• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

معلومات عن الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده، سيدنا محمد وآله وصحبه.

بعد أن قدمنا الطبعة الأولى من كتابنا ” الخطب الإلهامية” ( المناسبات) فى ست كتب متتالية تشتمل على المناسبات الدينية طوال العام كما سيأتى تفصيله لاحقا بهذه المقدمة؛ تهافت القراء على هذه الكتب وبخاصة المشتغلون بالدعوة والوعظ على مستوى الجمهورية حتى نفدت الطبعة فى وقت قصير، وطالبنا الكثير من القراء ودور النشر بإعادة طباعتها.

فاستخرنا الله تعالى فى ذلك وآثرنا أن تطبع الأجزاء الستة فى مجلد واحد حتى تكون أيسر للقارىء وأسهل للباحث والداعى فى الوصل إلى مايريد، وقد ضبطنا فى هذه الطبعة الآيات برسم المصحف العثمانى، وشَكَّلْنَا الأحاديث النبوية الشريفة، كما حذفنا الأدعية فى الخطبة الثانية وتركناها لما تجود به قريحة الخطيب بحسب المناسبة وتوجه قلبه إلى الله، وارتأينا أن نطبع الكتاب طبعة ميسَّرة ليعم به النفع ويزيد به الفضل.

القارىء الكريم، كتابنا هذا الذى بين يديك مكون من تمهيد وستة أبواب، وقد تناولنا فى التمهيد أمرين أساسين يلزم معرفتهما جيداً، أولهما هو “منهج الداعى الحكيم و أوصافه” وهى إضافة لم تكن بالطبعة الأولى، والأمر الثانى هو أحكام الجمعة من يوم وخطبة وصلاة، وأما الأبواب فقد رتبناها وفق التسلسل الزمنى للمناسبات خلال العام فكانت كما يلى:

الباب الأول :”الهجرة ويوم عاشوراء” : وقد تناولنا فيه أحداث الهجرة من مكة إلى المدينة بكل تفصيلاتها، وأفضنا في بيان الآيات القرآنية التي أشارت إليها بحسب ما فتح الله عزوجل واستلهمنا منها العبر التي تنفع المؤمن في حياته فرداً وجماعة، حيثما كان، وأخذنا من مجتمع المهاجرين والأنصار الأسس والقيم والمثل التي تصلح المجتمعات وبينا كيفية تحقيق ذلك في مجتمعاتنا المعاصرة، كما لم نغفل يوم عاشوراء وألمحنا إلى الكيفية الصحيحة للاحتفاء به.

ولا يفوتنا أن نذكر بأن أحداث الهجرة تمت في شهر ربيع الأول فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً يوم الإثنين الأول من شهر ربيع الأول ودخل المدينة المنورة يوم الإثنين التالي فكانت فترة الهجرة أسبوعاً، أما السر في جعلها في بداية العام الهجري فيرجع ذلك إلى عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t حيث جاءته بعض رسائل من القاده والولاه مختومة بعبارة كُتب في رجب مثلاً؛ فقال t: أيُّ رجب؟ هذا العام أم السابق؟ ثم جمع رضي الله عنه أصحابه واستشارهم فى إتخاذ تأريخ للمسلمين، وكان العرب يؤرخون من قبل بالأحداث العظيمة كحادثة الفيل، فاقترح البعض أن يؤرخ بميلاد النبي أو وفاته، واستحسن سيدنا عمر t أن يبدأ التأريخ الإسلامى بهجرة النبي لأنها البداية الحقيقية للدولة الإسلامية، ولما كانت السنة الهجرية تبدأ بشهر المحرم جعله أول العام الهجري الأول وكان ذلك بداية التقويم الإسلامي العربي القمري والذي تنبني عليه الشهور العربية والأحكام الشرعية، ومن ثم جرى الإحتفال بذكرى الهجرة أول العام فى شهر المحرم، وإن كانت الهجرة ذاتها تمت فى شهر ربيع الأول.

أما الباب الثانى ففى خطب المولد النبوى الشريف : فقد انتقينا من الخطب الكثيرة جداً التي سجَّلها الأحباب ثُّلة مباركة كنماذج لمعالجة مشاكل الأفراد والمجتمعات على ضوء هذه الذكرى العطرة،وآثرنا منها ما تحتوى على ما يُوحي به جلال المناسبة من توجيهات توقظ الأمة من غفلتها، وتثير عزائم نهضتها، وتجعلها تتجه لنبيها تستلهم منه الرُّشْد، وتستمد الهداية لما فيه خيرها وفلاحها في الدنيا ويوم لقاء الله.

والباب الثالث يشتمل على مجموعة مباركة من الخطب التي فتح الله بها علينا في المناسبة الكريمة لذكرى الإسراء والمعراج، وقد سجلناها بحسب إلقائها وذكرنا الأماكن والمساجد التي ألقيناها بها، وقد بدأناها بخطبتين عن شهر رجب المبارك وفضله لأنه من الأشهر الحرم، ثم أتبعناها بعدد من الخطب ذات المعانى الجديدة فى تناول الموضوع المبارك والتى يشعر معها القارىء الكريم بحلاوة الذكرى المباركة وبأنها معين لاينضب من الإلهامات والأنوار والخيرات والبركات على الأمة بأسرها.

