• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

معلومات عن الكتاب

الحمد لله الذي اصطفى من الأنبياء رسلاً ومن الناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله البشير النذير، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الهادى إلى الطريق القويم والصراط المستقيم والأسوة الطيبة لكل من تعلق بالله ورجا فضل مولاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، آمين.

أما بعد

فقد أقام الله عرفاء وحكماء ربانيين في كل زمان ومكان لهداية القلوب الطامعة في فضل علام الغيوب وتوضيح المناهج والمسالك الموصلة لها إلى المطلوب وقال لنا فيهم:

) وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ( (15لقمان)

وبيَّن لنا سبحانه و تعالى  في كتابه الكريم في قصة العبد مع الكليم كيفية التعرض لهم وآداب طلب صحبتهم وما ينبغي أن يتخلق به العبد ويتأدب به في صحبتهم حتى ينال رضاهم فيؤتيه مما آتاهم.

وقد جعل العارفون السابقون أجمعون الأساس الأول لنيل المطلوب من العبد الموهوب هو الأدب الذي يتأدب به وفق ما وصف الله في قرآنه المكتوب، وكذلك طبق ما كان عليه أصحاب النبي الهداة في أدبهم مع سيد الدعاة سيدنا رسول الله، ولكل رجل منهم قسط وافر من هذه الآداب …

بعضهم جمعها في كتاب كالإمام الشعراني في كتابه (قواعد التصوف)، وبعضهم وضعها في ثنايا كتاب يتحدث فيه إلى الأحباب مبيناً لهم فيه الطريق إلى الله وكيفية سلوكه، وموضحاً المعوقات التي تحجب السالك عن أنواره وتمنعه من مكاشفة أسراره.

وبعضهم نظم هذه الأداب في قصيدة لتكون أسهل على الأحباب كتائية ابن الفارض وغيرها.

ومن تلكم القصائد قصيدة للإمام أبي العزائم شرحناها على قدرنا في هذا الكتاب وسميناها (في صحبة العارفين) …

وإن كان للإمام أبي العزائم رضى الله عنه قصائد جمة في هذا الموضوع لا نستطيع الإلمام به وشرحها وتوضيحها في كتاب واحد، ولكن إذا شاء الله I وفتح لنا الرحاب وأدخلنا من الباب:

( فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ) (100المائدة)

عدنا إلى هذه القصائد أو بعضها بالشرح على حسب فتح الله مرات وكرات.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يُجمِّلنا أولاً بهذه الآداب …

وأن يُجمِّل لنا بها ثانيا الأحباب الذين يتابعوننا آملين في دخول هذا الرحاب.

والله من وراء القصد وبه التوفيق لاتباع خير طريق ينجينا به من عالم الأسباب، ويفتح لنا به كنوز حضرة الوهاب.

) رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا ١٠ ( (الكهف)

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأواب والآل والصحاب وكل من تبعهم على هذا الهدي الرشيد إلى يوم المآب.

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid