الحمد لله الذي اختار لسيد الأمة خير نساء الأمة وجعلهن أزواجاً له وأمهات للمؤمنين، سر قوله I:

) ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ ( (6الأحزاب)

والصلاة والسلام على صاحب مقام الخيرية؛ سيدنا محمد الذي جعله الله خير نبي لخير أمة، وأرسله بخير كتاب وبخير دين، والقائل:

{ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي }[1]

وبعد،

قمنا بعمل حلقات مباركات عن نساء النبي e في برنامج (المحبين) في قناة القاهرة (الثالثة) بالتلفزيون المصري – وتمت إذاعتها في وقتها على الهواء مباشرة – لما يتصفن به من أخلاق طيبة وخلال كريمة تحتاج إلى التخلُّق بها والمشي على نسقها كلُّ نساء المؤمنين وبنات المسلمين.

ونظراً لأن هذه الحلقات كان لها أثر عظيم في المجتمع النسائي الإسلامي؛ طلب كثير من المحبين نساءًا ورجالًا …

أن تجمع هذه الحلقات في كتاب ليعمَّ النفع بها، وتنتشر القدوة الطيبة والقيم الكريمة والأخلاق العظيمة بين نساء المسلمين، خاصة وأن النساء هن اللائي يصنعن للمجتمع الرجال الأكفاء لحمل الأمانة في النهوض بالوطن وإظهار جمال الدين الإسلامي، ويصنعن كذلك النساء الفضليات اللاتي تُحْسنَّ تربية أبنائهن وبناتهن، فهن كما قيل:

فاستجبنا لهذه الرغبة من الأحبة وجمعنا هذه الحلقات وأضفنا إليها من فضليات نساء النبوة من لم يذكرن في الحلقات حتى تكتمل سلسلة زوجات النبي وسميناه (أمهات المؤمنين) اقتباساً من قول الله تعالى:

) ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ ( (6الأحزاب).

نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع به كل من قرأه، وأن تكون زوجات النبي أسوة طيبة وقدوة حسنة لنساء المؤمنين وفتياتهن، والله الموفق للصواب.

[1] جامع الترمذي والدارمي عن عائشة رضي الله عنها