أما الباب الرابع :فقد خصصناه لشهر شعبان المبارك، فبينَّا فيه خصائص الشهر، وما خصه بها الحبيب صلى الله عليه وسلم من التوجهات والعبادات والنوافل، وقسمنا الباب ثلاثة فصول: الأول للخطب، والثاني ذكرنا فيه فضائل ليلة النصف من شعبان وسردنا الأدلة اليقينية على الإحتفال بها، كما أوردنا بعض الأدلة فى ثبوت معجزة شق القمر لحاجة الخطباء والدعاة لذلك، وأما الفصل الثالث فقد أوضحنا فيه الكيفية الصحيحة لإحياء ليلة النصف، وإغتنام فضلها والتعرض لنفحاتها وذلك من بيان وأحوال أئمة السلف الصالح والعلماء العاملين.

أما الباب الخامس فكان لشهر رمضان وليلة القدر وعيد الفطر… وقد تناولنا فيه حكم الصيام الصحية والاجتماعية والشرعية والخلقية وغيرها وتحدثنا فيه عن سنن الصيام وآدابه ومستحباته، وألمحنا إلى غزوة بدر والاعتكاف وليلة القدر، وذكرنا زكاة الفطر وحكمتها ووضعنا نماذج لخطب عيد الفطر المبارك وذلك كله بأسلوب سلس يلائم العصر.

والباب السادس والأخير فهو عن الحج وخطب عيد الأضحى، وقد ركزنا فيه على ثواب الحج ودرجات الحجاج ومنزلتهم عند الله، وفضائل البيت الحرام وآياته الظاهرة والباطنة، وألمحنا إلى قدر الرحمة الواسعة التي يُنزلها الله عزوجل على عباده في هذه الأماكن المباركة، والأزمنة الفاضلة، وخاصة في يوم عرفة، وذكرنا فيه قصة الخليل إبراهيم، والذبيح إسماعيل، واستخلصنا العبر وموطن القدوة التي يأخذها كل مسلم منها.

وذكرنا أيضاً فضائل الأعمال التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في أيام عشر ذي الحجة، وفضل صيام يوم عرفة، وبينا السنن التي ينبغي على المسلم مراعاتها في أيام التشريق كالأضحية، والتكبير وغيرها وذلك بأسلوب سلس ممتع للعامة والخاصة.

وأحب أن أنوه فى ختام هذه المقدمة إلى أننا عرضنا في هذا الكتاب ما رأيناه أقرب إلى الصواب وإن رأى البعض أننا ربما نستدل أحياناً ببعض الأحاديث الضعيفة سنداً؛ فذلك ما إتفق عليه أئمة الأصول في قاعدتهم المشهورة من أنه يُعْمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وقد تأسّينا في ذلك بقول إمامنا الشافعي رضي الله عنه : رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والهدى والرشاد وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم ، وأن يجزى خير الجزاء كل من ساهم أو شارك فيه من البدء للختام حتى وصل للقارىء الكريم بهذه الصورة الطيبة، كما أسأله سبحانه أن يسامحنا فى كل قصور أو تقصير خالطه، وعذرنا فى ذلك كما قال الأولون أن الله تعالى أبى أن يكون كتابٌ صحيحاً إلا كتابه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الموضوع                                                                  الصفحة

الباب الرابع : خطب شهر شعبان المبارك وليلة الغفران ومباحث ……  265

الفصل الأول: الخطب ………………………………………   267

الخطبة الأولى: فضائل شهر شعبان …………………………………….   267

الخطبة الثانية : فضل الصلاة على النبي ………………………………..    274

الخطبة الثالثة: شهر شعبان والليلة المباركة ……………………………..     279

الخطبة الرابعة: ليلة الإجابة ………………………………………….    282

الخطبة الخامسة: رفع الأعمال إلى الله …………………………………     287

الخطبة السادسة: الاستعداد لشهر رمضان …………………………….     294

الفصل الثاني: احتفاء أهل الإيمان بليلة النصف من شعبان ……….    301

مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان …………………………..      301

اجتهاده r في ليلة النصف …………………………………………     303

صيام الأيام البيض …………………………………………………    306

حقيقة الدعاء الوارد في ليلة النصف …………………………………      306

صلاة التسابيح ……………………………………………………    307

المحرومون من عفو الله في ليلة النصف من شعبان ……………………….      308

نسخ الآجال والمواليد والأرزاق ……………………………………..      310

عرض ورفع الأعمال ………………………………………………     310

الاكثار من الاستغفار ……………………………………………….    311

معجزة إنشقاق القمر وثبوتها بالقرآن والسنة …………………………..     312

الفصل الثالث: كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان …………….     313

آداب الاستعداد لليلة ……………………………………………..     313

إحياء ليلة النصف من شعبان ………………………………………..    313

إحياؤها عند السلف الصالح …………………………………………    314

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid