلس يغنى … لكن هذه الوسوسه فى الصدر والشيطان موجود فى كل واحد  وقال فيه رسول الله “صلى الله عليه و سلم” { إن الشيطان يجرى من إبن آدم مجرى الدم فى العروق فحاربوه {كيف ؟؟… قال} فضيقوا عليه بالجوع والعطش ولذلك نقول لإخواننا الشباب الذين لم يتزوجوا ما تصنعون ؟؟… وكيف العلاج ؟؟… فننصحهم بنصيحة رسول الله “صلى الله عليه و سلم” بالصوم فإن له وجاء (أى خصاء) كما تخصى الأغنام ويكون الصيام على حسب شدة الشهوه فيصوم الإثنين والخميس وإن كانت الشهوة أكبر يصوم يوماَ ويفطر يوماََ والعلاج الإسلامى هو الصيام ويعتبر مثل الخصاء للشباب فى هذه المرحله …

والشيطان أين مكانه فى كل واحد ؟؟…

قال رسول الله “صلى الله عليه و سلم” { يجثم على كل قلب إبن آدم مَلَكٌٌ يلهمه وشيطان يوسوس له } كل واحد منا على قلبه إذاعتين … إذاعه ملائكيه من الملائكه وإذاعه شيطانيه من الشيطان فإذا سمع إذاعة الملائكه فتجده قد توجه للخيروإذا سمع إذاعه الشيطان فتاتيه الوساوس والكوابيس فى النوم والمشاكل وجميع هذه الأشياء تٌتْعبٌه …

إذن وماذا نفعل مع الشيطان..يا رسول الله؟؟

فقال “صلى الله عليه و سلم” : الشيطان يجثم على صدر ابن آدم فإذا ذكر خنس (اى يختفى ) وإذا غفل وسوس …

وأين مكان الوسوسه؟؟… فى الصدر وتسمعه أنت ولكن لا تلاحظه وهى التى نسميها حديث النفس .( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿5﴾) سوره الناس .. وأنت جالس تجد نفسك تفكر فى موضوع معين ثم يبدأ الشيطان بأخذ الخيط ويعطى لك أفكاراَ من عنده وهذا هو نظام الشيطان … إذن اين هو؟؟ … إنه فيك ليس خارج عنك…

وكيف نعذبه ونحاربه؟؟

الجماعه المغفلون الذين يذهبون للحج عند إبليس تجد الواحد فيهم يخلع حذاءه ويضربه بها.. لا..نحن نريد أن تضربه فيك أنت فالذى هو فيك هذا هو الأساس وهو الشيطان الداخلى فى الإنسان.

سيدنا رسول الله “صلى الله عليه و سلم” نزلت ملائكه من السماء وجعلوه ينام وشقوا صدره و رسول الله “صلى الله عليه و سلم” اخرجوا قلبه وغسلوه واخرجوا قطعه سوداء ورموها وقالوا انها حظ الشيطان ـانها المكان الذى يستولى عليها الشيطان فى جسم الإنسان ـ ولذلك هو قال ذلك:(إذا ولد إبن آدم يولد معه شيطان ـ كل واحد يولد معه شيطان فوراَ ـ …فقالوا :حتى أنت يا رسول الله؟؟.. قال:حتى أنا إلاأن الله اعاننى عليه فأسلم ـشيطانى اصبح مسلماَ ـ)

فالشيطان يوسوس ولا يتكلم ربنا لم يقل تكلم ولكن قال ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا) ﴿20﴾سورة الأعراف..  وسوس يعنى  {حديث النفس الداخلى } ولم يقف على شجره فى صوره طير وتحدث هذا ليس صحيحاَ فكيف ينطق هذا الكلام على ملائكه الرحمن حراس الجنه هل يستطيع واحد فينا أن يدخل القصر الجمهورى فماذا يفعل الحرس الواقف هناك معه فكيف بالجنه التى يقف عليها الحرس كله هل يستطيع الشيطان أن يتسلل دون أن يمنعه هذا الحرس وهل الجنه فيها حيٍِّه لكى تخوف الناس الذين فيها …

فأين توجد الحيّات؟؟… توجد الحيّات والعقارب وماشابه  ذلك فى جهنم طبعاَ فهذا الكلام من نسيج اليهود والجماعه المفسرون قالوا:إن هذه غيبيات ولم يظهرها القرآن وتركها لأولى الألباب الذين قال فيهم الله:( وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ) ﴿282﴾ سورة البقره… المهم ان كان نزول آدم من الجنه لحكمه عاليه جداَ أرادها الله سبحانه وتعالى فما هى هذه الحكمه؟؟…

أولاَ: جعله خليفة فى الأرض وليس فى الجنه { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} ﴿30﴾ سورة البقره …فالخلافة هنا للدار الآخره …

ثانياََ: لكى ينجب فيها لأن الجنة ليس فيها إنجاب …

ثالثاََ : ليكون من ذريته أناس للجنة وأناس للنار فكيف يكون ذلك وهو فى الجنة .. فلا بد أن ينزل هنا ليحدث الفصل بين الإثنين فأهل الجنة يدخلون الجنه وأهل النار يدخلون النار فكيف يتم فرزهم وطردهم وهم فى الجنه…

رابعاََ : إن ربنا يبين لنا أن الذى يحبه من المؤمنين والمسلمين يعفوا عنه ويتجاوز عن سيئاته والذى يبغضه يسلطه … أحب آدم فعمل آدم الذنب ثم تاب فتاب الله عليه والشيطان عمل الذنب فقال له أخرج منها  …

فربنا يعرفنا نحن جماعة المؤمنين الذين آمنوا بالله وصدقوا بكتاب الله أننا محبوبين لله … ولأننا ذرية آدم لذلك إذا عملنا ذنباََ  فنرجع إلى الله تعالى ونتوب … والله علمنا التوبه وعلمنا ماذانعمل إذا وقعنا فى الذنوب وهناك أسرار وأسرار كثيرة فى نزول آدم عليه السلام من الجنه …. المهم أن الملائكة كلها شاهدت نور رسول الله “صلى الله عليه و سلم” فى آدم عليه السلام وأصبح آدم لهم أستاذاََ وربنا قال له :{ أنبئهم بأسمائهم} أى عرفهم بأسماء كل شيئ … وعرفهم أوصاف كل شيئ … وعرفهم حكمة كل شيئ… لأن الله سبحانه وتعالى علمه ذلك بلا واسطه … وأصبحت الملائكة الكرام يتعلمون على يد آدم لكى يعرفنا الله أن كل شيئ لابد له من معلمّ … حيى الملائكة التى توجد فى السماوات جعل لهم معلّم فلابد أن يكون لنا معلّم …

والذى يقول أنى أصل إلى الله بدون معلّم لا يستطيع لأن الملائكة الذين فى ملكوت الله وفى جمال الله وفى فضل الله إحتاجوا إلى المعلّم الذى يعلمهم وفى النهاية عندما تعلموا قالوا { قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } ﴿32﴾ سورة البقره …   

فلو نعلمت من كتب وكراسات  أو غيرها فلن أحتاج إلى معلّم ..لا ..أنا محتاج إلى مرشد وشيخ يعلمنى ما أصل به إلى حضرة الله سبحانه وتعالى

نزل آدم عليه السلام ونزل معه نور رسول الله صلى الله عليه وسلم  …فكيف إنتقل هذا النور من ظهر آدم إلي ذريته من بعده ؟؟…

هذا ما سنتحدث عنه غداََ إن شاء الله تعالى …

                 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم …

 

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid