Sermon Details

نرجوا توضيح لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِ؟
.
السؤال: نرجوا من سيادتكم توضيح قوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ) (27الفتح).
——————-
هذه الآيات نزلت في صُلح الحديبية، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان قد رأى في رؤيا منامية أنه ذهب هو وصحبه إلى البيت الحرام لأداء عمرة وطافوا به وسعوا بين الصفا والمروة. فقصَّ الرؤيا على أصحابه وطلب منهم أن يتجهزوا لزيارة البيت الحرام، وخرج صلى الله عليه وسلَّم ومعه ألف وأربعمائة من أصحابه الكرام.
وفي هذا الوقت كانت هناك عداوة مستحكمة بينه وبين أهل مكة (قريش)، فلما رأوه – مع أنه كان لابساً ملابس الإحرام وصحبه كذلك لابسين ملابس الإحرام – خرجوا ومنعوه من دخول مكة، وتدخل أُناسٌ من أهل مكة وأُناسٌ من أهل الخير واتفقوا على عمل صُلح أسموه صلح الحديبية باسم المكان الذي تم فيه الصُّلح. وكانت بنود الصُلح:
البند الأول: أن يرجع الرسول في هذا العام ولا يدخل مكة – لأن الكفار أصرُّوا على رأيهم – وأن يدخل في العام التالى ويتركوا لهم مكة لمدة ثلاثة أيام.
البند الثاني: أن من تخلَّى عن الإسلام ورجع إلى مكة من أهل مكة لا يردوه إلى النبي، ومن أسلم من أهل مكة وذهب إلى النبي يرده إلى أهل مكة.
وهذا كان الشرط الجائر الذي اعترض عليه بعض أصحاب النبي.
الشرط الثالث: من أراد أن يدخل في تحالف مع النبي من القبائل العربية فله ذلك، ومن أراد أن يدخل في تحالف مع القبائل العربية فله ذلك.
الشرط الرابع والأخير: أن تكون هدنة يتوقف فيها القتال بين الفريقين لمدة عشر سنوات.
بعض أصحاب حضرة النبي ومنهم سيدنا عمر بن الخطاب غضب وراح يكلم سيدنا أبي بكر أولاً فقال: ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: بلى، قال: فلِمَ لم ندخل البيت؟ مع أن النبي رأى الرؤيا، ورؤيا الأنبياء حقٌّ، قال: هل أخبرك أنه داخل هذا العام؟ قال: لا ، قال: الموضوع بسيط.
تركه وذهب إلى حضرة النبي وقال: يا رسول الله أنت قصصت علينا أنك دخلت البيت الحرام ونحن معك، وهؤلاء القوم ردُّونا عن ذلك، قال: يا عمر هل قلت لكم: هذا العام؟ قال: لا، قال: (سندخل إن شاء الله رب العالمين هذا البيت).
هذه الآيات نزلت في صُلح الحديبية: (لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ) – ستدخلون إن شاء الله – (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا) – يعني هناك حكمة إلهية في هذا الأمر، وهذا الكلام فيه فَتْحٌ – (فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) (27الفتح).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم