الحمد لله الذى بشرنا وسرنا، بأننا سنكون مع آبائنا وأبنائنا، وأزواجنا وذرياتنا، فى جنات النعيم. والصلاة والسلام على أصل كل نعيم، ومصدر كل تكريم، المبين الأعظم للذكر الحكيم، سيدنا محمد الذى وصفه مولاه بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم، وآله الرحماء، وصحابته الأجلاء، وكل من سار على هديه إلى يوم العرض والجزاء، وعلينا معهم أجمعين. آمين .. آمين يا رب العالمين. (أما بعد)
فيا إخوانى ويا أحبابى بارك الله عز وجل فيكم أجمعين
الآيات التى استمعنا إليها الآن تناقش قضية اختلف فيها بعض أهل الإيمان، مع أن القرآن حسمها، والنبى صلى الله عليه وسلم أكد هذا المعنى فى أكثر من حديث وبيان. لكن الخلاف طبيعة فى بنى الإنسان{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (118-119 هود)، ومستحيل أن العالم كله سيجتمع على رأى واحد، ومستحيل أن أهل البلد جميعاً يجتمعوا على رأى واحد، ومستحيل أن أبناء رجل واحد يجتمعوا على رأى واحد، كذلك مستحيل على العلماء الأجلاء المجتهدين أن يجتمعوا على رأى واحد.
وخلاف العلماء له خصوصية. خلاف الأبناء والأشقاء، وخلاف العائلات والجيران والأقارب، هذا لا يحبذه شرع الله، ولايؤيده رسول الله، لأن الخلاف يؤدى إلى الإتلاف، إتلاف العلاقات، إتلاف المودات، إتلاف المحبة فى القلوب فلا تكون على وفاق.
الخلاف الوحيد الذى ليس فيه مشاكل، اختلاف العلماء المجتهدين الرحماء، شرطهم أن يكونوا مجتهدين، ويكونوا رحماء، لأن كلهم يبغون الحق، والآخر يبغى إظهار الحق، وما داموا علماء لايختلفون فى أمر أصيل، أو أساس متين، جاءت به الشريعة السمحاء، وهذه ما يسمونها الأصول. لا يختلفون فى أصول الشرع، لأن القاعدة الشرعية المرعية عندهم: ( لا اجتهاد مع نص)، طالما نص صحيح وصريح فى كتاب الله، أو فى سنة حبيب الله ومصطفاه، كيف يختلفون؟ لا يقدرون أن يختلفوا، لكن يختلفون فى مفهومهم وتوجيههم لهذا النص.
فمثلاً الإمام الشافعى، والإمام أبو حنيفة، والإمام مالك – رضى الله عنهم أجمعين – اختلفوا فى مصافحة النساء هل تنقض الوضوء أم لا؟ والخلاف جاء من فهمهم للنص. أين هذا النص؟ { أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء } ( 43-النساء).
فالإمام الشافعى قال: اللمس هو هذا اللمس العادى، فالآية منعته، اللمس بدون حائل – منديل أو فوطة- ينقض الوضوء. الإمام أبو حنيفة قال: اللمس هنا يعنى الجماع. لماذا؟ لأن السيدة مريم عليها السلام قالت: { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } (20-مريم)، ولذلك قال: إذن اللمس هنا بالسلام لا ينقض الوضوء. والإمام مالك هنا توسط، قال: الأعمال بالنيات والمهم النية، لو سلم على إمرأة ونيته سليمة، إذن ما الذى ينقض وضوءه؟ لكن لو نظر بشهوة ينقض الوضوء. هذا مذهب الإمام مالك.
واجتهادهم فى فهمهم للنص، لكن لم يعلن أحدهم الحرب على الآخر، ولا جرح أحدهم فى الآخر، ولا سب أحدهم الآخر، ولا أساء أحدهم إلى الآخر، لماذا؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى شأنهم: (اختلاف أمتى رحمة). رحمة، يوسع الأمر، إذا وجدت الأمر مشدداً عند الإمام الشافعى، أجده ميسراً عند الإمام أبى حنيفة، وكذلك عند الإمام أحمد والإمام مالك. تكون هناك وسعة، وتكون هناك رحمة. هذا هو خلاف العلماء الذين يعرفون دين الله.
لكن هل سمعنا أنهم اختلفوا فى أصل من الأصول؟!! أبداً، لم يحدث أنهم اختلفوا فى أصل من أصول الشريعة. مثلاً عدد ركعات الظهر أو العصر أو المغرب، هل هناك خلاف فى هذا الأصل؟ أبداً. هل هناك خلاف فى عدد الركعات؟ هل هناك خلاف بينهم فى هيئة الصلاة المؤكدة، الوقوف والركوع والسجود، هل أحد منهم قال: هى سجدة واحدة، أو ثلاث سجدات؟ أبداً، لم يختلفوا فى هذا أبداً. ولم يختلفوا فى شهر رمضان، ولم يختلفوا فى الحج إلى بيت الله الحرام – وبعض الجهلاء فى هذه الأيام يقترح ويقول: نجعل عرفات ثلاثة أو أربعة أيام، حتى يتفادوا الزحام فى عرفة. وهذا شطط وجهل، هذا كلام سفسطة لا أساس له من الدين.
ولكن العلماء الأجلاء لم يختلفوا فى الأصول، وإنما اختلافهم فى مفهوم الآية، أو فيما يدل عليه الحديث، أو ما يأخذونه من الحديث. والحديث والآية يسع ذلك كله، لأنه كلام الله، وبيانه حديث رسول الله يسع كل تفكير الأولين والآخرين، والمعاصرين من العلماء العاملين – رضى الله عنهم أجمعين.
والمقدمة هذه حتى ندخل على هذه القضية التى تثار اليوم. نسمع بعض العلماء يقولون: لا أحد ينفع أحد، لا الابن ينفع أباه، ولا الأخ ينفع أخاه، ولا الأب ينفع أولاده، وكل واحد منهم بالكاد يكفى نفسه. ما الجحة وما الدليل فى ذلك؟ فقالوا: يقول ربنا سبحانه: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } (15- الإسراء). وهذه قضية منتهية، وكلام مضبوط، إلا إذا كان قد أمر بها، أو سن هذه السنة السيئة، ولكن كيف أحمل ذنوب غيرى، لماذا؟ ولكن أنا استطيع أن أنفع غيرى بخيرى وحسناتى، ووسع الله لنا هذا الأمر ولم يضيقه، وأثبت هذا الكلام، حتى قبل بعثة النبى المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
أرسل نبياً من أولى العزم، سيدنا موسى عليه السلام ولى لله وهو سيدنا الخضر عليه السلام، وقال لهما: اذهبا إلى قرية فى مكان كذا، وستجدا جداراً يريد أن ينقض، هدَّا هذا الجدار وابنياه من جديد، دون احضار بنَّاء أو مناول، أنتما الذين تبنيا هذا الجدار بأيديكما، أنتما الاثنين. لماذا؟ لأن الولدين الموجودين كانا صغيرين، وكان جدهما السابع رجل صالح، ودعا لهما، وكانت الدعوة مستجابة وباقية لهما. { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } (82- الكهف) لأجل صلاح الأب ابنيا لهما الجدار، حتى يبلغا ويكبرا ويستطيعا أن يستخرجا الكنز الذى تحت الجدار، ويتصرفا فيه بعقل وحكمة. ما الذى نفعهما؟ صلاح الجد السابع – وليس المباشر – دعوته باقية لذريته وأحفاده، بعد سبع بطون منهم.
قالوا نحن معنا دليل آخر: { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ. لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } ( 37:34 – عبس). والآية واضحة، لم يقل ربنا: (يوم يفر المؤمن من أخيه!!)، ولا قال: ( يوم يفر المسلم من أخيه!!)، إنما من الذى يفر فى هذا الموقف من أخيه؟ المرء، وهو الكافر والمشرك والجاحد، وهذا شئ طبيعى، يفر من أخيه وأبيه لأنه مشغول بنفسه.
أما أهل الإيمان فقال فيهم الله عز وجل: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } (67-الزخرف). أنتم الذين استثناكم الله من هذا، ويقول رب العزة: { يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } (68 – الزخرف)، والإنسان يخاف على نفسه، ولكنه يحزن على غيره. فلا تخافوا على أنفسكم، ولا تحزنوا على أحبابكم وذريتكم، { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } (70- الزخرف) كل واحد معه أزواجه – وقال أزواجكم لأن هناك من تزوج بواحدة وثانية وثالثة ورابعة، لذلك قال 🙁وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ). ويجوز أن يكون قد تزوج بواحدة وماتت، وتزوج غيرها وماتت. إذن كل الأزواج معه فى الجنة. وممكن أن يكن أكثر من أربعة، ممكن أن يصلوا إلى أربعين، كل أزواجه معه (أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ).
والآية التى بين أيدينا اليوم قالت: أولادهم، { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ – ماذا صنع الله بهم؟ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } (21-الطور). قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ليرفع ذرية الرجل الصالح إلى درجته فى الجنة، وإن كانوا دونه فى العمل، إكراماً لصلاحه وتقواه). لا يفرون من بعضهم، ولكن يبحث كل منهم عن الآخر. والنبى صلى الله عليه وسلم قال: حتى المشارك قليلاً من الذرية أو الأهل ، إذا كان الرجل مجتهد وله مقام فى التقوى، وله جاه عند الله، فينفع بجاهه حتى الشارد والمنحرف. أين هذا الكلام؟ فى الحديث الصحيح الذى يقول: (الشهيد يشفع فى سبعين من أهله كلهم قد استوجب النار) يعنى كلهم فى النار، من الذى يشفع فيهم ويدخلهم الجنة؟!! والشهيد بمفرده؟ أبداً، يقول صلى الله عليه وسلم: (العالم يشفع فى سبعين من أهله كلهم قد استوجب النار).
هذه الأحاديث صحيحة، والرجل الذى لا هو شهيد ولا عالم؟ قال: ( قارئ القرآن يشفع فى عشرة من أهله كلهم قد استوجب النار). وهناك من يشفعون فى أكثر من ذلك، قال قيهم صلى الله عليه وسلم: (إن من أمتى رجال يشفع الرجل منهم فى أكثر من ربيعة ومضر).
هذه الشفاعة من المسلمين لإخوانهم المسلمين، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: أكثر وكثِّر من إخوانك المسلمين، ليس بواحد وإنما بمائة ألف واحد، فقال: ( استكثروا من الإخوان فإن لكل أخ شفاعة يوم القيامة). فإذا كان من أصحابك من شفع فيما قدره له الله، تذهب لآخر ربما يكون لديه من يشفع لهم، وكذلك الكثير من الإخوان، حتى تضمن أن تكون فى كشف من كشوف الشفاعة، أو ابنك أو بنتك فى كشف من هذه الكشوف التى يطلقها الله عز وجل للأمناء من هذه الأمة، إكراماً لحبيب الله ومصطفاه – صلوات الله وسلامه عليه.
ناهيك عن أن المؤمن – أى مؤمن – يستطيع أن ينفع أو يشفع فى أى مؤمن. كلنا نستطيع أن نشفع، لماذا نصلى الجنازة؟ لماذا نصلى على الميت؟ نصلى لنشفع فيه، نقول: يا رب اغفر له وسامحه وارحمه، هذه واحدة، وإذا صلينا عليه وكنا فيها مخلصين والعدد اكتمل أربعين أو كمل ثلاثة صفوف فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليه أربعون رجلاً من أمتى وجبت له الجنة). لو لم يكن هناك أربعون رجلاً، نكثر الصفوف، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليه ثلاثة صفوف وجبت له الجنة). لذلك نقول فى صلاة الجنازة نكثر الصفوف، حتى لو كان فى الصف رجل واحد. إذن هذه الصلاة شفاعة منا له إلى الله عز وجل.
ولذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يصلى على أصحابه. امرأة كانت قائمة على خدمة المسجد، تكنسه وتنظفه وترشه، وجاء بعد فترة من الزمن لم يجدها صلى الله عليه وسلم فسأل عنها، قالوا: ماتت ودفناها فى الليل، فقال صلى الله عليه وسلم: (هلا آذنتمونى؟) أى لماذا لم تخبرونى؟ قالوا: دفناها فى الليل وكرهنا أن نوقظك من نومك، فقال: دلونى على قبرها، فقام صلى الله عليه وسلم وصلَّى على قبرها- صلوات ربى وسلامه عليه- لأن الله قال له: { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ } (103-التوبة). صلاتك تسكنهم، وتطمئنهم، وتمكنهم، وتجعلهم يعلموا علم اليقين أنهم فى جوار الكريم عز وجل.
وفى يوم من الأيام مات رجل من أحبابه فى الحبشة – النجاشى أسلم ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقال: الصلاة جامعة فقد مات اليوم أخوكم النجاشى، هيا بنا نصلى عليه صلاة الغائب، لماذا؟ شفاعة فيه، ويدخل بها الجنة ببركة شفاعة المصطفى وأصحابه الكرام صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم.
وفى غزوة تبوك جاء إليه سيدنا جبريل عليه السلام، وقال له: الصحابى الجليل معاوية الضرير مات فى المدينة، والملائكة يريدون أن يصلوا عليه خلفك، فإن شئت أتينا به إلى هنا، وإن شئت زوينا لك الأرض لتصلى عليه وهو فى مكانه. فقال صلى الله عليه وسلم: ازْوِ لنا الأرض، وأمر أصحابه، فتهيئوا وتوضوا، وصفهم صفوفاً، وأشار الأمين جبريل إلى الأرض فانزوت، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على سريره – يعنى النعش- والملائكة الأبرار، والأخيار الأطهار، الذين ليس لهم عدُّ ولا حدّ. وصلاته – صلى الله عليه وسلم – علينا دائمة، لم يقل ربنا: صلِّ عليهم فى وقتك، وإنما فى كل وقت وحين إلى يوم الدين، وإلا نرفع هذه الآية من القرآن الكريم.
ولما مات رجل من صالحى الصحابة رضى الله عنهم فى عصر سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه – وكان اسمه الربيع بن خراش رضى الله عنه – فإخوته غطوه وذهبوا لتجهيز أمره، الكفن وإعداد القبر، ولما رجعوا إذا به يقعد ويرفع الغطاء ويقول: عجلوا غسلى وتكفينى، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حضر للصلاة علىّ. ولما سمعت السيدة عائشة الخبر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيتكلم رجل من أمتى بعد الموت).
فصلاة الجنازة، والصلاة على الميت، شفاعة منا جماعة المسلمين لهذا الميت، وكذلك كل الأعمال الصالحة. إذا استغفرنا ووهبنا له، وإذا قرأنا القرآن ووهبنا له، ووهبنا لهم حجنا بيت الله الحرام. ينفع أن أحج عن الميت – يا إخوانى أم لا؟ ينفع يا إخوانى، ربما يكون هذا الميت عليه أطنان من الذنوب.
والحج يقول النبى صلى الله عليه وسلم فيه: (من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، إذاً نفس الأمر.ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام الطبرانى رضى الله عنه: (أمتى هذه أمة مرحومة، تدخل القبر بذنوبها، وتخرج منها مغفوراً لها، باستغفار المؤمنين لأهلها).
كلما نقرأ الفاتحة للمؤمنين والمؤمنات تذهب إليهم، تخفف عنهم أو تزيدهم رفعة فى الدرجات والمقامات، وكلما استغفرنا استغفرنا لهم، يصل إليهم الاستغفار على أطباق من الأنوار، ويضع الله عنهم بسرِّه وبركته الذنوب والأوزار، ويحفظهم من أجله من الخزى يوم البوار، وهذه خصوصية لأمة النبى المختار صلى الله عليه وسلم.
إذاً ليس لنا “يوم يفر المرء من أخيه”، فإننا نساعد بعضنا فى الدنيا، ونساعده عند الموت، ونساعده لما يدخل البرزخ، ونساعده يوم الدين، ندخله فى الشفاعة، ونطلب من الله أن يقيله من عثراته. هذه أحوال وأعمال ينفع الله عز وجل بها المؤمنين بعضهم ببعض.
فالمؤمنون دائماً ينفعون بعضهم البعض، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن ينفع أخاه ولو بكلمة فليفعل). كيف ذلك؟ يقول: يا رب ارحمه، يا رب سامحه، اغفر له، تجاوز عنه، يدعو له { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ } (10-الحشر)، ربنا الذى علمنا أن نقولها، وإذا قلناها سيرحمهم ويغفر لهم، لأنه هو الذى أمرنا أن نطلب المغفرة من الله عز وجل لهم.
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما لم نكن نعلم، وأن يجعلنا من عباده الذاكرين الشاكرين، الحاضرين التفقهين، وأن يجمع شملنا أجمعين على طاعته فى الدنيا، ويجمع شملنا على حبيبه ومصطفاه يوم الدين، نحن وآباؤنا، وزوجاتنا وأمهاتنا وبناتنا، وأحبابنا والمسلمين أجمعين.