بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على هداه، والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه.

وبعد، حدثت أزمات اقتصادية شملت أغلب دول العالم في العصر الحديث لأسباب كثيرة أهمها وأبرزها اكتساح وباء كورونا لمعظم دول العالم وتأثيره الكبير على معظم الأنشطة الاقتصادية لمعظم دول العالم، وكذلك الحرب التي نشبت بين روسيا وأوكرانيا، والتي مر عليها الآن أكثر من عام ولم تنته بعد، وقد أثرت تأثيرًا مباشرًا على اقتصاد العالم بأثره.

هذه الظروف التي مرت بها أكثر دول العالم أثرت تأثيرًا كبيرًا على اقتصاديات الدول وخاصة الدول الفقيرة .. فارتفعت نسبة التضخم بها وظهر العجز الكبير في موازناتها، وغلت الأسعار في كافة السلع التي لا غِنى للإنسان عنها وخاصة السلع الغذائية … واحتارت هذه الدول في كبح جماح التضحم في مجتمعاتها ومحاربة الغلاء والاحتكار اللذان هما من أبرز سمات العصر … وتضاعفت الديون من الدول الفقيرة بسبب كثرة استدانتها لعجز مواردها عن تحقيق طموحات شعوبها !!!

وبالطبع أخذ رجال الاقتصاد … مع رجال السياسة … يبحثون عن أفضل الحلول لهذه المشاكل الاقتصادية حتى يستطيعوا توفير حياة ملائمة لشعوبهم، ولما كانت الحلول التي يبحثونها آراء شخصية وأبحاث فكرية فإنها بالطبع لا توافق ولا تلائم كل المجتمعات، لأن كل مجتمع له خصائصه التي انفرد بها، وله سلوكياته التي تحكمها عقيدته التي يؤمن بها.

وقد رأينا في ديننا الإسلام حلولًا جذرية ومتنوعة لكل المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها المجتمعات العصرية؛ ولأن الإسلام يتسم بالمرونة والتيسير فهي تلائم كل البيئات وكل المجتمعات خاصة أنها تجارب خاصة بالإسلام .. وقد حدثت أمثال هذه المشكلات بل وأكثر منها في المجتمعات السابقة، وطُبقت هذه النظم الإسلامية تطبيقًا عمليًا استطاعت به حل كل هذه المشكلات، والحلول الإسلامية لها مُثُلٌ وتجارب سابقة مما يجعلنا نعتقد اعتقادًا جازمًا أنه لا حل لأزماتنا الاقتصادية ومشاكلنا الاجتماعية إلا بالرجوع لنماذج الحلول السابقة الإسلامية وتطبيقها مع موائمتها لروح العصر الذي نعيش فيه الآن، وهذا ما ذكرناه في هذا الكتاب الذي سميناه:

الحلول الإسلامية لمشاكلنا الاقتصادية

أسأل الله أن يُلهم أفراد أمتنا الإسلامية التوفيق والصواب، وينبههم إلى العمل بالسُنَّة والكتاب، وتطبيق هدي النبي r والأصحاب حتى تنجلي عنا هذه الغمة وينكشف كل بلاء عن هذه الأُمَّة:

( رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ) (٥٣ آل عمران)

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

مجمع الفائزين بالمقطم، مساء السبت

الثالث من رمضان 1444هـ، الموافق 25 من مارس 2023م