بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أحب عباده المقربين من قبل القبل ورزقهم حبه وذكر ذلك في كتابه وقال في شأنهم:

(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) [54المائدة]

ونسأله عز شأنه أن نكون من أهل هذه الآية ….. وممن سبقت لهم الحسنى فيها بالعناية آمين .. آمين .. يارب العالمين …

والصلاة والسلام على سر البداية وسبب العناية ومفتاح الجنة وصاحب الشفاعة العظمى لأهل الولاية سيدنا محمد وآله الذين أحبوه وأصحابه الذين أعانوه وفدوه بأنفسهم وأموالهم وأتباعه الذين اشتاق لرؤيتهم وبادر بمودتهم واجعلنا منهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.

وبعد، …… فإن لله قوماً ملأ قلوبهم بمحبته وهيئ أبدانهم لخدمته وأعانهم بعونه وأمدهم بحوله وطوله وقوته، وهم يحنون إليه حنين الأرواح إلى أجسامها والطيور إلى أوكارها والحقائق الراقية إلى نعيمها في الجنان، وتطالبهم قلوبهم بمواصلة محبوبهم والسعي في العمل الموصل إلى حبه ورضاه، ويعوقهم عن الوصول إلى ذلك إبليس وجنوده، والنفس وحشودها، والهوى وأتباعه، ويساعد على ذلك مجالسة الغافلين ومخالطة البطالين.

فأردنا أن نستعين بالله ونعين إخواننا المحبين الصادقين الطالبين لرضاه جل في علاه على تبيان السبيل الموصل إلى فضل الله والذي ينال به العبد إكرام مولاه وتفتح له به خزائن عطاياه.

فبينا العوائق التي ينبغي أن يتخلى عنها العبد المراد لأنها آفات تقطعه عن طريق الله عزوجل وتحرمه من قربه سبحانه وتعالى ورضاه وتمنع عنه جوده ونفحاته وعطاياه.

وذكرناهم بما ينبغي أن يتجملوا به من الأحوال العلية والصفات المرضية التى بها يصيرون من الأتقياء الأنقياء الذين يسخر الله عزوجل لهم ما في الأرض وما في السماء:

(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه )  [ 13الجاثية]

وكذلك يصيرون من الوجهاء يوم العرض واللقاء.

وأسال الله U ان ينفع بهذه الآداب كل من تاب إلى الله وأناب واتبع هدي الحبيب المصطفى وعمل بما في السنة والكتاب وأن يجعله نبراساً للمجدين وميزاناً للمخلصين ونافعا لكل من قرأه أو عمل به من الصادقين.

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

[8آل عمران]

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله نجوم الهدى وأصحابه ومن بهم اقتدى