
معلومات عن الكتاب
- اسم الكتاب
- الحياة الأسرية الطيبة
- اسم سلسلة الكتاب
- المرأة المسلمة
- تاريخ النشر
- 21 مايو 2023م، غرة ذى القعدة 1444هـ
- رقم الطبعة
- الطبعة الأولى
الحمد لله الواسع الفضل والجود والإحسان، والشكر لله على خيره الواصل إلينا في كل وقت وآن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد حبيب الرحمن والرحمة العظمى لبني الإنسان، والشفيع الأعظم لجميع الخلائق يوم لقاء حضرة الديان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى كل من اتبعه بالهدى وفاز بشفاعته تحت لواء الأمان، وبعد
أسس الإسلام حضارته التقدمية الإنسانية على بناء الأُسَر وتربية الإنسان، وكان شعار الحضارة الإسلامية الإنسان قبل البنيان، فسعدت الأُسَر وصلح الأفراد وطاب لصلاحهم وسعادتهم المجتمعات، فكانت المجتمعات الإسلامية خير أنموذج للحياة التقية النقية التي فيها الرفعة والعزة في الدنيا والفوز والسعادة في الحياة الأخروية.
أدرك أهل الغرب والحاقدون والحانقون على الإسلام وأهله هذه الحقيقة، ولمَّا كان حقدهم على الإسلام شديدًا وبغضهم له كريهًا فقد حاولوا أن يهدموا الإسلام من أساسه بأن يهِدُّوا الحياة الأسرية المستقرة بما حشدوا له من مبادئ هدَّامة ووسائل تكنولوجية عصرية تؤلب الفتن بين أعضاء الأسرة الواحدة فتجعلهم متشرذمون ويختلفون على الدوام ويتجادلون في أمور سطحية وهامشية، كما حرصوا على تخلي الأسرة وأفرادها عن المبادئ الإسلامية الرفيعة والقيم الدينية الأصيلة، ويتشبهوا بالغوغاء من أهل الغرب، فتفكك المجتمع وحدثت المشكلات وأحيانًا الكوارث التي لم نكن نسمع عنها من قبل.
وارتكبوا ذلك تحت شعار الحرية، فالحرية عندهم في المساواة التامة بين المرأة والرجل، مع عدم مراعاة الفروق البيولوجية بينهما، بل جعلوا من الحريات الشخصية ما يريدون إجبار الأمم والشعوب عليه من مبادئ المثلية بأن يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة، وجعلوا الإجهاض حرية شخصية وليست جريمة يعاقب عليها القانون، بل وجعلوا الزنا مباحًا تحت شعار زواج المساكنة، وغيرها من الأمور التي جعلت المجتمعات الغربية تفقد هويتها وتسحق قيمها بل وتجعل بنيانها ينهار من الداخل بفعل أهلها.
وأمام هذا الغزو الغربي الذي يريد هدم الإسلام عن طريق هدم قيم الأسرة المسلمة كان لا بد لنا أن نقف وقفة؛ نبين فيها قيم الإسلام ومبادئه السوية في بناء الأسرة وتكوينها، وأسلوب حياة الزوجين، وأساليب تربية أولادهم، ومراعاة الحقوق الاجتماعية لجيرانهم وأقاربهم ومعارفهم.
كما بينَّا الأسلوب الأمثل للحياة الطيبة بدون خلافات ومشاكل أسرية، وكذلك حل المشاكل الأسرية بيسر وسهولة حتى تحتفظ المجتمعات الإسلامية بقيمها ومبادءها وتظل راسخة كالطود الأشم أمام هذه الأمواج العاتية من التيارات المادية والشهوانية التي يصدرها لنا الغرب.
وعلى هذا فهو كتاب سميناه (الحياة الأسرية الطيبة) وهو كتاب ينبغي على كل مسلم رجل أو امرأة شابًا أو شيخًا أن يقرأه ويعمل به ليستقر في حياته ويحظى بقول الله عز و جل:
) مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ
وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ( (97النحل).
أسأل الله f أن ينبه أسرنا الإسلامية في كل بلدان المسلمين إلى ما فيه رفعتهم وعلو شأنهم بالحياة الطيبة الإسلامية وما فيه سعادتهم بالبعد عن النزاع والمشكلات، ويؤسسوا حياتهم على بر الأبناء والمودة والرحمة بين الآباء، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد المثل الأعلى للأب الرؤوف الرحيم، والنموذج الأقوم للزوج الحكيم، وعلى آله وصحبه وسلم
Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid